السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فتنة المسيح الدجال :
حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من فتن الدجال, كما حذر جميع الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام من الفتنة العظيمة التي تفرق المجتمعات وتنأى بهم عن الطريق المستقيم, ووصف رسول الله صلى الله عليه وسلم للمسلمين صفات المسيح الدجال فهو: رجل قصير وأفحج , وعينه اليسرى عوراء, كأنها كوكبًا دري, وعينه اليمنى عوراء, ومعه من كل لسان ( يتحدث لغات كثيرة حية وميتة بسبب انه معمر في الأرض), وأجعد الشعر وهجان؛ أي ابيض مائل للحمرة.وعينه زجاجة خضراء ( إشارة إلى تطور الحضارة واستخدامهم عدسات بألوان مختلفة, ولا ينأى الدجال عن جميع الطرق لإبعاد الشبهات عن نفسه).
قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إني خاتَمُ ألْفِ نَبِيٍّ أوْ أكثرَ ما بُعِثَ نبيٌّ يُتَّبَعُ إلا حذَّرَ أُمَّتَهُ الدجالِ وإِنِّي قَدْ بُيِّنَ لِي فِي أمرِهِ مَا لم يبيَّنْ لأحَدٍ وَإِنَّهُ أَعْوَرُ وإنَّ ربَّكم ليسَ بأعورَ ... وعيْنُهُ اليُسْرَى كأَنَّها كوكَبٌ دُرِيٌّ معه من كلِّ لسانٍ ومَعَهُ صورَةُ الجنةِ خضراءُ يجرِي فيها الماءُ وصورةُ النارِ سوداءُ تُدَخِّنُ. مجمع الزوائد, الهيثمي, الراوي: أبو سعيد الخدري.
بحث المسلمون في فترة البعثة النبوية الشريفة عن المسيح الدجال, وفي قصة ابن صياد دليل على أن الدجال حرًا طليقًا, وفي مدينة اصطخر والكوفة استمر المسلمون بالبحث عن الدجال وظنوا أن ابن صياد هو المسيح الدجال كذلك بعد البعثة النبوية كما ذكرنا وفصلنا الأمر في مواقع مختلفة.
لمَّا فُتحت إصطخرُ، فإذا منادٍ: ألَا إِنَّ الدجالَ قد خرجَ ( الخروج في الأحاديث تعني نشر فتن وليس خروج من الجزيرة وسوف نجد هذه الكلمة في أحاديث كثيرة) ، قال: فلقيهم الصعبُ بنُ جثامةَ، قال: فقال: لولا ما تقولون لأخبرتُكم إني سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ: لا يَخْرُجُ الْدَجَّالُ حتى يَذْهَلَ النَّاسُ عَنْ ذكرِه، وحتى تتركَ الأئمَّةُ ذكرَه على المنابرِ. الراوي: الصعب بن جثامة المحدث: ابن كثير - المصدر: جامع المسانيد والسنن .
كان المسيح الدجال طليقًا, إلا أن خروجه بفتن في فترة البعثة النبوية لم تكن ذا جدوى, لأن الرسول عليه الصلاة والسلام بين المسلمين, ومرجعهم في كل أمر, "إن يخرج وأنا فيكم ! فأنا حجيجه دونكم ، وإن يخرج ولست فيكم ، فامرؤ حجيج نفسه". سنن أبي داؤد. ففتن المسيح الدجال لن تأخذ مسارًا لإيقاع الأمة بالانقسام والفرقة كما حدث بعد البعثة النبوية حينما حذر رسول الله عليه السلام من الفتن التي سوف تواجه المسلمين بوقائع تاريخية تؤكد حقيقة الفتنة.
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إنه لم يكن نبي بعد نوح إلا قد أنذر الدجال قومه وإني أنذركموه" فوصفه لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "لعله سيدركه بعض من رآني أو سمع كلامي" قالوا: يا رسول الله فكيف قلوبنا يومئذ قال: مثلها يعني اليوم أو خيـــــر. سنن الترمذي .
وعن عبد الله بن بسر أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ليدركن الدجـال من أدركني أو ليكـونن قريبا من موتي". مجمع الزوائد ومنبع الفوائد, الراوي عبد الله بن بسر.
تحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صعوبة أمر المسيح الدجال بالكشف عنه, وخشيته على المسلمين من الوقوع بفتنه, لأن الدجال يستخدم أسلوب مخادع لإبعاد الشبهات عن حقيقته, كتغيير الأسماء باستمرار والمكان, والمحفل السري الذي يديره مع أعضائه من اليهود وجميع الملل في محاربة الإسلام.
إلا أن أمره سوف يفتضح في دعوة الإلوهية, عندما يتمكن من بسط سيطرته على جميع الشعوب ليتخذ من قراراته شرائع للمجتمعات, وهذه الفترة لن تحدث إلا إذا تقدمت الحضارة كما نحن عليها الآن, حتى أصبح المجتمع الدولي قرية صغيرة من جراء المواصلات والاتصالات الحديثة, وفي هذه الفترة سوف تبرز العلامة المميزة للدجال وهي؛ إصابته بعيب في عينه اليسرى.
حدثنا حيوة بن شريح حدثنا بقية حدثني بحير عن خالد بن معدان عن عمرو بن الأسود عن جنادة بن أبي أمية عن عبادة بن الصامت أنه حدثهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إني قد حدثتكم عن الدجال حتى خشيت أن لا تعقلوا إن مسيح الدجال رجل قصير أفحج جعد أعور مطموس العين ليس بناتئة ولا حجراء فإن ألبس عليكم
فاعلموا أن ربكم ليس بأعور" سنن أبي داود, الراوي: عبادة بن الصامت.
وصفت الأحاديث علامات وفتن للمسيح الدجال عندما ينشرها بين المسلمين, وسعيه إلى تفريق المسلمين عقائديًّا كما فرق اليهود والنصارى والأمم السابقة, وهذا ما حدث للمجتمع بعد البعثة النبوية, فافترق المسلمون إلى فرق كثيرة متناحرة ومتحاربة, لإضعاف المجتمع والسيطرة عليه من الإدارة السرية والخفية التي يتخذها المسيح الدجال في تضليل المجتمعات.
ظهرت الفرق الضالة في المجتمع الإسلامي, وهي امتداد للأمم السابقة بعقائد تتناغم مع بعضها, لأن الأسلوب والأداة في تأسيسها مصدرها خبرة واحدة ومعمرة في الأرض, وسوف نجد التشابه وخطوات الفتنه بين فرق إسلامية وفرق يهودية بعقائد ضالة وأخلاق فاسدة.
هذه الفرق الضالة وصفت في الأحاديث التي تحققت على ارض الواقع في الفتن التي نشرها المسيح الدجال بعد البعثة النبوية.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( الدجال ليس به خفاء إنه يجيء من قبل المشرق فيدعو لي فيتبع وينصب للناس فيقاتلهم ويظهر عليهم فلا يزال على ذلك حتى يقدم الكوفة فيظهر دين الله ويعمل به فيتبع ). مجمع الزوائد ومنبع الفوائد
ومن المشرق وفي أصفهان كان اليهود يستعدون إلى الرحيل إلى حاضرة الإسلام في العراق في الكوفة والبصرة, مع الفرس والمنافقين للدخول إلى الإسلام ظاهريًّا لتقسيمه وإضعافه كما صدر عن قرارات نهاوند عام 23هـ, عندما اجتمعت الحكومة السرية للدجال وأعلنت الهزيمة العسكرية, وتغيير منهجية الحرب إلى أسلوب آخر.
أخرج أبو نعيم الأصبهاني :
عن حسان بن عبد الرحمن عن أبيه قال: لما افتتحنا أصبهان كان بين عسكرنا وبين اليهود فرسخ فكنا نأتيها فنمتار منها ، فأتينا يومًا فإذا اليهود يزفون ، فسألت صديقًا لي منهم ، فقال: هذا ملكنا الذي نستفتح به العرب ، فدخلت فبت على سطح فصليت الغداة فلما طلعت الشمس إذا الوهج من قبل العسكر ، فنظرت فإذا هو ابن صياد ، فدخل المدينة فلم يعد حتى الساعة. نيل الأوطان , محمد الشوكاني .
