- إنضم
- 30 نوفمبر 2014
- المشاركات
- 4,420
- التفاعل
- 26,638
- النقاط
- 122
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الله – عز وجل – " وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَىٰ إِلَىٰ قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِن بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ وَلَا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ "
لم يدُر في خلد كليم الرحمن موسى – عليه السلام - وهو يسرع الخطى شوقا لميقات ربه ، أن بنو إسرائيل سوف يتعجلون بنقض عهد الله وميثاقه كما تعجل هو في مرضات ربه . ولنا أن نستشعر وقع الخبر على موسى حينما تلقاه من ربه ... لقد بدل بنو إسرائيل من بعدك يا موسى عكوفا على عجل لهم .
يقفُل موسى راجعا إلى قومه وقد أخذ منه الغضب كل مأخذ مسيطرا على جوارحه ... يفقد السيطره على نفسه ، فيُلقي الألواح ويتوجه إلى أخيه ووزيره هارون – عليه السلام - ... ليتوقف الزمان وينسكب مداد الأقلام لتصوير مشهد بين أخوين ... مشهدٌ خلده الوحي بقرآن يتلى آناء الليل وأطراف النهار .
يأخذ موسي – وهو في قمة الغضب – برأس أخيه هارون ، ويجره من شعره معاتبا إياه ولكن أمام من ؟ ... أمام جموع الناس ... أمام الحاقدين الحاسدين الفاسدين المارقين ... بنو إسرائيل ... ياله من مشهد يُدمي القلب ويُبكي العين .
ولكي نستطيع أن نشعر بمعاناة الناس وآلامهم ، فلابد لنا أن نضع أنفسنا مكانهم ... فلن نتخيل الموقف إلا إذا عشنا الحدث بجميع حواسنا . وهذه قاعده جليله لمن أراد أن يتدبر قصص القرآن ، ولمن أراد أن يرق قلبه ويرهف حسه .
يطلق هارون نداء استعطاف واسترقاق لقلب أخيه الغاضب ... يا ابن أم ... إنها الأم التي وكل الله – عز وجل – إليها أمر حمايتك يا موسى وليدا ورضيعا ... إنه نداء للتركيز على القواسم المشتركة لتأليف القلوب وجبر الخواطر .
(إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي) ... وهذه عادة خبثاء الناس إذا عاينوا تفرقا بين أخوين ... استضعفوا أحدهما وتكالبوا عليه ، ولا عجب في ذلك ... فالاتحاد قوه والتفرق ضعف . وقد أدرك هارون – عليه السلام – حساسية وخطورة الموقف فبعث برساله قصيره وجليله لأخيه موسى ... ( فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ )
إخواني وأخواتي ... إياكم أن يدفعكم غضبكم لإحراج أحبائكم أمام النفوس الحاقده ، لأن في ذلك كسرٌ للخاطر وتجريح للفؤاد ... فأرقى العتاب ما كان بمعزل عن الناس ... فإذا كنت على خلاف مع شقيقك أو شقيقتك ، فاحذر أن يطلع الناس على أمركما ، لأن الأعداء سوف يستغلون الثغرات بينكما لمزيد من الإفساد والفرقه ...
تغضب ممن تحب ، تنكر عليه فعلته ... فليكن ذلك بينك وبينه فقط ، ولكن أمام الناس ... كونوا يدا واحده وعلى قلب رجل واحد .
لذا فإن موسى عليه السلام فهم الرساله وأدرك الخطأ فعاجل أخاه بالصفو والعفو والدعاء له من القلب " قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ "
ربنا اغفر لنا جميعا وأدخلنا في رحمتك وأنت أرحم الراحمين ... اللهم آمين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الله – عز وجل – " وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَىٰ إِلَىٰ قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِن بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ وَلَا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ "
لم يدُر في خلد كليم الرحمن موسى – عليه السلام - وهو يسرع الخطى شوقا لميقات ربه ، أن بنو إسرائيل سوف يتعجلون بنقض عهد الله وميثاقه كما تعجل هو في مرضات ربه . ولنا أن نستشعر وقع الخبر على موسى حينما تلقاه من ربه ... لقد بدل بنو إسرائيل من بعدك يا موسى عكوفا على عجل لهم .
يقفُل موسى راجعا إلى قومه وقد أخذ منه الغضب كل مأخذ مسيطرا على جوارحه ... يفقد السيطره على نفسه ، فيُلقي الألواح ويتوجه إلى أخيه ووزيره هارون – عليه السلام - ... ليتوقف الزمان وينسكب مداد الأقلام لتصوير مشهد بين أخوين ... مشهدٌ خلده الوحي بقرآن يتلى آناء الليل وأطراف النهار .
يأخذ موسي – وهو في قمة الغضب – برأس أخيه هارون ، ويجره من شعره معاتبا إياه ولكن أمام من ؟ ... أمام جموع الناس ... أمام الحاقدين الحاسدين الفاسدين المارقين ... بنو إسرائيل ... ياله من مشهد يُدمي القلب ويُبكي العين .
ولكي نستطيع أن نشعر بمعاناة الناس وآلامهم ، فلابد لنا أن نضع أنفسنا مكانهم ... فلن نتخيل الموقف إلا إذا عشنا الحدث بجميع حواسنا . وهذه قاعده جليله لمن أراد أن يتدبر قصص القرآن ، ولمن أراد أن يرق قلبه ويرهف حسه .
يطلق هارون نداء استعطاف واسترقاق لقلب أخيه الغاضب ... يا ابن أم ... إنها الأم التي وكل الله – عز وجل – إليها أمر حمايتك يا موسى وليدا ورضيعا ... إنه نداء للتركيز على القواسم المشتركة لتأليف القلوب وجبر الخواطر .
(إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي) ... وهذه عادة خبثاء الناس إذا عاينوا تفرقا بين أخوين ... استضعفوا أحدهما وتكالبوا عليه ، ولا عجب في ذلك ... فالاتحاد قوه والتفرق ضعف . وقد أدرك هارون – عليه السلام – حساسية وخطورة الموقف فبعث برساله قصيره وجليله لأخيه موسى ... ( فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ )
إخواني وأخواتي ... إياكم أن يدفعكم غضبكم لإحراج أحبائكم أمام النفوس الحاقده ، لأن في ذلك كسرٌ للخاطر وتجريح للفؤاد ... فأرقى العتاب ما كان بمعزل عن الناس ... فإذا كنت على خلاف مع شقيقك أو شقيقتك ، فاحذر أن يطلع الناس على أمركما ، لأن الأعداء سوف يستغلون الثغرات بينكما لمزيد من الإفساد والفرقه ...
تغضب ممن تحب ، تنكر عليه فعلته ... فليكن ذلك بينك وبينه فقط ، ولكن أمام الناس ... كونوا يدا واحده وعلى قلب رجل واحد .
لذا فإن موسى عليه السلام فهم الرساله وأدرك الخطأ فعاجل أخاه بالصفو والعفو والدعاء له من القلب " قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ "
ربنا اغفر لنا جميعا وأدخلنا في رحمتك وأنت أرحم الراحمين ... اللهم آمين