- إنضم
- 30 نوفمبر 2014
- المشاركات
- 4,420
- التفاعل
- 26,567
- النقاط
- 122
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الله – سبحانه وتعالى – " وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ "
لم يخبرنا القرآن الكريم بوجهة النبي يونس بعد أن خرج غاضبا من بين ظهراني قومه ، وقد ضاق ذرعا بعنادهم وكفرهم وجحودهم ، فوجهته ليس بالشيئ المهم ... ولكن الأهميه والعبره تنبع مما آل إليه حال هذا النبي الكريم . وهذه هي عادة القرآن الكريم في ضرب الامثال وسرد القصص ، من تسليط الضوء على مسببات السعاده والشقاوه في الدنيا والآخره ، كي تٌستخلص العظات والعبر والدروس التي نستفيد منها في حياتنا الدنيويه .
ينطلق يونس – عليه السلام – في رحلته وقد نال الغضب منه ، متأسفا على حال قومه الذين تمنعوا على الإيمان ... فإذا بالغضب يحول دنيا النبي يونس الرحبه الواسعه إلى جدران بطن حوت في أعماق البحار والمحيطات ، ومن سعه الحال إلى ضيق المقام ... يتحول بطن الحوت بالنسبه ليونس – عليه السلام – لسجن يماثل سجن النبي يوسف – عليه السلام - ، أو لأرض مدين بالنسبة لموسى كليم الرحمن .
إذن ... هي فترة إعداد تربوى لهذا النبي الكريم في ظلمات بطن حوت ، وقد رُوي عن ابن عباس وابن مسعود – رضي الله عنهما أنها كانت ظلمات ثلاث وليست ظلمه واحده ... ( ظلمة بطن الحوت ، وظلمة البحر ، وظلمة الليل ) ، والعجيب أن هذه الظلمات تماثل في عددها تلكم الظلمات التي يمكث فيها ابن آدم في فترة تخليقه في بطن أمه لقول الله – عز وجل – " يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِّن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ "
وكأن النص القرآني يوحى بمدلولات كلمة (الظُّلُمَاتِ) ، أن فترة بقاء يونس – المؤقته - في بطن الحوت ما هي إلا فترة إعداد وتأهيل ، تماثل الفتره التي يمكثها الجنين في بطن أمه حتي يكتمل نضجه ، واكتمال النضج لا يكون إلا بكمال العبوديه والافتقار والتذلل لله – سبحانه وتعالى - ... وعندها تأتي لحظة المخاض في قول يونس مناديا في الظلمات (لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ) ... فيطرح الحوت يونس من بطنه ، كما يٌطرح المولود الجديد ، ولا عجب في ذلك ... فيونس الخارج من بطن الحوت ليس هو يونس من قبل دخوله هذه التجربه العصيبه .
إذن هي رساله موجه مفادها ... أن الأمه الآبقه ستظل حبيسة ظلمات ما كسبت ، ولن تنكشف الغمه إلا بالرجوع إلى الدرب القويم والطريق المستقيم ... وسرعان ما تأتي لحظة المخاض ( يوم نرجع إلى الله بحق ) معلنة ميلاد أمه جديده .. أمه واعيه ناضجه .. أمه مؤهله لحمل رساله الله الواحد الأحد إلى كل البشرية .
ونحن اليوم أمه أبقت إلى فلك ( الأمم المتحده ومجلس الأمن الدولى ) المشحون ... وساهمنا وفي كل مره نساهم نكون من المدحضين ، فقد ضاقت سفينه أمم الأرض بالمسلمين ... ومهما سعينا في إرضائهم فنحن الخاسرين ... فصونوا حريتكم يا مسلمين بكمال عبوديتكم لله رب العالمين .
كما أن هناك رساله أخرى في غايه الأهميه توجهها لنا هذه القصه القرآنيه وهي ... أن ابن آدم يظل في يٌسر من أمره ومٌتسع من حاله وفسحة من دينه مالم يٌنفذ غضبه ، فإذا أنفذه ضاق به الحال وتعسر.
