- إنضم
- 25 أغسطس 2014
- المشاركات
- 62
- التفاعل
- 117
- النقاط
- 37
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مقارنة بين أمير المؤمنين فاروق الأمّة والخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وأمير المؤمنين ومجدد الملّة والدين وخليفة آخر الزمان المهدي رضي الله عنه:
لن أتوسع كثيرًا وأفصل في هذه المقارنة، بل هي خاطرة سريعة، أجمع فيه المواصفات التي يشترك بها الإمامان الفاروق والمهدي رضي الله عنهما، وهي في حق المهدي أوكد وأولى. والله تعالى أعلم.
أوَّلًا: العدل.
وأمير المؤمنين الفاروق عمر رضي الله عنه أشهر من أن يذكر في العدل، فإذا ذكر العدل ذكر عمر، وإذا ذكر عمر ذكر العدل. وكذلك الإمام المهدي رضي الله عنه؛ حيث أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطًا وَعَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمًا وَجَوْرًا". وهذه الخصلة هي في حق المهدي آكد منها في حقّ الفاروق رضي الله عنه، حيث أنَّ الفاروق قد تسلّم الحكم من الوزير الأوّل والخليفة المبارك أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وهما في زمانِ خيرٍ فيه أعظم جيلٍ يمرّ على تاريخ البشريّة، ربّاه محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة وأتم السلام، وكان يحكم في زمانه الصحابة والتابعين، فالأمر له مهيأ والحكم له ميسّر!
أما الإمام المهدي رضي الله عنه، فيأتي في زمانِ ظلمٍ وجورٍ وفساد وضلال وإفساد، فيملًا الأرض قسطًا وعدلًا وصلاحًا وإصلاحًا، فالأمر غير مهيأ وأكثر الناس في عَمَهٍ وتيهِ وضلال، فيأتي ليقضي على هذا الظلم والفساد والجور، ويملأ الدنيا عدلًا وقسطًا.
ثانيًا: الإلهام.
وهذه خصلة لم يصّرح الرسول صلى الله عليه وسلم عنها إلا للفاروق عمر رضي الله عنه، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: "قَدْ كَانَ يَكُونُ فِي الْأُمَمِ قَبْلَكُمْ مُحَدّثُونَ، فَإِنْ يَكُنْ فِي أُمَّتِي مِنْهُمْ أَحَدٌ، فَإِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ مِنْهُمْ"، والتحديث هنا بمعنى الإلهام، وعند التحقيق نجد أنَّ عمر الفاروق رضي الله عنه كان ملهمًا بنص الحديث، وهو في زمان أعظم النبيين وخاتم المرسلين عليه أفضل الصلاة والتسليم، حيث أنَّ الوحي كان ينزل على النبي عليه السلام دائمًا، فلا توجد حاجة ماسّة للإلهام بوجود الوحي الرسالي، حتّى أنّ الإلهام نفسه هو نوع من أنواع الوحي، فكانت أهميّة الإلهام لعمر رضي الله عنه تكمن في وقت توليه الخلافة والله أعلم.
ولكنَّ الإلهام عند المهدي رضي الله عنه يجب أن يكون أقوى لأنّه الأولى، حيث أنَّه لا نبيّ ولا وحي رساليّ، ونحن على فترة من الأنبياء تمتد إلى أكثر من 1400 عامًا، وقد كانت الأنبياء والرسل تترى في الأمم السابقة كبني إسرائيل، فحريٌّ أن يكون للمهدي رضي الله عنه إلهامٌ عظيمٌ يذهل الألباب، وهناك إشارة في حديث إصلاح المهدي رضي الله عنه تدل على هذا الأمر، والله أعلم.
ثالثًا: فرار الجن والشياطين.
جاء في الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم: "إِنِّي لَأَنْظُرُ إِلَى شَيَاطِينِ الإِنْسِ وَالجِنِّ قَدْ فَرُّوا مِنْ عُمَرَ" وجميعها تدور حول هذا المعنى، فالشياطين تفر وتهرب من عمر رضي الله عنه، فإذا رأوه قد سلك فجًّا ذهبوا ليسلكوا فجًّا غير فجِّه. وفي هذه الرواية قد قرن النبيُّ صلى الله عليه وسلم بين شياطين الإنس والجن؛ وهذا فيه دلالة إلى أنَّ سطوع الحق والفرقان الذي تميّز به أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه، جعل أهل الباطل يفرون من أمامه فرار الظلام من النور!
وهذا في حق المهدي رضي الله عنه أولى وآكد، حيث ورد أنَّ الشياطين التي قيّدها وسجنها نبيّ الله سليمان عليه السلام ستطلق في آخر الزمان، فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنه قال: "إن في البحر شياطين مسجونة أوثقها سليمان، يوشك أن تخرج فتقرأ على الناس قرآنًا"، والآثار عن آخر الزمان تشير بمجموعها إلى انفتاحة قويّة على عالم الجن والشياطين بشكل حيوي جدًا، وهناك في جانب شياطين الإنس قد جاءت الآثار تشير إلى دعاة على أبواب جهنم، والأئمة المضلين، وغير ذلك من الذين يفسدون على الناس دينهم، فيبدلون لهم المعايير والمبادئ، حتى يصير عندهم الكذب صدقًا والحق باطلًا!
فهاهنا يجب أن تكون هناك شخصية له هذه الخصلة التي في أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه، ليكون مظهرًا من مظاهر الحق، ودليلًا على سطوع الحق والفرقان العظيم بينه وبين الباطل، وهذا يتمثل في المهدي رضي الله عنه في آخر الزمان.
وهناك غيرها من القرائن التي تربط بينهما، كالخلافة والقوة في الحق، وارتباطهما بالمسجد الأقصى. وغير ذلك.
