- إنضم
- 10 سبتمبر 2013
- المشاركات
- 1,841
- التفاعل
- 8,804
- النقاط
- 122
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسم الله :الوكيل
من توكَّل عليه كفاه كل شيء
أولا: معنى اسم الله الوكيل
إذا استقر في قلبك أنه ليس وراء قدرة الله قدرة، ولا وراء علمه علم، ولا مع رحمته رحمة، اتكل قلبك عليه وحده لا محالة، ولم يلتفت إلى غيره بوجه من الوجوه.
قال الراغب في المفردات:
«التوكيل أن تعتمد على غيرك وتجعله نائبًا عنك، والوكيل: فعيل بمعنى المفعول»().
فالوكيل أي الموكول إليه الأمور.
ونِعْمَ الوكِيل: أي ونِعم من وكَّلتَ إليه أمرك.
ثانيا: الفرق بين وكيل والوكيل
هو الفارق بين الخلق والخالق، فالخلق يشتركون في بعض دلالات الأسماء الحسنى كالسمع والبصر والقدرة وغيرها من الصفات، ومنها إطلاق اسم الوكيل على المخلوق، لكن هذا لا يعني بحال من الأحوال تشابه الصفات لمجرد الاشتراك في الاسم؛ فأين سمع الإنسان من سمع الله الذي وسع سمعه جميع الأصوات؟!
وأين بصره من بصر الله سبحانه؟!
وأين علمه وحكمته من علم الله وحكمته؟!
والوكيل المطلق هو الذي توكل إليه الأمور كلها، وهو قادرٌ على القيام بها جميعها، ووفيٌّ بإتمامها، وذلك لا يكون إلا لله وحده.
فارق آخر:
إنك إن اتخذت من المخلوقين وكيلا ابتزوا مالك وطالبوك بالأجرة، وإذا اتخذت الله وكيلا وفَّر عليك مالك وأعطاك هو أجرك في الدنيا، ويكافئك ويضاعف أجرك في الآخرة.
ومن آثار التوكل عرَّفوه، فقالوا:
التوكل سكون القلب لفعل الرَّبِّ.
التوكل استواء القلب في العطاء والمنع.
والتوكل: تفويض الأمر إلى الله للثقة بحسن تدبيره.
ثالثا: سبب ضعف التوكل!
إن كنت لا تتوكل على الله حق توكله، فسبب ذلك أمران:
إما ضعف معرفتك بالله، أو اتكالك على ما سواه.
يقول ابن القيم:
(التوكل من أعم المقامات تعلقا بالأسماء الحسنى.
فإن له تعلقا خاصا بعامة أسماء الأفعال، وأسماء الصفات، ولهذا فُسِّر التوكل عند بعض الأئمة أنه المعرفة بالله ، فكلما كان العبد بالله أعرف كان توكله على الله جل وعلا أقوى).
وهو ذروة الحياة الطيبة، بل لا تطيب حياة المرء إلا به، ولا يشقى إلا بغيابه.
قال ابن عقيل:
«والحياة الطَّيِّبة: التَّفويض إلى الله؛ كالصَّبيِّ حال التَّرْبية يُفَوِّض أمره إلى والديه، ويثق بهما مُسْتَريحًا مِنْ كَدِّ التَّخَيُّر، فلا يتخيَّر لِنفسِه مع تفويضه إلى مَنْ يختار له، فالْمُفَوِّض وَثِق بالمفَوَّض إليه»().
رابعا: درجات التوكل!
قال علي الروذباري:
التوكل ثلاث درجات:
الأولى: إذا أعطي شكر، وإذا مُنِع صبر.
والثانية: المنع والعطاء مستويان.
والثالثة: المنع مع الشكر أحب إليه، لعلمه باختيار الله ذلك له.
فالأولى يمكن أن نسميها (ترك الشكاية) وهي درجة الصبر، والثانية: (سكون القلب) وهو الرضا، والثالثة: المحبة.
خامسا: أعلى المتوكلين منزلة!
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
«يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا بغير حساب؛ هم الذين لا يسترقون، ولا يتطيَّرون، ولا يكتوون، وعلى ربهم يتوكلون»().
