- إنضم
- 30 يناير 2014
- المشاركات
- 153
- التفاعل
- 237
- النقاط
- 47
وسوسة الشيطان هي عبارة عن إلقاء خفي داخل الإنسان ، أو بعبارة أخرى هي رسائل ترسل للدماغ أو للقلب الروحاني كواردات شيطانية ، وغاية ما يملكه الشيطان ثلاثة أشكال من الوسوسة :
1- إرسال رسائل أغوائية مزينة للقبائح والرذائل ، ولافتة للقلب والنفس لجوانب اللذة العاجلة التي سيحصلها الإنسان حال استجابته لهذه الرسائل .
2- إرسال رسائل مشككة لبعض المسلمات خاصة الدينية بإدخال بعض الشبهات عليها في القلب .
3- أحياناً تكون عبارة عن رسائل تأنيبية مشككة حول عدم القيام بعمل مشروع بصورته المطلوبة ، مثل الطهارة أو الغسل ؛ حيث يرسل الشيطان رسائل مشككة حول مدى صحة الوضوء أو الصلاة ليدخل الإنسان في داومة إعادة العمل عدة مرات ليتأكد من صحته ، وهذا غلو وإجهاد منهي عنه يفضي في الغالب إلى ترك العمل المشروع .
يأتي هنا دور النفس وتفاعلها مع هذه الرسائل أو الواردات ، وفي الغالب النفس تقوم بالإلحاح على القلب للاستجابة لها ، ويقوم العقل بالإلحاح على القلب برفضها ، فإذا ضعُف القلب الروحاني وشمصت النفس واستطالت على القلب تبدأ بإرسال رسائل قوية على القلب الروحاني أقوى من رسائل الشيطان وأشد إلحاحاً لها ، وقد تعوذ النبي r من هذه الوسوسة حيث أشار إلى الاستعاذة بالله من شتات الأمر ووساوس الصدر .
في هذه الحالة تصبح الوسوسة شأن داخلي للإنسان أكثر مما هي إلحاح شيطاني ، وتخرج النفس من الحالة الصحية إلى الحالة المرضية بحيث تسيطر على العقل والقلب الروحاني بهالة من الأوهام وسيل من الواردات والرسائل الملحة نحو القيام بأفعال معينة تأخذ في بعض الأحوال شكل الطقوس [ تكرار الوضوء عدة مرات – الخروج من الحمام ثم العودة إليه – تكرار الصلاة والتشكك فيها – تكرار الطلب الواحد عدة مرات ] ويتخلل ذلك حالة من الريبة لكل شيء حوله .
وحال عدم الاستجابة لهذه الرسائل يحصل اضطراب سلبي على وظائف الجسد الذي هيمنت على جهازه العصبي وقلبه الروحاني تلك الواردات .
في هذه الحالة يصدق القول على صاحبها أنه موسوس ، وهذه الوسوسة منشؤها شيطاني ونهايتها نفسية .
أما أهم فرق بين وسوسة الشيطان ووسوسة النفس ، فيظهر عند استخدام المعوذات المشروعة أو الاستعاذة ؛ حيث نرى ضعف الوارد الشيطاني وخفوته أو خنوسه ثم زواله ، أما في حال وسوسة النفس فتبقى على حالها في الغالب وإن طرأ عليها بعض الكمون إلا أنها ما تفتأ تطفو على السطح وتهيمن مرة أخرى .
وهذه الوسوسة علاجها روحي ونفسي في آن واحد ، ويعتمد على برنامج توعية ثقافية وتربية إيمانية ، وما يترتب على ذلك من تعزيز الثقة بالله ، والثقة بقدرة الانتصار على هذه الواردات ، إضافة إلى برنامج مطول طرحه علماؤنا الأوائل في علاج حالات الوسوسة مبني على حسم مادة الواردات من القلب ، ومعاندتها ، وبيان آفتها والنتائج المترتبة على الانصياع لها وملاحقة أسبابها ، مع بيان الحد الأدنى للأعمال المشروعة والقيام بها أو طلبها بجرأة لحسم مادة الوسوسة المتعلقة بالعبادات ([1])
يضاف إلى ذلك برنامج علاجي يعتمد على الإيحاء النفسي .
