السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي الكريمه ( الهاشميه )
توفيراً للوقت والجهد ... فإنني سوف
أوافيك بالجواب – الذي لم يكن غائباً عني – فيما يخص السؤال الذي توجهت به إليك في مشاركتي السابقه ، ولقد كان لي في ذلك مقاصد سوف أشرع في تبيانها لاحقا في طيات هذه المشاركه .
حديث (
يصلحه الله في ليله ) عند أبي داود ، والذي حكم عليه الشيخ سليمان العلوان بأنه
منكر ...
لا وجود له في الأصل ،
فالحديث تفرد به ابن ماجه في سننه دون عن السته ، وأنظري تحفة الأشراف برقم ( 10270) .
وعندما نقول يا أختي الكريمه لفظة (
السته ) ، فهي تعني عند أهل الحديث
( الكتب السته أو الأصول السته للإسلام )... أي الصحيحين والسنن الأربع ، وبمزيد من التوضيح ( صحيح البخاري ، صحيح مسلم ، سنن أبي داود ، سنن النسائي ، سنن الترمذي ، سنن ابن ماجه ) .
وعليه ...
فإن الشيخ العلوان قد جانبه الصواب في الحكم على حديث غير موجود بأنه روايه منكره لا تصح – كما ورد في المقطع الصوتي للشيخ العلوان عند الدقيقه 1:54 -
، لأن الحديث لم يروه أبو داود في سننه أصلا ، وأنما خرجه ابن ماجه في سننه من رواية على بن أبي طللتو
فقد ك– رضي الله عنه - ، والحديث رواه أيضاً أحمد في مسنده .
والأعجب من ذلك أن الشيخ العلوان أردف قائلا :- "
ولو صحت هذه الروايه أنه يصلح في ليله ... " ، فهذا كلام مردود عليه ، وذلك لسببين ...
أولا :-
لأن الروايه – التي زعم أنها منكره – لا وجود لها في الأصل كما بينا ذلك سلفاً
ثانياً :- أن حديث ( يصلحه الله في ليله ) هو
حديث صحيح صححه غير واحد من أهل الحديث ... فقد صححه الشيخ الألباني في السلسله الصحيحه وصحيح الجامع ، وصححه كذلك الشيخ أحمد شاكر في تحقيقه للمسند ، وصححه السيوطي في الجامع الصغير ، وتلقاه أهل العلم بالقبول .
والحقيقه ... إنني أعتب عليك وبشده يا أختي الكريمه ..
أولا :- لأنك
اقتنعتي بكلام منطوق وكأنه مسلم به ، على الرغم مما احتواه من مغالطات وأخطاء – قد أشرت إلى بعض منها هاهنا - من دون أن تتثبتي وتتبيني وتبحثي ... وهذا للإسف من
عيوب أسلوب النسخ والقص واللصق . فكان حري بك أن
تستفيدي من الإنترنت أو المكتبه المنزليه – إن وجدت – في البحث والتقصي والتأكد من صحة المعلومه قبل أن تصدح بها ألسنتنا وتخطها أيدينا ، ولأجل ذلك برز علم رجال الحديث وعلم الجرح والتعديل ، كي لا نُحدث بكل ما نسمعه ، متيممين في ذلك قول رسول الله – صلى الله عليه وسلم - :- " كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع " .
وأعلمي يا أختي – غفر الله لنا ولك – أن
أي عالم مهما تدلت لحيته ، ومهما ارتفعت عمامته ، معرض للزلات والأخطاء ، وليس كل ما يقوله صواب ... فنحن في النهايه بشر غير معصومون ... نصيب ونخطئ ، وكلٌ يؤخذ من كلامه ويرد إلا رسول الله – صلى الله عليه وسلم - لأنه معصوم شأنه شأن الأنبياء والرسل .
ثانياً :- إنني
لم استحسن أبدا ردك على الأخ المشرف ( عمر محمد ) ، بل أقول أنك لم تكوني موفقه في الرد ، وذلك
لتفضيلك ما هو منطوق على ما هو مكتوب عندما أحالك الأخ المشرف – وقد أصاب في ذلك - إلى رسالة الشيخ سليمان العلوان (
النزعات في المهدي ) ،
والأصل أن أول كلمه نزلت من كتاب الله هي ( إقرأ ) وليست ( استمع )... فالأصل القراءه والاطلاع لما هو مدون ومكتوب ، ومن المعلوم أن العلم صيد ، والكتابه والتدوين قيد ، والكيس والعاقل هو من يقيد العلم بالكتابه ... فينبغي لطالب العلم في المجلس أن يستحضر قلم وكراسه لتدوين الملاحظات على ما يسمعه ويستفيده ، حتى مع وجود أدوات التكنولوجيا الحديثه ... فما يتم كتابته يتم حفره في العقل والقلب .
ثالثاً :-
مشاركتك في هذا الموضوع تأتي خارج السياق تماماً ... فالأخت ( أم حمزه ) طرحت موضوعا عن نماذج من العلماء الذين ينكرون وجود المهدي ، فإذا بك تخلطين الحابل بالنابل وتشاركين بمقطع صوتي للشيخ سليمان العلوان ينبه فيها على
بعض أحاديث المهدي –
وبعض للتبعيض أي ليس الكل - ، وكأن لسان حالك يقول "
هذا سلمان العلوان ينكر المهدي " ،
وهذا غير صحيح إطلاقاً ...
فالشيخ يقر بخروج المهدي في آخر الزمان ، ولكنه ينبه إلى بعض الأمور التي تخص المهدي والأحاديث الوارده فيه ، وما عليك سوى الاطلاع على رسالته ( النزعات في المهدي ) ، والتي ما هي إلا تفريغ نصي لما ورد صوتياً مع بعض التفصيل .
ولا يفوتني هنا أن أنبه إلى أن
الأحاديث الوارده في المهدي منها الصحيح والحسن والسقيم والموضوع ، وما صح منها تلقاه أهل العلم بالقبول ، وقد حكى غير واحد من أهل العلم تواترها، وتواترها تواتر معنوي، لكثرة طرقها، واختلاف مخارجها وصحابتها ورواتها وألفاظها، فهي بحق تدل على أن أمر المهدي ثابت وخروجه حق ، ولا عبره لمن أنكر خروج المهدي لمخالفته صريح ما جاء في أمر المهدي من آثار صحيحه ومستفيضه ومتعاضده .