بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله
وصل اللهم على نبينا محمد واله وصحبه الكرام وسلم تسليما كثيرا
الامام الغزالي أبو حامد محمد بن محمد امام كبير الشأن ذائع الصيت ت 505 وهو المسمى بحجة الإسلام لانه كان المتصدي للرد على الفلاسفة وقد درس علومهم وتمكن من الرد عليهم فهو فريد عصره في هذا الميدان ووحيد دهره ولو كان لا يجوز أن يتكلم الشخص على من هو أعلى منه لما تفوهت بكلمة فليس المقياس من أنت ومن هو وإنما القياس هذه شريعة الله ثم أن النقد من إمام جليل بحر منصف هو شيخ الاسلام لإمام كبير هو حجة الاسلام ولن أكذب حين أقول ما أعتقد وهو لو قيل أن أحدا يأخذ كتابا واحدا فقط بعد القرآن والسنة لاخترت له أنفع الكتب احياء علوم الدين للغزالي فهو الاجدى نفعا للسالكين والأوضح معنى والاجمع فلا يبارى في التأليف وقوة العقل والقصد الحسن لذلك من يقرأ كتابه الاحياء دون غيره من كتبه يحسن الظن به كثيرا فهو فعلا يحيي علوم الدين لكن كما قال الله (ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا) فهو من تصنيف بشر وليس رسول من الله معصوم فالكمال المطلق لله والعصمة للأنبياء وقد لاحظ عليه العلماء شيئا لا يتفطن له غيرهم وإن كانوا من طلاب العلم والخطأ وارد ونحن نرى أنفسنا نكتب شيئا ثم وددنا أن لو قلنا كذا وربما نتراجع عن قول وربما نقصد به أمرا مخصوصا ويفهم منا على العموم ونخطأ في ذلك فإذا قلت أنه أفضل كتاب بعد كتب السنة وأنفعه هل تصدقني حين أتكلم عن شيء فيه و أني ما تكلمت إلا لأني أحبه وما أريد إلا النصح فلا يلوم إلا متعصب ما أعطى الشرع قدره ومنزلته وخلط الشرع بالشيخ فإن البعيد الذي يرى البيت من تل مشرف قد يرى مالا يراه من عند الباب لأنه يتسع نظره مع أن ذاك واصل خبير بكثير من الدقائق لكن خفي عليه أشياء والتبست لأجل ظروف أشغلته بسبب القرب وقد يكون بجانب البيت وراءه هوة لا يتفطن لها والبعيد بعيد لكنه متفرغ نظر لأشياء لم يطلع عليها المقرب المحقق فهل يلام البعيد حين يصرخ على المقرب ويقول إني أرى مالا ترى فهذا مثل من يستدرك على من هو أعلى منه وأفضل والرؤية لا تعني العمل والتحقيق والوصول لكن مع البعد لا شك أنه يعلم أن الأولى أن يقترب المقرب إلى ناحية دون ناحية ليزداد قربا ويبعد من العطب ثم هذا البعيد إن أعانه الله ووصل كان تفطنه قبل ذلك يدعوه للاحتراس وإن قعدت به ذنوبه وترك السعي الموصل إلى بيت الشريعة والحنيفية ونصرتها لم ينفعه نظره السابق نسأل الله السلامة والعافية وحسن العاقبة
وحين نتأمل في حال الرسل نجد انهم مع الناس لمعالجة أحوالهم فتجد أن العالِم الذي يتأسى بالأنبياء في هذا ويجهر بين الناس بأقواله وكذلك مؤلفاته حين تكون مقصودة لكل ناظر يقل فيها الخطأ لأنه يحاول أن يوازن فيها أحوال الجميع وإن خالفه بعض الرؤساء وآذوه فهذا لا يهمه لأنه سائر على مقتضى الشريعة قد باع نفسه لله حين تعرف هذا يحصل عندك التمييز في منازل العلماء ومراتبهم وتعرف الأولى بالانبياء وسبب أن هذا العالم مصيب لا يكاد يوجد عنده خطأ وهذا يوجد عنده أخطاء فظروف الأحوال اضطرت هذا للمزيد من الصدق والالتجاء إلى الله عند التأليف وحاجة الناس الملحة فطلب منه كثير من الناس أن ينجز لهم هذا