- إنضم
- 30 نوفمبر 2014
- المشاركات
- 4,420
- التفاعل
- 26,567
- النقاط
- 122
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كثيرة هي المواقف الإنسانية التي تعج بها السيرة النبويه الشريفه ، والتي تفيض منها عاطفة الأبوه وما تحمله من حب وحنان ورأفه بكل ما تحمله الكلمه من معان ، نستشعره في شخص رسول الله – صلى الله عليه وسلم
فالإنسانية – على كثرة من عرفت في تاريخها الطويل من رسل وأنبياء وأبطال وقاده – ستظل أبد الدهر ترنو إلى هذا النبي العربي الذي اصطفاه الله بشراً رسولا ، فكانت هذه البشريه آية عظيمة ، بقدر ما هي تكريم للبشريه .
مشاهد ولحظات .... وقف التاريخ الإنساني يرقب مبهوراً – من خلالها - هذا النبي الإنسان ، في إنسانيته الرفيعه وبشريته المثاليه وأبوته الرحيمه التي تفيض بأرق العواطف وأنبلها ، وأصغت الإنسانيه في فخر واعتزاز ، إلى ما تواترت به الأخبار من حديث ذلك الحب الكبير ، الذي يكشف عن جانب من عظمة الرجل المصطفى خاتماً للنبيين عليهم السلام . وما تزال حتى اليوم ، وغد ، وإلى الأبد ، نرى فيها آية من آيات الله في صفوة خلق الله ... محمداً – صلى الله عليه وسلم - .
وإن الإنسان لَيَعْجَبُ حقًّا من تلكم الموقف البهيه، ويزداد العجب عندما ننظر إلى حجم المسئوليات الملقاة على عاتقه صلى الله عليه وسلم، وهو يدير الدولة، ويقود الجيوش، ويحكم بين الناس، ويتفاوض مع الوفود، ويتعامل مع الأصحاب، ويشرف على كل صغيرة وكبيرة في حياة المسلمين، ويتلقى الوحي من رب العالمين، ويصل به إلى كل من يستطيع، حتى يرسل الرسائل إلى ملوك العالم وزعمائه يدعوهم إلى الإسلام!!
رجل بهذا الثقل من المسئولية، وهذا الحجم من التَّبِعات يهتم كثيرًا –بل وكثيرًا جدًا- بأطفال أمته ... إنه محمد النبي الإنسان – صلوات ربي وسلامه عليه - .
وما أبلغ ما قاله أنس بن مالك رضي الله عنه وهو يصف هذه الأبوه الحانيه والعاطفه الجياشه إذ قال: "مَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أَرْحَمَ بِالْعِيَالِ مِنْ رَسُولِ اللَّه " ( رواه مسلم وأحمد وابن حبان والبيهقي )
فصل :- قبل أن نبدأ
تزداد حاجتنا للحديث عن هذه المواقف المشرقه في السيرة النبويه مع تعاظم مأساة أطفالنا ومعاناتهم في الفتن التي عصفت بالأمه .... مأساة جمعت كل صنوف الإنتهاكات الجسيمة بحق الأطفال من قتل وتعذيب وتشريد واختطاف وبيع واستغلال جنسي واتجار في أعضائهم ... الخ .
سيكتب التاريخ بمداد حزين في صفحاته أن الأطفال كانوا ضحية براميل الأسد وأسلحته الكيميائيه في سوريا ، وأنهم أكتووا بنار العنصريه والطائفيه البغيضه في العراق ، فقتلوا وعذبوا على الهويه حتى وصل الأمر إلى اختطافهم وبيعهم بأثمان بخسه .
وسيكتب التاريخ أيضاً أن الأطفال كانت تلفق لهم القضايا وقد وقفوا ذات يوم أمام القاضي ليحاكموا بتهمة الإرهاب ومن ثم يزج بهم في السجون بمصر ! ... وفي مصر أيضاً ... يدور الزمان ليعيدنا إلى الجاهلية الجهلاء ... لنرى آباء وأمهات قد دفعتهم الحاجه والفاقه والفقر لقتل أطفالهم أو بيعهم مقابل عائد مالي يمكنهم من العيش في أتون حياة تلهبها الأسعار .
وفي اليمن الذي بات غير سعيد ... أطفال يموتون قصفاً وجوعاً ومرضاً ، أطفال لا ذنب لهم إلا أنهم قد وجدوا أنفسهم فجأه بين مطرقة السياسه وسندان الحرب .
وفي فلسطين وليبيا وأفغانستان وبورما والصومال قصص ألم ومعاناة لم يشفع للأطفال فيها دموعهم وصرخاتهم البريئه ، وما البحر الأبيض المتوسط من ذلك ببعيد ، فقد كان شاهداً هو الآخر على مئات الأطفال الذي قضوا غرقاً لتحملهم الأمواج من بعد ذلك وترميهم على شاطئ أرض قد لفظتهم وضاقت بخطواتهم الرقيقه
نعم ... سيكتب التاريخ أن المستشفيات قد قصفت وأن المدارس قد هدمت وأن المساجد قد خُربت وأن الأرحام قد قطعت وأن الدور والأموال قد استحلت .
والآن ... دعونا نتنسم نسيم أنس قادم من بعيد ، لننسى معه إلى حين ... عظم مصابنا وفجعتنا ... رائحه زكية طيبه نشتم عبقها كلما قلبنا صفحات سيرة النبي الكريم الرؤوف الرحيم ، وتأملنا أحداثها ومشاهدها لنعيشها بعقولنا وقلوبنا في لقاء قريب بكم في الجزء الأول من هذا الموضوع إن شاء الله .
