بن عيسى
عضو
- إنضم
- 30 مارس 2016
- المشاركات
- 1,520
- التفاعل
- 5,251
- النقاط
- 122
"وول ستريت جورنال": تحذيرات حوثية من خطط إيرانية لمهاجمة السعودية مجدداً
كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية أن قياديين في جماعة أنصار الله (الحوثيين) حذروا دبلوماسيين أجانب من أن إيران تتأهب لشن هجوم آخر على السعودية.
ونقلت الصحيفة عن أشخاص مطلعين على الموضوع قولهم إن قادة في جماعة الحوثي حذروا من هجوم جديد متوقع عقب الضغط عليهم من قبل إيران للعب دور في الهجوم الجديد.
وتقول الصحيفة إنه لا يمكن تحديد حجم الخطر المتوقع، وإن مزاعم الحوثيين قوبلت بشكوك من قبل مسؤولين غربيين، لكن كلاً من السعودية والولايات المتحدة حصلت على تلك المعلومات، كما يقول أشخاص تم إطلاعهم على التهديدات.
وقد عززت السعودية من أمنها للرد على أي هجوم محتمل، كما أوضح للصحيفة أشخاص على علم بتحركات السعودية الأخيرة. ويقلق مسؤولون سعوديون من تنفيذ هجوم آخر على صناعتها النفطية، أو مطاراتها المدنية، بما في ذلك مطار الرياض.
ونفى محمد عبد السلام، المتحدث باسم الحوثيين، يوم السبت، ما إذا كانت الجماعة قد أوصلت تحذيرات لدبلوماسيين غربيين بشأن هجمات إيرانية متوقعة، ولم يرد متحدث باسم بعثة إيران في الأمم المتحدة اليوم السبت على طلب من الصحيفة للتعليق حول الموضوع.
واتهمت الولايات المتحدة والسعودية الحوثيين بالإدعاء زيفا أنهم نفذوا الهجمات على السعودية، وبأنهم قاموا بالتغطية على الهجوم الذي نفذته طهران، وهو ما تنفيه إيران والحوثيون.
وتقول الصحيفة إن هناك خلافات داخل جماعة الحوثي حول مسألة اصطفافها مع طهران، وإن السعودية والولايات المتحدة والأمم المتحدة سعت لتمكين القادة الحوثيين الذين يودون النأي بأنفسهم عن طهران.
ويرى بعض قادة الحوثيين أن إيران هي أملهم الوحيد لتحقيق نصر في الحرب مع السعودية، بينما يرى أخرون أن تمتين العلاقات مع طهران خطأ.
وفي حال تبينت صحة التحذيرات التي أطلقها الحوثيون، فإنه تمكن الإشارة إلى حدوث قطيعة بين إيران والحوثيين، أو على الأقل مع بعض الأجنحة داخل الجماعة.
وكانت الإمارات حذّرت من قدرة جماعة الحوثي على مهاجمة دبي أو أبوظبي، في وقت تهدد التوترات المتصاعدة من أزمة النفط السعودية بالتوسع إلى الإمارات.
وقال مسؤولون إماراتيون لصحيفة "ذا تليغراف" البريطانية إنه "في حال استهدف الحوثيون المراكز السياحية والتجارية العالمية في الإمارات، فإنهم لن يستهدفوا بذلك الإمارات فحسب، وإنما العالم".
وكان الحوثيون قد هددوا الإمارات الأسبوع الماضي بالانتقام من مشاركتها في حرب اليمن، وجاءت التهديدات بعد أن أعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن الهجوم بالطائرات المسيرة والصواريخ على أكبر منتج للنفط في السعودية (أرامكو).
وتوعد المتحدث باسم الحوثيين يحيى سريع الأسبوع الماضي الإمارات قائلاً إن "عملية واحدة فقط ستكلفكم كثيراً".
وتابع "نقول للإمارات إذا أردتم السلامة لأبراجكم الزجاجية فاتركوا اليمن وشأنه"، مشيراً إلى أن لدى الحوثيين عشرات الأهداف ضمن بنك أهداف في الإمارات.