فترك الاسترقاء والاكتواء والطيرة هو حقيقة التوكل، والصفات المذكورة (لا يسترقون، ولا يكتوون، ولا يتطيرون) تدل على أنهم متوكلون على الله تمام التوكل، وإليك الشرح بالتفصيل:
(هم الذين لا يسترقون):
والألف والسين والتاء تفيد الطلب، مثل: استغفر أي طلب المغفرة، واسترقى أي طلب الرُّقية، فـمعنى (لا يسترقون)، أي: لا يطلبون من أحد أن يقرأ عليهم، والطلب نقصٌ في المسترقي الذي يطلب الرقية، والمتوكلون يأنفون من طلب الرقية مع جواز ذلك لقوة اعتمادهم على الله عز وجل، ولعزة نفوسهم عن التذلل لغير الله، ولأنهم لا يريدون أن يكون لهم أي تعلق بغير الله، فلا يطلبون من أحد رقية (لا يسترقون).
نعم .. الرقية في حد ذاتها ليست ممنوعة، وليس ممنوعا لشخص أن يرقي ولا أن يسترقي إذا كانت الرقية مشروعة، لكن طلب الرقية فيه نزول عن مرتبة الكمال في التوكل، وهؤلاء السبعون ألفا في المنزلة العليا، فليس من صفاتهم أن يطلبوا الرُّقى من الناس؛ ولو كانت مباحة.
الصفة الثانية: (ولا يتطيَّرون)
أي لا يتشاءمون، والتطير مأخوذ من الطير، وهو التشاؤم بالطير، فالعرب كانوا يتشاءمون بالطيور، فلو أراد أحدهم سفرا أو بيعا أو زواجا؛ أمسك طيرا فأطلقها، فإن ذهبت يمينا قال: هذا خير وبركة، وأقدم عليه، وإن ذهبت شمالا قال: هذا شؤم وشر، وتركه.
الصفة الثالثة: (ولا يكتوون)
أي لا يطلبون الكَيَّ، ولا يسألون غيرهم أن يكويهم، كما لا يسألون غيرهم أن يرقيهم، استسلاما لقضاء الله، وتلذذا بالبلاء وصبرا عليه طلبا لمزيد الأجر، وعدم حاجة للمخلوقين واستغناءً عنهم، ولجوءا تاما إلى الخالق، وتفويض الأمر إلى الله سبحانه.
أما الثناء على تاركي الكي فيدل على أن تركه أولى وأفضل، وأما النهي عنه فعلى سبيل الاختيار والكراهية، أي: إذا كان عندك اختيار فلا تستعمل إلا إذا اضطررت، وقد يُحمَل النهي على الكراهية لا على التحريم، لكن إذا لم يجد الإنسان دواءً إلا هو، فآخر الدواء الكي.
عرف ربه الوكيل من توكل عليه فلم يتشاءم ثقة بربه وقدَره.
ما عرَف ربَّه الوكيل من توكل على غيره، أو تشاءم لما مرَّ به من أقدار.
سادسا: أروع قصص التوكل!
روى البخاري في صحيحه عن ابن عباس قال:
«كان آخر قول إبراهيم حين ألقي في النار: حسبنا الله ونعم الوكيل»().
أراد الله أن يضرب بإبراهيم الأسوة الحسنة في التوكل لكل من أصيب في سبيل الله، فحين ألقي في النار قال: (حسبنا الله ونعم الوكيل)
ولاحظ أن الفرج لم يأته من أول الابتلاء، فقد حُبِس إبراهيم مدة قبلها، ووضعوه مقيَّدا في المنجنيق، ثم ضُرِب المنجنيق لينطلق إبراهيم في الهواء، وعندها قال: (حسبنا الله ونعم الوكيل)، وفي آخر لحظة وعند قرب الهلاك جاء الفرج {قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ} [الأنبياء:69].
فإذا حُبِستَ يوما في سبيل الله فتذكر حبس إبراهيم، وإن قيَّدوك فتذكر قيد إبراهيم، وإن هدَّدوك لتتخلى عن مبادئك، فتذكر ما هُدِّد به إبراهيم، ثم أكمِل باقي فصول الاقتداء، وتذكَّر توكل الخليل، وقل بقلبك مع لسانك: حسبنا الله ونعم (الوكيل)، وعند ذلك تتحول المحنة إلى منحة، والمنع إلى عطاء، ونار البلاء إلى روعة عطاء.
وألا تلاحظ معي روعة الموقف، وفي المقابل جلال المكافأة الربانية والمنحة الإلهية: {فَزَادَهُمْ إِيمَانًا}؟!
جاء الخبر بأن جيوش الأعداء مكتظة في الطريق إليكم، وهؤلاء يزدادون إيمانا!
لماذا؟
لأنه توكلوا على (الوكيل) مستعينين به هاتفين: حسبنا الله ونعم الوكيل .. ألا ما أسعد المتوكلين!
