- إنضم
- 30 يناير 2014
- المشاركات
- 153
- التفاعل
- 237
- النقاط
- 47
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
آثار العفة والحياء على الإنسان و المجتمع
تعتبر قيمة العفة من أهم القيم الإنسانية ، فهي التي تحفظ بصمة الإنسان الأخلاقية ، وتعزز كرامته ، وتحقق أمنه واستقراره الجمعي ، وتعتبر هذه القيمة مع أهميتها القصوى هي الأكثر تغييباً وانتقاصاً في عصرنا الحاضر بما جر ويلات كثيرة على المجتمع الإنساني ، وأكسبه انحداراً خلقياً غير مسبوق ؛ إذ يترتب على غياب العفة انفراط عقد القيم وترهله في المجتمع بأسره وتغييب جوهري لكثير من الحقوق ، ويسهم في بروز كثير من الأخلاقيات الهابطة فيه ، ويمكن بيان آثار العفة وفوائدها على المجتمع في البنود التالية :
أولاً : العفة والحياء يكفلان استقرار لبنة المجتمع الأولى وقيامها بوظيفتها المثلى .
العفة والحياء وحراسة الفضيلة في المجتمع وضبط الغرائز له أثره المباشر في استقرار الأسرة وقيامها بوظيفتها المنوطة بها في ظل المودة والرحمة والسكينة ، وبالمقابل تغييب العفة يظهر أثره المباشر في هدم الأسرة ، وينجم عنه آثار سلبية كثيرة منها القلق والاضطراب النفسي والوظيفي للأسرة وانتشار الشك بين الأزواج والأبناء ، وذبول أحاسيس ومشاعر الغيرة والعرض والرجولة ، وفقدان مشاعر الأبوة والأمومة والبنوة ، وشيوع الجرائم الأخلاقية داخل الأسرة ، والانصراف عن الزواج الشرعي ، وتصدع قيم الحياة الزوجية وأسس استقرارها ، وانهيار الحياة العائلية وبنيان الأسرة ، وهجر المرأة لمهام الأمومة ، وهذه الآثار السلبية نلحظها بصورة جلية في المجتمعات الغربية ، واتضح لنا في ثنايا البحث الإحصائيات الدالة على تصدع البنيان الأسري في المجتمعات الغربية ، وأثر ذلك على الانهيار الحضاري للمجتمع بأسره ، وتغييب الهوية الإنسانية وتصدع قيمها وتمييع حقوقها ، وتضييع مصالحها الأساسية ، وحرمانها من معاني السعادة الحقيقية .
ثانياً : العفة والحياء صمام أمان للمجتمع من الانحراف الخلقي الكفيل بتفريخ الجريمة .
المعلوم أن إطلاق العنان للغرائز والشهوات له أثره التدميري على المجتمع بأسره ، ابتداء بكيان الإنسان وبنيانه ؛ حيث يفقد الإنسان درجة من إنسانيته وكرامته بسبب أسر الغريزة والشهوة لتصرفاته وسلوكه ، إضافة لانتشار كثير من العادات السيئة لتصريف الشهوة كاللواط والسحاق والعادة السرية وظاهرة الاغتصاب للأطفال أو الكبار ، وظهور الممارسات الجماعية اللا أخلاقية كالنوادي الخليعة ، والحفلات الماجنة العارية ، وانتشار أولاد الزنا ، وغير ذلك من الآثار السلبية المترتبة على تغييب فضيلة العفة في المجتمع (_ ) ، وما يترتب على ذلك من جرائم جنسية أو جرائم أخرى ارتبطت بانتشار شهوة الجنس ، والمعلوم أن أكثر البيئات تفريخاً للجريمة بجميع أشكالها هي النوادي الليلية وأماكن القمار ومواخير الزنا ، وما يرافقها من سكر ومخدرات ، إضافة إلى جرائم الأموال المتعلقة بتغييب العفة في الأموال ، فهناك تناسب طردي بين مستوى الجريمة وانحدار العفة في المجتمع ، وبالمقابل أي مجتمع يحرس العفة والحياء فيه إنما يحرس إنسانية الإنسان وكرامته وحقوقه والمظهر الحضاري اللائق به .