المرجع / كتاب المس الشيطاني وطرق علاجه
د. محمد المبيض
([1]) انظر جزء من منهج العلماء في حسم مادة الوسواس في العبادات عند ابن القيم : إغاثة اللهفان (135-189)
1- إرسال رسائل أغوائية مزينة للقبائح والرذائل ، ولافتة للقلب والنفس لجوانب اللذة العاجلة التي سيحصلها الإنسان حال استجابته لهذه الرسائل .
2- إرسال رسائل مشككة لبعض المسلمات خاصة الدينية بإدخال بعض الشبهات عليها في القلب .
3- أحياناً تكون عبارة عن رسائل تأنيبية مشككة حول عدم القيام بعمل مشروع بصورته المطلوبة ، مثل الطهارة أو الغسل ؛ حيث يرسل الشيطان رسائل مشككة حول مدى صحة الوضوء أو الصلاة ليدخل الإنسان في داومة إعادة العمل عدة مرات ليتأكد من صحته ، وهذا غلو وإجهاد منهي عنه يفضي في الغالب إلى ترك العمل المشروع .
يأتي هنا دور النفس وتفاعلها مع هذه الرسائل أو الواردات ، وفي الغالب النفس تقوم بالإلحاح على القلب للاستجابة لها ، ويقوم العقل بالإلحاح على القلب برفضها ، فإذا ضعُف القلب الروحاني وشمصت النفس واستطالت على القلب تبدأ بإرسال رسائل قوية على القلب الروحاني أقوى من رسائل الشيطان وأشد إلحاحاً لها ، وقد تعوذ النبي r من هذه الوسوسة حيث أشار إلى الاستعاذة بالله من شتات الأمر ووساوس الصدر .
في هذه الحالة تصبح الوسوسة شأن داخلي للإنسان أكثر مما هي إلحاح شيطاني ، وتخرج النفس من الحالة الصحية إلى الحالة المرضية بحيث تسيطر على العقل والقلب الروحاني بهالة من الأوهام وسيل من الواردات والرسائل الملحة نحو القيام بأفعال معينة تأخذ في بعض الأحوال شكل الطقوس [ تكرار الوضوء عدة مرات – الخروج من الحمام ثم العودة إليه – تكرار الصلاة والتشكك فيها – تكرار الطلب الواحد عدة مرات ] ويتخلل ذلك حالة من الريبة لكل شيء حوله .
وحال عدم الاستجابة لهذه الرسائل يحصل اضطراب سلبي على وظائف الجسد الذي هيمنت على جهازه العصبي وقلبه الروحاني تلك الواردات .
في هذه الحالة يصدق القول على صاحبها أنه موسوس ، وهذه الوسوسة منشؤها شيطاني ونهايتها نفسية .
أما أهم فرق بين وسوسة الشيطان ووسوسة النفس ، فيظهر عند استخدام المعوذات المشروعة أو الاستعاذة ؛ حيث نرى ضعف الوارد الشيطاني وخفوته أو خنوسه ثم زواله ، أما في حال وسوسة النفس فتبقى على حالها في الغالب وإن طرأ عليها بعض الكمون إلا أنها ما تفتأ تطفو على السطح وتهيمن مرة أخرى .
وهذه الوسوسة علاجها روحي ونفسي في آن واحد ، ويعتمد على برنامج توعية ثقافية وتربية إيمانية ، وما يترتب على ذلك من تعزيز الثقة بالله ، والثقة بقدرة الانتصار على هذه الواردات ، إضافة إلى برنامج مطول طرحه علماؤنا الأوائل في علاج حالات الوسوسة مبني على حسم مادة الواردات من القلب ، ومعاندتها ، وبيان آفتها والنتائج المترتبة على الانصياع لها وملاحقة أسبابها ، مع بيان الحد الأدنى للأعمال المشروعة والقيام بها أو طلبها بجرأة لحسم مادة الوسوسة المتعلقة بالعبادات ([1])
يضاف إلى ذلك برنامج علاجي يعتمد على الإيحاء النفسي .
المرجع / كتاب المس الشيطاني وطرق علاجه
د. محمد المبيض
([1]) انظر جزء من منهج العلماء في حسم مادة الوسواس في العبادات عند ابن القيم : إغاثة اللهفان (135-189)