المقصود فقوي الاجتهاد لهذا العمل وتمحضت النية وقل الخطأ وبنقص هذه الدواعي ينقص التوفيق ويحصل شيء من الزلل وإن لم يكن ثم زلل كأن ينقل يجمع محفوظا كالحديث فإنه لا يبقى كتابه لضعف النية في تأليفه بسبب لم يوجد أسباب خطيرة تشعلها وكذلك من يجلس مدة في مكان ويناقش الأفكار والاحتملات الذهنية ويعتزل الناس فإن ما يكتبه لا بد أن يبعد عن الواقع بحسبه وإن كان صوابا عقلا وكانت نيته متجردة لله لكنه قد يضر ولا ينفع لأن هناك مايضر عقول العامة كما قال ابن عباس أو علي رضي الله عنهم حدثوا الناس بما يعقلون أتريدون أن يكذب الله ورسوله فالحمد لله أن جعل رسولنا محمد النبي الأمي صلى الله عليه وسلم وجعل شريعته كاملة لا يكملها أحد بعد تكميل الله وأراحنا به من التعقيدات والآصار والأغلال في العقيدة والأعمال التي كانت على من قبلنا لكن سلكها أكثرنا من حيث لا يشعر وبحسن قصد فمستقل ومستكثر نسأل الله أن يريحنا منها ويردنا إلى ما كان عليه النبي وأصحابه فجمعوا الأمور ووازنوها وأخذوا من كل ماينفع قطفة وجرعته المناسبة وسخروا باقي قواهم في الجهاد لنصر الدين ففتحوا البلاد وعبدوا العباد لربهم فاللهم بصرنا بحالهم ووفقنا لأعمالهم فلا حول ولا قوة إلا بك
مراحل الامام الغزالي:
مراحل تنقله: وهو الأطوار الأربعة التي مرَّ عليها أبو حامد رحمه الله، وهي:
1- الأشعرية.
2- ثم الفلسفة.
3- والتصوف.
4- ثم الرجوع إلى الحديث، حيث مات وصحيح البخاري على صدره.
فلنبدأ من حيث انتهى لعلنا نصل فقد قصرت العقول وضعفت القوى عن الجمع ثم هو هداه الله لهذا السبيل لحكمة اقتضت ذلك تناسب عقله وقدرته ليتصدى لمعالجة بعض البدع في وقته وليكون قائما عن الأمة في الرد على الفلاسفة الطاعنين في الاسلام وأنا وأنت هل نثق بعقولنا وأعمارنا كي نضيعها في مثل هذه العلوم أو كتب تأثرت بها ثم هو مع هذا العقل قادته النية الحسنة بعد الله عز وجل للأفضل وهو المنبع الصافي فلماذا أنت أيها المسلم لا تتوجه لها وتريح نفسك لعل خاتمتك قربية وإن لم تكن يفتح الله عليك فيه فهما وينضر وجهك بالتمسك بالسنة وقد كان الغزالي كما يقول عن نفسه أنه مزجى البضاعة في الحديث وهكذا قال علماء الحديث حين رأوا ماينقله مما لا أصل له لكن رجع للحديث وتمسك به حتى آخر رمق رحمه الله رحمة واسعة
وقدس روحه لكن لم يؤلف فيه وبقيت مؤلفاته التي دونها في جميع الأطوار موجودة ومتداولة وما أحب أن أدخل في هذه المداخل لكن رأيت النصح لإخواني لما رأيته الأولى لسلوك السبيل الحق والله تعالى أعلم وهو ولي التوفيق نسأله أن يهدينا سواء السبيل
وقد جمع أقوال شيخ الاسلام في حجة الاسلام وتتبعها الشيخ علي الشبل في كتاب أسماه "نقد ابن تيمية للإمام الغزالي"
وهذه مباحثه:
1- المبحث الأول: مذهب الغزالي في الاعتقاد ومنهجه فيه.
2- المبحث الثاني: المراحل التي مرَّ بها أبو حامد الغزالي.
3- المبحث الثالث: المصادر التي أثرت جلياً على أبي حامد الغزالي.
4- المبحث الرابع: تعريف شيخ الإسلام لبعض ما في كتب أبي حامد الغزالي.
5- المبحث الخامس: ما جاء في كتاب "إحياء علوم الدين".
6- المبحث السادس: نقد العلماء لكتاب "إحياء علوم الدين".
المبحث السابع: اعتذار شيخ الإسلام لأبي حامد الغزالي وتحسين بعض أجوبته.
