- إنضم
- 13 سبتمبر 2013
- المشاركات
- 55
- التفاعل
- 29
- النقاط
- 22
*السلام عليكم ورحمة الله وبركاته*
ﺑﺴﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ
ﻳﻘﻮﻝ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺪﻋﺎﺓ:
ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺭﺟﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺩﻳﻦ ,
ﻭﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺟﺎﺀﻩ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﻃﺮﻕ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺒﺎﺏ
ﻓﻔﺘﺢ ﻟﻪ ﺃﺣﺪ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ﻓﺎﻧﺪﻓﻊ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺑﺪﻭﻥ ﺳﻼﻡ ﻭﻻ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ
ﻭﺃﻣﺴﻚ ﺑﺘﻼﺑﻴﺐ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ :
ﺍﺗﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺳﺪﺩ ﻣﺎ ﻋﻠﻴﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻳﻮﻥ ﻓﻘﺪ ﺻﺒﺮﺕ ﻋﻠﻴﻚ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻼﺯﻡ
ﻭﻧﻔﺬ ﺻﺒﺮﻱ ﻣﺎﺫﺍ ﺗﺮﺍﻧﻲ ﻓﺎﻋﻞ ﺑﻚ ﻳﺎ ﺭﺟﻞ؟!.
ﻭﻫﻨﺎ ﺗﺪﺧﻞ ﺍﻻﺑﻦ ﻭﺩﻣﻌﺔ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﺮﻯ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ
ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻠﺮﺟﻞ
ﻛﻢ ﻋﻠﻰ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻳﻮﻥ ,
ﻗﺎﻝ
ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺗﺴﻌﻴﻦ ﺃﻟﻒ ﺭﻳﺎﻝ.
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻻﺑﻦ :
ﺍﺗﺮﻙ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﻭﺍﺳﺘﺮﺡ ﻭﺃﺑﺸﺮ ﺑﺎﻟﺨﻴﺮ،
ﻭﺩﺧﻞ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﻏﺮﻓﺘﻪ ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺟﻤﻊ ﻣﺒﻠﻐﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﻝ
ﻗﺪﺭﻩ ﺳﺒﻌﺔ ﻭﻋﺸﺮﻭﻥ ﺃﻟﻒ ﺭﻳﺎﻝ ﻣﻦ ﺭﺍﺗﺒﻪ ﻟﻴﻮﻡ ﺯﻭﺍﺟﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺘﻈﺮﻩ
ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺁﺛﺮ ﺃﻥ ﻳﻔﻚ ﺑﻪ ﺿﺎﺋﻘﺔ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﻭﺩﻳﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﺒﻘﻴﻪ ﻓﻲ ﺩﻭﻻﺏ ﻣﻼﺑﺴﻪ.
ﺩﺧﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻠﺮﺟﻞ:
ﻫﺬﻩ ﺩﻓﻌﺔ ﻣﻦ ﺩﻳﻦ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪ ﻗﺪﺭﻫﺎ ﺳﺒﻌﺔ ﻭﻋﺸﺮﻭﻥ ﺃﻟﻒ ﺭﻳﺎﻝ
ﻭﺳﻮﻑ ﻳﺄﺗﻲ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻭﻧﺴﺪﺩ ﻟﻚ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻳﺐ ﺍﻟﻌﺎﺟﻞ ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ.
ﻫﻨﺎ ﺑﻜﻰ ﺍﻷﺏ ﻭﻃﻠﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺃﻥ ﻳﻌﻴﺪ ﺍﻟﻤﺒﻠﻎ ﺇﻟﻰ ﺍﺑﻨﻪ ﻓﻬﻮ ﻣﺤﺘﺎﺝ ﻟﻪ
ﻭﻻ ﺫﻧﺐ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻓﺄﺻﺮّ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﺄﺧﺬ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻤﺒﻠﻎ.
ﻭﻭﺩﻋﻪ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻃﺎﻟﺒﺎ ًﻤﻨﻪ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺘﻌﺮﺽ ﻟﻮﺍﻟﺪﻩ ﻭ ﺃﻥ ﻳﻄﺎﻟﺒﻪ ﻫﻮ ﺷﺨﺼﻴﺎً ﺑﺒﻘﻴﺔ ﺍﻟﻤﺒﻠﻎ.