************************************************
"نيويورك تايمز" تكشف كواليس تراجع ترامب عن ضرب إيران: لغز لكل المحيطين
في الوقت الذي تُظهر فيه إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إشارات مترددة حول كيفية الردّ على إيران بعد الهجوم الأخير الذي استهدف منشأتين نفطيتين لـ"أرامكو" السعودية، وتخبّطاً في استراتيجيتها الشاملة إزاء إيران بالمجمل؛ عادت صحيفة "نيويورك تايمز" إلى كواليس ما جرى أواخر يونيو/ حزيران الماضي، حينما أسقطت إيران طائرة استطلاع أميركية، وتراجع ترامب عن عملية عسكرية تمّ الإعداد لها بالفعل فجأة ومن دون سابق إنذار، واصفة أن ما دفع الأخير إلى تغيير رأيه في تلك اللحظة "كان لغزاً" لكل القريبين والبعيدين.
وذكرت الصحيفة أنه في الجمعة الموافقة 20 يونيو/ حزيران كان ترامب قد قرر بالفعل الرد على إسقاط الطائرة. لكنه حينما دخل إلى اجتماع مع أعضاء الكونغرس بعد ظهيرة ذلك اليوم وضع أوراقه بالقرب من سترته، وطلب المشورة بدلًا من الكلام.
حينذاك سأله نائب جمهوري، لم تذكر الصحيفة اسمه: "لماذا لا تستهدف مواقع إطلاق النار؟" فرد ترامب: "حسناً، أعتقد أنك ستحبّ هذا القرار".
وتستطرد الصحيفة أنه بالكاد مضت ثلاث ساعات على ذلك، حتى غيّر ترامب رأيه، وطلب من البنتاغون، بينما كانت السفن تستعد لإطلاق الصواريخ، والطائرات قد حلّقت بالفعل من قواعدها، وقف الغارات الجوية، قبيل عشر دقائق فقط من ساعة الصفر.
وتفصّل الصحيفة، نقلًا عن عدّة مسؤولين عسكريين وسياسيين في إدارة ترامب، أنه بعد ساعات من إسقاط الطائرة الأميركية، اجتمع فريق الرئيس لتناول الإفطار في السابعة صباحًا في مكتب مستشار الأمن القومي المقال أخيرًا جون بولتون، وانضم إليهم وزير الخارجية مايك بومبيو، ورئيس هيئة الأركان المشتركة جوزيف دانفورد، ووزير الدفاع بالنيابة، الذي أعلن استقالته للتو، باتريك شاناهان، وبديله المعيّن، مارك إسبر
وفي الاجتماع، نوقشت عدة خيارات للرد، وكانت خطة البنتاغون المفضلة هي مهاجمة أحد القوارب الإيرانية المحملة بالصواريخ، التي كانت الولايات المتحدة تتعقبها في خليج عمان، على أن تحذر القوات الأميركية الإيرانيين من إخلاء السفينة وتصوّرهم بالفيديو، ثم تغرق القارب بقنبلة أو ضربة صاروخية، والنتيجة هي عدم سقوط ضحايا، وهو ما اعتبره شاناهان ودانفورد بمثابة رد متناسب لإسقاط طائرة بدون طيار بقيمة 130 مليون دولار لم ينتج عنها أية خسائر في الأرواح.
بولتون وبومبيو طلبا المزيد
غير أن بولتون وبومبيو كانا قلقين من أن ذلك الردّ لن يكون حاسمًا بما فيه الكفاية، ودفعوا باتجاه شن ضربات على الأراضي الإيرانية. جادل السيد بولتون بشأن ما وُصف بأنه "قائمة شاملة" بالأهداف، لكن ذلك سيتطلب تنفيذًا سريعًا للعملية، لذا استقر المسؤولون على ثلاث بطاريات ورادارات صواريخ إيرانية.
وتردف الصحيفة أن المستشارين أنفسهم التقوا بمزيد من المسؤولين في الـ11 صباحًا في قاعة اتخاذ المواقف لإطلاع الرئيس، واستمر الاجتماع نحو ساعة، نوقشت خلالها مختلف الاحتمالات.
أربعة مسؤولين قالوا في حينها إن ضرب الأهداف الإيرانية الثلاثة سيؤدي إلى سقوط نحو 150 قتيلًا، وهذا التقدير مستند إلى عدد العناصر الإيرانية العاملة في تلك المنشآت، بما يشمل المشغلين وموظفي الصيانة وحراس الأمن.
