- إنضم
- 30 يناير 2014
- المشاركات
- 153
- التفاعل
- 237
- النقاط
- 47
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإخوة الكرام
هذا بحث منقول عمره ثماني سنوات أعجبني جداً ، وفيه يتم الربط بين آية الدخان كعلامة كبرى وبين نزول نيزك أو تغير كوني عظيم
العجيب في البحث أنه تضمن تفسيراً لكثير من الأحاديث والعلامات بطريقة علمية مقنعة
البحث متعب ويحتاج من القارئ أن يكون ملماً نسبياً بعلامات الساعة ، والبحث يحتاج تأمل حتى تتم الاستفادة منه
البحث قد يجيب عن كثير من الأسئلة التي تحوم حول بداية الربط بين العلامات الكبرى والصغري
سأنزل البحث الطويل للفائدة على مراحل
والذي عنده إثراء للموضوع أو فائدة أو انتقاد فينتظر حتى يتم إنزال الموضوع بأكمله
يقول الباحث في بداية البحث
1- هذا الفصل يمثل حلقة الوصل بين العلامات الصغرى والعلامات الكبرى ؛ حيث نجد أن أكثر العلماء قديماً وحديثاً عندما تحدثوا عن أشراط الساعة كانوا يذكرونها بطريقة مجتزئة لا تبرز وجه الارتباط بين الأحداث ، وقد درجت في كتابي على أن أبرز وجه التسلسل المنطقي للعلامات والأحداث ؛ حتى يكتمل التصور لمجمل العلامات دون أن تكون هناك أي حلقة مفقودة بين الأحداث ، وهذا الفصل يحقق هذا الهدف بطريقة علمية منطقية مؤسسة على الأدلة والقرائن .
2- هذا الفصل يجنبنا التأويلات المتعسفة والتنزيلات المستكرهة لكثير من نصوص العلامات ، والتي أعمل فيها أكثر المؤلفين المعاصرين سيف التأويل لكي تتوافق مع مقتضيات العصر ، وبعضهم إن تعذر عليه تأويل نص معين أنكر مصداقيته ، والمعلوم أن التأويل لا يُلجأ إليه إلى إذا تعذر حمل اللفظ على حقيقته ، وخلال مباحث هذا الفصل سيتضح لنا أنه لا يتعذر علينا حمل النصوص على ظواهرها .
3- هذا الفصل يقدم لنا تفسيراً لكثير من العلامات التي ذُكرت دون أن يتضح المراد بها مثل علامة القحط العام بالرغم من نزول المطر ، أو علامة نزول مطر لا تحمي منه بيوت الطين والخرسانة بينما تحمي منه بيوت الشعر ، فهذه علامات – وغيرها كثير - ذكرتها كتب شروح الحديث أو الكتب المتخصصة في علم الأشراط دون أن تتعرض لتفسير لها ؛ لأنها مخالفة لما تجري عليه العادة ، والمعلوم أن النبي r كان لا يذكر علامة إلا ولها دلالاتها الخاصة التي تفهم في زمانها و الحكمة الخاصة من إيرادها ، وإلا خرج الكلام عن مقاصده ، وخلال ثنايا الفصل سنلحظ تفسيرات لا يأباها الشرع والعلم لهذه النصوص التي حار البعض في توصيف المراد بها ، ولا يظنن البعض أن هذه التفسيرات كانت متعجلة ، بل أذكر أن الحديث الواحد أحياناً كان يأخذ مني شهور عدة متأملاً فيه وملاحقاً لكل شروحه ، ومتتبعاً لكل مدلولاته المتصورة ، وأخضع هذه المدلولات للسبر والتقسيم لكي أصل إلى التفسير الذي يطمئن إليه قلبي وموافقاً – في ظني – لما درج عليه السلف الصالح في فهمهم واستثمارهم للنصوص .
ولنبدأ بالبحث والذي ابتدأ بمقدمات متعددة يستطيع القارئ من خلالها فهم طريقة الباحث في طرح الأمور بعد ذلك
مقدمات بين يدي آية الدخان
بالنظر لبعض علامات الساعة نجد أنها تشير إلى تغيرات مناخية ، وجيولوجية ، أو طبيعية غير معهودة بالنسبة لتصوراتنا ، وهذه العلامات قد تشير بمجموعها إلى وقوع حدث رباني عظيم يترتب عليه تغير جوهري بخصوص الأرض ، وهذا التغير لا تستبعده تصورات العلماء في عصرنا .
وهذه محاولة للربط بين ما يتصوره العلماء – خاصة علماء الفلك – وبين الأدلة القرآنية والحديثية خاصة المتعلقة بآية الدخان التي تعتبر إحدى العلامات العشر ، وأرى أن أمهد لهذه المحاولة ببعض المقدمات التي ليس لها علاقة مباشرة بالموضوع إلا أنها تسهل علينا فهم الأدلة التفصيلية المتعلقة بالموضوع .
المقدمة الأولى : سقوط حجارة من السماء
شكل من أشكال العقوبات الربانية
أولاً : الرجم بالحجارة من السماء أحد أربعة أشكال من العذاب .
اقتضت حكمة الله سبحانه وتعالى أنه يملي للظالم فإذا أخذه ، أخذه أخذ عزيز مقتدر ، وقد بينت كثير من الآيات القرآنية أشكالاً من هذه العقوبات ، لعل أهمها ما ترشد إليه الآية التالية :
/ - يقول الله سبحانه وتعالى } فَكُلّاً أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِباً وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ { ([1])
فالآية الكريمة ذكرت أربعة أشكال للعقوبة الربانية ([2]) ، وهي :
الحاصب : ويراد به حجارة من السـماء مسومة للعذاب ، وقد أصابت الحجارة قوم لوط .
الصيحة : ويقصد بها في الراجح صيحة تقع من جبريل أو أحد الملائكة تتقطع لها الأوتار
والشرايين ، ثم الخمود النهائي إلى يوم القيامة ، وهذه الصيحة أصابت قوم ثمود ومدين ، وأصحاب القرية .
الغرق : وهذا الشكل من العذاب كان من نصيب قوم نوح في الطوفان ، وفرعون في البحر .
الخسف : وهذا العذاب أصاب الله سبحانه وتعالى به قارون .