ﺛﻢ ﺗﻘﺪﻡ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﻭﻗﺒﻞ ﺟﺒﻴﻨﻪ ﻭﻗﺎﻝ ﻳﺎ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﻗﺪﺭﻙ ﺃﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﺒﻠﻎ
ﻭﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻳﻌﻮﺽ ﺇﺫﺍ ﺃﻣﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻤﺮﻧﺎ ﻭﻣﺘﻌﻨﺎ ﺑﺎﻟﺼﺤﺔ ﻭﺍﻟﻌﺎﻓﻴﺔ
ﻓﺄﻧﺎ ﻟﻢ ﺃﺳﺘﻄﻊ ﺃﻥ ﺃﺗﺤﻤﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ,
ﻭﻟﻮ ﻛﻨﺖ ﺃﻣﻠﻚ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻋﻠﻴﻚ ﻣﻦ ﺩﻳﻦ ﻟﺪﻓﻌﺘﻪ ﻟﻪ
ﻭﻻ ﺃﺭﻯ ﺩﻣﻌﺔ ﺗﺴﻘﻂ ﻣﻦ ﻋﻴﻨﻴﻚ ﻋﻠﻰ ﻟﺤﻴﺘﻚ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮﺓ.
ﻭﻫﻨﺎ ﺍﺣﺘﻀﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﺑﻨﻪ ﻭ ﺃﺟﻬﺶ ﺑﺎﻟﺒﻜﺎﺀ ﻭ ﺃﺧﺬ ﻳﻘﺒﻠﻪ ﻭﻳﻘﻮﻝ
ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺮﺿﻰ ﻋﻠﻴﻚ ﻳﺎ ﺍﺑﻨﻲ
ﻭﻳﻮﻓﻘﻚ ﻭﻳﺤﻘﻖ ﻟﻚ ﻛﻞ ﻃﻤﻮﺣﺎﺗﻚ.
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ﻭﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻻﺑﻦ ﻣﻨﻬﻤﻜﺎً ﻓﻲ ﺃﺩﺍﺀ ﻋﻤﻠﻪ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﻲ
ﺯﺍﺭﻩ ﺃﺣﺪ ﺍﻷﺻﺪﻗﺎﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻟﻢ ﻳﺮﻫﻢ ﻣﻨﺬ ﻣﺪﺓ
ﻭﺑﻌﺪ ﺳﻼﻡ ﻭﺳﺆﺍﻝ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻭﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ:
ﻳﺎ ﺃﺧﻲ ﺃﻣﺲ ﻛﻨﺖ ﻣﻊ ﺃﺣﺪ ﻛﺒﺎﺭ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ
ﻭﻃﻠﺐ ﻣﻨﻲ ﺃﻥ ﺃﺑﺤﺚ ﻟﻪ ﻋﻦ ﺭﺟﻞ ﻣﺨﻠﺺ ﻭﺃﻣﻴﻦ ﻭﺫﻭ ﺃﺧﻼﻕ ﻋﺎﻟﻴﺔ
ﻭﻟﺪﻳﻪ ﻃﻤﻮﺡ ﻭﻗﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻌﻤﻞ
ﻭﺃﻧﺎ ﻟﻢ ﺃﺟﺪ ﺷﺨﺼﺎً ﺃﻋﺮﻓﻪ ﺗﻨﻄﺒﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﺇﻻ ﺃﻧﺖ
ﻓﻤﺎ ﺭﺃﻳﻚ ﺃﻥ ﻧﺬﻫﺐ ﺳﻮﻳﺎً ﻟﺘﻘﺎﺑﻠﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀ.
