- إنضم
- 15 مارس 2015
- المشاركات
- 336
- التفاعل
- 742
- النقاط
- 102
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وصل اللهم على نبينا محمد واله وصحبه الكرام وسلم تسليما كثيرا
أسعد الله قلوبكم ..
وبلغكم رمضان ..
واعانكم على صيامه وقيامه ..
وتقبله منكم ..
قال تعالى
لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون ( 21 ) ...سورة الحشر
يقول تعالى
معظما لأمر القرآن ، ومبينا علو قدره ، وأنه ينبغي أن تخشع له القلوب ، وتتصدع عند سماعه لما فيه من الوعد والوعيد الأكيد :
( لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله )
أي فإن كان الجبل في غلظته وقساوته
لو فهم هذا القرآن فتدبر ما فيه ، لخشع وتصدع من خوف الله ، عز وجل ، فكيف يليق بكم أيها البشر ألا تلين قلوبكم وتخشع ، وتتصدع من خشية الله ، وقد فهمتم عن الله أمره وتدبرتم كتابه
ولهذا قال تعالى
( وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون )
ثبت في الحديث المتواتر ♻
أن رسول الله ☀ صلى الله عليه وسلم لما عمل له المنبر
وقد كان يوم الخطبة يقف إلى جانب جذع من جذوع المسجد فلما وضع المنبر أول ما وضع ، وجاء النبي ☀صلى الله عليه وسلم –
ليخطب فجاوز الجذع إلى نحو المنبر ، فعند ذلك حن الجذع وجعل يئن كما يئن الصبي الذي يسكن ، لما كان يسمع من الذكر والوحي عنده .
ففي بعض روايات هذا الحديث قال الحسن البصري بعد إيراده " فأنتم أحق أن تشتاقوا إلى رسول الله ☀ صلى الله عليه وسلم - من الجذع " .
وهكذا هذه الآية الكريمة
إذا كانت الجبال الصم لو سمعت كلام الله وفهمته لخشعت وتصدعت من خشيته فكيف بكم وقد سمعتم وفهمتم
وقد قال تعالى
( ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى )الآية ... الرعد : 31
وقد تقدم أن معنى ذلك : أي لكان هذا القرآن .
وقال تعالى
....... تفسير ابن كثير
قال تعالى
(ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَٰلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً ۚ وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) ... اللبقرة74
يقول تعالى توبيخا لبني إسرائيل
وتقريعا لهم على ما شاهدوه من آيات الله تعالى ، وإحيائه الموتى :
( ثم قست قلوبكم من بعد ذلك ) كله ( فهي كالحجارة )
التي لا تلين أبدا . ولهذا نهى الله المؤمنين عن مثل حالهم فقال :
( ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون ) ...الحديد : 16
وقال العوفي ، في تفسيره ، عن ابن عباس :
لما ضرب المقتول ببعض البقرة جلس أحيا ما كان قط ،
▪ فقيل له : من قتلك
فقال : بنو أخي قتلوني . ثم قبض .
فقال بنو أخيه حين قبض : والله ما قتلناه ، فكذبوا بالحق بعد إذا رأوا .
فقال الله (ثم قست قلوبكم من بعد ذلك )
يعني بني أخي الشيخ ( فهي كالحجارة أو أشد قسوة )
فصارت قلوب بني إسرائيل مع طول الأمد قاسية بعيدة عن الموعظة بعد ما شاهدوه من الآيات والمعجزات فهي في قسوتها كالحجارة التي لا علاج للينها أو أشد قسوة من الحجارة ، فإن من الحجارة ما تتفجر منها العيون الجارية بالأنهار ، ومنها ما يشقق فيخرج منه الماء ،
وإن لم يكن جاريا ، ومنها ما يهبط من رأس الجبل ⛰ من خشية الله ، وفيه إدراك لذلك بحسبه ، كما قال :
( تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليما غفورا ) [ ...الإسراء : 44
وقال ابن أبي نجيح ، عن مجاهد
أنه كان يقول كل حجر يتفجر منه الماء ، أو يتشقق عن ماء ، أو يتردى من رأس جبل ، لمن خشية الله ، نزل بذلك القرآن .
عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس :
( وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء وإن منها لما يهبط من خشية الله )
أي وإن من الحجارة لألين من قلوبكم عما تدعون إليه من الحق ( وما الله بغافل عما تعملون )
.
وقد زعم بعضهم أن هذا من باب المجاز
وهو إسناد الخشوع إلى الحجارة كما أسندت الإرادة إلى الجدار في قوله :
( يريد أن ينقض )
قال الرازي والقرطبي وغيرهما من الأئمة :
ولا حاجة إلى هذا فإن الله تعالى يخلق فيها هذه الصفة كما في قوله تعالى
( إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها ) الآية
وقال ( والنجم والشجر يسجدان )
و ( أولم يروا إلى ما خلق الله من شيء يتفيأ ظلاله ) الآية ،
( قالتا أتينا طائعين ) ( لو أنزلنا هذا القرآن على جبل ) الآية
( وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله ) الآية
وفي الصحيح : " هذا جبل يحبنا ونحبه "
وكحنين الجذع المتواتر خبره
وفي صحيح مسلم : " إني لأعرف حجرا بمكة كان يسلم علي قبل أن أبعث إني لأعرفه الآن "
وفي صفة الحجر الأسود أنه يشهد لمن استلمه بحق يوم القيامة ، وغير ذلك مما في معناه .
وحكى القرطبي قولا أنها للتخيير ;
أي مثلا لهذا وهذا ، وهذا مثل جالس الحسن أو ابن سيرين . .
وكذا حكاه الرازي في تفسيره وزاد قولا آخر :
إنها للإبهام بالنسبة إلى المخاطب كقول القائل أكلت خبزا أو تمرا ، وهو يعلم أيهما أكل ،
وقال آخر : إنها بمعنى قول القائل : كل حلوا أو حامضا ; أي لا يخرج عن واحد منهما ;
أي وقلوبكم صارت كالحجارة أو أشد قسوة منها لا تخرج عن واحد من هذين الشيئين .
والله أعلم .
نبض القلب .......
اللهم إني أسألك لهم زيادة في الدين وبركة في العمر
وصحة في الجسم وسعة في الرزق ...
وتوبة قبل الموت وشهادة عند الموت ...
ومغفرة بعد الموت وعفوا عند الحساب ...⛈
وأمانا من العذاب أبعد الله عنكم شر النفوس...
وحفظكم باسمه السلام القدوس وجعل رزقكم مباركا غير محبوس
وجعل منزلتكم عنده جنة الفردوس ...❄
أسأل الله أن يحصنكم بالقرآن ويبعد عنكم الشيطان...
وييسر لكم من الأعمال ما يقربكم فيها إلى عليين..☘
وأن يصب عليكم من نفحات الإيمان وعافية الأبدان ورضا الرحمن
ويجعل لقيانا في أعالي الجنان ...
اللهم أذق قلوبهم برد عفوك وحلاوة حبك ...
وافتح مسامع قلوبهم لذكرك وخشيتك واغفر لهم بكرمك...
وأدخلهم جنتك برحمتك يا جدير بالدعاء وقدير بالإجابة..
أسألك فلا تردني خائبا فلا خاب من أنت مولاه ...
أسعد قلوبهموأعطهم ما يتمنون وأقر عينيهم بما يحبون وارضى
ولا تسلبهم نعمة قط وعطر صدورهم بالإيمان والقرآن
وارزقهم الخلود في الجنان ❄
والصلاة والسلام على اشرف الانبياء
والمرسلين نبينا☀ محمد
صل الله عليه وسلم
وعلى آله وصحبه اجمعين
واخر دعونا ان الحمد لله رب العالمين..
✍ .......شريف العطيات