بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بيان فضيلة الجوع وذم الشبع
ما ملأ ابن آدم وعاء شراً من بطنه حسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه وإن كان لا بد فاعلاً فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه
قال عيسى عليه السلام: يا معشر الحواريين أجيعوا أكبادكم وأعروا أجسادكم لعل قلوبكم ترى الله عز وجل وروي ذلك أيضاً عن نبينا صلى الله عليه وسلم رواه طاوس.
وقيل مكتوب في التوراة: إن الله ليبغضن الحبر السمين لأن السمين يدل على الغفلة وكثرة الأكل وذلك قبيح خصوصاً بالحبر.
ولأجل ذلك قال ابن مسعود رضي الله عنه: إن الله تعالى يبغض القارئ السمين
وفي خبر مرسل " إن الشيطان ليجري من ابن آدم مجرى الدم "
وقال صلى الله عليه وسلم " المؤمن يأكل في معي واحد والمنافق يأكل في سبعة أمعاء "
أي يأكل سبعة أضعاف ما يأكل المؤمن أو تكون شهوته سبعة أضعاف شهوته وذكر المعي كناية عن الشهوة لأن الشهوة هي التي تقبل الطعام وتأخذه كما يأخذ المعي.
وليس المعنى زيادة عدد معي المنافق على معي المؤمن.
وقال أبو هريرة: ما أشبع النبي صلى الله عليه وسلم أهله ثلاثة أيام تباعاً من خبز الحنطة حتى فارق الدنيا
وأما الآثار: فقد قال عمر رضي الله عنه: إياكم والبطنة فإنها ثقل في الحياة نتن في الممات.
وقال شقيق البلخي العبادة حرفة حانوتها الخلوة وآلتها المجاعة.
وقال لقمان لابنه: يا بني إذا امتلأت المعدة نامت الفكرة وخرست الحكمة وقعدت الأعضاء عن العبادة.
وكان الفضيل بن عياض يقول لنفسه: أي شيء تخافين أتخافين أن تجوعي لا تخافي ذلك: أنت أهون على الله من ذلك إنما يجوع محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه.
وكان كهمس يقول إلهي أجعتني وأعريتني وفي ظلم الليالي بلا مصباح أجلستني فبأي وسيلة بلغتني ما بلغتني وكان فتح الموصلي إذا اشتد مرضه وجوعه يقول: إلهي ابتليتني بالمرض والجوع وكذلك تفعل بأوليائك فبأي عمل أؤدي شكر ما أنعمت به علي
وقال مالك بن دينار: قلت لمحمد بن واسع يا أبا عبد الله طوبى لمن كانت له غليلة تقوته وتغنيه عن الناس فقال لي يا أبا يحيى طوبى لمن أمسى وأصبح جائعاً وهو عن الله راض.
وكان الفضيل بن عياض يقول: إلهي أجعتني وأجعت عيالي وتركتني في ظلم الليالي بلا مصباح وإنما تفعل ذلك بأوليائك فبأي منزلة نلت هذا منك وقال يحيى بن معاذ: جوع الراغبين منبهة وجوع التائبين تجربة وجوع المجتهدين كرامة وجوع الصابرين سياسة وجوع الزاهدين حكمة.
وفي التوراة اتق الله وإذا شبعت فاذكر الجياع: وقال أبو سليمان: لأن أترك لقمة من عشائي أحب إلي من قيام ليلة إلى الصبح وقال أيضاً: الجوع عند الله في خزائنه لا يعطيه إلا من أحبه.
وكان سهل بن عبد الله التستري يطوي نيفاً وعشرين يوماً لا يأكل وكان يكفيه لطعامه في السنة درهم وكان يعظم الجوع ويبالغ فيه حتى قال: لا يوافى القيامة عمل بر أفضل من ترك فضول الطعام اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في أكله.
وقال: لم ير الأكياس شيئاً أنفع من الجوع للدين والدنيا.
وقال: لا أعلم شيئاً أضر على طلاب الآخرة من الأكل.
وقال: وضعت الحكمة والعلم في الجوع ووضعت المعصية والجهل في الشبع.
وقال ما عبد الله بشيء أفضل من مخالفة الهوى في ترك الحلال.
وقال صار الأبدال أبدالاً إلا بإخماص البطون والسهر والصمت والخلوة.
وقال: رأس كل بر نزل من السماء إلى الأرض الجوع ورأس كل فجور بينهما الشبع.
وقال: من جوع نفسه انقطعت عنه الوساوس.
وقال: إقبال الله عز وجل على العبد بالجوع والسقم والبلاء إلا من شاء الله.