هذه هي الأشكال الأربعة للعذاب ، وقد بدأت الآية بذكر التعذيب بالحجارة ، ولعل البداية به إشارة إلى شدته ، وإلا فالأولى الابتداء بالغرق لأن العذاب به لقوم نوح كان سابقاً لعذاب قوم لوط ، فالفائدة المتصورة من البداية به هو أن الآية بدأت بالأشد ثم الأخف .
ثانياً : الإشارات التي تتضمنها الآيات المبينة لعقوبة قوم لوط .
/ - قال الله سبحانه وتعالى } قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ ، قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ ، لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ طِينٍ ، مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ{ ([3])
/ - وقال سبحانه وتعالى : } وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَهَا بَلْ كَانُوا لا يَرْجُونَ نُشُوراً{ ([4])
/ - وقال سبحانه وتعالى : } وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَراً فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ{ ([5])
/ - وقال سبحانه وتعالى : } فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ{ ([6])
/ - وقال سبحانه وتعالى : } إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِـباً إِلَّا آلَ لُوطٍ نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ{ ([7])
شرح الغريب :
سجيل : اختلف العلماء في المراد به فقالوا : هي حجارة كالمدر ؛ أي الطين المطبوخ ، أو هي من طين ، أو من صخر ، وأوجه الأقوال أن سجيل يراد به أن الحجارة مسجل عليها أسماء من تلقى عليهم ، أي أنها حجارة عذاب ، وهي هنا مرادفة لمعنى مسومة التي دلت عليها الآيات الأخر . ([8])
منضود : أي متراكم بعضه فوق بعض و مترادف في نزوله . ([9])
الحاصب : أصل معنى الحاصب أنها الريح الشديدة التي تحمل الحصى معها ، ويراد بها هنا تلك الحجارة الصغيرة السريعة المقذوفة من السماء . ([10])
شرح :
هذه الآيات الكريمة تعطينا وصفاً كاملاً لطريقة التعذيب بالحجارة من السماء ، يعنينا في هذا المقام عدة أمور منها : أنها حجارة من طين ، وهي مسومة ، أي معدة لتعذيب أناس معينين على وجه الخصوص ، وهم قوم لوط ، وأن هذه الحجارة قد سجل عليها أسماء من تقصدهم ، أي أن الرمي بالحجارة من السماء ليس طريقة عشوائية ، إنما هي عقوبة ربانية محددة سيقت بإحكام لمن يستحقونها .
ونلحظ من الآيات التي تعبر عن رمي قوم لوط بحجارة من صخر أو طين أو من حصى متراكم أنها عبرت عنه بمواضع أخرى بالمطر ، بل اكتفت في بعض الآيات بتسميته مطر السوء ، أو مطراً ثم عقبت عليه بقولها فساء مطر المنذرين .
ووجه مشابهتها بالمطر إشارة لأمرين هما جهة نزولها ، وهو السماء محل نزول المطر ، والثاني كناية على كثرتها وتتابعها بما يشبه المطر .
والملاحظ في كتاب الله سبحانه وتعالى أن كلمة مطر بجميع تصريفاتها لم تذكر إلا للدلالة على الرمي بالحجارة والتعذيب كما أن كلمة ريح في أغلب الآيات إشارة للعذاب والرياح إشارة للرحمة .
المقدمة الثانية : التهديد بسقوط حجارة من السماء ما زال
قائماً، ومن الجهل أن يستبعد الإنسان وقوعه .
/ - قال الله سبحانه وتعالى : } أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِباً فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ{ ([11])
/ - } أَفَأَمِنْتُمْ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ الْبَرِّ ، أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِباً ثُمَّ لا تَجِدُوا لَكُمْ وَكِيلاً { ([12])
شرح :
الآيتان صريحتان في تهديد كفار البشرية بحجارة من السماء ، وقد جاء الاستفهام فيهما على وجه التوبيخ والتهديد ، أي كيف تأمنون وقوع حجارة عليكم من السماء كعقوبة لكم على كفركم ؟ وقد وقع مثل ذلك على أقوام سابقة ، والأصل فيكم ما دمتم وقعتم في موجبات العقاب أن تكونوا على حذر تام ، ووجل وترقب لوقوع حجارة من السماء عليكم ، والأمر ليس ببعيد عنكم ، وليس مستغرباً ، وما هي من الظالمين ببعيد .
المقدمة الثالثة
التهديد بنزول كسف من السماء من أوضح التهديدات القرآنية والنبوية
/ - قال الله سبحانه وتعالى : } أَفَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِن نَّشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفاً مِّنَ السَّمَاءِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِّكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ { ([13])
هذه الآية تتضمن تهديداً لكفار قريش بشكلين من أشكال العذاب من فوقهم ومن تحتهم وهما الخسف والقذف بكسف من السماء ، والآية صريحة بأن نزول كسف من السماء هو أحد التهديدات الربانية القائمة التي حُذر بها كفار قريش والبشرية من خلفهم.
وعقبت الآية بعد ذكر الكسف بأن في ذلك علامة وبرهان لا يستفيد منه ، أو من التحذير منه إلا كل عبد تائب راجع إلى الله ، أو كل فقيه مطلع على أوجه التصريف الرباني وسننه في الكون . . ([14])
/ - قال الله سبحانه وتعالى : } أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاء كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفاً أَوْ تَأْتِيَ بِاللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ قَبِيلاً { ([15])
هذه الآية جاءت ضمن جملة مطالب لكفار قريش ظنوها من الأمور التعجيزية التي يفحمون بها النبي r خلال حوارهم له ، والشاهد في الآية أنهم طلبوا منه إسقاط كسف من السماء ، والآية صريحة في أنهم سمعوا هذا التهديد من النبي r سابقاً ؛ أي أن النبي r قد هددهم سواء في حديثه معهم أو من خلال القرآن كما بينت الآية السابقة في سورة سبأ ، وقد اعتبر الكفار ذلك من مزاعم النبي r ، واتهموه بالافتراء في هذا التهديد ، و ما النبي r إلا رسول مبلغ عن ربه سبحانه وتعالى .