***
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كثيرة هي المواقف الإنسانية التي تعج بها السيرة النبويه الشريفه ، والتي تفيض منها عاطفة الأبوه وما تحمله من حب وحنان ورأفه بكل ما تحمله الكلمه من معان ، نستشعره في شخص رسول الله – صلى الله عليه وسلم
فالإنسانية – على كثرة من عرفت في تاريخها الطويل من رسل وأنبياء وأبطال وقاده – ستظل أبد الدهر ترنو إلى هذا النبي العربي الذي اصطفاه الله بشراً رسولا ، فكانت هذه البشريه آية عظيمة ، بقدر ما هي تكريم للبشريه .
مشاهد ولحظات .... وقف التاريخ الإنساني يرقب مبهوراً – من خلالها - هذا النبي الإنسان ، في إنسانيته الرفيعه وبشريته المثاليه وأبوته الرحيمه التي تفيض بأرق العواطف وأنبلها ، وأصغت الإنسانيه في فخر واعتزاز ، إلى ما تواترت به الأخبار من حديث ذلك الحب الكبير ، الذي يكشف عن جانب من عظمة الرجل المصطفى خاتماً للنبيين عليهم السلام . وما تزال حتى اليوم ، وغد ، وإلى الأبد ، نرى فيها آية من آيات الله في صفوة خلق الله ... محمداً – صلى الله عليه وسلم - .
وإن الإنسان لَيَعْجَبُ حقًّا من تلكم الموقف البهيه، ويزداد العجب عندما ننظر إلى حجم المسئوليات الملقاة على عاتقه صلى الله عليه وسلم، وهو يدير الدولة، ويقود الجيوش، ويحكم بين الناس، ويتفاوض مع الوفود، ويتعامل مع الأصحاب، ويشرف على كل صغيرة وكبيرة في حياة المسلمين، ويتلقى الوحي من رب العالمين، ويصل به إلى كل من يستطيع، حتى يرسل الرسائل إلى ملوك العالم وزعمائه يدعوهم إلى الإسلام!!
رجل بهذا الثقل من المسئولية، وهذا الحجم من التَّبِعات يهتم كثيرًا –بل وكثيرًا جدًا- بأطفال أمته ... إنه محمد النبي الإنسان – صلوات ربي وسلامه عليه - .
وما أبلغ ما قاله أنس بن مالك رضي الله عنه وهو يصف هذه الأبوه الحانيه والعاطفه الجياشه إذ قال: "مَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أَرْحَمَ بِالْعِيَالِ مِنْ رَسُولِ اللَّه " ( رواه مسلم وأحمد وابن حبان والبيهقي )
فصل :- قبل أن نبدأ
تزداد حاجتنا للحديث عن هذه المواقف المشرقه في السيرة النبويه مع تعاظم مأساة أطفالنا ومعاناتهم في الفتن التي عصفت بالأمه .... مأساة جمعت كل صنوف الإنتهاكات الجسيمة بحق الأطفال من قتل وتعذيب وتشريد واختطاف وبيع واستغلال جنسي واتجار في أعضائهم ... الخ .
سيكتب التاريخ بمداد حزين في صفحاته أن الأطفال كانوا ضحية براميل الأسد وأسلحته الكيميائيه في سوريا ، وأنهم أكتووا بنار العنصريه والطائفيه البغيضه في العراق ، فقتلوا وعذبوا على الهويه حتى وصل الأمر إلى اختطافهم وبيعهم بأثمان بخسه .
وسيكتب التاريخ أيضاً أن الأطفال كانت تلفق لهم القضايا وقد وقفوا ذات يوم أمام القاضي ليحاكموا بتهمة الإرهاب ومن ثم يزج بهم في السجون بمصر ! ... وفي مصر أيضاً ... يدور الزمان ليعيدنا إلى الجاهلية الجهلاء ... لنرى آباء وأمهات قد دفعتهم الحاجه والفاقه والفقر لقتل أطفالهم أو بيعهم مقابل عائد مالي يمكنهم من العيش في أتون حياة تلهبها الأسعار .
وفي اليمن الذي بات غير سعيد ... أطفال يموتون قصفاً وجوعاً ومرضاً ، أطفال لا ذنب لهم إلا أنهم قد وجدوا أنفسهم فجأه بين مطرقة السياسه وسندان الحرب .
وفي فلسطين وليبيا وأفغانستان وبورما والصومال قصص ألم ومعاناة لم يشفع للأطفال فيها دموعهم وصرخاتهم البريئه ، وما البحر الأبيض المتوسط من ذلك ببعيد ، فقد كان شاهداً هو الآخر على مئات الأطفال الذي قضوا غرقاً لتحملهم الأمواج من بعد ذلك وترميهم على شاطئ أرض قد لفظتهم وضاقت بخطواتهم الرقيقه
نعم ... سيكتب التاريخ أن المستشفيات قد قصفت وأن المدارس قد هدمت وأن المساجد قد خُربت وأن الأرحام قد قطعت وأن الدور والأموال قد استحلت .
والآن ... دعونا نتنسم نسيم أنس قادم من بعيد ، لننسى معه إلى حين ... عظم مصابنا وفجعتنا ... رائحه زكية طيبه نشتم عبقها كلما قلبنا صفحات سيرة النبي الكريم الرؤوف الرحيم ، وتأملنا أحداثها ومشاهدها لنعيشها بعقولنا وقلوبنا في لقاء قريب بكم في الجزء الأول من هذا الموضوع إن شاء الله .
***