السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبو العتاهية هو إسماعيل بن القاسم بي سويد العيني، ولد ونشأ قرب الكوفة، وسكن بغداد، كان في بدء أمره يبيع الجِرَار، ثم اتصل بالخلفاء - خاصة الرشيد -؛ وعلت مكانته، لكنه زهد في الدنيا، وابتعد عن منادمة الرشيد، وكان قبل ذلك لا يفارقه. وكتب شعراً رقيقاً في ندمه على ما فرط من أمره قال فيه:
إلـهـي لا تعذبني فإنـي =مقـر بالـذي قد كان مـنّي
فـمالـي حيـلة إلاّ رجائي = لعفوك إن عفوت وحسن ظني
وكم من زلة لي في البرايا =وأنت عليّ ذو فضل ومــنّ
إذا فـكّرت في قدمي عليها =عضضت أناملي وقرعت سني
يظن الناس بي خيرا وإنّـي =لشرّ النّاس إن لم تعف عنّـي
-------
بعد أن اعتزل أبو العتاهية الخلفاء اعتزل أغراض الشعر الأخرى كذلك؛ فلم يكتب إلاَّ في الزهد، وقد رُوي أن الرّشيد أمره ذات مرّة أن يقول شعرا في الغزل لكنه امتنع، فضربه الرشيد وحبسه وحلف ألا يطلق سراحه إلى أن يقول شيئا في الغزل، ووكّل به أحدا يكتب إليه ما سمع، فقال أبو العتاهية:
أما والله إنّ الظـلم لـؤم =ومازال المسيء هو الظلوم
إلى ديّان يوم الدين نمضي =وعند الله تجـتمع الخصوم
---
فلما بلغ ذلك الرشيد بكى وأمر بإخلاء سبيله.
أبو العتاهية هو إسماعيل بن القاسم بي سويد العيني، ولد ونشأ قرب الكوفة، وسكن بغداد، كان في بدء أمره يبيع الجِرَار، ثم اتصل بالخلفاء - خاصة الرشيد -؛ وعلت مكانته، لكنه زهد في الدنيا، وابتعد عن منادمة الرشيد، وكان قبل ذلك لا يفارقه. وكتب شعراً رقيقاً في ندمه على ما فرط من أمره قال فيه:
إلـهـي لا تعذبني فإنـي =مقـر بالـذي قد كان مـنّي
فـمالـي حيـلة إلاّ رجائي = لعفوك إن عفوت وحسن ظني
وكم من زلة لي في البرايا =وأنت عليّ ذو فضل ومــنّ
إذا فـكّرت في قدمي عليها =عضضت أناملي وقرعت سني
يظن الناس بي خيرا وإنّـي =لشرّ النّاس إن لم تعف عنّـي
-------
بعد أن اعتزل أبو العتاهية الخلفاء اعتزل أغراض الشعر الأخرى كذلك؛ فلم يكتب إلاَّ في الزهد، وقد رُوي أن الرّشيد أمره ذات مرّة أن يقول شعرا في الغزل لكنه امتنع، فضربه الرشيد وحبسه وحلف ألا يطلق سراحه إلى أن يقول شيئا في الغزل، ووكّل به أحدا يكتب إليه ما سمع، فقال أبو العتاهية:
أما والله إنّ الظـلم لـؤم =ومازال المسيء هو الظلوم
إلى ديّان يوم الدين نمضي =وعند الله تجـتمع الخصوم
---
فلما بلغ ذلك الرشيد بكى وأمر بإخلاء سبيله.