ولنسائل أنفسنا اختبارا لها:
هل ما نمرُّ به هذه الأيام من شدائد تتصاعد يوما بعد يوم.. تزيدنا بالله إيمانا أم تزلزل الإيمانا؟!
قال ابن عباس:
(«حسبنا الله ونعم الوكيل» قالها إبراهيم عليه السلام حين ألقي في النار، وقالها محمد (صلى الله عليه وسلم) حين قالوا: {إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ})().
سابعا: كيف نغرس التوكل؟!
«أكثر من لا حول ولا قوة إلا بالله، فإنها من كنز الجنة»().
ومعناها: لا يحول بينك وبين ما تكره إلا الله، ولا يقويك على ما تحب إلا الله..
وفي حديث ثانٍ يستحثك على الإكثار من هذا الذكر:
«أكثِروا من غرس الجنة، فإنه عذبٌ ماؤها، طيبٌ ترابها، فأكثِروا من غِراسها: لا حول ولا قوة إلا بالله»().
وحديث ثالث إن طمعتَ في مزيد أجر:
«ألا أدلك على باب من أبواب الجنة؟ لا حول ولا قوة إلا بالله»().
لكن كثيرا من الناس يستعملون هذه الكلمة استعمالا خاطئا، فيردِّدونها جزعا لا صبرا.. قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
«قال الشِّبلي بين يدي الْجُنَيْد: لا حول ولا قُوَّة الا بِالله، فقال الجُنيْد: قولك ذا ضيق صدر، وضيق الصَّدْر لِتَرك الرِّضا بالقضاء.
فإن هذا من أحسن الكلام، وذلك أن هذه الكلمة هي كلمة استعانة لا كلمة استرجاع، وكثيرٌ من النَّاس يقولها عند المصائب بِمَنزلة الاسترجاع، ويقولها جزَعا لا صبرا»().
وكم من ضعيفٍ عاجزٍ عن بلوغ حاجته لكن قوي توكله على ربه فأعانه عليها، وكم من قويٍّ اعتمد على قوته فخانته أحوج ما كان إليها.
أيَّ شيء كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول إذا سلَّم من الصلاة؟! فأملاها المغيرة عليه، وكتب إلى معاوية:
كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول:
«لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، اللهم! لا مانع لما أعطيت، ولا مُعْطِيَ لما منعت، ولا ينفعُ ذا الجَد منك الجد»().
وقوله: «ولا ينفع ذا الجد منك الجد» أي لا ينفع عند الله، ولا يُخلِّص من عذاب الله، ولا يُدني من كرامته جدود بني آدم أي حظوظهم من الملك والرئاسة والغنى والسلطان وغير ذلك، وإنما ينفعهم عنده التقرب إليه بطاعته وإيثار مرضاته.
«إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ثم اضطجع على شقك الأيمن ثم قل: اللهم أسلمت وجهي إليك، وفوَّضتُ أمري إليك، وألجأتُ ظهري إليك، رغبةً ورهبةً إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبِنَبِيِّك الذي أرسلت، فإن مت من ليلتك فأنت على الفطرة، واجعلهن آخر ما تتكلم به»().
«اللهم أني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم، فانك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ودنياي ومعاشي وعاقبة أمري فقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ودنياي ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيثما كان ثم أرضني به».
التفويض أن تفوِّض أمرك لله، إما أن تدبِّر أمرك أو تفوِّض أمرك إلى (الوكيل) ليدبِّر أمرك! أما أن يكون في قلبك تزاحمٌ لتدابير الله، ظانا أن خيوط الأقدار بيديك! فما حظُّك من التوكل حينها؟!
لقد قال الله لنبيه:
﴿لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ﴾:
يا محمد!
ليس هذا من شأنك..
فأخرج نفسك من عناء التفكير.
وفوِّض الأمر لصاحب التدبير.
وتوكَّل على الحي الذي لا يموت.
فأنت لا تطيق معالجة هذا الأمر.
ولا تعرف على الحقيقة حجم ما حاق بك من مكر.
ولو عرفت حجمه وقدره لاندكت روحك ونفسك كما تندكُّ الجبال (وإن كان مكرهم لِتزول منه الجبال).
ولا تستطيع تحمل التبعات إلا بتفويض رب الأرض والسماوات.
عرف ربه الوكيل من استخاره في كل أموره ولو كان أمرا بسيطا.
ما عرَف ربَّه الوكيل من ترك الاستخارة في أموره، واعتمد على الاستشارة دون الاستخارة.