وقال: اعلموا أن هذا زمان لا ينال أحد فيه النجاة إلا بذبح نفسه وقتلها بالجوع والسهر والجهد.
وقال: ما مر على وجه الأرض أحد شرب من هذا الماء حتى روي فسلم من المعصية - وإن شكر الله تعالى - فكيف الشبع من الطعام وسئل حكيم بأي قيد أقيد نفسي قال: قيدها بالجوع والعطش وذللها بإخمال الذكر وترك العز وصغرها بوضعها تحت أرجل أبناء الآخرة واكسرها بترك زي القراء عن ظاهرها وانج من آفاتها بدوام سوء الظن بها واصحبها بخلاف هواها.
وكان عبد الواحد بن زيد يقسم بالله تعالى إن الله تعالى ما صافي أحداً إلا بالجوع ولا مشوا على الماء إلا به ولا طويت لهم الأرض إلا بالجوع ولا تولاهم الله تعالى إلا بالجوع وقال أبو طالب المكي: مثل البطن مثل المزهر وهو العود المجوف ذو الأوتار - غنما حسن صوته لخفته ورقته لأنه أجوف غير ممتلئ وكذلك الجوف إذا خلا كان أعذب للتلاوة وأدوم للقيام وأقل للمنام.
وقال أبو بكر بن عبد الله المزني: ثلاثة يحبهم الله تعالى رجل قليل النوم قليل الأكل قليل الراحة.
وروي أن عيسى
عليه السلام مكث يناجي ربه ستين صباحاً لم يأكل فخطر بباله الخبز فانقطع عن المناجاة فإذا رغيف موضوع بين يديه فجلس يبكي على فقد المناجاة وإذا شيخ قد أظله فقال له عيسى: بارك الله فيك يا ولي الله ادع الله تعالى فإني كنت في حالة فخطر ببالي الخبز فانقطعت عني فقال الشيخ: اللهم إن كنت تعلم أن الخبز خطر ببالي منذ عرفتك فلا تغفر لي بل كان إذا حضر لي شيء أكلته من غير فكر وخاطر.
وروي أن موسى عليه السلام لما قربه الله عز وجل نجياً كان قد ترك الأكل أربعين يوماً - ثلاثين ثم عشراً - على ما ورد به القرآن لأنه أمسك بغير تبييت يوماً فزيد عشرة لأجل ذلك.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بيان فضيلة الجوع وذم الشبع
ما ملأ ابن آدم وعاء شراً من بطنه حسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه وإن كان لا بد فاعلاً فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه
قال عيسى عليه السلام: يا معشر الحواريين أجيعوا أكبادكم وأعروا أجسادكم لعل قلوبكم ترى الله عز وجل وروي ذلك أيضاً عن نبينا صلى الله عليه وسلم رواه طاوس.
وقيل مكتوب في التوراة: إن الله ليبغضن الحبر السمين لأن السمين يدل على الغفلة وكثرة الأكل وذلك قبيح خصوصاً بالحبر.
ولأجل ذلك قال ابن مسعود رضي الله عنه: إن الله تعالى يبغض القارئ السمين
وفي خبر مرسل " إن الشيطان ليجري من ابن آدم مجرى الدم "
وقال صلى الله عليه وسلم " المؤمن يأكل في معي واحد والمنافق يأكل في سبعة أمعاء "
أي يأكل سبعة أضعاف ما يأكل المؤمن أو تكون شهوته سبعة أضعاف شهوته وذكر المعي كناية عن الشهوة لأن الشهوة هي التي تقبل الطعام وتأخذه كما يأخذ المعي.
وليس المعنى زيادة عدد معي المنافق على معي المؤمن.
وقال أبو هريرة: ما أشبع النبي صلى الله عليه وسلم أهله ثلاثة أيام تباعاً من خبز الحنطة حتى فارق الدنيا
وأما الآثار: فقد قال عمر رضي الله عنه: إياكم والبطنة فإنها ثقل في الحياة نتن في الممات.
وقال شقيق البلخي العبادة حرفة حانوتها الخلوة وآلتها المجاعة.
وقال لقمان لابنه: يا بني إذا امتلأت المعدة نامت الفكرة وخرست الحكمة وقعدت الأعضاء عن العبادة.
وكان الفضيل بن عياض يقول لنفسه: أي شيء تخافين أتخافين أن تجوعي لا تخافي ذلك: أنت أهون على الله من ذلك إنما يجوع محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه.