وبحسب الصحيفة، فإن مدى انتباه ترامب لتلك الجزئية من الإحاطة، أو ما استوعبه منها، لم يكن واضحًا لبعض المسؤولين، لكنهم قالوا إن تقديرات الخسائر كانت مدرجة كجزء من الحزمة المستهدفة التي قدمت للرئيس.
"مغفل وغبي"
تتابع الصحيفة أن فريق الأمن القومي الذي حضر الاجتماع خرج مقتنعًا بأنه أخذ قراراً من ترامب بالرد، وسرعان ما كانت حاملة الطائرات إبراهام كولن وغيرها من السفن والطائرات في طريقها للتحضير للهجوم في حدود الساعة الـ9 مساء بتوقيت واشنطن، أو قبل الفجر مباشرة في منطقة الاستهداف.
ومع ذلك، تواترت التحفظات من المدنيين العاملين مع البنتاغون ومن الجنرال دانفورد نفسه، إذ جادلوا بأن قتل ما يناهز 150 إيرانيا لا يعادل إسقاط طائرة بدون طيار، لا سيما أنه قد يقود إلى ضربة إيرانية مضادة من شأنها أن تتصاعد إلى مواجهة أوسع نطاقًا.
وبدا في ذلك الحين أن ترامب تتملكه شكوك خاصة به، وفق الصحيفة، ويرجع ذلك جزئيا إلى التقارير التي تفيد بأن القائد الإيراني الذي أسقط الطائرة تصرف من تلقاء نفسه، وليس بناء على أوامر محددة من الحكومة. في تلك الظهيرة، قال ترامب للصحافيين في البيت الأبيض: "أجد صعوبة في تصديق إن كان الأمر مقصودا... أعتقد أنه من الممكن أن يكون شخص مغفل وغبي قد فعلها".
قلق ترامب
في الساعة الثالثة مساء بتوقيت واشنطن، دعا ترامب عشرات النواب من كلا الحزبين في الكونغرس، وهو إجراء نادر، وحضر أيضا نائب الرئيس، مايك بينس، وبومبيو وشاناهان وبولتون.
وتنقل الصحيفة عن أحد من حضروا ذلك الاجتماع أن ترامب بدا أقل يقينا مما يجب أن يكون عليه في تلك الحال، لا سيما أن قرار الرد كان قد اتخذ بالفعل. في الاجتماع اقترح الديمقراطيون توخي الحذر، محذرين من أن توجيه ضربة عسكرية يمكن أن يزعزع استقرار المنطقة، ويكون في صالح إيران.
وبحسب الصحيفة، فقد بدا الكل متفاجئًا من رغبة ترامب وتوخّيه الاستماع إلى كل وجهة نظر في حينها. وقال النائب الديمقراطي آدم سميث، وهو رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب: "في نهاية اليوم كان الانطباع الذي تلقيناه أن الرئيس كان قلقا جدا من الانزلاق نحو صراع أوسع... استمع إلينا كثيرًا، لقد فاجأني بعض الشيء".
الأوامر لم تصل
ومع اقتراب ساعة الصفر، تلقى ترامب تقديرا بأن 150 إيرانيًا سيقتلون في الهجوم، ورغم أن ترامب قال لاحقًا إنه سمع ذلك التقدير حينما سأل جنرالاته، فإن الحقيقة، وفق ما توصلت إليه الصحيفة، هي أن التقدير سلّم إليه من قبل محامٍ في البيت الأبيض، كان قد حصل عليه من محامٍ في البنتاغون.
وتشرح الصحيفة أنه عادة ما يضطر محامو البنتاغون لتحضير تقديرات من ذلك القبيل، مستمدة من كراسات تبين عدد الأفراد الذين يعتقد أنهم يعملون في منشآت أجنبية معيّنة. وتنقل الصحيفة عن أحد المسؤولين أن محامي البيت الأبيض طالبوا بتقدير لأنهم اضطروا إلى ملء مذكرة تبرر العمل العسكري بموجب سلطات الرئيس بوصفه قائدًا عامًّا للقوات المسلحة.