والشاهد في الآية والتي قبلها أن التهديد بنزول كسف أو نيزك من السماء هو تهديد قائم هدد به النبي r كفار قريش لعنتهم ، وما زال التهديد قائماً ، بل هذا التهديد هو من أوضح التهديدات التي تميز بها النبي محمد r ، وجاء القرآن مصرحاً به في عدة مواضع ؛ يرشد إلى ذلك أن هذا التهديد على وجه الخصوص هو الذي طبع في ذاكرة كفار قريش ، وقد ذكروا به النبي r كما دل صريح الآية السابقة ، بل هذا التهديد لاحق لوضوحه كفار قريش حتى في المرحلة النبوية ؛ حيث ذكروه قبيل غزة بدر ، وقد بينت الآيات موانع وقوعه يقول الله سبحانه وتعالى : } وَإِذْ قَالُواْ اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَـذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ، وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ. { ([16])
فالآية بينت موانع نزول حجارة من السماء عليهم ، وهي وجود نبي الرحمة بينهم والاستغفار ، ومع وفاة النبي r يبقى التهديد النبوي والقرآني بنزول كسف من السماء قائماً ، وهذا ما تؤكد عليه المقدمة التالية .
المقدمة الرابعة : عقوبة الرجم بالحجارة
من العقوبات المستقبلية الثابتة
/ - قال الله سبحانه وتعالى : } قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآياتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ{ ([17])
/ - ذكر أبي بن كعب في تفسير الآية السابقة قوله : » هُنَّ أَرْبَعٌ وَكُلُّهُنَّ عَذَابٌ وَكُلُّهُنَّ وَاقِعٌ لَا مَحَالَةَ فَمَضَتِ اثْنَتَانِ بَعْدَ وَفَاةِ النَّبِيِّ r بِخَمْسٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً فَأُلْبِسُوا شِيَعًا وَذَاقَ بَعْضُهُمْ بَأْسَ بَعْضٍ وَثِنْتَانِ وَاقِعَتَانِ لَا مَحَالَةَ الْخَسْفُ وَالرَّجْمُ .« ([18])
الشاهد في الآية والأثر الوارد عن أُبي بن كعب :
الأثر صريح بأن هذه العقوبات لم تذكر على سبيل التهديد ، بل فيها إشارة مستقبلية لما ستقع به الأمة ، وقد وقع منها اثنتان وهما التفرق بين الأمة والتشيع لأحزاب ، ثم وقوع القتال بين هذه الأحزاب والشيع ، وبقي اثنتان ، وهما الرجم من السماء إما بحاصب أو بكسف ، والزلازل والخسف ، وقد جاء التصريح في أحاديث عدة في علامات الساعة عن وقوع الخسف في الأمة ، أهمه ثلاثة خسوف عظمى ، في المشرق والمغرب وجزيرة العرب ، أما عن الحاصب أو الكسف فدلالة الأثر تشير إلى أنه لا محالة واقع ، ودلائل الحال وسياق الآية يعززان الربط بين العلامتين ، وقد يكون الخسف أحد آثار سقوط كسف من السماء .
/ - عن ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما أن رَسُولَ اللَّهِ r قال : } يَكُونُ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ أَوْ فِي أُمَّتِي - الشَّكُّ مِنْهُ- خَسْفٌ أَوْ مَسْخٌ أَوْ قَذْفٌ فِي أَهْلِ الْقَدَرِ . { ([19])وفي رواية : } بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ مَسْخٌ وَخَسْفٌ وَقَذْفٌ { وفي رواية } يَكُونُ فِي آخِرِ أُمَّتِي خَسْفٌ وَمَسْخٌ وَقَذْفٌ{ ([20])
شرح :
الحديث يتضمن ثلاثة أشكال من العذاب حاصلة في أفراد من الأمة منها القذف وهو الرمي بالحجارة من السماء .
المقدمة الخامسة : نظرة علماء الفلك لإمكانية سقوط
كسف أو حاصب من السماء
هذه المقدمة لها علاقة بما توصل إليه علماء الفلك من تصورات مبنية على المشاهد أمام أعينهم حول إمكانية أو مدى احتمالية سقوط نيزك أو جرم سماوي نحو الأرض ، وقد استقيت هذه المعلومات من برنامج تلفزيوني علمي حديث جداً بعنوان : أخطار تهدد الأرض ، وكان عنوان الحلقة : نيازك مدمرة . ([21])
وقد شارك في هذا البرنامج أبرز علماء الفلك في العصر الحاضر ، وأهمية هذا البرنامج تكمن في حداثته ، حيث أعد في سنوات ما بعد الألفين ، إضافة إلى ذلك أنه يبين لنا آخر النتائج والتصورات الحاصلة عند علماء الفلك ، وملخص الأفكار الهامة التي تضمنها هذا البرنامج أرصده في التالي :
- راقب الفلكيون ظاهرة غريبة قريبة من المشتري في عام 1994م ، وعندما تم تحليل هذه الظاهرة وجدوها عبارة عن عشرين قطعة من نيزك متفتت ، تقترب من مجال المشترى ، وتم معاينة هذه الظاهرة من خلال توجيه المراصد والأقمار الصناعية نحوها لملاحظة ما يترتب عليها ، وتم تصوير ارتطام تلك القطع وما ترتب عليها من دمار و انفجارات ، تعادل فيه المنطقة المدمرة والمتأثرة حجم الأرض أو قريباً من ذلك .
- بدأ الفلكيون بعد معاينة هذه الظاهرة التفكير بجدية في احتمالية ضرب نيزك أو مذنب الكرة الأرضية .
- شاهد العلماء نيزك يسمى قراند تيتون يدخل مجال الأرض ، و بدأ بالاحتراق نتيجة احتكاكه بالغلاف الجوي ثم خرج من الغلاف مغيراً مساره .
- خلال مراقبة سير نيزك كبير سماه العلماء ( نيزك 1998) ، وجد العلماء أن مساره يتجه نحو الأرض ، ووفق دراسة لسرعته ومساره توقع العلماء أن يضرب الكرة الأرضية سنة 2028م ، الساعة الواحدة والنصف بعد الظهر ، ولوحظ بعد ذلك أن هذا النيزك قد غير مساره قليلاً .