ﻓﺘﻬﻠﻞ ﻭﺟﻪ ﺍﻻﺑﻦ ﺑﺎﻟﺒﺸﺮﻯ ﻭﻗﺎﻝ:
ﻟﻌﻠﻬﺎ ﺩﻋﻮﺓ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﻭﻗﺪ ﺃﺟﺎﺑﻬﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﺤﻤﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﺜﻴﺮﺍً ,
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﻮﻋﺪ ﻓﻤﺎ ﺃﻥ ﺷﺎﻫﺪﻩ ﺭﺟﻞ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺣﺘﻰ ﺷﻌﺮ ﺑﺎﺭﺗﻴﺎﺡ ﺷﺪﻳﺪ ﺗﺠﺎﻫﻪ ﻭﻗﺎﻝ :
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺑﺤﺚ ﻋﻨﻪ ﻭﺳﺄﻟﻪ ﻛﻢ ﺭﺍﺗﺒﻚ؟
ﻓﻘﺎﻝ:
ﻣﺎ ﻳﻘﺎﺭﺏ ﺍﻟﺨﻤﺴﺔ ﺃﻻﻑ ﺭﻳﺎﻝ.
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ:
ﺍﺫﻫﺐ ﻏﺪﺍً ﻭﻗﺪﻡ ﺍﺳﺘﻘﺎﻟﺘﻚ ﻭﺭﺍﺗﺒﻚ ﺧﻤﺴﺔ ﻋﺸﺮ ﺃﻟﻒ ﺭﻳﺎﻝ،
ﻭﻋﻤﻮﻟﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﺭﺑﺎﺡ 10% ﻭﺭﺍﺗﺒﻴﻦ ﺑﺪﻝ ﺳﻜﻦ ﻭﺳﻴﺎﺭﺓ ,
ﻭﺭﺍﺗﺐ ﺳﺘﺔ ﺃﺷﻬﺮ ﺗﺼﺮﻑ ﻟﻚ ﻟﺘﺤﺴﻴﻦ ﺃﻭﺿﺎﻋﻚ.
ﻭﻣﺎ ﺃﻥ ﺳﻤﻊ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺫﻟﻚ ﺣﺘﻰ ﺑﻜﻰ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ
ﺍﺑﺸﺮ ﺑﺎﻟﺨﻴﺮ ﻳﺎ ﻭﺍﻟﺪﻱ.
ﻓﺴﺄﻟﻪ ﺭﺟﻞ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻋﻦ ﺳﺒﺐ ﺑﻜﺎﺋﻪ ﻓﺤﺪﺛﻪ ﺑﻤﺎ ﺣﺼﻞ ﻟﻪ ﻗﺒﻞ ﻳﻮﻣﻴﻦ،
ﻓﺄﻣﺮ ﺭﺟﻞ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻓﻮﺭﺍً ﺑﺘﺴﺪﻳﺪ ﺩﻳﻮﻥ ﻭﺍﻟﺪﻩ،
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻣﺤﺼﻠﺔ ﺃﺭﺑﺎﺣﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻷﻭﻝ ﻻ ﺗﻘﻞ ﻋﻦ ﻧﺼﻒ ﻣﻠﻴﻮﻥ ﺭﻳﺎﻝ.
ﻭﻗﻔﺔ
ﺑﺮ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﺃﻋﻈﻢ ﺍﻟﻄﺎﻋﺎﺕ ﻭﺃﺟﻞ ﺍﻟﻘﺮﺑﺎﺕ ﻭﺑﺒﺮﻫﻤﺎ ﺗﺘﻨﺰﻝ ﺍﻟﺮﺣﻤﺎﺕ ﻭﺗﻨﻜﺸﻒ ﺍﻟﻜﺮﺑﺎﺕ ,
ﻓﻘﺪ ﻗﺮﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺮﻫﻤﺎ ﺑﺎﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻓﻘﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ:
ﻭﻗﻀﻰ ﺭﺑﻚ ﺃﻻ ﺗﻌﺒﺪﻭﺍ ﺇﻻ ﺇﻳﺎﻩ ﻭﺑﺎﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ ﺇﺣﺴﺎﻧﺎً ﺇﻣﺎ ﻳﺒﻠﻐﻦ ﻋﻨﺪﻙ ﺍﻟﻜﺒﺮ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﺃﻭ ﻛﻼﻫﻤﺎ ﻓﻼ ﺗﻘﻞ ﻟﻬﻤﺎ ﺃﻑ
ﻭﻻ ﺗﻨﻬﺮﻫﻤﺎ ﻭﻗﻞ ﻟﻬﻤﺎ ﻗﻮﻻً ﻛﺮﻳﻤﺎ ﺍﻹﺳﺮﺍﺀ .**
ﺑﺴﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ
ﻳﻘﻮﻝ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺪﻋﺎﺓ:
ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺭﺟﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺩﻳﻦ ,
ﻭﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺟﺎﺀﻩ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﻃﺮﻕ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺒﺎﺏ
ﻓﻔﺘﺢ ﻟﻪ ﺃﺣﺪ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ﻓﺎﻧﺪﻓﻊ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺑﺪﻭﻥ ﺳﻼﻡ ﻭﻻ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ
ﻭﺃﻣﺴﻚ ﺑﺘﻼﺑﻴﺐ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ :
ﺍﺗﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺳﺪﺩ ﻣﺎ ﻋﻠﻴﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻳﻮﻥ ﻓﻘﺪ ﺻﺒﺮﺕ ﻋﻠﻴﻚ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻼﺯﻡ
ﻭﻧﻔﺬ ﺻﺒﺮﻱ ﻣﺎﺫﺍ ﺗﺮﺍﻧﻲ ﻓﺎﻋﻞ ﺑﻚ ﻳﺎ ﺭﺟﻞ؟!.