المدافعون عن الضربة افترضوا أن المحامين نجحوا في إنهاء العملية، واشتكوا من أن التقدير كان مجرد صيغة لا تفسر حقيقة أن الهجوم سيجرى في الليل عندما يكون هناك عدد من الموظفين، في حال كانوا بالخدمة.
إذن "لماذا ركّز ترامب على تقديرات القتلى في هذه المرحلة بدلًا من فعل ذلك حينما تمّت مناقشة عدد القتلى في الاجتماع السابق؟"، تقول الصحيفة إن هذا لا يزال لغزًا لكثير من المسؤولين. افترض البعض أنه خشي من أن إعادة انتخابه ستكون مهددة إذا انخرط في صراع من ذلك القبيل.
لكن عندما اتخذ القرار، كان بنس وبومبيو وبولتون خارج البيت الأبيض، ولم يدعهم ترامب للإدلاء بآرائهم، وطلب من البنتاغون إنهاء الهجوم مباشرة وبنفسه.
في مركز قيادة أبراهام لينكولن، كان الأدميرال مايكل بويل، قائد مجموعة القصف في حاملة الطائرات، ينتظر الأمر النهائي بالهجوم. يقول للصحيفة: "كانت جميع الأنظمة مشغّلة، كل الأضواء كانت خضراء، كنا ننتظر الأوامر، والأوامر لم تصل".
عود على بدء
وترى الصحيفة أن تلك الانعطافة "المندفعة، والغريزية، والمجرّدة من أي فكر عملياتي" تعكس آلية اتخاذ القرار "لدى رئيس لطالما هدد بتدمير الأعداء كليا، ودعا في الوقت نفسه لإخراج الولايات المتحدة من الشرق الأوسط"، وأنها "تكشف عن أن القائد الأعلى للقوات المسلحة (أي ترامب نفسه) كان أكثر حذرا مما افترضه النقاد، غير أنه أظهر مدى محدودية الخيارات التي يملكها في المواجهة التي بدأها".
والآن، بعد ثلاثة أشهر من ذلك، يجد ترامب نفسه في المكان ذاته، كما تصف الصحيفة، ينازع عواقب اللجوء إلى القوة ضد إيران، وعواقب تجنّبها
كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية أن قياديين في جماعة أنصار الله (الحوثيين) حذروا دبلوماسيين أجانب من أن إيران تتأهب لشن هجوم آخر على السعودية.
ونقلت الصحيفة عن أشخاص مطلعين على الموضوع قولهم إن قادة في جماعة الحوثي حذروا من هجوم جديد متوقع عقب الضغط عليهم من قبل إيران للعب دور في الهجوم الجديد.
وتقول الصحيفة إنه لا يمكن تحديد حجم الخطر المتوقع، وإن مزاعم الحوثيين قوبلت بشكوك من قبل مسؤولين غربيين، لكن كلاً من السعودية والولايات المتحدة حصلت على تلك المعلومات، كما يقول أشخاص تم إطلاعهم على التهديدات.
وقد عززت السعودية من أمنها للرد على أي هجوم محتمل، كما أوضح للصحيفة أشخاص على علم بتحركات السعودية الأخيرة. ويقلق مسؤولون سعوديون من تنفيذ هجوم آخر على صناعتها النفطية، أو مطاراتها المدنية، بما في ذلك مطار الرياض.
ونفى محمد عبد السلام، المتحدث باسم الحوثيين، يوم السبت، ما إذا كانت الجماعة قد أوصلت تحذيرات لدبلوماسيين غربيين بشأن هجمات إيرانية متوقعة، ولم يرد متحدث باسم بعثة إيران في الأمم المتحدة اليوم السبت على طلب من الصحيفة للتعليق حول الموضوع.
واتهمت الولايات المتحدة والسعودية الحوثيين بالإدعاء زيفا أنهم نفذوا الهجمات على السعودية، وبأنهم قاموا بالتغطية على الهجوم الذي نفذته طهران، وهو ما تنفيه إيران والحوثيون.
وتقول الصحيفة إن هناك خلافات داخل جماعة الحوثي حول مسألة اصطفافها مع طهران، وإن السعودية والولايات المتحدة والأمم المتحدة سعت لتمكين القادة الحوثيين الذين يودون النأي بأنفسهم عن طهران.