ثامنا: فادعوه بها عبادة وعملا
الأول: صدق التوكل
التوكل على الله وحده في جلب المنافع، ودفع المضار، ونفض القلب واليد عمن سواه، وفي ذلك يقول ابن القيم:
«و(الاستعانة ) تجمع أصلين: الثقة بالله، والاعتماد عليه، فإن العبد قد يثق بالواحد من الناس، ولا يعتمد عليه في أموره -مع ثقته به- لاستغنائه عنه.
ثانيا: أكل الحلال واجتناب الحرام
من تعريفات التوكل المتعلِّقة ببعض آثاره: أن لا تعصي الله من أجل تحصيل رزقك، فكل من أكل لقمةً من حرام فليس بمتوكل ، فالإيمان بالوكيل يُلْقي الطمأنينة والسكينة في قلوب المتوكلين عليه، فيأخذون بالأسباب المشروعة في طلب الرزق، وينأون بأنفسهم عن الكسب الحرام.
عرف ربه الوكيل من توكل عليه في رزقه فلم يطعم حراما أو شبهة ثقة بتوكله على ربه.
ما عرَف ربَّه الوكيل من استعجل رزقه، فأكل من الحرام أو ارتشى.
ثالثا: الثقة بكفاية الله لأوليائه
ونصرته لهم وإحسان الظن به سبحانه، وهو ما يبث الرجاء في النفوس المؤمنة، ويُذهِب عنها اليأس والخوف من المخلوق والإحباط والتشاؤم، وهذه هي مفاتيح النجاح في الدنيا والآخرة.
والله عند ظن عبد به، فإن ظن العبد به خيرا وجده، وإن ظن غير ذلك وجد ما ظنه، وهل أوضح من قصة الرجل الصالح من بني إسرائيل قصها علينا رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، لنتذوق حلاوة كفاية الله لمن توكل عليه، ورضي به وكيلاً وكفيلا.
عن أبي هريرة t:
رابعا: إخلاص التوكل
سئل بشر بن الحارث عن التوكل فقال:
«المتوكل لا يتوكل على الله ليُكفَى، ولو حلَّت هذه القصة في قلوب المتوكلة لضجّوا إلى الله بالندم والتوبة»().
لكن توكلك على (الوكيل) لأنه أحق من يُتَوكَّل عليه.
ونظير ذلك من اتقى الله ليجعل الله له مخرجا، ومن اتقى الله ليجعل له فرقانا، ومن تواضع ليرتفع، وقد قال عليه السلام: «وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله»()، فلا يرتفع إلا من تواضع (لله)، لهذا قال بعضهم: من تواضع ليرتفع؛ لم يرتفع!
خامسا: قانون التخلي والتولي!
إن قلت: أنا الذي فعلت، وخبراتي المتراكمة هي التي أوصلتني، وتخصصي النادر هو الذي رفعني .. تخلى الله عنك ووكلك إلى نفسك!
وإن نسبت الفضل لربك تولاك.
وفي كل يوم يتقلب العبد بين التولي والتخلي.
ومن أنت بجوار الصحابة؟! وهم قمم البشر وفيهم سيد الخلق، ومع هذا لما اعتمدوا على كثرتهم في حنين تخلى الله عنهم، وقال:
﴿ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فلم تغن عنكم شيئا﴾
ولما افتقروا إلى الله في بدر تولاهم (ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة).
تاسعا: فادعوه بها مسألة وطَلَبا
اللهم لا تكِلني إلى نفسي فأعجز عنها، ولا تكِلني إلى المخلوقين فيُضيِّعوني.
يا وكيل..
اجعل توكلنا عليك، وثقتنا بك، ووقوفنا على بابك.
يا وكيل..
اللهم ارزقني يقين المتوكلين عليك، وتوكل الموقنين بك.
يا وكيل ..
ارزقنا حلاوة الْيَقِين وراحة التَّفْويض وَفَرح المتوكلين.
عاشرا: حاسِب نفسَك تعرِف ربَّك
هل تتوكل على الله في كل أمورك أم في الشدائد فحسب؟!
هل تشرك في توكلك على الله أحدا (تقول مثلا: توكلت على الله وعلى فلان)؟!
هل تجعل من (لا حول ولا قوة إلا بالله) جزءا من ذكرك اليومي؟!
هل تُسقِط أحد ركني التوكل: الأسباب المادية أو الأسباب الإيمانية؟!
هل تستعين على الشدائد بقول: (حسبنا الله ونِعْمَ الوكيل)؟!