وهناك علامة مميزة تؤكد ما يحدث من فتن بالمجتمع الإسلامي من قتل ولاة المسلمين وتقسيمهم في مواقع كثيرة مثل موقعة الجمل وصفين ( خلة بين الشام والعراق) كانت من فتن المسيح الدجال, وبسبب السرية التي يحيط بها نفسه وعصابته من خلال محافل باطنية لم يتمكن المسلمون من معرفة المسيح الدجال, إلا أنهم كانوا يبحثون عنه كما ذكرنا سابقًا في أصطخر والكوفة.
وفي كتاب الفتن ذكر أبو هريرة رضي الله عنه وقال:
"قال يخرج الدجال من قرية هي بالعراق فيفترق الناس عند خروجه فتقول فرقة منهم هلم إلى الشام هلم إلى إخوانكم". كتاب الفتن نعيم حماد المرزوقي .
وبنو الأرقم لهم مسجد في الكوفة, وعندما تناولت السبئية عثمان بن عفان بالسوء, قال بنو الأرقم: لا نقيم ببلد يشتم فيه عثمان بن عفان، فخرجوا إلى الجزيرة ، إلى الرها. الجزء المتمم لطبقات ابن سعد .
وفي كتاب الإصابة في تمييز الصحابة يذكر ابن حجر العسقلاني.
"كان عدي بن عميرة قد نزل الكوفة ثم خرج بعد قتل عثمان إلى الجزيرة فمات بها وقال بن سعد لما قتل عثمان قال بنو الأرقم لا نقيم ببلد يشتم فيه عثمان فتحولوا إلى الشام فأسكنهم معاوية الرها وأقطعهم بها ووقع في الطبراني الأوسط عدي بن عميرة الحضرمي وهو من وهم بعض الرواة في نسبه". الإصابة في تمييز الصحابة , ابن حجر العسقلاني الجزء السابع ص 133 .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"وإنه يخرج من خلة بين الشام والعراق, فيعيث يمينًا وشمالًا ، يا عباد الله ! أيها الناس ! فاثبتوا". صحيح الجامع , الألباني , الراوي أبو أمامة الباهلي .
هذه العلامات وقعت في فترة الخلافة الراشدة وما تبعها من دول إسلامية, إلا أن المسلمين لم يعثروا على الدجال, بسبب أن الدجال أعظم فتنة في التاريخ, ويستخدم دائما ما يبعد الشبهات عنه.
ولقد تطرقت الملل والنحل من الديانات السماوية والفرق الإسلامية إلى فتن الدجال وصفاته, , ولذلك لا نريد أن نعتمد على مصادر ثانية سوى بعض ما يتوافق مع الحقيقة وهي جزيئات بسيطة, بسبب الفتن العظيمة التي ادخلها إليهم وعدلهم عن الحقيقة, فاتخاذ بعضهم أربابًا من دون الله عز وجل.
وجاءت في آثار بعض الفرق الإسلامية أن الدجال قصير, وازرق العينين, وطويل العنق. وهناك روايات أن الدجال طويل القامة, وهذه الصفة تبدو للآخرين متناقضة مع روايات بان الدجال قصيرًا, والحقيقة الواقعية من خلال ما تعرفنا إليه بالكشف عن هذه الفتن أن الدجال قصيرًا, ولكن في مرحلة في فترات التاريخ تتطور الحضارة و التقنية الطبية بما نحن عليه, لذلك يمكن للإنسان أن يزيد من قامته, فلا يوجد تناقض في صفة القصر والطول, لأن بعض الصفات يمكن التغلب عليها بما يتوفر من وسائل, كالشعر الاجعد باستخدام شعر مستعار, فهذه أساليب لن يتورع الدجال باستعمالها, لإبعاد الشبهات عن نفسه, وهي سبب عدم تعرف البشرية عليه, إلى جانب محافله السرية, وتنقله المستمر بأسماء مختلفة.
وفي النصرانية تحدثت عن فتن المسيح الدجال الذي يعمل بالسر ويدعي الإلوهية, وهذا المرحلة السرية التي يستخدم الدجال فيها أسماء كثيرة والتنقل باستمرار بين البلاد, حتى لا يكشف أمره وتستمر الفتن تعصف بالبشرية, وهي مرحلة الالتباس.