ويرى بعض قادة الحوثيين أن إيران هي أملهم الوحيد لتحقيق نصر في الحرب مع السعودية، بينما يرى أخرون أن تمتين العلاقات مع طهران خطأ.
وفي حال تبينت صحة التحذيرات التي أطلقها الحوثيون، فإنه تمكن الإشارة إلى حدوث قطيعة بين إيران والحوثيين، أو على الأقل مع بعض الأجنحة داخل الجماعة.
وكانت الإمارات حذّرت من قدرة جماعة الحوثي على مهاجمة دبي أو أبوظبي، في وقت تهدد التوترات المتصاعدة من أزمة النفط السعودية بالتوسع إلى الإمارات.
وقال مسؤولون إماراتيون لصحيفة "ذا تليغراف" البريطانية إنه "في حال استهدف الحوثيون المراكز السياحية والتجارية العالمية في الإمارات، فإنهم لن يستهدفوا بذلك الإمارات فحسب، وإنما العالم".
وكان الحوثيون قد هددوا الإمارات الأسبوع الماضي بالانتقام من مشاركتها في حرب اليمن، وجاءت التهديدات بعد أن أعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن الهجوم بالطائرات المسيرة والصواريخ على أكبر منتج للنفط في السعودية (أرامكو).
وتوعد المتحدث باسم الحوثيين يحيى سريع الأسبوع الماضي الإمارات قائلاً إن "عملية واحدة فقط ستكلفكم كثيراً".
وتابع "نقول للإمارات إذا أردتم السلامة لأبراجكم الزجاجية فاتركوا اليمن وشأنه"، مشيراً إلى أن لدى الحوثيين عشرات الأهداف ضمن بنك أهداف في الإمارات.
************************************************
"نيويورك تايمز" تكشف كواليس تراجع ترامب عن ضرب إيران: لغز لكل المحيطين
في الوقت الذي تُظهر فيه إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إشارات مترددة حول كيفية الردّ على إيران بعد الهجوم الأخير الذي استهدف منشأتين نفطيتين لـ"أرامكو" السعودية، وتخبّطاً في استراتيجيتها الشاملة إزاء إيران بالمجمل؛ عادت صحيفة "نيويورك تايمز" إلى كواليس ما جرى أواخر يونيو/ حزيران الماضي، حينما أسقطت إيران طائرة استطلاع أميركية، وتراجع ترامب عن عملية عسكرية تمّ الإعداد لها بالفعل فجأة ومن دون سابق إنذار، واصفة أن ما دفع الأخير إلى تغيير رأيه في تلك اللحظة "كان لغزاً" لكل القريبين والبعيدين.
وذكرت الصحيفة أنه في الجمعة الموافقة 20 يونيو/ حزيران كان ترامب قد قرر بالفعل الرد على إسقاط الطائرة. لكنه حينما دخل إلى اجتماع مع أعضاء الكونغرس بعد ظهيرة ذلك اليوم وضع أوراقه بالقرب من سترته، وطلب المشورة بدلًا من الكلام.
حينذاك سأله نائب جمهوري، لم تذكر الصحيفة اسمه: "لماذا لا تستهدف مواقع إطلاق النار؟" فرد ترامب: "حسناً، أعتقد أنك ستحبّ هذا القرار".
وتستطرد الصحيفة أنه بالكاد مضت ثلاث ساعات على ذلك، حتى غيّر ترامب رأيه، وطلب من البنتاغون، بينما كانت السفن تستعد لإطلاق الصواريخ، والطائرات قد حلّقت بالفعل من قواعدها، وقف الغارات الجوية، قبيل عشر دقائق فقط من ساعة الصفر.