ثالثاً : الحياء هو عنوان الفضيلة في المجتمعات .
الحياء هو بوابة القيم والارتقاء الخلقي ، وهو شرط لقبول الفضائل ؛ وهو من هذا الوجه يرقي بصاحبه نحو الكمال الخلقي والابتعاد عن سفاسف الأمور ؛ لذا من اتصف به اتصف بصفات الخير الأخرى كالعدل والصدق والعفة ، والحلم والتواضع وطيب الحديث . فالحياء هو التطبيق العملي للإيمان لما يترتب عليه من تجنب الفحش والبذاءة في القول والفعل .
كذلك الحياء يحفظ المجتمع من انتشار الرذيلة فيه واستشرائها بين أفراده . و يعزز الستر في الفرد عن انتصار الشهوة عليه ، وهذا له أثره في عدم استشراء الرذيلة في المجتمع ، فالمجتمع يبقى حياً كريماً ما لم يُجاهر فيه بالرذائل ؛ فإن حصلت المجاهرة تفكك المجتمع وانتشرت الرذيلة فيه كانتشار النار في الهشيم وهذا المعنى أشار إليه النبي r بقوله : « كُلُّ أُمَّتِي مُعَافًى إِلَّا الْمُجَاهِرِينَ ، وَإِنَّ مِنَ الْمُجَاهَرَةِ (الْمَجَانَةِ) أَنْ يَعْمَلَ الرَّجُلُ بِاللَّيْلِ عَمَلًا ، ثُمَّ يُصْبِحَ وَقَدْ سَتَرَهُ اللهُ عَلَيْهِ فَيَقُولَ : يَا فُلَانُ عَمِلْتُ الْبَارِحَةَ كَذَا وَكَذَا ، وَقَدْ بَاتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ وَيُصْبِحُ يَكْشِفُ سِتْرَ اللهِ عَنْهُ . » ([1])
وللحياء أيضاً دوره في حفظ الروابط والقيود الاجتماعية الخيرة من أن يعتريها التفكك والتحلل ؛ لأن فيه حماية للفضيلة وخنقاً للرذيلة بوجه عام . ([2])
رابعاً : العفة لها تعلق مباشر في حسر جرائم الأموال وما يترتب عليها من تضييع للحقوق .
المعلوم أن العفة لها تعلق مباشر في المال ، وهي تمثل حاجزاً منيعاً بين الإنسان بين الولوغ في الحرام ؛ لذا تعتبر من أهم القيم الحاسرة لجرائم الأموال في المجتمعات ، وجرائم الأموال هي بالدرجة الأولى انتهاكٌ لحقوق الآخرين المالية ، وما يترتب على ذلك من تضييعٍ لحقوق أخرى ، والناظر للمجتمعات الغربية يعلم ما آلت إليه الجرائم والجريمة المنظمة من نفوذ يفضي إلى تقويض كل أركان المجتمع ، وينشر الرعب في جنباته ، وتغيب معه أهم حاجات الإنسان كالأمن النفسي والاقتصادي والاجتماعي .
د. محمد المبيض كتابه حقوق الإنسان في ظل القيم والمقاصد العليا
(_ ) يضاف إلى ذلك أن انتشار الرذيلة والجرائم الجنسية له أثره المباشر على صحة الإنسان ، فكثير من الأمراض الفتاكة إنما تنجم عن مثل هذه الجرائم : كالهربس - السيلان - الزهري - القرحة الرخوة - الالتهابالبلغي التناسلي - الورم المغبني الحبيبي - التهاب الكبد الفيروسي - التهاب مجرى البول غير السيلان - التهاب الحوض لدى النساء - ثآليل التناسل - الكانديدا – الإيدز ، وهذه الأمراض منها ما يؤدي إلى الموت ، أو العقم أو تآكل العظم ، أو الانهيار العصبي ، أو الالتهابات المزمنة في الكبد والرئتين ، أو الشلل أو الجنون ، وجزء حيوي من الأمراض النفسية له تعلق مباشر بظاهرة الانحلال .