والله تعالى أعلى وأعلم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مقارنة بين أمير المؤمنين فاروق الأمّة والخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وأمير المؤمنين ومجدد الملّة والدين وخليفة آخر الزمان المهدي رضي الله عنه:
لن أتوسع كثيرًا وأفصل في هذه المقارنة، بل هي خاطرة سريعة، أجمع فيه المواصفات التي يشترك بها الإمامان الفاروق والمهدي رضي الله عنهما، وهي في حق المهدي أوكد وأولى. والله تعالى أعلم.
أوَّلًا: العدل.
وأمير المؤمنين الفاروق عمر رضي الله عنه أشهر من أن يذكر في العدل، فإذا ذكر العدل ذكر عمر، وإذا ذكر عمر ذكر العدل. وكذلك الإمام المهدي رضي الله عنه؛ حيث أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطًا وَعَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمًا وَجَوْرًا". وهذه الخصلة هي في حق المهدي آكد منها في حقّ الفاروق رضي الله عنه، حيث أنَّ الفاروق قد تسلّم الحكم من الوزير الأوّل والخليفة المبارك أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وهما في زمانِ خيرٍ فيه أعظم جيلٍ يمرّ على تاريخ البشريّة، ربّاه محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة وأتم السلام، وكان يحكم في زمانه الصحابة والتابعين، فالأمر له مهيأ والحكم له ميسّر!
أما الإمام المهدي رضي الله عنه، فيأتي في زمانِ ظلمٍ وجورٍ وفساد وضلال وإفساد، فيملًا الأرض قسطًا وعدلًا وصلاحًا وإصلاحًا، فالأمر غير مهيأ وأكثر الناس في عَمَهٍ وتيهِ وضلال، فيأتي ليقضي على هذا الظلم والفساد والجور، ويملأ الدنيا عدلًا وقسطًا.
ثانيًا: الإلهام.
وهذه خصلة لم يصّرح الرسول صلى الله عليه وسلم عنها إلا للفاروق عمر رضي الله عنه، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: "قَدْ كَانَ يَكُونُ فِي الْأُمَمِ قَبْلَكُمْ مُحَدّثُونَ، فَإِنْ يَكُنْ فِي أُمَّتِي مِنْهُمْ أَحَدٌ، فَإِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ مِنْهُمْ"، والتحديث هنا بمعنى الإلهام، وعند التحقيق نجد أنَّ عمر الفاروق رضي الله عنه كان ملهمًا بنص الحديث، وهو في زمان أعظم النبيين وخاتم المرسلين عليه أفضل الصلاة والتسليم، حيث أنَّ الوحي كان ينزل على النبي عليه السلام دائمًا، فلا توجد حاجة ماسّة للإلهام بوجود الوحي الرسالي، حتّى أنّ الإلهام نفسه هو نوع من أنواع الوحي، فكانت أهميّة الإلهام لعمر رضي الله عنه تكمن في وقت توليه الخلافة والله أعلم.
ولكنَّ الإلهام عند المهدي رضي الله عنه يجب أن يكون أقوى لأنّه الأولى، حيث أنَّه لا نبيّ ولا وحي رساليّ، ونحن على فترة من الأنبياء تمتد إلى أكثر من 1400 عامًا، وقد كانت الأنبياء والرسل تترى في الأمم السابقة كبني إسرائيل، فحريٌّ أن يكون للمهدي رضي الله عنه إلهامٌ عظيمٌ يذهل الألباب، وهناك إشارة في حديث إصلاح المهدي رضي الله عنه تدل على هذا الأمر، والله أعلم.
ثالثًا: فرار الجن والشياطين.
جاء في الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم: "إِنِّي لَأَنْظُرُ إِلَى شَيَاطِينِ الإِنْسِ وَالجِنِّ قَدْ فَرُّوا مِنْ عُمَرَ" وجميعها تدور حول هذا المعنى، فالشياطين تفر وتهرب من عمر رضي الله عنه، فإذا رأوه قد سلك فجًّا ذهبوا ليسلكوا فجًّا غير فجِّه. وفي هذه الرواية قد قرن النبيُّ صلى الله عليه وسلم بين شياطين الإنس والجن؛ وهذا فيه دلالة إلى أنَّ سطوع الحق والفرقان الذي تميّز به أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه، جعل أهل الباطل يفرون من أمامه فرار الظلام من النور!
وهذا في حق المهدي رضي الله عنه أولى وآكد، حيث ورد أنَّ الشياطين التي قيّدها وسجنها نبيّ الله سليمان عليه السلام ستطلق في آخر الزمان، فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنه قال: "إن في البحر شياطين مسجونة أوثقها سليمان، يوشك أن تخرج فتقرأ على الناس قرآنًا"، والآثار عن آخر الزمان تشير بمجموعها إلى انفتاحة قويّة على عالم الجن والشياطين بشكل حيوي جدًا، وهناك في جانب شياطين الإنس قد جاءت الآثار تشير إلى دعاة على أبواب جهنم، والأئمة المضلين، وغير ذلك من الذين يفسدون على الناس دينهم، فيبدلون لهم المعايير والمبادئ، حتى يصير عندهم الكذب صدقًا والحق باطلًا!
فهاهنا يجب أن تكون هناك شخصية له هذه الخصلة التي في أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه، ليكون مظهرًا من مظاهر الحق، ودليلًا على سطوع الحق والفرقان العظيم بينه وبين الباطل، وهذا يتمثل في المهدي رضي الله عنه في آخر الزمان.
وهناك غيرها من القرائن التي تربط بينهما، كالخلافة والقوة في الحق، وارتباطهما بالمسجد الأقصى. وغير ذلك.
والله تعالى أعلى وأعلم.