ولذلك خشي الرسول عليه الصلاة والسلام على المسلمين أن لا يعقلوا هذه الفتن, ولقد حذر عليه الصلاة والسلام المسلمين من ذلك, وإذا التبس عليهم الأمر بأن يحذروا ولا يقعوا في الفتنة الكبرى عندما يدعي الإلوهية, لأنه سوف يصاب بالعور, فيعلمه الجميع ولن يخفى على إنسان في قلبه ذرة إيمان لوضوح الأمر.
ولذلك في فتن الدجال حينما يأتي إلى لمجتمع الإسلامي بالرجل الصالح والعالم الكيميائي والفيزيائي والفيلسوف ليقسم المجتمع, سوف يلتبس عليهم أمره, ولذلك نجد ما فعله الدجال في الأمم السابقة من تقسيم المجتمع إلى شيع وفرق حدثت كذلك بالمجتمع الإسلامي بما تعرف بالملل والنحل الضالة.
وهناك ما يؤكد حقيقة هذا الأمر, عندما يخرج مؤمن ويكشف الدجال للمسلمين بسبب غفلتهم عن فته, "فإذا رآه المؤمن قال يا أيها الناس هذا الدجال الذي ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم", وسوف نتعرف على هذا المؤمن في الفصل الأخير الذي حذر الآخرين من المسيح الدجال في قصة وقعت في احد محافله والتي تنشر السحر في العالم بما تعرف بالقبالة.
ونقدم في هذا الفصل الجانب السياسي والأدبي لمحفل إخوان الصفا, وتواجدهم السري في المجتمع, لإضعاف الدولة الإسلامية, وتأسيس دول قائمة على فكرهم ومنهجهم, ونتعرف على المسيح الدجال الذي يقود هذا المحفل في الحضارات والمجتمعات.
للمزيد من التفاصيل عن المسيح الدجال في التاريخ الإسلامي والذي كان يحمل اسم عبد الله بن سبا اليهودي ويتنقل باستمرار وبأسماء مختلفة كتاب الفتن في التاريخ الإسلامي والأوروبي.
منقول
فتنة المسيح الدجال :
حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من فتن الدجال, كما حذر جميع الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام من الفتنة العظيمة التي تفرق المجتمعات وتنأى بهم عن الطريق المستقيم, ووصف رسول الله صلى الله عليه وسلم للمسلمين صفات المسيح الدجال فهو: رجل قصير وأفحج , وعينه اليسرى عوراء, كأنها كوكبًا دري, وعينه اليمنى عوراء, ومعه من كل لسان ( يتحدث لغات كثيرة حية وميتة بسبب انه معمر في الأرض), وأجعد الشعر وهجان؛ أي ابيض مائل للحمرة.وعينه زجاجة خضراء ( إشارة إلى تطور الحضارة واستخدامهم عدسات بألوان مختلفة, ولا ينأى الدجال عن جميع الطرق لإبعاد الشبهات عن نفسه).
قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إني خاتَمُ ألْفِ نَبِيٍّ أوْ أكثرَ ما بُعِثَ نبيٌّ يُتَّبَعُ إلا حذَّرَ أُمَّتَهُ الدجالِ وإِنِّي قَدْ بُيِّنَ لِي فِي أمرِهِ مَا لم يبيَّنْ لأحَدٍ وَإِنَّهُ أَعْوَرُ وإنَّ ربَّكم ليسَ بأعورَ ... وعيْنُهُ اليُسْرَى كأَنَّها كوكَبٌ دُرِيٌّ معه من كلِّ لسانٍ ومَعَهُ صورَةُ الجنةِ خضراءُ يجرِي فيها الماءُ وصورةُ النارِ سوداءُ تُدَخِّنُ. مجمع الزوائد, الهيثمي, الراوي: أبو سعيد الخدري.
بحث المسلمون في فترة البعثة النبوية الشريفة عن المسيح الدجال, وفي قصة ابن صياد دليل على أن الدجال حرًا طليقًا, وفي مدينة اصطخر والكوفة استمر المسلمون بالبحث عن الدجال وظنوا أن ابن صياد هو المسيح الدجال كذلك بعد البعثة النبوية كما ذكرنا وفصلنا الأمر في مواقع مختلفة.