وكان كهمس يقول إلهي أجعتني وأعريتني وفي ظلم الليالي بلا مصباح أجلستني فبأي وسيلة بلغتني ما بلغتني وكان فتح الموصلي إذا اشتد مرضه وجوعه يقول: إلهي ابتليتني بالمرض والجوع وكذلك تفعل بأوليائك فبأي عمل أؤدي شكر ما أنعمت به علي
وقال مالك بن دينار: قلت لمحمد بن واسع يا أبا عبد الله طوبى لمن كانت له غليلة تقوته وتغنيه عن الناس فقال لي يا أبا يحيى طوبى لمن أمسى وأصبح جائعاً وهو عن الله راض.
وكان الفضيل بن عياض يقول: إلهي أجعتني وأجعت عيالي وتركتني في ظلم الليالي بلا مصباح وإنما تفعل ذلك بأوليائك فبأي منزلة نلت هذا منك وقال يحيى بن معاذ: جوع الراغبين منبهة وجوع التائبين تجربة وجوع المجتهدين كرامة وجوع الصابرين سياسة وجوع الزاهدين حكمة.
وفي التوراة اتق الله وإذا شبعت فاذكر الجياع: وقال أبو سليمان: لأن أترك لقمة من عشائي أحب إلي من قيام ليلة إلى الصبح وقال أيضاً: الجوع عند الله في خزائنه لا يعطيه إلا من أحبه.
وكان سهل بن عبد الله التستري يطوي نيفاً وعشرين يوماً لا يأكل وكان يكفيه لطعامه في السنة درهم وكان يعظم الجوع ويبالغ فيه حتى قال: لا يوافى القيامة عمل بر أفضل من ترك فضول الطعام اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في أكله.
وقال: لم ير الأكياس شيئاً أنفع من الجوع للدين والدنيا.
وقال: لا أعلم شيئاً أضر على طلاب الآخرة من الأكل.
وقال: وضعت الحكمة والعلم في الجوع ووضعت المعصية والجهل في الشبع.
وقال ما عبد الله بشيء أفضل من مخالفة الهوى في ترك الحلال.
وقال صار الأبدال أبدالاً إلا بإخماص البطون والسهر والصمت والخلوة.
وقال: رأس كل بر نزل من السماء إلى الأرض الجوع ورأس كل فجور بينهما الشبع.
وقال: من جوع نفسه انقطعت عنه الوساوس.
وقال: إقبال الله عز وجل على العبد بالجوع والسقم والبلاء إلا من شاء الله.
وقال: اعلموا أن هذا زمان لا ينال أحد فيه النجاة إلا بذبح نفسه وقتلها بالجوع والسهر والجهد.
وقال: ما مر على وجه الأرض أحد شرب من هذا الماء حتى روي فسلم من المعصية - وإن شكر الله تعالى - فكيف الشبع من الطعام وسئل حكيم بأي قيد أقيد نفسي قال: قيدها بالجوع والعطش وذللها بإخمال الذكر وترك العز وصغرها بوضعها تحت أرجل أبناء الآخرة واكسرها بترك زي القراء عن ظاهرها وانج من آفاتها بدوام سوء الظن بها واصحبها بخلاف هواها.
وكان عبد الواحد بن زيد يقسم بالله تعالى إن الله تعالى ما صافي أحداً إلا بالجوع ولا مشوا على الماء إلا به ولا طويت لهم الأرض إلا بالجوع ولا تولاهم الله تعالى إلا بالجوع وقال أبو طالب المكي: مثل البطن مثل المزهر وهو العود المجوف ذو الأوتار - غنما حسن صوته لخفته ورقته لأنه أجوف غير ممتلئ وكذلك الجوف إذا خلا كان أعذب للتلاوة وأدوم للقيام وأقل للمنام.
وقال أبو بكر بن عبد الله المزني: ثلاثة يحبهم الله تعالى رجل قليل النوم قليل الأكل قليل الراحة.
وروي أن عيسى
عليه السلام مكث يناجي ربه ستين صباحاً لم يأكل فخطر بباله الخبز فانقطع عن المناجاة فإذا رغيف موضوع بين يديه فجلس يبكي على فقد المناجاة وإذا شيخ قد أظله فقال له عيسى: بارك الله فيك يا ولي الله ادع الله تعالى فإني كنت في حالة فخطر ببالي الخبز فانقطعت عني فقال الشيخ: اللهم إن كنت تعلم أن الخبز خطر ببالي منذ عرفتك فلا تغفر لي بل كان إذا حضر لي شيء أكلته من غير فكر وخاطر.
وروي أن موسى عليه السلام لما قربه الله عز وجل نجياً كان قد ترك الأكل أربعين يوماً - ثلاثين ثم عشراً - على ما ورد به القرآن لأنه أمسك بغير تبييت يوماً فزيد عشرة لأجل ذلك.
التعديل الأخير بواسطة المشرف: