
ذهبت ربات البيوت بالأجـور...!

تطبخ
تغسل
تكنس
تـُـعنى بشؤون بيتها
تتعب من أجل الجميع
تـُـرضع أطفالها
تـُـربي أولادها
تحفظ زوجها إن غاب
تســرّه إذا نـظــر
لا تخرج للجمعة والجماعة
لا يجب عليها الجهاد بالسيف
لكنها تـُـشارك الرجل في الأجــر

كيف ذلك ؟

تُجيب عليه وافدة النساء
أسماء بنت يزيد الأنصارية التي أتت النبي صلى الله عليه وسلم وهو بين أصحابه فقالت:
"بأبي أنت وأمي إني وافدة النساء إليك وأعلم - نفسي لك الفداء - أنه ما من امرأة كائنة في شرق ولا غرب سمعت بمخرجي هذا أو لم تسمع إلا وهي على مثل رأيي.
إن الله بعثك بالحق إلى الرجال والنساء فآمنا بك وبإلهك الذي أرسلك، وإنا معشر النساء محصورات مقصورات.
قواعد بيوتكم
ومقضى شهواتكم
وحاملات أولادكم
وإنكم معاشر الرجال فضلتم علينا بالجمعة والجماعات، وعيادة المرضى، وشهود الجنائز، والحج بعد الحج، وأفضل من ذلك الجهاد في سبيل الله.
وإن الرجل منكم إذا أخرج حاجًّا أو معتمرًا ومرابطًا حفظنا لكم أموالكم وغزلنا لكم أثوابكم وربينا لكم أولادكم
فما نشارككم في الأجر يا رسول الله؟"
فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه بوجهه كله، ثم قال:
"هَلْ سَمِعْتُمْ مَقَالَةَ امْرَأَةٍ قَطّ أَحْسَنَ مِنْ مَسْأَلَتِهَا فِي أَمْرِ دِينِهَا مِنْ هَذِهِ؟" فقالوا: "يا رسول الله ما ظننا أن امرأة تهتدي إلى مثل هذا".
فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم إليها، ثم قال لها: "انْصَرِفِي أَيَّتُهَا المَرْأَةُ وأَعْلِمِي مَنْ خَلْفَكِ مِنَ النِّسَاءِ أَنَّ حُسْنَ تَـبَـعُّـلِ إِحْدَاكُنَّ لزَوْجِهَا وطَلَبِهَا مَرْضَاتِهِ واتِّبَاعِهَا مُوَافَقَتِهِ تَعْدِلُ ذَلِكَ كُلِّهِ" فأدبرت المرأة وهي تهلل وتكبر استبشارًا.
رواه البيهقي في شعب الإيمان
وهو في تاريخ واسط
قال ابن الأثير:
التَّبَعُّل: حسن العِشْرة.

فإذا قـَـصـَـرت المرأة معنى العبادة على الركوع والسجود فحسب فاتها الأجر العظيم.
لأنها تتصور أن العمل في البيت وخدمة الزوج وحسن المعاشرة وتربية الأولاد تظن أن ذلك كله ليس من العبادة في شيء.
وهذا قصور في تصوّر العبادة.
وإذا نظرنا في تعريف العبادة نجد أنها -كما قال شيخ الإسلام-:
هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة، فالصلاة والزكاة والصيام والحج وصدق الحديث وأداء الأمانة وبر الوالدين وصلة الأرحام والوفاء بالعهود والآمر بالمعروف والنهى عن المنكر والجهاد للكفار والمنافقين والإحسان إلى الجار واليتيم والمسكين وابن السبيل والمملوك من الآدميين والبهائم والدعاء والذكر والقراءة وأمثال ذلك من العبادة، وكذلك حب الله ورسوله وخشية الله والإنابة إليه وإخلاص الدين له والصبر لحكمه والشكر لنعمه والرضا بقضائه والتوكل عليه والرجاء لرحمته والخوف لعذابه وأمثال ذلك هي من العبادة لله.
وذلك أن العبادة لله هي الغاية المحبوبة له والمرضية له التي خـَـلـَـق الخلق لها، كما قال تعالى: ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ )، وبها أُرسل جميع الرسل. انتهى كلامه – رحمه الله – .

فأنت أخية في عبادة ما دمت في خدمة زوجك وبنيك
طالما أنك في طلب مرضاته
وما زلت في إحسان معاشرته
فهنيئاً لك الأجر في قـعــر بيتك بشرط:
احتســـــاب الأجــــــر
و
إحســــــان النيّــــــة
ختامـًا:
لا أُعـدم منك دعوة بظهر الغيب
والله يتولاكِ
كتبه
عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
منقووول