يظل الغضب المكتوم حبيس الصدر وأسيره عند ابن آدم ، فإذا تحركت الجوارح ... بات ابن آدم أسيرا عند غضبه...فإياكم والغضب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الله – سبحانه وتعالى – " وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ "
لم يخبرنا القرآن الكريم بوجهة النبي يونس بعد أن خرج غاضبا من بين ظهراني قومه ، وقد ضاق ذرعا بعنادهم وكفرهم وجحودهم ، فوجهته ليس بالشيئ المهم ... ولكن الأهميه والعبره تنبع مما آل إليه حال هذا النبي الكريم . وهذه هي عادة القرآن الكريم في ضرب الامثال وسرد القصص ، من تسليط الضوء على مسببات السعاده والشقاوه في الدنيا والآخره ، كي تٌستخلص العظات والعبر والدروس التي نستفيد منها في حياتنا الدنيويه .
ينطلق يونس – عليه السلام – في رحلته وقد نال الغضب منه ، متأسفا على حال قومه الذين تمنعوا على الإيمان ... فإذا بالغضب يحول دنيا النبي يونس الرحبه الواسعه إلى جدران بطن حوت في أعماق البحار والمحيطات ، ومن سعه الحال إلى ضيق المقام ... يتحول بطن الحوت بالنسبه ليونس – عليه السلام – لسجن يماثل سجن النبي يوسف – عليه السلام - ، أو لأرض مدين بالنسبة لموسى كليم الرحمن .
إذن ... هي فترة إعداد تربوى لهذا النبي الكريم في ظلمات بطن حوت ، وقد رُوي عن ابن عباس وابن مسعود – رضي الله عنهما أنها كانت ظلمات ثلاث وليست ظلمه واحده ... ( ظلمة بطن الحوت ، وظلمة البحر ، وظلمة الليل ) ، والعجيب أن هذه الظلمات تماثل في عددها تلكم الظلمات التي يمكث فيها ابن آدم في فترة تخليقه في بطن أمه لقول الله – عز وجل – " يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِّن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ "
وكأن النص القرآني يوحى بمدلولات كلمة (الظُّلُمَاتِ) ، أن فترة بقاء يونس – المؤقته - في بطن الحوت ما هي إلا فترة إعداد وتأهيل ، تماثل الفتره التي يمكثها الجنين في بطن أمه حتي يكتمل نضجه ، واكتمال النضج لا يكون إلا بكمال العبوديه والافتقار والتذلل لله – سبحانه وتعالى - ... وعندها تأتي لحظة المخاض في قول يونس مناديا في الظلمات (لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ) ... فيطرح الحوت يونس من بطنه ، كما يٌطرح المولود الجديد ، ولا عجب في ذلك ... فيونس الخارج من بطن الحوت ليس هو يونس من قبل دخوله هذه التجربه العصيبه .
إذن هي رساله موجه مفادها ... أن الأمه الآبقه ستظل حبيسة ظلمات ما كسبت ، ولن تنكشف الغمه إلا بالرجوع إلى الدرب القويم والطريق المستقيم ... وسرعان ما تأتي لحظة المخاض ( يوم نرجع إلى الله بحق ) معلنة ميلاد أمه جديده .. أمه واعيه ناضجه .. أمه مؤهله لحمل رساله الله الواحد الأحد إلى كل البشرية .
ونحن اليوم أمه أبقت إلى فلك ( الأمم المتحده ومجلس الأمن الدولى ) المشحون ... وساهمنا وفي كل مره نساهم نكون من المدحضين ، فقد ضاقت سفينه أمم الأرض بالمسلمين ... ومهما سعينا في إرضائهم فنحن الخاسرين ... فصونوا حريتكم يا مسلمين بكمال عبوديتكم لله رب العالمين .
كما أن هناك رساله أخرى في غايه الأهميه توجهها لنا هذه القصه القرآنيه وهي ... أن ابن آدم يظل في يٌسر من أمره ومٌتسع من حاله وفسحة من دينه مالم يٌنفذ غضبه ، فإذا أنفذه ضاق به الحال وتعسر.
يظل الغضب المكتوم حبيس الصدر وأسيره عند ابن آدم ، فإذا تحركت الجوارح ... بات ابن آدم أسيرا عند غضبه...فإياكم والغضب