لمَّا فُتحت إصطخرُ، فإذا منادٍ: ألَا إِنَّ الدجالَ قد خرجَ ( الخروج في الأحاديث تعني نشر فتن وليس خروج من الجزيرة وسوف نجد هذه الكلمة في أحاديث كثيرة) ، قال: فلقيهم الصعبُ بنُ جثامةَ، قال: فقال: لولا ما تقولون لأخبرتُكم إني سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ: لا يَخْرُجُ الْدَجَّالُ حتى يَذْهَلَ النَّاسُ عَنْ ذكرِه، وحتى تتركَ الأئمَّةُ ذكرَه على المنابرِ. الراوي: الصعب بن جثامة المحدث: ابن كثير - المصدر: جامع المسانيد والسنن .
كان المسيح الدجال طليقًا, إلا أن خروجه بفتن في فترة البعثة النبوية لم تكن ذا جدوى, لأن الرسول عليه الصلاة والسلام بين المسلمين, ومرجعهم في كل أمر, "إن يخرج وأنا فيكم ! فأنا حجيجه دونكم ، وإن يخرج ولست فيكم ، فامرؤ حجيج نفسه". سنن أبي داؤد. ففتن المسيح الدجال لن تأخذ مسارًا لإيقاع الأمة بالانقسام والفرقة كما حدث بعد البعثة النبوية حينما حذر رسول الله عليه السلام من الفتن التي سوف تواجه المسلمين بوقائع تاريخية تؤكد حقيقة الفتنة.
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إنه لم يكن نبي بعد نوح إلا قد أنذر الدجال قومه وإني أنذركموه" فوصفه لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "لعله سيدركه بعض من رآني أو سمع كلامي" قالوا: يا رسول الله فكيف قلوبنا يومئذ قال: مثلها يعني اليوم أو خيـــــر. سنن الترمذي .
وعن عبد الله بن بسر أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ليدركن الدجـال من أدركني أو ليكـونن قريبا من موتي". مجمع الزوائد ومنبع الفوائد, الراوي عبد الله بن بسر.
تحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صعوبة أمر المسيح الدجال بالكشف عنه, وخشيته على المسلمين من الوقوع بفتنه, لأن الدجال يستخدم أسلوب مخادع لإبعاد الشبهات عن حقيقته, كتغيير الأسماء باستمرار والمكان, والمحفل السري الذي يديره مع أعضائه من اليهود وجميع الملل في محاربة الإسلام.
إلا أن أمره سوف يفتضح في دعوة الإلوهية, عندما يتمكن من بسط سيطرته على جميع الشعوب ليتخذ من قراراته شرائع للمجتمعات, وهذه الفترة لن تحدث إلا إذا تقدمت الحضارة كما نحن عليها الآن, حتى أصبح المجتمع الدولي قرية صغيرة من جراء المواصلات والاتصالات الحديثة, وفي هذه الفترة سوف تبرز العلامة المميزة للدجال وهي؛ إصابته بعيب في عينه اليسرى.
حدثنا حيوة بن شريح حدثنا بقية حدثني بحير عن خالد بن معدان عن عمرو بن الأسود عن جنادة بن أبي أمية عن عبادة بن الصامت أنه حدثهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إني قد حدثتكم عن الدجال حتى خشيت أن لا تعقلوا إن مسيح الدجال رجل قصير أفحج جعد أعور مطموس العين ليس بناتئة ولا حجراء فإن ألبس عليكم
فاعلموا أن ربكم ليس بأعور" سنن أبي داود, الراوي: عبادة بن الصامت.
وصفت الأحاديث علامات وفتن للمسيح الدجال عندما ينشرها بين المسلمين, وسعيه إلى تفريق المسلمين عقائديًّا كما فرق اليهود والنصارى والأمم السابقة, وهذا ما حدث للمجتمع بعد البعثة النبوية, فافترق المسلمون إلى فرق كثيرة متناحرة ومتحاربة, لإضعاف المجتمع والسيطرة عليه من الإدارة السرية والخفية التي يتخذها المسيح الدجال في تضليل المجتمعات.
