ر
رحاب الايمان
زائر
ضيف
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وصل اللهم على نبينا محمد واله وصحبه الكرام وسلم تسليما كثيرا
الانتحار منكر وكبيرة من كبائر الذنوب ولكنه لا يخرج به المنتحر من الإسلام ولا يعتبر مرتداً عن الدين ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وصل اللهم على نبينا محمد واله وصحبه الكرام وسلم تسليما كثيرا
الانتحار منكر وكبيرة من كبائر الذنوب ولكنه لا يخرج به المنتحر من الإسلام ولا يعتبر مرتداً عن الدين ..
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( مَن تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيه خالداً مخلداً فيها أبداً ، ومَن تحسَّى سمّاً فقتل نفسه فسمُّه في يده يتحساه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً ، ومَن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها في بطنه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً )
متفق عليه .
ومعنى "خالدا مخلدا فيها أبدا " هو المكث الطويل ،
فالخلود خلودان : خلود مؤبَّد لا نهاية له ، وهذا خلود الكفار والمنافقين ..
والثاني : خلود مؤمَّد له أمد ونهاية ، وهذا خلود عصاة الموحدين ،
وقد يطول مكث بعض العصاة لشدة وعظم جريمته كالقاتل وغيره ، قد يطول ، لكنه له نهاية ما دام على التوحيد والإيمان : فلا يُخلّد في النار مؤمن مُوحِّد ..
وعن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( مَن قتل نفسه بشيء في الدنيا عذب به يوم القيامة )
متفق عليه ..
فالمنتحر واقع في كبيرة من عظائم الذنوب، إلا أنه لا يخرج بذلك عن الملَّة،
بل يظل على إسلامه، ويصلَّى عليه ويغسَّل ويكفَّن ويدفن في مقابر المسلمين ..
وفي " الموسوعة الفقهية " ( لم يقل بكفر المنتحر أحد من علماء المذاهب الأربعة ؛
لأن الكفر هو الإنكار والخروج عن دين الإسلام ، وصاحب الكبيرة - غير الشرك - لا يخرج عن الإسلام عند أهل السنة والجماعة ،
وقد صحت الروايات أن العصاة من أهل التوحيد يعذبون ثم يخرجون "
قال الإمام النووي : " من قتل نفسه أو ارتكب معصية غيرها ومات من غير توبة فليس بكافر، ولا يقطع له بالنار، بل هو في حكم المشيئة "
وأما الصلاة عليه فقد ثبت في صحيح الإمام مسلم من حديث جابر بن سمرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم:
"أتي برجل قتل نفسه بمشَاقِص فلم يُصلِّ عليه".
والمشاقِص: سِهامٌ عريضة لها طرف حاد ..
قال الإمام النووي رحمه الله في شرحه لهذا الحديث:
"قال الحسن والنخعي وقتادة ومالك وأبو حنيفة والشافعي وجماهير العلماء يصلى عليه، وأجابوا عن هذا الحديث بأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصل عليه بنفسه زجراً للناس عن مثل فعله، وصلَّت عليه الصحابة.
قال العلماء : هذا الحديث محمول على التنفير من الانتحار ، كعدم صلاته ﷺ الجنازةَ على من عليه دَيْن ،
وقد صلت الصحابة على المَدِين بأمر النبي صلى الله عليه وسلم ، وذلك للتنفير من الدَّيْن وليس لأنه كافر )
ثم نقل النووي عن القاضي عياض قوله: "مذهب العلماء كافة الصلاة على كل مسلم ومحدود ومرجوم وقاتل نفسه وولد الزنا… )
? فهذا المنشور ليس دعوة للانتحار ..!!
?وإنما هو دعوة إلى عدم التجرؤ على الله بالحكم على المنتحر وغيره ممن مات على معصية والحكم عليه بأنه كافر ومرتد
?أو بترك الصلاة عليه أو التحدث عنه بسوء
? فهذا ليس من عملنا وقد حطَّ رحاله بين يدي رب العالمين ..
وواجب علينا أن نغسله ونكفنه ونصلي عليه وندفنه في مقابر المسلمين ثم ندعو له بالرحمة والمغفرة لأنه مسلم من أمة محمد صلى الله عليه وسلم وأمره إلى الله إن شاء عذبه وإن شاء غفر له ..
فمن يمت ولم يتب من ذنبه ..
فأمره مُفوَّض لربه
قال الله تعالى :
{إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ}
مما قرأت