ﻭﻫﻨﺎ ﺗﺪﺧﻞ ﺍﻻﺑﻦ ﻭﺩﻣﻌﺔ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﺮﻯ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ
ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻠﺮﺟﻞ
ﻛﻢ ﻋﻠﻰ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻳﻮﻥ ,
ﻗﺎﻝ
ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺗﺴﻌﻴﻦ ﺃﻟﻒ ﺭﻳﺎﻝ.
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻻﺑﻦ :
ﺍﺗﺮﻙ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﻭﺍﺳﺘﺮﺡ ﻭﺃﺑﺸﺮ ﺑﺎﻟﺨﻴﺮ،
ﻭﺩﺧﻞ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﻏﺮﻓﺘﻪ ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺟﻤﻊ ﻣﺒﻠﻐﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﻝ
ﻗﺪﺭﻩ ﺳﺒﻌﺔ ﻭﻋﺸﺮﻭﻥ ﺃﻟﻒ ﺭﻳﺎﻝ ﻣﻦ ﺭﺍﺗﺒﻪ ﻟﻴﻮﻡ ﺯﻭﺍﺟﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺘﻈﺮﻩ
ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺁﺛﺮ ﺃﻥ ﻳﻔﻚ ﺑﻪ ﺿﺎﺋﻘﺔ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﻭﺩﻳﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﺒﻘﻴﻪ ﻓﻲ ﺩﻭﻻﺏ ﻣﻼﺑﺴﻪ.
ﺩﺧﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻠﺮﺟﻞ:
ﻫﺬﻩ ﺩﻓﻌﺔ ﻣﻦ ﺩﻳﻦ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪ ﻗﺪﺭﻫﺎ ﺳﺒﻌﺔ ﻭﻋﺸﺮﻭﻥ ﺃﻟﻒ ﺭﻳﺎﻝ
ﻭﺳﻮﻑ ﻳﺄﺗﻲ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻭﻧﺴﺪﺩ ﻟﻚ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻳﺐ ﺍﻟﻌﺎﺟﻞ ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ.
ﻫﻨﺎ ﺑﻜﻰ ﺍﻷﺏ ﻭﻃﻠﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺃﻥ ﻳﻌﻴﺪ ﺍﻟﻤﺒﻠﻎ ﺇﻟﻰ ﺍﺑﻨﻪ ﻓﻬﻮ ﻣﺤﺘﺎﺝ ﻟﻪ
ﻭﻻ ﺫﻧﺐ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻓﺄﺻﺮّ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﺄﺧﺬ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻤﺒﻠﻎ.
ﻭﻭﺩﻋﻪ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻃﺎﻟﺒﺎ ًﻤﻨﻪ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺘﻌﺮﺽ ﻟﻮﺍﻟﺪﻩ ﻭ ﺃﻥ ﻳﻄﺎﻟﺒﻪ ﻫﻮ ﺷﺨﺼﻴﺎً ﺑﺒﻘﻴﺔ ﺍﻟﻤﺒﻠﻎ.