([1]) أخرجه البخاري برقم 6069 ( 8/20)
([2]) انظر قرعوش وآخرون : الأخلاق في الإسلام ( 278)
آثار العفة والحياء على الإنسان و المجتمع
تعتبر قيمة العفة من أهم القيم الإنسانية ، فهي التي تحفظ بصمة الإنسان الأخلاقية ، وتعزز كرامته ، وتحقق أمنه واستقراره الجمعي ، وتعتبر هذه القيمة مع أهميتها القصوى هي الأكثر تغييباً وانتقاصاً في عصرنا الحاضر بما جر ويلات كثيرة على المجتمع الإنساني ، وأكسبه انحداراً خلقياً غير مسبوق ؛ إذ يترتب على غياب العفة انفراط عقد القيم وترهله في المجتمع بأسره وتغييب جوهري لكثير من الحقوق ، ويسهم في بروز كثير من الأخلاقيات الهابطة فيه ، ويمكن بيان آثار العفة وفوائدها على المجتمع في البنود التالية :
أولاً : العفة والحياء يكفلان استقرار لبنة المجتمع الأولى وقيامها بوظيفتها المثلى .
العفة والحياء وحراسة الفضيلة في المجتمع وضبط الغرائز له أثره المباشر في استقرار الأسرة وقيامها بوظيفتها المنوطة بها في ظل المودة والرحمة والسكينة ، وبالمقابل تغييب العفة يظهر أثره المباشر في هدم الأسرة ، وينجم عنه آثار سلبية كثيرة منها القلق والاضطراب النفسي والوظيفي للأسرة وانتشار الشك بين الأزواج والأبناء ، وذبول أحاسيس ومشاعر الغيرة والعرض والرجولة ، وفقدان مشاعر الأبوة والأمومة والبنوة ، وشيوع الجرائم الأخلاقية داخل الأسرة ، والانصراف عن الزواج الشرعي ، وتصدع قيم الحياة الزوجية وأسس استقرارها ، وانهيار الحياة العائلية وبنيان الأسرة ، وهجر المرأة لمهام الأمومة ، وهذه الآثار السلبية نلحظها بصورة جلية في المجتمعات الغربية ، واتضح لنا في ثنايا البحث الإحصائيات الدالة على تصدع البنيان الأسري في المجتمعات الغربية ، وأثر ذلك على الانهيار الحضاري للمجتمع بأسره ، وتغييب الهوية الإنسانية وتصدع قيمها وتمييع حقوقها ، وتضييع مصالحها الأساسية ، وحرمانها من معاني السعادة الحقيقية .
ثانياً : العفة والحياء صمام أمان للمجتمع من الانحراف الخلقي الكفيل بتفريخ الجريمة .
المعلوم أن إطلاق العنان للغرائز والشهوات له أثره التدميري على المجتمع بأسره ، ابتداء بكيان الإنسان وبنيانه ؛ حيث يفقد الإنسان درجة من إنسانيته وكرامته بسبب أسر الغريزة والشهوة لتصرفاته وسلوكه ، إضافة لانتشار كثير من العادات السيئة لتصريف الشهوة كاللواط والسحاق والعادة السرية وظاهرة الاغتصاب للأطفال أو الكبار ، وظهور الممارسات الجماعية اللا أخلاقية كالنوادي الخليعة ، والحفلات الماجنة العارية ، وانتشار أولاد الزنا ، وغير ذلك من الآثار السلبية المترتبة على تغييب فضيلة العفة في المجتمع (_ ) ، وما يترتب على ذلك من جرائم جنسية أو جرائم أخرى ارتبطت بانتشار شهوة الجنس ، والمعلوم أن أكثر البيئات تفريخاً للجريمة بجميع أشكالها هي النوادي الليلية وأماكن القمار ومواخير الزنا ، وما يرافقها من سكر ومخدرات ، إضافة إلى جرائم الأموال المتعلقة بتغييب العفة في الأموال ، فهناك تناسب طردي بين مستوى الجريمة وانحدار العفة في المجتمع ، وبالمقابل أي مجتمع يحرس العفة والحياء فيه إنما يحرس إنسانية الإنسان وكرامته وحقوقه والمظهر الحضاري اللائق به .