وجزاكم الله خيرا
يتبع
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله
وصل اللهم على نبينا محمد واله وصحبه الكرام وسلم تسليما كثيرا
الامام الغزالي أبو حامد محمد بن محمد امام كبير الشأن ذائع الصيت ت 505 وهو المسمى بحجة الإسلام لانه كان المتصدي للرد على الفلاسفة وقد درس علومهم وتمكن من الرد عليهم فهو فريد عصره في هذا الميدان ووحيد دهره ولو كان لا يجوز أن يتكلم الشخص على من هو أعلى منه لما تفوهت بكلمة فليس المقياس من أنت ومن هو وإنما القياس هذه شريعة الله ثم أن النقد من إمام جليل بحر منصف هو شيخ الاسلام لإمام كبير هو حجة الاسلام ولن أكذب حين أقول ما أعتقد وهو لو قيل أن أحدا يأخذ كتابا واحدا فقط بعد القرآن والسنة لاخترت له أنفع الكتب احياء علوم الدين للغزالي فهو الاجدى نفعا للسالكين والأوضح معنى والاجمع فلا يبارى في التأليف وقوة العقل والقصد الحسن لذلك من يقرأ كتابه الاحياء دون غيره من كتبه يحسن الظن به كثيرا فهو فعلا يحيي علوم الدين لكن كما قال الله (ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا) فهو من تصنيف بشر وليس رسول من الله معصوم فالكمال المطلق لله والعصمة للأنبياء وقد لاحظ عليه العلماء شيئا لا يتفطن له غيرهم وإن كانوا من طلاب العلم والخطأ وارد ونحن نرى أنفسنا نكتب شيئا ثم وددنا أن لو قلنا كذا وربما نتراجع عن قول وربما نقصد به أمرا مخصوصا ويفهم منا على العموم ونخطأ في ذلك فإذا قلت أنه أفضل كتاب بعد كتب السنة وأنفعه هل تصدقني حين أتكلم عن شيء فيه و أني ما تكلمت إلا لأني أحبه وما أريد إلا النصح فلا يلوم إلا متعصب ما أعطى الشرع قدره ومنزلته وخلط الشرع بالشيخ فإن البعيد الذي يرى البيت من تل مشرف قد يرى مالا يراه من عند الباب لأنه يتسع نظره مع أن ذاك واصل خبير بكثير من الدقائق لكن خفي عليه أشياء والتبست لأجل ظروف أشغلته بسبب القرب وقد يكون بجانب البيت وراءه هوة لا يتفطن لها والبعيد بعيد لكنه متفرغ نظر لأشياء لم يطلع عليها المقرب المحقق فهل يلام البعيد حين يصرخ على المقرب ويقول إني أرى مالا ترى فهذا مثل من يستدرك على من هو أعلى منه وأفضل والرؤية لا تعني العمل والتحقيق والوصول لكن مع البعد لا شك أنه يعلم أن الأولى أن يقترب المقرب إلى ناحية دون ناحية ليزداد قربا ويبعد من العطب ثم هذا البعيد إن أعانه الله ووصل كان تفطنه قبل ذلك يدعوه للاحتراس وإن قعدت به ذنوبه وترك السعي الموصل إلى بيت الشريعة والحنيفية ونصرتها لم ينفعه نظره السابق نسأل الله السلامة والعافية وحسن العاقبة
وحين نتأمل في حال الرسل نجد انهم مع الناس لمعالجة أحوالهم فتجد أن العالِم الذي يتأسى بالأنبياء في هذا ويجهر بين الناس بأقواله وكذلك مؤلفاته حين تكون مقصودة لكل ناظر يقل فيها الخطأ لأنه يحاول أن يوازن فيها أحوال الجميع وإن خالفه بعض الرؤساء وآذوه فهذا لا يهمه لأنه سائر على مقتضى الشريعة قد باع نفسه لله حين تعرف هذا يحصل عندك التمييز في منازل العلماء ومراتبهم وتعرف الأولى بالانبياء وسبب أن هذا العالم مصيب لا يكاد يوجد عنده خطأ وهذا يوجد عنده أخطاء فظروف الأحوال اضطرت هذا للمزيد من الصدق والالتجاء إلى الله عند التأليف وحاجة الناس الملحة فطلب منه كثير من الناس أن ينجز لهم هذا