- إنضم
- 11 مارس 2014
- المشاركات
- 439
- التفاعل
- 1,012
- النقاط
- 102
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاعتراض الـمُبَطَّن على أقدار الله !
ذهبت إلى المستشفى بابنتي (نور) التي "تشردقت" بقطعة فستق، حيث تبين أنه لا بد في هذه الحالة من إجراء عملية تنظير للقصبات الهوائية.
بعد انتهاء العملية قال لي الطبيب: (جاءني قبلك أب وأم بابنهما ذي السبع سنوات. عندما خرجت لهما من غرفة العمليات بقطعة الفستق التي كانت في قصبات ابنهما، ما كان من الأب إلا أن رفع يده وصفع زوجته " كفَّاً " بكل ما أوتي من قوة أمام الناس) !!
طبعاً ما "مبرر" الأب؟ كان لازم الأم تدير بالها وما تترك الولد يتشردق بالفستق!!
أتعلمون إخواني؟ بعيدا عن الغيظ الذي يعتمل في قلبي وقلوبكم تجاه هذا "الرجل"؟!، أنا أعتبر هذه حالة من حالات الاعتراض المبطن على قضاء الله وقَدَره! وما أكثرها من حالات!
لم يتقبل الأب فكرة أن يتكلف حوالي 400 دينار "علشان فتفوتة فستق"، ولا يريد أن يعترض صراحةً على تقدير الله هذا الأمر عليه، فــ"فش غُلّه" (طلَّعها) في الأم المسكينة، مع أنه ليس من الإهمال في شيء أن يُترك ابن 7 سنوات يأكل المكسرات!
لو صارح كلٌّ منا نفسه، سيجد عنده اعتراضا شبيها مُبَطَّناً على قضاء الله وقَدَره! تريدون أمثلة؟:
1. عليك مالٌ لأحد الناس، حالته المادية أحسن منك بكثير. تعلم أن موعد السداد قد حلَّ، وتعلم أن الشرع يلزمك بالسداد. لكنك مع ذلك تماطل...
تَفَحَّصْ جيدا فيما تقوله نفسك ولا تبرئها من التهمة! إنها تقول لك: (لماذا أنا وضعي أقل منه؟ بماذا هو أحسن مني حتى يكون أكثر مالاً؟ هذا ليس عدلاً! الألف دينار التي يريدها مني لا تفرق معه لكنها تفرق معي)...
إنه: اعتراضٌ مبطن!
2. تقفين أمام المرآة...تعلمين أن ما تلبسينه ليس حجابا صحيحا، لكن نفسك تقول لك: (أصلا ًكويس مني أني لابسة "الحجاب"! لماذا لم يؤتني الله جمالاً كما آتى بناتٍ أُخريات؟ كيف سأتزوج؟ على الأقل لما "أَزَبِّط" حالي يمكن حد يتزوجني. لو آتاني الله جمالاً لَأَطَعْتُه بالحجاب الصحيح) ...
إنه: اعتراضٌ مبطن!
3. الذي لا يغض بصره و"يتبــحــــبح" في تعامله مع "زميلاته" وفي نفسه أن الله لم يرزقه زوجة بالجمال الذي يرضيه أو أنها تنكد عليه.
4. الذي لا يتقن عمله على اعتبار أن أصحاب العمل لا يعطونه راتبا مناسبا، مع أنه يعلم أن هذا لا يعفيه أمام الله.
5. نحن عندما نعاقب أولادنا الصغار "بفَشِّة غُلّ"، لا بتربية وعقلانية، على أفعال متوقعة ممن في سنهم.
وغيرها الكثير....
صدقوني! إنه اعتراضٌ مبطن على القدر!
أنا لا أقول ذلك لك حتى تتهم الآخرين، بل اتهم نفسك! وفتش في خباياها.
وتأمل ما قاله ابن القيم: (فأكثر الخلق، بل كلهم، إلا من شاء الله، يظنون بالله غير الحق ظن السوء! فإن غالب بني آدم يعتقد أنه مبخوس الحق ناقص الحظ، وأنه يستحق فوق ما أعطاه الله! ولسان حاله يقول: "ظلمني ربي، ومنعني ما أستحقه". ونفسه تشهد عليه بذلك، وهو بلسانه ينكره، ولا يتجاسر على التصريح به، ومن فتش نفسه وتغلغل في معرفة دفائنها وطواياها رأى ذلك فيها كامنًا كمون النار في الزناد).
اللهم نسألك الرضا بقضائك.