ثالثاً : الحياء هو عنوان الفضيلة في المجتمعات .
الحياء هو بوابة القيم والارتقاء الخلقي ، وهو شرط لقبول الفضائل ؛ وهو من هذا الوجه يرقي بصاحبه نحو الكمال الخلقي والابتعاد عن سفاسف الأمور ؛ لذا من اتصف به اتصف بصفات الخير الأخرى كالعدل والصدق والعفة ، والحلم والتواضع وطيب الحديث . فالحياء هو التطبيق العملي للإيمان لما يترتب عليه من تجنب الفحش والبذاءة في القول والفعل .
كذلك الحياء يحفظ المجتمع من انتشار الرذيلة فيه واستشرائها بين أفراده . و يعزز الستر في الفرد عن انتصار الشهوة عليه ، وهذا له أثره في عدم استشراء الرذيلة في المجتمع ، فالمجتمع يبقى حياً كريماً ما لم يُجاهر فيه بالرذائل ؛ فإن حصلت المجاهرة تفكك المجتمع وانتشرت الرذيلة فيه كانتشار النار في الهشيم وهذا المعنى أشار إليه النبي r بقوله : « كُلُّ أُمَّتِي مُعَافًى إِلَّا الْمُجَاهِرِينَ ، وَإِنَّ مِنَ الْمُجَاهَرَةِ (الْمَجَانَةِ) أَنْ يَعْمَلَ الرَّجُلُ بِاللَّيْلِ عَمَلًا ، ثُمَّ يُصْبِحَ وَقَدْ سَتَرَهُ اللهُ عَلَيْهِ فَيَقُولَ : يَا فُلَانُ عَمِلْتُ الْبَارِحَةَ كَذَا وَكَذَا ، وَقَدْ بَاتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ وَيُصْبِحُ يَكْشِفُ سِتْرَ اللهِ عَنْهُ . » ([1])
وللحياء أيضاً دوره في حفظ الروابط والقيود الاجتماعية الخيرة من أن يعتريها التفكك والتحلل ؛ لأن فيه حماية للفضيلة وخنقاً للرذيلة بوجه عام . ([2])
رابعاً : العفة لها تعلق مباشر في حسر جرائم الأموال وما يترتب عليها من تضييع للحقوق .
المعلوم أن العفة لها تعلق مباشر في المال ، وهي تمثل حاجزاً منيعاً بين الإنسان بين الولوغ في الحرام ؛ لذا تعتبر من أهم القيم الحاسرة لجرائم الأموال في المجتمعات ، وجرائم الأموال هي بالدرجة الأولى انتهاكٌ لحقوق الآخرين المالية ، وما يترتب على ذلك من تضييعٍ لحقوق أخرى ، والناظر للمجتمعات الغربية يعلم ما آلت إليه الجرائم والجريمة المنظمة من نفوذ يفضي إلى تقويض كل أركان المجتمع ، وينشر الرعب في جنباته ، وتغيب معه أهم حاجات الإنسان كالأمن النفسي والاقتصادي والاجتماعي .
د. محمد المبيض كتابه حقوق الإنسان في ظل القيم والمقاصد العليا
(_ ) يضاف إلى ذلك أن انتشار الرذيلة والجرائم الجنسية له أثره المباشر على صحة الإنسان ، فكثير من الأمراض الفتاكة إنما تنجم عن مثل هذه الجرائم : كالهربس - السيلان - الزهري - القرحة الرخوة - الالتهابالبلغي التناسلي - الورم المغبني الحبيبي - التهاب الكبد الفيروسي - التهاب مجرى البول غير السيلان - التهاب الحوض لدى النساء - ثآليل التناسل - الكانديدا – الإيدز ، وهذه الأمراض منها ما يؤدي إلى الموت ، أو العقم أو تآكل العظم ، أو الانهيار العصبي ، أو الالتهابات المزمنة في الكبد والرئتين ، أو الشلل أو الجنون ، وجزء حيوي من الأمراض النفسية له تعلق مباشر بظاهرة الانحلال .
([1]) أخرجه البخاري برقم 6069 ( 8/20)
([2]) انظر قرعوش وآخرون : الأخلاق في الإسلام ( 278)