منقول للفائدة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسم الله :الوكيل
من توكَّل عليه كفاه كل شيء
أولا: معنى اسم الله الوكيل
إذا استقر في قلبك أنه ليس وراء قدرة الله قدرة، ولا وراء علمه علم، ولا مع رحمته رحمة، اتكل قلبك عليه وحده لا محالة، ولم يلتفت إلى غيره بوجه من الوجوه.
قال الراغب في المفردات:
«التوكيل أن تعتمد على غيرك وتجعله نائبًا عنك، والوكيل: فعيل بمعنى المفعول»().
فالوكيل أي الموكول إليه الأمور.
ونِعْمَ الوكِيل: أي ونِعم من وكَّلتَ إليه أمرك.
ثانيا: الفرق بين وكيل والوكيل
هو الفارق بين الخلق والخالق، فالخلق يشتركون في بعض دلالات الأسماء الحسنى كالسمع والبصر والقدرة وغيرها من الصفات، ومنها إطلاق اسم الوكيل على المخلوق، لكن هذا لا يعني بحال من الأحوال تشابه الصفات لمجرد الاشتراك في الاسم؛ فأين سمع الإنسان من سمع الله الذي وسع سمعه جميع الأصوات؟!
وأين بصره من بصر الله سبحانه؟!
وأين علمه وحكمته من علم الله وحكمته؟!
والوكيل المطلق هو الذي توكل إليه الأمور كلها، وهو قادرٌ على القيام بها جميعها، ووفيٌّ بإتمامها، وذلك لا يكون إلا لله وحده.
فارق آخر:
إنك إن اتخذت من المخلوقين وكيلا ابتزوا مالك وطالبوك بالأجرة، وإذا اتخذت الله وكيلا وفَّر عليك مالك وأعطاك هو أجرك في الدنيا، ويكافئك ويضاعف أجرك في الآخرة.
ومن آثار التوكل عرَّفوه، فقالوا:
التوكل سكون القلب لفعل الرَّبِّ.
التوكل استواء القلب في العطاء والمنع.
والتوكل: تفويض الأمر إلى الله للثقة بحسن تدبيره.
ثالثا: سبب ضعف التوكل!
إن كنت لا تتوكل على الله حق توكله، فسبب ذلك أمران:
إما ضعف معرفتك بالله، أو اتكالك على ما سواه.
يقول ابن القيم:
(التوكل من أعم المقامات تعلقا بالأسماء الحسنى.
فإن له تعلقا خاصا بعامة أسماء الأفعال، وأسماء الصفات، ولهذا فُسِّر التوكل عند بعض الأئمة أنه المعرفة بالله ، فكلما كان العبد بالله أعرف كان توكله على الله جل وعلا أقوى).
وهو ذروة الحياة الطيبة، بل لا تطيب حياة المرء إلا به، ولا يشقى إلا بغيابه.
قال ابن عقيل:
«والحياة الطَّيِّبة: التَّفويض إلى الله؛ كالصَّبيِّ حال التَّرْبية يُفَوِّض أمره إلى والديه، ويثق بهما مُسْتَريحًا مِنْ كَدِّ التَّخَيُّر، فلا يتخيَّر لِنفسِه مع تفويضه إلى مَنْ يختار له، فالْمُفَوِّض وَثِق بالمفَوَّض إليه»().
رابعا: درجات التوكل!
قال علي الروذباري:
التوكل ثلاث درجات:
الأولى: إذا أعطي شكر، وإذا مُنِع صبر.
والثانية: المنع والعطاء مستويان.
والثالثة: المنع مع الشكر أحب إليه، لعلمه باختيار الله ذلك له.
فالأولى يمكن أن نسميها (ترك الشكاية) وهي درجة الصبر، والثانية: (سكون القلب) وهو الرضا، والثالثة: المحبة.
خامسا: أعلى المتوكلين منزلة!
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
«يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا بغير حساب؛ هم الذين لا يسترقون، ولا يتطيَّرون، ولا يكتوون، وعلى ربهم يتوكلون»().
فترك الاسترقاء والاكتواء والطيرة هو حقيقة التوكل، والصفات المذكورة (لا يسترقون، ولا يكتوون، ولا يتطيرون) تدل على أنهم متوكلون على الله تمام التوكل، وإليك الشرح بالتفصيل:
(هم الذين لا يسترقون):
والألف والسين والتاء تفيد الطلب، مثل: استغفر أي طلب المغفرة، واسترقى أي طلب الرُّقية، فـمعنى (لا يسترقون)، أي: لا يطلبون من أحد أن يقرأ عليهم، والطلب نقصٌ في المسترقي الذي يطلب الرقية، والمتوكلون يأنفون من طلب الرقية مع جواز ذلك لقوة اعتمادهم على الله عز وجل، ولعزة نفوسهم عن التذلل لغير الله، ولأنهم لا يريدون أن يكون لهم أي تعلق بغير الله، فلا يطلبون من أحد رقية (لا يسترقون).