- يذكر العلماء أنهم يرون قرابة الإثنا عشر نيزكاً خطراً يهدد الأرض سنوياً ، ومعدل النيازك المتوقع من كل واحد منها أن يضرب الكرة الأرضية هو 1500 نيزكاً ، وهذا الرقم قابل للزيادة ، إضافة إلى ذلك أن هناك عشرين جسماً غير مكتشف ، أو ليس تحت الرصد يتوقع ارتطامها بالأرض ، يقول بعض علماء الفلك محللاً ظاهرة النيازك : يتوقع من بعض النيازك ارتطامها بالكرة الأرضية بعد ربع مليون سنة ، وبعضها يتوقع ارتطامه بعد أسبوع . وظاهرة النيازك ليس من السهل ضبط التصورات حولها ؛ إذ من الممكن أن نفاجأ في كل لحظة باقتراب نيزك من مجال الأرض ، ويتصور ارتطامه بها ، ويعقب عالم آخر بعد اجتماع فلكي ضم أكثر العلماء أنه من المحتم أن نصطدم بأحد النيازك .
تصورات العلماء للنتائج المترتبة على سقوط كسف أو نيزك على الأرض .
أ- ضرب نيزك بحجم ميل مربع لمدينة شيكاغو كفيل بتدميرها كاملاً مخلفاً حفرة عظيمة تحته ، ويترتب عليه التأثير القاتل والمدمر لمدن عدة حوله .
ب- بعد نزول النيزك يتوقع زيادة درجة الحرارة .
ت- يترتب على نزول النيزك هالة من الدخان عظيمة جداً تلف الكرة الأرضية ، وتحجب الشمس عنها ، ويستمر هذا الدخان مدة عام على الأقل .
ث- يترتب على ذلك القضاء على المزروعات والغطاء النباتي على الكرة الأرضية بكاملها ، إما بشكل كلي أو نسبي وهذا سينجم على أثره مجاعة غير متصور أبعادها ونتائجها .
ج- يذكر العلماء أن سقوط نيزك في العصور السحيقة كان سبباً في إنهاء الحياة على الأرض ، أو حياة الديناصورات في تلك الحقبة .
ح- يقول بعض العلماء أن نيزكاً واحداً كفيلاً بإنهاء الحياة البشرية .
خ- يرى بعض العلماء أن الساعات الأولى من نزول نيزك كفيلة بقتل ملايين البشر .
أقول :
هذه أبرز تصورات علماء الفلك ، وقد استندوا في هذه التصورات على ما لاحظوه من نتائج مدمرة عاينوها سنة 94 م في المشترى ، وما وقع في المشتري ليس ببعيد عن الأرض في معتقدهم .
وهذه المعلومات التي ذكرتها مبنية على البحث العلمي البحت ، ولا علاقة لها بتصورات ومعتقدات سابقة ، وسنلحظ خلال مقارنتها مع ما ثبت عندنا مدى التطابق بين هذه التصورات ، وبين ما تورده علامات الساعة كما سيتضح .
خلاصة القول فيما سبق ذكره في هذا المبحث
1- سقوط كسف أو حجارة من الأحجار من السماء هو شكل من أشكال العذاب التي دل القرآن على وقوعه .
2- من الأمم التي أخبر الله سبحانه وتعالى عن تعذيبهم بالحجارة قوم لوط .
3- طبيعة الرجم من السماء ليس حالة عشوائية ، بل هي عقوبة ربانية تقع وفق المشيئة والحكمة الربانية .
4- التهديد بإسقاط حجارة أو كسف من السماء ما زال قائماً ، وقد بينت الآيات أنه من الجهل الأمن من عدم وقوعه .
5- جاء في بعض علامات الساعة ما يشير إلى وقوعه في حق بعض أفراد من الأمة .
6- نلحظ من بعض الآيات أنها تربط بين سقوط الكسف من السماء وبين حالة من السحاب الأسود المتراكم ، وهو يطابق ما يذكره علماء الفلك من أن سقوط نيزك كفيل بإنشاء هالة من الدخان الكثيف يلف الكرة الأرضية ويحجب الشمس .
7- نلحظ أن الأمن من احتمالية سقوط كسف أو حجارة ، والذي وقع به أهل الكفر استهجنته الآيات لأنههم استبعدوا خطراً قريباً منهم ومحدق بهم في كل لحظة ، وهذا الأمن من جهلهم ، ويلحظ أن أكثر الناس خوفاً من وقوعه ، ويتوقعونه في كل لحظة هم علماء الفلك ، وذلك لما عاينوه من قرائن ومشاهدات تعزز وقوعه .
([1]) العنكبوت:40
([2]) انظر القرطبي : الجامع لأحكام القرآن ( 13 /344)
([3]) الذريات: الآيات 30 -34
([4]) الفرقان:40
([5]) الشعراء:173
([6]) هود:82
([7]) القمر:34
([8]) انظر ابن منظور : لسان العرب ( 11/326 ) ؛ الماوردي : النكت والعيون ( 2/493)
([9]) المرجع السابق ( 423 )
([10]) المرجع السابق ( 1/320)
([11]) الملك:17
([12]) الاسراء:68
([13]) سبأ : 9
([14]) انظر الشربيني : السراج المنير ( 3/237)
([15]) الإسراء : 92
([16]) الأنفال : 32-33
([17]) الأنعام:65
([18]) أخرجه أحمد برقم 21285 [ المسند (5/162) ] ، قال المقدسي : إسناده حسن [ الأحاديث المختارة ( 3/356) ]
([19]) أخرجه الترمذي برقم 2152 وقال : حسن صحيح غريب ( 4/456) ؛ وابن حبان برقم 6759 ، قال محققه : حسن [ صحيح ابن حبان (15/162) ] قال الهيثمي : رواه أحمد ، ورجاله رجال الصحيح [ مجمع الزوائد ( 7/203) ]
([20]) انفرد بالروايتين ابن ماجة برقمي 4060 ، 4062 [ ابن ماجة ( 2/1350 ) ] والحديث يشهد لمتنه الرواية الأولى الصحيحة
([21]) قناة الإخبارية ، برنامج أخطار تهدد الأرض ، عنوان الحلقة : نيازك مدمرة . 26 / 8/ 2004م ، الخميس ، الساعة السادسة والنصف بتوقيت القدس ، وقد أعيد هذا البرنامج عدة مرات في قناة المنارة ، وهي قناة علمية .
يتبع إن شاء الله .................................................