ﺛﻢ ﺗﻘﺪﻡ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﻭﻗﺒﻞ ﺟﺒﻴﻨﻪ ﻭﻗﺎﻝ ﻳﺎ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﻗﺪﺭﻙ ﺃﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﺒﻠﻎ
ﻭﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻳﻌﻮﺽ ﺇﺫﺍ ﺃﻣﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻤﺮﻧﺎ ﻭﻣﺘﻌﻨﺎ ﺑﺎﻟﺼﺤﺔ ﻭﺍﻟﻌﺎﻓﻴﺔ
ﻓﺄﻧﺎ ﻟﻢ ﺃﺳﺘﻄﻊ ﺃﻥ ﺃﺗﺤﻤﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ,
ﻭﻟﻮ ﻛﻨﺖ ﺃﻣﻠﻚ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻋﻠﻴﻚ ﻣﻦ ﺩﻳﻦ ﻟﺪﻓﻌﺘﻪ ﻟﻪ
ﻭﻻ ﺃﺭﻯ ﺩﻣﻌﺔ ﺗﺴﻘﻂ ﻣﻦ ﻋﻴﻨﻴﻚ ﻋﻠﻰ ﻟﺤﻴﺘﻚ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮﺓ.
ﻭﻫﻨﺎ ﺍﺣﺘﻀﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﺑﻨﻪ ﻭ ﺃﺟﻬﺶ ﺑﺎﻟﺒﻜﺎﺀ ﻭ ﺃﺧﺬ ﻳﻘﺒﻠﻪ ﻭﻳﻘﻮﻝ
ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺮﺿﻰ ﻋﻠﻴﻚ ﻳﺎ ﺍﺑﻨﻲ
ﻭﻳﻮﻓﻘﻚ ﻭﻳﺤﻘﻖ ﻟﻚ ﻛﻞ ﻃﻤﻮﺣﺎﺗﻚ.
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ﻭﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻻﺑﻦ ﻣﻨﻬﻤﻜﺎً ﻓﻲ ﺃﺩﺍﺀ ﻋﻤﻠﻪ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﻲ
ﺯﺍﺭﻩ ﺃﺣﺪ ﺍﻷﺻﺪﻗﺎﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻟﻢ ﻳﺮﻫﻢ ﻣﻨﺬ ﻣﺪﺓ
ﻭﺑﻌﺪ ﺳﻼﻡ ﻭﺳﺆﺍﻝ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻭﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ:
ﻳﺎ ﺃﺧﻲ ﺃﻣﺲ ﻛﻨﺖ ﻣﻊ ﺃﺣﺪ ﻛﺒﺎﺭ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ
ﻭﻃﻠﺐ ﻣﻨﻲ ﺃﻥ ﺃﺑﺤﺚ ﻟﻪ ﻋﻦ ﺭﺟﻞ ﻣﺨﻠﺺ ﻭﺃﻣﻴﻦ ﻭﺫﻭ ﺃﺧﻼﻕ ﻋﺎﻟﻴﺔ
ﻭﻟﺪﻳﻪ ﻃﻤﻮﺡ ﻭﻗﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻌﻤﻞ
ﻭﺃﻧﺎ ﻟﻢ ﺃﺟﺪ ﺷﺨﺼﺎً ﺃﻋﺮﻓﻪ ﺗﻨﻄﺒﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﺇﻻ ﺃﻧﺖ
ﻓﻤﺎ ﺭﺃﻳﻚ ﺃﻥ ﻧﺬﻫﺐ ﺳﻮﻳﺎً ﻟﺘﻘﺎﺑﻠﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀ.