مقال للدكتور إياد قنيبي
الاعتراض الـمُبَطَّن على أقدار الله !
ذهبت إلى المستشفى بابنتي (نور) التي "تشردقت" بقطعة فستق، حيث تبين أنه لا بد في هذه الحالة من إجراء عملية تنظير للقصبات الهوائية.
بعد انتهاء العملية قال لي الطبيب: (جاءني قبلك أب وأم بابنهما ذي السبع سنوات. عندما خرجت لهما من غرفة العمليات بقطعة الفستق التي كانت في قصبات ابنهما، ما كان من الأب إلا أن رفع يده وصفع زوجته " كفَّاً " بكل ما أوتي من قوة أمام الناس) !!
طبعاً ما "مبرر" الأب؟ كان لازم الأم تدير بالها وما تترك الولد يتشردق بالفستق!!
أتعلمون إخواني؟ بعيدا عن الغيظ الذي يعتمل في قلبي وقلوبكم تجاه هذا "الرجل"؟!، أنا أعتبر هذه حالة من حالات الاعتراض المبطن على قضاء الله وقَدَره! وما أكثرها من حالات!
لم يتقبل الأب فكرة أن يتكلف حوالي 400 دينار "علشان فتفوتة فستق"، ولا يريد أن يعترض صراحةً على تقدير الله هذا الأمر عليه، فــ"فش غُلّه" (طلَّعها) في الأم المسكينة، مع أنه ليس من الإهمال في شيء أن يُترك ابن 7 سنوات يأكل المكسرات!
لو صارح كلٌّ منا نفسه، سيجد عنده اعتراضا شبيها مُبَطَّناً على قضاء الله وقَدَره! تريدون أمثلة؟:
1. عليك مالٌ لأحد الناس، حالته المادية أحسن منك بكثير. تعلم أن موعد السداد قد حلَّ، وتعلم أن الشرع يلزمك بالسداد. لكنك مع ذلك تماطل...
تَفَحَّصْ جيدا فيما تقوله نفسك ولا تبرئها من التهمة! إنها تقول لك: (لماذا أنا وضعي أقل منه؟ بماذا هو أحسن مني حتى يكون أكثر مالاً؟ هذا ليس عدلاً! الألف دينار التي يريدها مني لا تفرق معه لكنها تفرق معي)...
إنه: اعتراضٌ مبطن!
2. تقفين أمام المرآة...تعلمين أن ما تلبسينه ليس حجابا صحيحا، لكن نفسك تقول لك: (أصلا ًكويس مني أني لابسة "الحجاب"! لماذا لم يؤتني الله جمالاً كما آتى بناتٍ أُخريات؟ كيف سأتزوج؟ على الأقل لما "أَزَبِّط" حالي يمكن حد يتزوجني. لو آتاني الله جمالاً لَأَطَعْتُه بالحجاب الصحيح) ...
إنه: اعتراضٌ مبطن!
3. الذي لا يغض بصره و"يتبــحــــبح" في تعامله مع "زميلاته" وفي نفسه أن الله لم يرزقه زوجة بالجمال الذي يرضيه أو أنها تنكد عليه.
4. الذي لا يتقن عمله على اعتبار أن أصحاب العمل لا يعطونه راتبا مناسبا، مع أنه يعلم أن هذا لا يعفيه أمام الله.
5. نحن عندما نعاقب أولادنا الصغار "بفَشِّة غُلّ"، لا بتربية وعقلانية، على أفعال متوقعة ممن في سنهم.
وغيرها الكثير....
صدقوني! إنه اعتراضٌ مبطن على القدر!
أنا لا أقول ذلك لك حتى تتهم الآخرين، بل اتهم نفسك! وفتش في خباياها.
وتأمل ما قاله ابن القيم: (فأكثر الخلق، بل كلهم، إلا من شاء الله، يظنون بالله غير الحق ظن السوء! فإن غالب بني آدم يعتقد أنه مبخوس الحق ناقص الحظ، وأنه يستحق فوق ما أعطاه الله! ولسان حاله يقول: "ظلمني ربي، ومنعني ما أستحقه". ونفسه تشهد عليه بذلك، وهو بلسانه ينكره، ولا يتجاسر على التصريح به، ومن فتش نفسه وتغلغل في معرفة دفائنها وطواياها رأى ذلك فيها كامنًا كمون النار في الزناد).
اللهم نسألك الرضا بقضائك.
مقال للدكتور إياد قنيبي