ا
مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ [قـ : 18]
يمكن مسح الرساله وكنابه موضوعك
الإخوة الكرام
هذا بحث منقول عمره ثماني سنوات أعجبني جداً ، وفيه يتم الربط بين آية الدخان كعلامة كبرى وبين نزول نيزك أو تغير كوني عظيم
العجيب في البحث أنه تضمن تفسيراً لكثير من الأحاديث والعلامات بطريقة علمية مقنعة
البحث متعب ويحتاج من القارئ أن يكون ملماً نسبياً بعلامات الساعة ، والبحث يحتاج تأمل حتى تتم الاستفادة منه
البحث قد يجيب عن كثير من الأسئلة التي تحوم حول بداية الربط بين العلامات الكبرى والصغري
سأنزل البحث الطويل للفائدة على مراحل
والذي عنده إثراء للموضوع أو فائدة أو انتقاد فينتظر حتى يتم إنزال الموضوع بأكمله
يقول الباحث في بداية البحث
1- هذا الفصل يمثل حلقة الوصل بين العلامات الصغرى والعلامات الكبرى ؛ حيث نجد أن أكثر العلماء قديماً وحديثاً عندما تحدثوا عن أشراط الساعة كانوا يذكرونها بطريقة مجتزئة لا تبرز وجه الارتباط بين الأحداث ، وقد درجت في كتابي على أن أبرز وجه التسلسل المنطقي للعلامات والأحداث ؛ حتى يكتمل التصور لمجمل العلامات دون أن تكون هناك أي حلقة مفقودة بين الأحداث ، وهذا الفصل يحقق هذا الهدف بطريقة علمية منطقية مؤسسة على الأدلة والقرائن .
2- هذا الفصل يجنبنا التأويلات المتعسفة والتنزيلات المستكرهة لكثير من نصوص العلامات ، والتي أعمل فيها أكثر المؤلفين المعاصرين سيف التأويل لكي تتوافق مع مقتضيات العصر ، وبعضهم إن تعذر عليه تأويل نص معين أنكر مصداقيته ، والمعلوم أن التأويل لا يُلجأ إليه إلى إذا تعذر حمل اللفظ على حقيقته ، وخلال مباحث هذا الفصل سيتضح لنا أنه لا يتعذر علينا حمل النصوص على ظواهرها .
3- هذا الفصل يقدم لنا تفسيراً لكثير من العلامات التي ذُكرت دون أن يتضح المراد بها مثل علامة القحط العام بالرغم من نزول المطر ، أو علامة نزول مطر لا تحمي منه بيوت الطين والخرسانة بينما تحمي منه بيوت الشعر ، فهذه علامات – وغيرها كثير - ذكرتها كتب شروح الحديث أو الكتب المتخصصة في علم الأشراط دون أن تتعرض لتفسير لها ؛ لأنها مخالفة لما تجري عليه العادة ، والمعلوم أن النبي r كان لا يذكر علامة إلا ولها دلالاتها الخاصة التي تفهم في زمانها و الحكمة الخاصة من إيرادها ، وإلا خرج الكلام عن مقاصده ، وخلال ثنايا الفصل سنلحظ تفسيرات لا يأباها الشرع والعلم لهذه النصوص التي حار البعض في توصيف المراد بها ، ولا يظنن البعض أن هذه التفسيرات كانت متعجلة ، بل أذكر أن الحديث الواحد أحياناً كان يأخذ مني شهور عدة متأملاً فيه وملاحقاً لكل شروحه ، ومتتبعاً لكل مدلولاته المتصورة ، وأخضع هذه المدلولات للسبر والتقسيم لكي أصل إلى التفسير الذي يطمئن إليه قلبي وموافقاً – في ظني – لما درج عليه السلف الصالح في فهمهم واستثمارهم للنصوص .
ولنبدأ بالبحث والذي ابتدأ بمقدمات متعددة يستطيع القارئ من خلالها فهم طريقة الباحث في طرح الأمور بعد ذلك
مقدمات بين يدي آية الدخان
بالنظر لبعض علامات الساعة نجد أنها تشير إلى تغيرات مناخية ، وجيولوجية ، أو طبيعية غير معهودة بالنسبة لتصوراتنا ، وهذه العلامات قد تشير بمجموعها إلى وقوع حدث رباني عظيم يترتب عليه تغير جوهري بخصوص الأرض ، وهذا التغير لا تستبعده تصورات العلماء في عصرنا .
وهذه محاولة للربط بين ما يتصوره العلماء – خاصة علماء الفلك – وبين الأدلة القرآنية والحديثية خاصة المتعلقة بآية الدخان التي تعتبر إحدى العلامات العشر ، وأرى أن أمهد لهذه المحاولة ببعض المقدمات التي ليس لها علاقة مباشرة بالموضوع إلا أنها تسهل علينا فهم الأدلة التفصيلية المتعلقة بالموضوع .
المقدمة الأولى : سقوط حجارة من السماء
شكل من أشكال العقوبات الربانية
أولاً : الرجم بالحجارة من السماء أحد أربعة أشكال من العذاب .
اقتضت حكمة الله سبحانه وتعالى أنه يملي للظالم فإذا أخذه ، أخذه أخذ عزيز مقتدر ، وقد بينت كثير من الآيات القرآنية أشكالاً من هذه العقوبات ، لعل أهمها ما ترشد إليه الآية التالية :
/ - يقول الله سبحانه وتعالى } فَكُلّاً أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِباً وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ { ([1])
فالآية الكريمة ذكرت أربعة أشكال للعقوبة الربانية ([2]) ، وهي :
الحاصب : ويراد به حجارة من السـماء مسومة للعذاب ، وقد أصابت الحجارة قوم لوط .
الصيحة : ويقصد بها في الراجح صيحة تقع من جبريل أو أحد الملائكة تتقطع لها الأوتار
والشرايين ، ثم الخمود النهائي إلى يوم القيامة ، وهذه الصيحة أصابت قوم ثمود ومدين ، وأصحاب القرية .
الغرق : وهذا الشكل من العذاب كان من نصيب قوم نوح في الطوفان ، وفرعون في البحر .
الخسف : وهذا العذاب أصاب الله سبحانه وتعالى به قارون .