نعم .. الرقية في حد ذاتها ليست ممنوعة، وليس ممنوعا لشخص أن يرقي ولا أن يسترقي إذا كانت الرقية مشروعة، لكن طلب الرقية فيه نزول عن مرتبة الكمال في التوكل، وهؤلاء السبعون ألفا في المنزلة العليا، فليس من صفاتهم أن يطلبوا الرُّقى من الناس؛ ولو كانت مباحة.
الصفة الثانية: (ولا يتطيَّرون)
أي لا يتشاءمون، والتطير مأخوذ من الطير، وهو التشاؤم بالطير، فالعرب كانوا يتشاءمون بالطيور، فلو أراد أحدهم سفرا أو بيعا أو زواجا؛ أمسك طيرا فأطلقها، فإن ذهبت يمينا قال: هذا خير وبركة، وأقدم عليه، وإن ذهبت شمالا قال: هذا شؤم وشر، وتركه.
الصفة الثالثة: (ولا يكتوون)
أي لا يطلبون الكَيَّ، ولا يسألون غيرهم أن يكويهم، كما لا يسألون غيرهم أن يرقيهم، استسلاما لقضاء الله، وتلذذا بالبلاء وصبرا عليه طلبا لمزيد الأجر، وعدم حاجة للمخلوقين واستغناءً عنهم، ولجوءا تاما إلى الخالق، وتفويض الأمر إلى الله سبحانه.
أما الثناء على تاركي الكي فيدل على أن تركه أولى وأفضل، وأما النهي عنه فعلى سبيل الاختيار والكراهية، أي: إذا كان عندك اختيار فلا تستعمل إلا إذا اضطررت، وقد يُحمَل النهي على الكراهية لا على التحريم، لكن إذا لم يجد الإنسان دواءً إلا هو، فآخر الدواء الكي.
عرف ربه الوكيل من توكل عليه فلم يتشاءم ثقة بربه وقدَره.
ما عرَف ربَّه الوكيل من توكل على غيره، أو تشاءم لما مرَّ به من أقدار.
سادسا: أروع قصص التوكل!
روى البخاري في صحيحه عن ابن عباس قال:
«كان آخر قول إبراهيم حين ألقي في النار: حسبنا الله ونعم الوكيل»().
أراد الله أن يضرب بإبراهيم الأسوة الحسنة في التوكل لكل من أصيب في سبيل الله، فحين ألقي في النار قال: (حسبنا الله ونعم الوكيل)
ولاحظ أن الفرج لم يأته من أول الابتلاء، فقد حُبِس إبراهيم مدة قبلها، ووضعوه مقيَّدا في المنجنيق، ثم ضُرِب المنجنيق لينطلق إبراهيم في الهواء، وعندها قال: (حسبنا الله ونعم الوكيل)، وفي آخر لحظة وعند قرب الهلاك جاء الفرج {قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ} [الأنبياء:69].
فإذا حُبِستَ يوما في سبيل الله فتذكر حبس إبراهيم، وإن قيَّدوك فتذكر قيد إبراهيم، وإن هدَّدوك لتتخلى عن مبادئك، فتذكر ما هُدِّد به إبراهيم، ثم أكمِل باقي فصول الاقتداء، وتذكَّر توكل الخليل، وقل بقلبك مع لسانك: حسبنا الله ونعم (الوكيل)، وعند ذلك تتحول المحنة إلى منحة، والمنع إلى عطاء، ونار البلاء إلى روعة عطاء.
وألا تلاحظ معي روعة الموقف، وفي المقابل جلال المكافأة الربانية والمنحة الإلهية: {فَزَادَهُمْ إِيمَانًا}؟!
جاء الخبر بأن جيوش الأعداء مكتظة في الطريق إليكم، وهؤلاء يزدادون إيمانا!
لماذا؟
لأنه توكلوا على (الوكيل) مستعينين به هاتفين: حسبنا الله ونعم الوكيل .. ألا ما أسعد المتوكلين!
ولنسائل أنفسنا اختبارا لها:
هل ما نمرُّ به هذه الأيام من شدائد تتصاعد يوما بعد يوم.. تزيدنا بالله إيمانا أم تزلزل الإيمانا؟!
