- إنضم
- 23 يونيو 2013
- المشاركات
- 124
- التفاعل
- 117
- النقاط
- 47
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
خالد مصطفى
جهود حثيثة يبذلها الرئيس الأفغاني الموالي للاحتلال الأجنبي حامد كرزاي وحكومته من أجل عقد اتفاق سريع مع حركة طالبان قبل انسحاب معظم القوات المحتلة لأفغانستان العام المقبل.
ولأنه يعلم حجم قواته وتهافتها، ويعلم أن الجيوش الأجنبية بكامل عتادها وعدتها طوال أكثر من 12 عامًا لم تفلح في الانتصار على حركة المقاومة؛ فإنه أصبح لا يرى سبيلاً لإنقاذ نفسه إلا بالتفاوض مع طالبان؛ لكي يخرج بأفضل الشروط بعد أن تخلى عنه أولياؤه من حلف الأطلسي بعد تزايد خسائرهم، وتزايد الضغوط الشعبية عليهم من أجل الانسحاب ووقف سيل الخسائر المادي والمعنوي.
لقد زار كرزاي باكستان، وطلب منهم أن يُثبتوا حسن تعاونهم مع نظامه، وإطلاق عدد من قيادات حركة طالبان؛ وذلك من أجل إجراء مفاوضات تُسفر عن تهدئة للأوضاع المشتعلة على الأرض, وبالفعل أطلقت إسلام آباد سراح بعض القيادات، كما أعلنت عن إطلاق الملا برادار الرجل الثاني السابق في الحركة والمعتقل منذ سنوات في السجون الباكستانية؛ ولكن على ما يبدو أن باكستان أطلقته بشكل مشروط؛ حيث وضعته تحت حراسة مشددة؛ مما جعل إطلاقه يبدو وكأنه طعم؛ لكي يصطادوا قيادات أخرى بارزة في الحركة.
لذا فقد أكدت الحركة أنها لن تلتقي ببرادار في ظل هذه الحراسة، ثم أعلنت أن باكستان تناور ولم تطلق برادار فعليًّا... إن الاحتلال الغربي في أفغانستان حاول -أيضًا- من قبل شق صف الحركة ومحاولة استمالة فريق فيها من أجل التفاوض ومحاولة ترويج أن هناك حمائم وصقورًا في الحركة على العادة الأمريكية لشق صفوف المقاومة؛ إلا أن المحاولات باءت بالفشل.
في الوقت نفسه حاول الاحتلال طلب وساطة من بعض البلدان العربية؛ مثل قطر التي سمحت للحركة بفتح مكتب تمثيل لها في الدوحة من أجل التفاوض حول إطلاق سراح سجنائها في جوانتانامو؛ ولكن الاحتلال أراد أن يربط قضية المعتقلين بالدخول في مفاوضات شاملة لإنهاء المقاومة، ورفضت الحركة -أيضًا- هذا الابتزاز، موقف الحركة الثابت هو عدم التفاوض حتى انسحاب الاحتلال من كامل التراب الأفغاني، أو الاستمرار في القتال حتى تحرير الأرض، وهو ما يرعب كرزاي ومعاونيه.
كرزاي حاول كذلك استخدام ورقة التنديد بجرائم الاحتلال، وإبراز وجود خلافات معه من أجل تنظيف صورته أمام الشعب الكاره له، ومن أجل الاقتراب من حركة طالبان, إلا أن هذه الورقة أصبحت محروقة بسبب تاريخ كرزاي الطويل في العمالة والموافقة على جرائم الاحتلال المتواصلة منذ الغزو؛ بل وتشجيعه لها، وتبرير وإخفاء عدد كبير من هذه الجرائم...
إن التدهور الاقتصادي والسياسي والحالة المتردية التي وصلت لها البلاد طوال سنوات الاحتلال كشفت الأكاذيب التي روجها الاحتلال قبل الغزو بأنه يريد نشر الديمقراطية وتنمية البلاد اقتصاديًّا، ومنع طالبان من تحويل أفغانستان إلى بلد فاشل، وهو ما حدث على أيدي الاحتلال بامتياز...
إن استمرار طالبان في المقاومة وتحقيقها لانتصارات متتالية، وتمكنها من اختراق الجيش والشرطة الأفغانية إلى جانب تزايد شعبيتها في الشارع الأفغاني إثر سقوط الآلاف من المدنيين قتلى في عمليات الاحتلال العسكرية، خصوصًا العمليات الجوية يفزع القوى الغربية من إمكانية عودة طالبان للحكم سريعًا، عقب جلاء معظم قواتها؛ كما حدث عندما خرجت القوات الروسية، وفقدت الحكومة الشيوعية الدعم الخارجي.
لقد أكد الاحتلال أكثر من مرة فشله في السيطرة على الأوضاع في أفغانستان، مشيرًا إلى أن الرهان هو على الحكومة والقوات الأفغانية؛ ولكن ومع مرور الوقت واقتراب ساعة الرحيل تكشفت للاحتلال الحقائق المدوية بشأن ضعف حكومة كرزاي، وقلة التأييد الشعبي لها، وهو ما يشير إلى أن طالبان في طريقها بقوة للعودة إلى حكم أفغانستان.