هذه هي الأشكال الأربعة للعذاب ، وقد بدأت الآية بذكر التعذيب بالحجارة ، ولعل البداية به إشارة إلى شدته ، وإلا فالأولى الابتداء بالغرق لأن العذاب به لقوم نوح كان سابقاً لعذاب قوم لوط ، فالفائدة المتصورة من البداية به هو أن الآية بدأت بالأشد ثم الأخف .
ثانياً : الإشارات التي تتضمنها الآيات المبينة لعقوبة قوم لوط .
/ - قال الله سبحانه وتعالى } قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ ، قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ ، لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ طِينٍ ، مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ{ ([3])
/ - وقال سبحانه وتعالى : } وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَهَا بَلْ كَانُوا لا يَرْجُونَ نُشُوراً{ ([4])
/ - وقال سبحانه وتعالى : } وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَراً فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ{ ([5])
/ - وقال سبحانه وتعالى : } فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ{ ([6])
/ - وقال سبحانه وتعالى : } إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِـباً إِلَّا آلَ لُوطٍ نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ{ ([7])
شرح الغريب :
سجيل : اختلف العلماء في المراد به فقالوا : هي حجارة كالمدر ؛ أي الطين المطبوخ ، أو هي من طين ، أو من صخر ، وأوجه الأقوال أن سجيل يراد به أن الحجارة مسجل عليها أسماء من تلقى عليهم ، أي أنها حجارة عذاب ، وهي هنا مرادفة لمعنى مسومة التي دلت عليها الآيات الأخر . ([8])
منضود : أي متراكم بعضه فوق بعض و مترادف في نزوله . ([9])
الحاصب : أصل معنى الحاصب أنها الريح الشديدة التي تحمل الحصى معها ، ويراد بها هنا تلك الحجارة الصغيرة السريعة المقذوفة من السماء . ([10])
شرح :
هذه الآيات الكريمة تعطينا وصفاً كاملاً لطريقة التعذيب بالحجارة من السماء ، يعنينا في هذا المقام عدة أمور منها : أنها حجارة من طين ، وهي مسومة ، أي معدة لتعذيب أناس معينين على وجه الخصوص ، وهم قوم لوط ، وأن هذه الحجارة قد سجل عليها أسماء من تقصدهم ، أي أن الرمي بالحجارة من السماء ليس طريقة عشوائية ، إنما هي عقوبة ربانية محددة سيقت بإحكام لمن يستحقونها .
ونلحظ من الآيات التي تعبر عن رمي قوم لوط بحجارة من صخر أو طين أو من حصى متراكم أنها عبرت عنه بمواضع أخرى بالمطر ، بل اكتفت في بعض الآيات بتسميته مطر السوء ، أو مطراً ثم عقبت عليه بقولها فساء مطر المنذرين .
ووجه مشابهتها بالمطر إشارة لأمرين هما جهة نزولها ، وهو السماء محل نزول المطر ، والثاني كناية على كثرتها وتتابعها بما يشبه المطر .
والملاحظ في كتاب الله سبحانه وتعالى أن كلمة مطر بجميع تصريفاتها لم تذكر إلا للدلالة على الرمي بالحجارة والتعذيب كما أن كلمة ريح في أغلب الآيات إشارة للعذاب والرياح إشارة للرحمة .
المقدمة الثانية : التهديد بسقوط حجارة من السماء ما زال
قائماً، ومن الجهل أن يستبعد الإنسان وقوعه .
/ - قال الله سبحانه وتعالى : } أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِباً فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ{ ([11])
/ - } أَفَأَمِنْتُمْ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ الْبَرِّ ، أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِباً ثُمَّ لا تَجِدُوا لَكُمْ وَكِيلاً { ([12])
شرح :
الآيتان صريحتان في تهديد كفار البشرية بحجارة من السماء ، وقد جاء الاستفهام فيهما على وجه التوبيخ والتهديد ، أي كيف تأمنون وقوع حجارة عليكم من السماء كعقوبة لكم على كفركم ؟ وقد وقع مثل ذلك على أقوام سابقة ، والأصل فيكم ما دمتم وقعتم في موجبات العقاب أن تكونوا على حذر تام ، ووجل وترقب لوقوع حجارة من السماء عليكم ، والأمر ليس ببعيد عنكم ، وليس مستغرباً ، وما هي من الظالمين ببعيد .
المقدمة الثالثة
التهديد بنزول كسف من السماء من أوضح التهديدات القرآنية والنبوية
/ - قال الله سبحانه وتعالى : } أَفَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِن نَّشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفاً مِّنَ السَّمَاءِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِّكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ { ([13])
هذه الآية تتضمن تهديداً لكفار قريش بشكلين من أشكال العذاب من فوقهم ومن تحتهم وهما الخسف والقذف بكسف من السماء ، والآية صريحة بأن نزول كسف من السماء هو أحد التهديدات الربانية القائمة التي حُذر بها كفار قريش والبشرية من خلفهم.
وعقبت الآية بعد ذكر الكسف بأن في ذلك علامة وبرهان لا يستفيد منه ، أو من التحذير منه إلا كل عبد تائب راجع إلى الله ، أو كل فقيه مطلع على أوجه التصريف الرباني وسننه في الكون . . ([14])
/ - قال الله سبحانه وتعالى : } أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاء كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفاً أَوْ تَأْتِيَ بِاللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ قَبِيلاً { ([15])
هذه الآية جاءت ضمن جملة مطالب لكفار قريش ظنوها من الأمور التعجيزية التي يفحمون بها النبي r خلال حوارهم له ، والشاهد في الآية أنهم طلبوا منه إسقاط كسف من السماء ، والآية صريحة في أنهم سمعوا هذا التهديد من النبي r سابقاً ؛ أي أن النبي r قد هددهم سواء في حديثه معهم أو من خلال القرآن كما بينت الآية السابقة في سورة سبأ ، وقد اعتبر الكفار ذلك من مزاعم النبي r ، واتهموه بالافتراء في هذا التهديد ، و ما النبي r إلا رسول مبلغ عن ربه سبحانه وتعالى .