قال ابن عباس:
(«حسبنا الله ونعم الوكيل» قالها إبراهيم عليه السلام حين ألقي في النار، وقالها محمد (صلى الله عليه وسلم) حين قالوا: {إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ})().
سابعا: كيف نغرس التوكل؟!
- ذكر اللسان والقلب:
- لا حول ولا قوة إلا بالله:
«أكثر من لا حول ولا قوة إلا بالله، فإنها من كنز الجنة»().
ومعناها: لا يحول بينك وبين ما تكره إلا الله، ولا يقويك على ما تحب إلا الله..
وفي حديث ثانٍ يستحثك على الإكثار من هذا الذكر:
«أكثِروا من غرس الجنة، فإنه عذبٌ ماؤها، طيبٌ ترابها، فأكثِروا من غِراسها: لا حول ولا قوة إلا بالله»().
وحديث ثالث إن طمعتَ في مزيد أجر:
«ألا أدلك على باب من أبواب الجنة؟ لا حول ولا قوة إلا بالله»().
لكن كثيرا من الناس يستعملون هذه الكلمة استعمالا خاطئا، فيردِّدونها جزعا لا صبرا.. قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
«قال الشِّبلي بين يدي الْجُنَيْد: لا حول ولا قُوَّة الا بِالله، فقال الجُنيْد: قولك ذا ضيق صدر، وضيق الصَّدْر لِتَرك الرِّضا بالقضاء.
فإن هذا من أحسن الكلام، وذلك أن هذه الكلمة هي كلمة استعانة لا كلمة استرجاع، وكثيرٌ من النَّاس يقولها عند المصائب بِمَنزلة الاسترجاع، ويقولها جزَعا لا صبرا»().
- دعوات المكروب:
وكم من ضعيفٍ عاجزٍ عن بلوغ حاجته لكن قوي توكله على ربه فأعانه عليها، وكم من قويٍّ اعتمد على قوته فخانته أحوج ما كان إليها.
- دعاء بعد كل صلاة:
أيَّ شيء كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول إذا سلَّم من الصلاة؟! فأملاها المغيرة عليه، وكتب إلى معاوية:
كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول:
«لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، اللهم! لا مانع لما أعطيت، ولا مُعْطِيَ لما منعت، ولا ينفعُ ذا الجَد منك الجد»().
وقوله: «ولا ينفع ذا الجد منك الجد» أي لا ينفع عند الله، ولا يُخلِّص من عذاب الله، ولا يُدني من كرامته جدود بني آدم أي حظوظهم من الملك والرئاسة والغنى والسلطان وغير ذلك، وإنما ينفعهم عنده التقرب إليه بطاعته وإيثار مرضاته.
- دعاء النوم:
«إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ثم اضطجع على شقك الأيمن ثم قل: اللهم أسلمت وجهي إليك، وفوَّضتُ أمري إليك، وألجأتُ ظهري إليك، رغبةً ورهبةً إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبِنَبِيِّك الذي أرسلت، فإن مت من ليلتك فأنت على الفطرة، واجعلهن آخر ما تتكلم به»().
- صلاة الاستخارة:
«اللهم أني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم، فانك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ودنياي ومعاشي وعاقبة أمري فقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ودنياي ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيثما كان ثم أرضني به».
التفويض أن تفوِّض أمرك لله، إما أن تدبِّر أمرك أو تفوِّض أمرك إلى (الوكيل) ليدبِّر أمرك! أما أن يكون في قلبك تزاحمٌ لتدابير الله، ظانا أن خيوط الأقدار بيديك! فما حظُّك من التوكل حينها؟!
لقد قال الله لنبيه:
﴿لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ﴾:
يا محمد!
ليس هذا من شأنك..
فأخرج نفسك من عناء التفكير.
وفوِّض الأمر لصاحب التدبير.
وتوكَّل على الحي الذي لا يموت.
فأنت لا تطيق معالجة هذا الأمر.
ولا تعرف على الحقيقة حجم ما حاق بك من مكر.
ولو عرفت حجمه وقدره لاندكت روحك ونفسك كما تندكُّ الجبال (وإن كان مكرهم لِتزول منه الجبال).
ولا تستطيع تحمل التبعات إلا بتفويض رب الأرض والسماوات.
عرف ربه الوكيل من استخاره في كل أموره ولو كان أمرا بسيطا.
ما عرَف ربَّه الوكيل من ترك الاستخارة في أموره، واعتمد على الاستشارة دون الاستخارة.