المصدر: موقع المسلم
خالد مصطفى
جهود حثيثة يبذلها الرئيس الأفغاني الموالي للاحتلال الأجنبي حامد كرزاي وحكومته من أجل عقد اتفاق سريع مع حركة طالبان قبل انسحاب معظم القوات المحتلة لأفغانستان العام المقبل.
ولأنه يعلم حجم قواته وتهافتها، ويعلم أن الجيوش الأجنبية بكامل عتادها وعدتها طوال أكثر من 12 عامًا لم تفلح في الانتصار على حركة المقاومة؛ فإنه أصبح لا يرى سبيلاً لإنقاذ نفسه إلا بالتفاوض مع طالبان؛ لكي يخرج بأفضل الشروط بعد أن تخلى عنه أولياؤه من حلف الأطلسي بعد تزايد خسائرهم، وتزايد الضغوط الشعبية عليهم من أجل الانسحاب ووقف سيل الخسائر المادي والمعنوي.
لقد زار كرزاي باكستان، وطلب منهم أن يُثبتوا حسن تعاونهم مع نظامه، وإطلاق عدد من قيادات حركة طالبان؛ وذلك من أجل إجراء مفاوضات تُسفر عن تهدئة للأوضاع المشتعلة على الأرض, وبالفعل أطلقت إسلام آباد سراح بعض القيادات، كما أعلنت عن إطلاق الملا برادار الرجل الثاني السابق في الحركة والمعتقل منذ سنوات في السجون الباكستانية؛ ولكن على ما يبدو أن باكستان أطلقته بشكل مشروط؛ حيث وضعته تحت حراسة مشددة؛ مما جعل إطلاقه يبدو وكأنه طعم؛ لكي يصطادوا قيادات أخرى بارزة في الحركة.
لذا فقد أكدت الحركة أنها لن تلتقي ببرادار في ظل هذه الحراسة، ثم أعلنت أن باكستان تناور ولم تطلق برادار فعليًّا... إن الاحتلال الغربي في أفغانستان حاول -أيضًا- من قبل شق صف الحركة ومحاولة استمالة فريق فيها من أجل التفاوض ومحاولة ترويج أن هناك حمائم وصقورًا في الحركة على العادة الأمريكية لشق صفوف المقاومة؛ إلا أن المحاولات باءت بالفشل.
في الوقت نفسه حاول الاحتلال طلب وساطة من بعض البلدان العربية؛ مثل قطر التي سمحت للحركة بفتح مكتب تمثيل لها في الدوحة من أجل التفاوض حول إطلاق سراح سجنائها في جوانتانامو؛ ولكن الاحتلال أراد أن يربط قضية المعتقلين بالدخول في مفاوضات شاملة لإنهاء المقاومة، ورفضت الحركة -أيضًا- هذا الابتزاز، موقف الحركة الثابت هو عدم التفاوض حتى انسحاب الاحتلال من كامل التراب الأفغاني، أو الاستمرار في القتال حتى تحرير الأرض، وهو ما يرعب كرزاي ومعاونيه.
كرزاي حاول كذلك استخدام ورقة التنديد بجرائم الاحتلال، وإبراز وجود خلافات معه من أجل تنظيف صورته أمام الشعب الكاره له، ومن أجل الاقتراب من حركة طالبان, إلا أن هذه الورقة أصبحت محروقة بسبب تاريخ كرزاي الطويل في العمالة والموافقة على جرائم الاحتلال المتواصلة منذ الغزو؛ بل وتشجيعه لها، وتبرير وإخفاء عدد كبير من هذه الجرائم...
إن التدهور الاقتصادي والسياسي والحالة المتردية التي وصلت لها البلاد طوال سنوات الاحتلال كشفت الأكاذيب التي روجها الاحتلال قبل الغزو بأنه يريد نشر الديمقراطية وتنمية البلاد اقتصاديًّا، ومنع طالبان من تحويل أفغانستان إلى بلد فاشل، وهو ما حدث على أيدي الاحتلال بامتياز...
إن استمرار طالبان في المقاومة وتحقيقها لانتصارات متتالية، وتمكنها من اختراق الجيش والشرطة الأفغانية إلى جانب تزايد شعبيتها في الشارع الأفغاني إثر سقوط الآلاف من المدنيين قتلى في عمليات الاحتلال العسكرية، خصوصًا العمليات الجوية يفزع القوى الغربية من إمكانية عودة طالبان للحكم سريعًا، عقب جلاء معظم قواتها؛ كما حدث عندما خرجت القوات الروسية، وفقدت الحكومة الشيوعية الدعم الخارجي.
لقد أكد الاحتلال أكثر من مرة فشله في السيطرة على الأوضاع في أفغانستان، مشيرًا إلى أن الرهان هو على الحكومة والقوات الأفغانية؛ ولكن ومع مرور الوقت واقتراب ساعة الرحيل تكشفت للاحتلال الحقائق المدوية بشأن ضعف حكومة كرزاي، وقلة التأييد الشعبي لها، وهو ما يشير إلى أن طالبان في طريقها بقوة للعودة إلى حكم أفغانستان.
المصدر: موقع المسلم