المقصود فقوي الاجتهاد لهذا العمل وتمحضت النية وقل الخطأ وبنقص هذه الدواعي ينقص التوفيق ويحصل شيء من الزلل وإن لم يكن ثم زلل كأن ينقل يجمع محفوظا كالحديث فإنه لا يبقى كتابه لضعف النية في تأليفه بسبب لم يوجد أسباب خطيرة تشعلها وكذلك من يجلس مدة في مكان ويناقش الأفكار والاحتملات الذهنية ويعتزل الناس فإن ما يكتبه لا بد أن يبعد عن الواقع بحسبه وإن كان صوابا عقلا وكانت نيته متجردة لله لكنه قد يضر ولا ينفع لأن هناك مايضر عقول العامة كما قال ابن عباس أو علي رضي الله عنهم حدثوا الناس بما يعقلون أتريدون أن يكذب الله ورسوله فالحمد لله أن جعل رسولنا محمد النبي الأمي صلى الله عليه وسلم وجعل شريعته كاملة لا يكملها أحد بعد تكميل الله وأراحنا به من التعقيدات والآصار والأغلال في العقيدة والأعمال التي كانت على من قبلنا لكن سلكها أكثرنا من حيث لا يشعر وبحسن قصد فمستقل ومستكثر نسأل الله أن يريحنا منها ويردنا إلى ما كان عليه النبي وأصحابه فجمعوا الأمور ووازنوها وأخذوا من كل ماينفع قطفة وجرعته المناسبة وسخروا باقي قواهم في الجهاد لنصر الدين ففتحوا البلاد وعبدوا العباد لربهم فاللهم بصرنا بحالهم ووفقنا لأعمالهم فلا حول ولا قوة إلا بك
مراحل الامام الغزالي:
مراحل تنقله: وهو الأطوار الأربعة التي مرَّ عليها أبو حامد رحمه الله، وهي:
1- الأشعرية.
2- ثم الفلسفة.
3- والتصوف.
4- ثم الرجوع إلى الحديث، حيث مات وصحيح البخاري على صدره.
فلنبدأ من حيث انتهى لعلنا نصل فقد قصرت العقول وضعفت القوى عن الجمع ثم هو هداه الله لهذا السبيل لحكمة اقتضت ذلك تناسب عقله وقدرته ليتصدى لمعالجة بعض البدع في وقته وليكون قائما عن الأمة في الرد على الفلاسفة الطاعنين في الاسلام وأنا وأنت هل نثق بعقولنا وأعمارنا كي نضيعها في مثل هذه العلوم أو كتب تأثرت بها ثم هو مع هذا العقل قادته النية الحسنة بعد الله عز وجل للأفضل وهو المنبع الصافي فلماذا أنت أيها المسلم لا تتوجه لها وتريح نفسك لعل خاتمتك قربية وإن لم تكن يفتح الله عليك فيه فهما وينضر وجهك بالتمسك بالسنة وقد كان الغزالي كما يقول عن نفسه أنه مزجى البضاعة في الحديث وهكذا قال علماء الحديث حين رأوا ماينقله مما لا أصل له لكن رجع للحديث وتمسك به حتى آخر رمق رحمه الله رحمة واسعة
وقدس روحه لكن لم يؤلف فيه وبقيت مؤلفاته التي دونها في جميع الأطوار موجودة ومتداولة وما أحب أن أدخل في هذه المداخل لكن رأيت النصح لإخواني لما رأيته الأولى لسلوك السبيل الحق والله تعالى أعلم وهو ولي التوفيق نسأله أن يهدينا سواء السبيل
وقد جمع أقوال شيخ الاسلام في حجة الاسلام وتتبعها الشيخ علي الشبل في كتاب أسماه "نقد ابن تيمية للإمام الغزالي"
وهذه مباحثه:
1- المبحث الأول: مذهب الغزالي في الاعتقاد ومنهجه فيه.
2- المبحث الثاني: المراحل التي مرَّ بها أبو حامد الغزالي.
3- المبحث الثالث: المصادر التي أثرت جلياً على أبي حامد الغزالي.
4- المبحث الرابع: تعريف شيخ الإسلام لبعض ما في كتب أبي حامد الغزالي.
5- المبحث الخامس: ما جاء في كتاب "إحياء علوم الدين".
6- المبحث السادس: نقد العلماء لكتاب "إحياء علوم الدين".
المبحث السابع: اعتذار شيخ الإسلام لأبي حامد الغزالي وتحسين بعض أجوبته.
وجزاكم الله خيرا
يتبع