ﻓﺘﻬﻠﻞ ﻭﺟﻪ ﺍﻻﺑﻦ ﺑﺎﻟﺒﺸﺮﻯ ﻭﻗﺎﻝ:
ﻟﻌﻠﻬﺎ ﺩﻋﻮﺓ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﻭﻗﺪ ﺃﺟﺎﺑﻬﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﺤﻤﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﺜﻴﺮﺍً ,
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﻮﻋﺪ ﻓﻤﺎ ﺃﻥ ﺷﺎﻫﺪﻩ ﺭﺟﻞ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺣﺘﻰ ﺷﻌﺮ ﺑﺎﺭﺗﻴﺎﺡ ﺷﺪﻳﺪ ﺗﺠﺎﻫﻪ ﻭﻗﺎﻝ :
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺑﺤﺚ ﻋﻨﻪ ﻭﺳﺄﻟﻪ ﻛﻢ ﺭﺍﺗﺒﻚ؟
ﻓﻘﺎﻝ:
ﻣﺎ ﻳﻘﺎﺭﺏ ﺍﻟﺨﻤﺴﺔ ﺃﻻﻑ ﺭﻳﺎﻝ.
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ:
ﺍﺫﻫﺐ ﻏﺪﺍً ﻭﻗﺪﻡ ﺍﺳﺘﻘﺎﻟﺘﻚ ﻭﺭﺍﺗﺒﻚ ﺧﻤﺴﺔ ﻋﺸﺮ ﺃﻟﻒ ﺭﻳﺎﻝ،
ﻭﻋﻤﻮﻟﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﺭﺑﺎﺡ 10% ﻭﺭﺍﺗﺒﻴﻦ ﺑﺪﻝ ﺳﻜﻦ ﻭﺳﻴﺎﺭﺓ ,
ﻭﺭﺍﺗﺐ ﺳﺘﺔ ﺃﺷﻬﺮ ﺗﺼﺮﻑ ﻟﻚ ﻟﺘﺤﺴﻴﻦ ﺃﻭﺿﺎﻋﻚ.
ﻭﻣﺎ ﺃﻥ ﺳﻤﻊ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺫﻟﻚ ﺣﺘﻰ ﺑﻜﻰ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ
ﺍﺑﺸﺮ ﺑﺎﻟﺨﻴﺮ ﻳﺎ ﻭﺍﻟﺪﻱ.
ﻓﺴﺄﻟﻪ ﺭﺟﻞ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻋﻦ ﺳﺒﺐ ﺑﻜﺎﺋﻪ ﻓﺤﺪﺛﻪ ﺑﻤﺎ ﺣﺼﻞ ﻟﻪ ﻗﺒﻞ ﻳﻮﻣﻴﻦ،
ﻓﺄﻣﺮ ﺭﺟﻞ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻓﻮﺭﺍً ﺑﺘﺴﺪﻳﺪ ﺩﻳﻮﻥ ﻭﺍﻟﺪﻩ،
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻣﺤﺼﻠﺔ ﺃﺭﺑﺎﺣﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻷﻭﻝ ﻻ ﺗﻘﻞ ﻋﻦ ﻧﺼﻒ ﻣﻠﻴﻮﻥ ﺭﻳﺎﻝ.
ﻭﻗﻔﺔ
ﺑﺮ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﺃﻋﻈﻢ ﺍﻟﻄﺎﻋﺎﺕ ﻭﺃﺟﻞ ﺍﻟﻘﺮﺑﺎﺕ ﻭﺑﺒﺮﻫﻤﺎ ﺗﺘﻨﺰﻝ ﺍﻟﺮﺣﻤﺎﺕ ﻭﺗﻨﻜﺸﻒ ﺍﻟﻜﺮﺑﺎﺕ ,
ﻓﻘﺪ ﻗﺮﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺮﻫﻤﺎ ﺑﺎﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻓﻘﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ:
ﻭﻗﻀﻰ ﺭﺑﻚ ﺃﻻ ﺗﻌﺒﺪﻭﺍ ﺇﻻ ﺇﻳﺎﻩ ﻭﺑﺎﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ ﺇﺣﺴﺎﻧﺎً ﺇﻣﺎ ﻳﺒﻠﻐﻦ ﻋﻨﺪﻙ ﺍﻟﻜﺒﺮ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﺃﻭ ﻛﻼﻫﻤﺎ ﻓﻼ ﺗﻘﻞ ﻟﻬﻤﺎ ﺃﻑ
ﻭﻻ ﺗﻨﻬﺮﻫﻤﺎ ﻭﻗﻞ ﻟﻬﻤﺎ ﻗﻮﻻً ﻛﺮﻳﻤﺎ ﺍﻹﺳﺮﺍﺀ .**