وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خير يا أخي
وعندي تساؤل ربما هو اليوم نفسه التساؤل عند جميع أبناء بلادنا المملكة العربية السعودية
ماهو التصرف الصحيح للفرد والأسرة السعودية تجاه المشاكل الإقتصادية الحالية
هناك من يوصي بترحيل الأموال إلى الخارج والإستثمار في الخارج وهناك من فعلها
وهناك من يوصي الناس بتحويل أموالهم من الريال إلى عملة أخرى لتفادي انهيار الريال والسلامة من عواقب ذلك
هل لك يا أخي متابعة وبحث في هذا الموضوع وتعليق ولو باختصار
وشكرا .
و عليكم السلام اخي،
ابدأ بملاحظة: من الضروري الاخذ بعين الإعتبار و فهم أن اغلب دول العالم ماعدا الدول المغضوب عليها امريكيا مرتبطة فيما بينها ماليا يعني بنكيا إن صح التعبير. لذا و فيما يخص الاقتصاد، يجب ان يكون لدينا نظرة شمولية للموضوع قدر المستطاع.
الضائقة المالية لا تخص السعودية وحدها مع مراعاة اسباب الأزمات المالية لكل دولة. و لاحظ أخي الكريم أني اتحدث عن ازمة مالية و ليس ازمة اقتصادية. هناك "اقتصاد السوق" و هناك " الاقتصاد الحقيقي". اقتصاد السوق يشمل الاقتصاد الحقيقي( كل الاشياء القابلة للإستهلاك) + التمويل ( يعني الشيء المعتمد لتداول البضائع المحولة او المنتوجات النهائية او المواد الاولية او الخدمات إلخ..ألا و هو في عصرنا الاوراق المالية: الدولار الريال الروبل الدرهم السندات...). العالم و بما فيها السعودية يعاني ( او لنقول ان هذه المعاناة متعمدة للوصول الى مراد ما) ضائقة كيفية تسيير المعاملات التجارية نظرا لاختلاف العملات المتداولة دوليا بعد إلغاء تقييمها انطلاقا من كمية الذهب المدخرة من طرف دولة ما ( Bretton wood). اريد فقط أن أشير الى اني لا احاول تقييم اسباب الازمة المالية السعودية بل تقريب و بشكل ما شموليا ما استطعت الازمة الحقيقية القادمة.
اذن قلنا انه و بعد التخلي عن الذهب كمعيار لطبع الاوراق النقدية، قامت الدول الغربية العظمى و العربية كذلك بتفويض الابناك الخاصة لطبع الاوراق المالية. هذه الابناك الخاصة و بعد طبع الاوراق تقرضها للدولة مع احتساب الفوائد. اي ان الدولة عوضا عن سك عملاتها مجانا، ابناك اليهود يقومون بالسك و يقرضونها لنا .
زد على ذلك انه و كلما وضع شخص ما ماله في البنك فإن البنك يحتسب قيمته×9 و قبل ازمة 2008 بقليل كانت الابناك تضاعف الى 60 مرة المستودعات لصالحها وهو شيء غير قانوني. بمعنى اني لو وضعت 10 دولارات فان البنك يقوم بتزويد حسابي بال10 دولارات و يقوم هو بخلق 80 دولار من العدم لحسابه. بهذا الفائض و بمداخيل اخرى تقوم الابناك بالمضاربة في البورصة. ( اترك جانبا cds, subprime, derivative, ,option....). زد على ذلك انه و كلما اقترض شخص مبلغا من البنك فان البنك يعطيه المبلغ من العدم مجرد ارقام في الكمبيوتر و ليس مستودعات الزبائن الاخرين كما هو متعارف بين العامة. ينتج عن هذاالنظام التضخم المالي مما يعني inflation او deflation حسب الظروف الاقتصادية: إما صعود الاسعار لتوقف حركة النمو recession و عدم اعطاء القروض التي هي القلب النابض للمنظومة المالية او هبوط حاد للاسعار لعدم تواجد الاوراق المالية الكافية للتبادلات التجارية ( deflation هي حالة نادرة الحدوث لكنها وقعت في الارجنتين).
النتائج هي عدم استطاعة الدول دفع الديون + الفوائد sovereign debt و هي عملية حسابية لا علاقة لها بالقدرة الانتاجية و التجارية. لذلك فالنتيجية الحتمية هي هلاك الدول ماليا و استنزافها كما يحصل الان في اليونان و ايطاليا و اسبانيا و البرتغال و اليابان و امريكا و مالطا وووووو... ملاحظة: كل ابناك هذه الدول في حالة إفلاس حاليا و يحاولون تغطيتها بال quantitativ easing, يعني بسك العملة بدون الاخذ بعين الاعتبار الاقتصاد الحقيقي.
النتيجة: حتى تتمكن المنظومة المالية من الدوام المؤقت☺ لأنها لابد لها ان تنتهي و هذا شيء حسابي لا مفر منه، يجب ان ينتج الناس اكثر عدد من البضائع لتعليل وجود هذا الكم الهائل من الاوراق النقدية حتى لا ينهار النظام العالمي الراسمالي. و لهذا اخوتي الكرام ترون ان الدول تتكلم عن النمو دائما، لأنه و بكل بساطة كل سنة يوجد بها اوراق نقدية اكثر من السنة التي مضت و يجب بذلك انتاج اضعاف الاضعاف و استغلال خيرات الارض اكثر و اكثر حتى يكون هناك معنى للاوراق المالية المطبوعة من طرف الابناك و لا ينهار كمنظومة بونزي ponzi system.
اخيرا اجيب على تساؤلك:
ان كنت تعلم الدول الناجية بعد الحروب و الازمة المالية القادمة فاشتري عملاتها ( شخصيا الله اعلم) و إلا فعليك بالذهب و لن تندم عليه مهما كانت نتيجة المباراة .
و لكل الاخوة المتخصصين: هذا ليس تحليل دقيقي عن اية حالة اقتصادية بحد ذاتها لكني حاولت معالجة الموضوع من وجهة نظر الميكانيكية المالية بحذ ذاتها يعني the matrix كما تسميها وول سترييت.
سلام الله عليكم