ثامنا: فادعوه بها عبادة وعملا
الأول: صدق التوكل
التوكل على الله وحده في جلب المنافع، ودفع المضار، ونفض القلب واليد عمن سواه، وفي ذلك يقول ابن القيم:
«و(الاستعانة ) تجمع أصلين: الثقة بالله، والاعتماد عليه، فإن العبد قد يثق بالواحد من الناس، ولا يعتمد عليه في أموره -مع ثقته به- لاستغنائه عنه.
ثانيا: أكل الحلال واجتناب الحرام
من تعريفات التوكل المتعلِّقة ببعض آثاره: أن لا تعصي الله من أجل تحصيل رزقك، فكل من أكل لقمةً من حرام فليس بمتوكل ، فالإيمان بالوكيل يُلْقي الطمأنينة والسكينة في قلوب المتوكلين عليه، فيأخذون بالأسباب المشروعة في طلب الرزق، وينأون بأنفسهم عن الكسب الحرام.
عرف ربه الوكيل من توكل عليه في رزقه فلم يطعم حراما أو شبهة ثقة بتوكله على ربه.
ما عرَف ربَّه الوكيل من استعجل رزقه، فأكل من الحرام أو ارتشى.
ثالثا: الثقة بكفاية الله لأوليائه
ونصرته لهم وإحسان الظن به سبحانه، وهو ما يبث الرجاء في النفوس المؤمنة، ويُذهِب عنها اليأس والخوف من المخلوق والإحباط والتشاؤم، وهذه هي مفاتيح النجاح في الدنيا والآخرة.
والله عند ظن عبد به، فإن ظن العبد به خيرا وجده، وإن ظن غير ذلك وجد ما ظنه، وهل أوضح من قصة الرجل الصالح من بني إسرائيل قصها علينا رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، لنتذوق حلاوة كفاية الله لمن توكل عليه، ورضي به وكيلاً وكفيلا.
عن أبي هريرة t:
رابعا: إخلاص التوكل
سئل بشر بن الحارث عن التوكل فقال:
«المتوكل لا يتوكل على الله ليُكفَى، ولو حلَّت هذه القصة في قلوب المتوكلة لضجّوا إلى الله بالندم والتوبة»().
لكن توكلك على (الوكيل) لأنه أحق من يُتَوكَّل عليه.
ونظير ذلك من اتقى الله ليجعل الله له مخرجا، ومن اتقى الله ليجعل له فرقانا، ومن تواضع ليرتفع، وقد قال عليه السلام: «وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله»()، فلا يرتفع إلا من تواضع (لله)، لهذا قال بعضهم: من تواضع ليرتفع؛ لم يرتفع!
خامسا: قانون التخلي والتولي!
إن قلت: أنا الذي فعلت، وخبراتي المتراكمة هي التي أوصلتني، وتخصصي النادر هو الذي رفعني .. تخلى الله عنك ووكلك إلى نفسك!
وإن نسبت الفضل لربك تولاك.
وفي كل يوم يتقلب العبد بين التولي والتخلي.
ومن أنت بجوار الصحابة؟! وهم قمم البشر وفيهم سيد الخلق، ومع هذا لما اعتمدوا على كثرتهم في حنين تخلى الله عنهم، وقال:
﴿ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فلم تغن عنكم شيئا﴾
ولما افتقروا إلى الله في بدر تولاهم (ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة).
تاسعا: فادعوه بها مسألة وطَلَبا
اللهم لا تكِلني إلى نفسي فأعجز عنها، ولا تكِلني إلى المخلوقين فيُضيِّعوني.
يا وكيل..
اجعل توكلنا عليك، وثقتنا بك، ووقوفنا على بابك.
يا وكيل..
اللهم ارزقني يقين المتوكلين عليك، وتوكل الموقنين بك.
يا وكيل ..
ارزقنا حلاوة الْيَقِين وراحة التَّفْويض وَفَرح المتوكلين.
عاشرا: حاسِب نفسَك تعرِف ربَّك
هل تتوكل على الله في كل أمورك أم في الشدائد فحسب؟!
هل تشرك في توكلك على الله أحدا (تقول مثلا: توكلت على الله وعلى فلان)؟!
هل تجعل من (لا حول ولا قوة إلا بالله) جزءا من ذكرك اليومي؟!
هل تُسقِط أحد ركني التوكل: الأسباب المادية أو الأسباب الإيمانية؟!
هل تستعين على الشدائد بقول: (حسبنا الله ونِعْمَ الوكيل)؟!
منقول للفائدة