ظهرت الفرق الضالة في المجتمع الإسلامي, وهي امتداد للأمم السابقة بعقائد تتناغم مع بعضها, لأن الأسلوب والأداة في تأسيسها مصدرها خبرة واحدة ومعمرة في الأرض, وسوف نجد التشابه وخطوات الفتنه بين فرق إسلامية وفرق يهودية بعقائد ضالة وأخلاق فاسدة.
هذه الفرق الضالة وصفت في الأحاديث التي تحققت على ارض الواقع في الفتن التي نشرها المسيح الدجال بعد البعثة النبوية.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( الدجال ليس به خفاء إنه يجيء من قبل المشرق فيدعو لي فيتبع وينصب للناس فيقاتلهم ويظهر عليهم فلا يزال على ذلك حتى يقدم الكوفة فيظهر دين الله ويعمل به فيتبع ). مجمع الزوائد ومنبع الفوائد
ومن المشرق وفي أصفهان كان اليهود يستعدون إلى الرحيل إلى حاضرة الإسلام في العراق في الكوفة والبصرة, مع الفرس والمنافقين للدخول إلى الإسلام ظاهريًّا لتقسيمه وإضعافه كما صدر عن قرارات نهاوند عام 23هـ, عندما اجتمعت الحكومة السرية للدجال وأعلنت الهزيمة العسكرية, وتغيير منهجية الحرب إلى أسلوب آخر.
أخرج أبو نعيم الأصبهاني :
عن حسان بن عبد الرحمن عن أبيه قال: لما افتتحنا أصبهان كان بين عسكرنا وبين اليهود فرسخ فكنا نأتيها فنمتار منها ، فأتينا يومًا فإذا اليهود يزفون ، فسألت صديقًا لي منهم ، فقال: هذا ملكنا الذي نستفتح به العرب ، فدخلت فبت على سطح فصليت الغداة فلما طلعت الشمس إذا الوهج من قبل العسكر ، فنظرت فإذا هو ابن صياد ، فدخل المدينة فلم يعد حتى الساعة. نيل الأوطان , محمد الشوكاني .
وهناك علامة مميزة تؤكد ما يحدث من فتن بالمجتمع الإسلامي من قتل ولاة المسلمين وتقسيمهم في مواقع كثيرة مثل موقعة الجمل وصفين ( خلة بين الشام والعراق) كانت من فتن المسيح الدجال, وبسبب السرية التي يحيط بها نفسه وعصابته من خلال محافل باطنية لم يتمكن المسلمون من معرفة المسيح الدجال, إلا أنهم كانوا يبحثون عنه كما ذكرنا سابقًا في أصطخر والكوفة.
وفي كتاب الفتن ذكر أبو هريرة رضي الله عنه وقال:
"قال يخرج الدجال من قرية هي بالعراق فيفترق الناس عند خروجه فتقول فرقة منهم هلم إلى الشام هلم إلى إخوانكم". كتاب الفتن نعيم حماد المرزوقي .
وبنو الأرقم لهم مسجد في الكوفة, وعندما تناولت السبئية عثمان بن عفان بالسوء, قال بنو الأرقم: لا نقيم ببلد يشتم فيه عثمان بن عفان، فخرجوا إلى الجزيرة ، إلى الرها. الجزء المتمم لطبقات ابن سعد .
وفي كتاب الإصابة في تمييز الصحابة يذكر ابن حجر العسقلاني.
"كان عدي بن عميرة قد نزل الكوفة ثم خرج بعد قتل عثمان إلى الجزيرة فمات بها وقال بن سعد لما قتل عثمان قال بنو الأرقم لا نقيم ببلد يشتم فيه عثمان فتحولوا إلى الشام فأسكنهم معاوية الرها وأقطعهم بها ووقع في الطبراني الأوسط عدي بن عميرة الحضرمي وهو من وهم بعض الرواة في نسبه". الإصابة في تمييز الصحابة , ابن حجر العسقلاني الجزء السابع ص 133 .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"وإنه يخرج من خلة بين الشام والعراق, فيعيث يمينًا وشمالًا ، يا عباد الله ! أيها الناس ! فاثبتوا". صحيح الجامع , الألباني , الراوي أبو أمامة الباهلي .