وتفصّل الصحيفة، نقلًا عن عدّة مسؤولين عسكريين وسياسيين في إدارة ترامب، أنه بعد ساعات من إسقاط الطائرة الأميركية، اجتمع فريق الرئيس لتناول الإفطار في السابعة صباحًا في مكتب مستشار الأمن القومي المقال أخيرًا جون بولتون، وانضم إليهم وزير الخارجية مايك بومبيو، ورئيس هيئة الأركان المشتركة جوزيف دانفورد، ووزير الدفاع بالنيابة، الذي أعلن استقالته للتو، باتريك شاناهان، وبديله المعيّن، مارك إسبر
وفي الاجتماع، نوقشت عدة خيارات للرد، وكانت خطة البنتاغون المفضلة هي مهاجمة أحد القوارب الإيرانية المحملة بالصواريخ، التي كانت الولايات المتحدة تتعقبها في خليج عمان، على أن تحذر القوات الأميركية الإيرانيين من إخلاء السفينة وتصوّرهم بالفيديو، ثم تغرق القارب بقنبلة أو ضربة صاروخية، والنتيجة هي عدم سقوط ضحايا، وهو ما اعتبره شاناهان ودانفورد بمثابة رد متناسب لإسقاط طائرة بدون طيار بقيمة 130 مليون دولار لم ينتج عنها أية خسائر في الأرواح.
بولتون وبومبيو طلبا المزيد
غير أن بولتون وبومبيو كانا قلقين من أن ذلك الردّ لن يكون حاسمًا بما فيه الكفاية، ودفعوا باتجاه شن ضربات على الأراضي الإيرانية. جادل السيد بولتون بشأن ما وُصف بأنه "قائمة شاملة" بالأهداف، لكن ذلك سيتطلب تنفيذًا سريعًا للعملية، لذا استقر المسؤولون على ثلاث بطاريات ورادارات صواريخ إيرانية.
وتردف الصحيفة أن المستشارين أنفسهم التقوا بمزيد من المسؤولين في الـ11 صباحًا في قاعة اتخاذ المواقف لإطلاع الرئيس، واستمر الاجتماع نحو ساعة، نوقشت خلالها مختلف الاحتمالات.
أربعة مسؤولين قالوا في حينها إن ضرب الأهداف الإيرانية الثلاثة سيؤدي إلى سقوط نحو 150 قتيلًا، وهذا التقدير مستند إلى عدد العناصر الإيرانية العاملة في تلك المنشآت، بما يشمل المشغلين وموظفي الصيانة وحراس الأمن.
وبحسب الصحيفة، فإن مدى انتباه ترامب لتلك الجزئية من الإحاطة، أو ما استوعبه منها، لم يكن واضحًا لبعض المسؤولين، لكنهم قالوا إن تقديرات الخسائر كانت مدرجة كجزء من الحزمة المستهدفة التي قدمت للرئيس.
"مغفل وغبي"
تتابع الصحيفة أن فريق الأمن القومي الذي حضر الاجتماع خرج مقتنعًا بأنه أخذ قراراً من ترامب بالرد، وسرعان ما كانت حاملة الطائرات إبراهام كولن وغيرها من السفن والطائرات في طريقها للتحضير للهجوم في حدود الساعة الـ9 مساء بتوقيت واشنطن، أو قبل الفجر مباشرة في منطقة الاستهداف.
ومع ذلك، تواترت التحفظات من المدنيين العاملين مع البنتاغون ومن الجنرال دانفورد نفسه، إذ جادلوا بأن قتل ما يناهز 150 إيرانيا لا يعادل إسقاط طائرة بدون طيار، لا سيما أنه قد يقود إلى ضربة إيرانية مضادة من شأنها أن تتصاعد إلى مواجهة أوسع نطاقًا.
وبدا في ذلك الحين أن ترامب تتملكه شكوك خاصة به، وفق الصحيفة، ويرجع ذلك جزئيا إلى التقارير التي تفيد بأن القائد الإيراني الذي أسقط الطائرة تصرف من تلقاء نفسه، وليس بناء على أوامر محددة من الحكومة. في تلك الظهيرة، قال ترامب للصحافيين في البيت الأبيض: "أجد صعوبة في تصديق إن كان الأمر مقصودا... أعتقد أنه من الممكن أن يكون شخص مغفل وغبي قد فعلها".
قلق ترامب
في الساعة الثالثة مساء بتوقيت واشنطن، دعا ترامب عشرات النواب من كلا الحزبين في الكونغرس، وهو إجراء نادر، وحضر أيضا نائب الرئيس، مايك بينس، وبومبيو وشاناهان وبولتون.