والشاهد في الآية والتي قبلها أن التهديد بنزول كسف أو نيزك من السماء هو تهديد قائم هدد به النبي r كفار قريش لعنتهم ، وما زال التهديد قائماً ، بل هذا التهديد هو من أوضح التهديدات التي تميز بها النبي محمد r ، وجاء القرآن مصرحاً به في عدة مواضع ؛ يرشد إلى ذلك أن هذا التهديد على وجه الخصوص هو الذي طبع في ذاكرة كفار قريش ، وقد ذكروا به النبي r كما دل صريح الآية السابقة ، بل هذا التهديد لاحق لوضوحه كفار قريش حتى في المرحلة النبوية ؛ حيث ذكروه قبيل غزة بدر ، وقد بينت الآيات موانع وقوعه يقول الله سبحانه وتعالى : } وَإِذْ قَالُواْ اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَـذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ، وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ. { ([16])
فالآية بينت موانع نزول حجارة من السماء عليهم ، وهي وجود نبي الرحمة بينهم والاستغفار ، ومع وفاة النبي r يبقى التهديد النبوي والقرآني بنزول كسف من السماء قائماً ، وهذا ما تؤكد عليه المقدمة التالية .
المقدمة الرابعة : عقوبة الرجم بالحجارة
من العقوبات المستقبلية الثابتة
/ - قال الله سبحانه وتعالى : } قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآياتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ{ ([17])
/ - ذكر أبي بن كعب في تفسير الآية السابقة قوله : » هُنَّ أَرْبَعٌ وَكُلُّهُنَّ عَذَابٌ وَكُلُّهُنَّ وَاقِعٌ لَا مَحَالَةَ فَمَضَتِ اثْنَتَانِ بَعْدَ وَفَاةِ النَّبِيِّ r بِخَمْسٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً فَأُلْبِسُوا شِيَعًا وَذَاقَ بَعْضُهُمْ بَأْسَ بَعْضٍ وَثِنْتَانِ وَاقِعَتَانِ لَا مَحَالَةَ الْخَسْفُ وَالرَّجْمُ .« ([18])
الشاهد في الآية والأثر الوارد عن أُبي بن كعب :
الأثر صريح بأن هذه العقوبات لم تذكر على سبيل التهديد ، بل فيها إشارة مستقبلية لما ستقع به الأمة ، وقد وقع منها اثنتان وهما التفرق بين الأمة والتشيع لأحزاب ، ثم وقوع القتال بين هذه الأحزاب والشيع ، وبقي اثنتان ، وهما الرجم من السماء إما بحاصب أو بكسف ، والزلازل والخسف ، وقد جاء التصريح في أحاديث عدة في علامات الساعة عن وقوع الخسف في الأمة ، أهمه ثلاثة خسوف عظمى ، في المشرق والمغرب وجزيرة العرب ، أما عن الحاصب أو الكسف فدلالة الأثر تشير إلى أنه لا محالة واقع ، ودلائل الحال وسياق الآية يعززان الربط بين العلامتين ، وقد يكون الخسف أحد آثار سقوط كسف من السماء .
/ - عن ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما أن رَسُولَ اللَّهِ r قال : } يَكُونُ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ أَوْ فِي أُمَّتِي - الشَّكُّ مِنْهُ- خَسْفٌ أَوْ مَسْخٌ أَوْ قَذْفٌ فِي أَهْلِ الْقَدَرِ . { ([19])وفي رواية : } بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ مَسْخٌ وَخَسْفٌ وَقَذْفٌ { وفي رواية } يَكُونُ فِي آخِرِ أُمَّتِي خَسْفٌ وَمَسْخٌ وَقَذْفٌ{ ([20])
شرح :
الحديث يتضمن ثلاثة أشكال من العذاب حاصلة في أفراد من الأمة منها القذف وهو الرمي بالحجارة من السماء .
المقدمة الخامسة : نظرة علماء الفلك لإمكانية سقوط
كسف أو حاصب من السماء
هذه المقدمة لها علاقة بما توصل إليه علماء الفلك من تصورات مبنية على المشاهد أمام أعينهم حول إمكانية أو مدى احتمالية سقوط نيزك أو جرم سماوي نحو الأرض ، وقد استقيت هذه المعلومات من برنامج تلفزيوني علمي حديث جداً بعنوان : أخطار تهدد الأرض ، وكان عنوان الحلقة : نيازك مدمرة . ([21])
وقد شارك في هذا البرنامج أبرز علماء الفلك في العصر الحاضر ، وأهمية هذا البرنامج تكمن في حداثته ، حيث أعد في سنوات ما بعد الألفين ، إضافة إلى ذلك أنه يبين لنا آخر النتائج والتصورات الحاصلة عند علماء الفلك ، وملخص الأفكار الهامة التي تضمنها هذا البرنامج أرصده في التالي :
- راقب الفلكيون ظاهرة غريبة قريبة من المشتري في عام 1994م ، وعندما تم تحليل هذه الظاهرة وجدوها عبارة عن عشرين قطعة من نيزك متفتت ، تقترب من مجال المشترى ، وتم معاينة هذه الظاهرة من خلال توجيه المراصد والأقمار الصناعية نحوها لملاحظة ما يترتب عليها ، وتم تصوير ارتطام تلك القطع وما ترتب عليها من دمار و انفجارات ، تعادل فيه المنطقة المدمرة والمتأثرة حجم الأرض أو قريباً من ذلك .
- بدأ الفلكيون بعد معاينة هذه الظاهرة التفكير بجدية في احتمالية ضرب نيزك أو مذنب الكرة الأرضية .
- شاهد العلماء نيزك يسمى قراند تيتون يدخل مجال الأرض ، و بدأ بالاحتراق نتيجة احتكاكه بالغلاف الجوي ثم خرج من الغلاف مغيراً مساره .
- خلال مراقبة سير نيزك كبير سماه العلماء ( نيزك 1998) ، وجد العلماء أن مساره يتجه نحو الأرض ، ووفق دراسة لسرعته ومساره توقع العلماء أن يضرب الكرة الأرضية سنة 2028م ، الساعة الواحدة والنصف بعد الظهر ، ولوحظ بعد ذلك أن هذا النيزك قد غير مساره قليلاً .