هذه العلامات وقعت في فترة الخلافة الراشدة وما تبعها من دول إسلامية, إلا أن المسلمين لم يعثروا على الدجال, بسبب أن الدجال أعظم فتنة في التاريخ, ويستخدم دائما ما يبعد الشبهات عنه.
ولقد تطرقت الملل والنحل من الديانات السماوية والفرق الإسلامية إلى فتن الدجال وصفاته, , ولذلك لا نريد أن نعتمد على مصادر ثانية سوى بعض ما يتوافق مع الحقيقة وهي جزيئات بسيطة, بسبب الفتن العظيمة التي ادخلها إليهم وعدلهم عن الحقيقة, فاتخاذ بعضهم أربابًا من دون الله عز وجل.
وجاءت في آثار بعض الفرق الإسلامية أن الدجال قصير, وازرق العينين, وطويل العنق. وهناك روايات أن الدجال طويل القامة, وهذه الصفة تبدو للآخرين متناقضة مع روايات بان الدجال قصيرًا, والحقيقة الواقعية من خلال ما تعرفنا إليه بالكشف عن هذه الفتن أن الدجال قصيرًا, ولكن في مرحلة في فترات التاريخ تتطور الحضارة و التقنية الطبية بما نحن عليه, لذلك يمكن للإنسان أن يزيد من قامته, فلا يوجد تناقض في صفة القصر والطول, لأن بعض الصفات يمكن التغلب عليها بما يتوفر من وسائل, كالشعر الاجعد باستخدام شعر مستعار, فهذه أساليب لن يتورع الدجال باستعمالها, لإبعاد الشبهات عن نفسه, وهي سبب عدم تعرف البشرية عليه, إلى جانب محافله السرية, وتنقله المستمر بأسماء مختلفة.
وفي النصرانية تحدثت عن فتن المسيح الدجال الذي يعمل بالسر ويدعي الإلوهية, وهذا المرحلة السرية التي يستخدم الدجال فيها أسماء كثيرة والتنقل باستمرار بين البلاد, حتى لا يكشف أمره وتستمر الفتن تعصف بالبشرية, وهي مرحلة الالتباس.
ولذلك خشي الرسول عليه الصلاة والسلام على المسلمين أن لا يعقلوا هذه الفتن, ولقد حذر عليه الصلاة والسلام المسلمين من ذلك, وإذا التبس عليهم الأمر بأن يحذروا ولا يقعوا في الفتنة الكبرى عندما يدعي الإلوهية, لأنه سوف يصاب بالعور, فيعلمه الجميع ولن يخفى على إنسان في قلبه ذرة إيمان لوضوح الأمر.
ولذلك في فتن الدجال حينما يأتي إلى لمجتمع الإسلامي بالرجل الصالح والعالم الكيميائي والفيزيائي والفيلسوف ليقسم المجتمع, سوف يلتبس عليهم أمره, ولذلك نجد ما فعله الدجال في الأمم السابقة من تقسيم المجتمع إلى شيع وفرق حدثت كذلك بالمجتمع الإسلامي بما تعرف بالملل والنحل الضالة.
وهناك ما يؤكد حقيقة هذا الأمر, عندما يخرج مؤمن ويكشف الدجال للمسلمين بسبب غفلتهم عن فته, "فإذا رآه المؤمن قال يا أيها الناس هذا الدجال الذي ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم", وسوف نتعرف على هذا المؤمن في الفصل الأخير الذي حذر الآخرين من المسيح الدجال في قصة وقعت في احد محافله والتي تنشر السحر في العالم بما تعرف بالقبالة.
ونقدم في هذا الفصل الجانب السياسي والأدبي لمحفل إخوان الصفا, وتواجدهم السري في المجتمع, لإضعاف الدولة الإسلامية, وتأسيس دول قائمة على فكرهم ومنهجهم, ونتعرف على المسيح الدجال الذي يقود هذا المحفل في الحضارات والمجتمعات.
للمزيد من التفاصيل عن المسيح الدجال في التاريخ الإسلامي والذي كان يحمل اسم عبد الله بن سبا اليهودي ويتنقل باستمرار وبأسماء مختلفة كتاب الفتن في التاريخ الإسلامي والأوروبي.
منقول