وتنقل الصحيفة عن أحد من حضروا ذلك الاجتماع أن ترامب بدا أقل يقينا مما يجب أن يكون عليه في تلك الحال، لا سيما أن قرار الرد كان قد اتخذ بالفعل. في الاجتماع اقترح الديمقراطيون توخي الحذر، محذرين من أن توجيه ضربة عسكرية يمكن أن يزعزع استقرار المنطقة، ويكون في صالح إيران.
وبحسب الصحيفة، فقد بدا الكل متفاجئًا من رغبة ترامب وتوخّيه الاستماع إلى كل وجهة نظر في حينها. وقال النائب الديمقراطي آدم سميث، وهو رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب: "في نهاية اليوم كان الانطباع الذي تلقيناه أن الرئيس كان قلقا جدا من الانزلاق نحو صراع أوسع... استمع إلينا كثيرًا، لقد فاجأني بعض الشيء".
الأوامر لم تصل
ومع اقتراب ساعة الصفر، تلقى ترامب تقديرا بأن 150 إيرانيًا سيقتلون في الهجوم، ورغم أن ترامب قال لاحقًا إنه سمع ذلك التقدير حينما سأل جنرالاته، فإن الحقيقة، وفق ما توصلت إليه الصحيفة، هي أن التقدير سلّم إليه من قبل محامٍ في البيت الأبيض، كان قد حصل عليه من محامٍ في البنتاغون.
وتشرح الصحيفة أنه عادة ما يضطر محامو البنتاغون لتحضير تقديرات من ذلك القبيل، مستمدة من كراسات تبين عدد الأفراد الذين يعتقد أنهم يعملون في منشآت أجنبية معيّنة. وتنقل الصحيفة عن أحد المسؤولين أن محامي البيت الأبيض طالبوا بتقدير لأنهم اضطروا إلى ملء مذكرة تبرر العمل العسكري بموجب سلطات الرئيس بوصفه قائدًا عامًّا للقوات المسلحة.
المدافعون عن الضربة افترضوا أن المحامين نجحوا في إنهاء العملية، واشتكوا من أن التقدير كان مجرد صيغة لا تفسر حقيقة أن الهجوم سيجرى في الليل عندما يكون هناك عدد من الموظفين، في حال كانوا بالخدمة.
إذن "لماذا ركّز ترامب على تقديرات القتلى في هذه المرحلة بدلًا من فعل ذلك حينما تمّت مناقشة عدد القتلى في الاجتماع السابق؟"، تقول الصحيفة إن هذا لا يزال لغزًا لكثير من المسؤولين. افترض البعض أنه خشي من أن إعادة انتخابه ستكون مهددة إذا انخرط في صراع من ذلك القبيل.
لكن عندما اتخذ القرار، كان بنس وبومبيو وبولتون خارج البيت الأبيض، ولم يدعهم ترامب للإدلاء بآرائهم، وطلب من البنتاغون إنهاء الهجوم مباشرة وبنفسه.
في مركز قيادة أبراهام لينكولن، كان الأدميرال مايكل بويل، قائد مجموعة القصف في حاملة الطائرات، ينتظر الأمر النهائي بالهجوم. يقول للصحيفة: "كانت جميع الأنظمة مشغّلة، كل الأضواء كانت خضراء، كنا ننتظر الأوامر، والأوامر لم تصل".
عود على بدء
وترى الصحيفة أن تلك الانعطافة "المندفعة، والغريزية، والمجرّدة من أي فكر عملياتي" تعكس آلية اتخاذ القرار "لدى رئيس لطالما هدد بتدمير الأعداء كليا، ودعا في الوقت نفسه لإخراج الولايات المتحدة من الشرق الأوسط"، وأنها "تكشف عن أن القائد الأعلى للقوات المسلحة (أي ترامب نفسه) كان أكثر حذرا مما افترضه النقاد، غير أنه أظهر مدى محدودية الخيارات التي يملكها في المواجهة التي بدأها".
والآن، بعد ثلاثة أشهر من ذلك، يجد ترامب نفسه في المكان ذاته، كما تصف الصحيفة، ينازع عواقب اللجوء إلى القوة ضد إيران، وعواقب تجنّبها