- يذكر العلماء أنهم يرون قرابة الإثنا عشر نيزكاً خطراً يهدد الأرض سنوياً ، ومعدل النيازك المتوقع من كل واحد منها أن يضرب الكرة الأرضية هو 1500 نيزكاً ، وهذا الرقم قابل للزيادة ، إضافة إلى ذلك أن هناك عشرين جسماً غير مكتشف ، أو ليس تحت الرصد يتوقع ارتطامها بالأرض ، يقول بعض علماء الفلك محللاً ظاهرة النيازك : يتوقع من بعض النيازك ارتطامها بالكرة الأرضية بعد ربع مليون سنة ، وبعضها يتوقع ارتطامه بعد أسبوع . وظاهرة النيازك ليس من السهل ضبط التصورات حولها ؛ إذ من الممكن أن نفاجأ في كل لحظة باقتراب نيزك من مجال الأرض ، ويتصور ارتطامه بها ، ويعقب عالم آخر بعد اجتماع فلكي ضم أكثر العلماء أنه من المحتم أن نصطدم بأحد النيازك .
تصورات العلماء للنتائج المترتبة على سقوط كسف أو نيزك على الأرض .
أ- ضرب نيزك بحجم ميل مربع لمدينة شيكاغو كفيل بتدميرها كاملاً مخلفاً حفرة عظيمة تحته ، ويترتب عليه التأثير القاتل والمدمر لمدن عدة حوله .
ب- بعد نزول النيزك يتوقع زيادة درجة الحرارة .
ت- يترتب على نزول النيزك هالة من الدخان عظيمة جداً تلف الكرة الأرضية ، وتحجب الشمس عنها ، ويستمر هذا الدخان مدة عام على الأقل .
ث- يترتب على ذلك القضاء على المزروعات والغطاء النباتي على الكرة الأرضية بكاملها ، إما بشكل كلي أو نسبي وهذا سينجم على أثره مجاعة غير متصور أبعادها ونتائجها .
ج- يذكر العلماء أن سقوط نيزك في العصور السحيقة كان سبباً في إنهاء الحياة على الأرض ، أو حياة الديناصورات في تلك الحقبة .
ح- يقول بعض العلماء أن نيزكاً واحداً كفيلاً بإنهاء الحياة البشرية .
خ- يرى بعض العلماء أن الساعات الأولى من نزول نيزك كفيلة بقتل ملايين البشر .
أقول :
هذه أبرز تصورات علماء الفلك ، وقد استندوا في هذه التصورات على ما لاحظوه من نتائج مدمرة عاينوها سنة 94 م في المشترى ، وما وقع في المشتري ليس ببعيد عن الأرض في معتقدهم .
وهذه المعلومات التي ذكرتها مبنية على البحث العلمي البحت ، ولا علاقة لها بتصورات ومعتقدات سابقة ، وسنلحظ خلال مقارنتها مع ما ثبت عندنا مدى التطابق بين هذه التصورات ، وبين ما تورده علامات الساعة كما سيتضح .
خلاصة القول فيما سبق ذكره في هذا المبحث
1- سقوط كسف أو حجارة من الأحجار من السماء هو شكل من أشكال العذاب التي دل القرآن على وقوعه .
2- من الأمم التي أخبر الله سبحانه وتعالى عن تعذيبهم بالحجارة قوم لوط .
3- طبيعة الرجم من السماء ليس حالة عشوائية ، بل هي عقوبة ربانية تقع وفق المشيئة والحكمة الربانية .
4- التهديد بإسقاط حجارة أو كسف من السماء ما زال قائماً ، وقد بينت الآيات أنه من الجهل الأمن من عدم وقوعه .
5- جاء في بعض علامات الساعة ما يشير إلى وقوعه في حق بعض أفراد من الأمة .
6- نلحظ من بعض الآيات أنها تربط بين سقوط الكسف من السماء وبين حالة من السحاب الأسود المتراكم ، وهو يطابق ما يذكره علماء الفلك من أن سقوط نيزك كفيل بإنشاء هالة من الدخان الكثيف يلف الكرة الأرضية ويحجب الشمس .
7- نلحظ أن الأمن من احتمالية سقوط كسف أو حجارة ، والذي وقع به أهل الكفر استهجنته الآيات لأنههم استبعدوا خطراً قريباً منهم ومحدق بهم في كل لحظة ، وهذا الأمن من جهلهم ، ويلحظ أن أكثر الناس خوفاً من وقوعه ، ويتوقعونه في كل لحظة هم علماء الفلك ، وذلك لما عاينوه من قرائن ومشاهدات تعزز وقوعه .
([1]) العنكبوت:40
([2]) انظر القرطبي : الجامع لأحكام القرآن ( 13 /344)
([3]) الذريات: الآيات 30 -34
([4]) الفرقان:40
([5]) الشعراء:173
([6]) هود:82
([7]) القمر:34
([8]) انظر ابن منظور : لسان العرب ( 11/326 ) ؛ الماوردي : النكت والعيون ( 2/493)
([9]) المرجع السابق ( 423 )
([10]) المرجع السابق ( 1/320)
([11]) الملك:17
([12]) الاسراء:68
([13]) سبأ : 9
([14]) انظر الشربيني : السراج المنير ( 3/237)
([15]) الإسراء : 92
([16]) الأنفال : 32-33
([17]) الأنعام:65
([18]) أخرجه أحمد برقم 21285 [ المسند (5/162) ] ، قال المقدسي : إسناده حسن [ الأحاديث المختارة ( 3/356) ]
([19]) أخرجه الترمذي برقم 2152 وقال : حسن صحيح غريب ( 4/456) ؛ وابن حبان برقم 6759 ، قال محققه : حسن [ صحيح ابن حبان (15/162) ] قال الهيثمي : رواه أحمد ، ورجاله رجال الصحيح [ مجمع الزوائد ( 7/203) ]
([20]) انفرد بالروايتين ابن ماجة برقمي 4060 ، 4062 [ ابن ماجة ( 2/1350 ) ] والحديث يشهد لمتنه الرواية الأولى الصحيحة
([21]) قناة الإخبارية ، برنامج أخطار تهدد الأرض ، عنوان الحلقة : نيازك مدمرة . 26 / 8/ 2004م ، الخميس ، الساعة السادسة والنصف بتوقيت القدس ، وقد أعيد هذا البرنامج عدة مرات في قناة المنارة ، وهي قناة علمية .
يتبع إن شاء الله .................................................
ا
مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ [قـ : 18]
يمكن مسح الرساله وكنابه موضوعك