- إنضم
- 7 فبراير 2015
- المشاركات
- 11
- التفاعل
- 34
- النقاط
- 17
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله ومن والاه
الحجة الأقوى " في حديث ماء الرجل وماء المرأة" على من لم يتروّ
روى البخاري ـ واللفظ له ـ ومسلم في صحيحيهما عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ بِقُدُومِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهْوَ فِي أَرْضٍ يَخْتَرِفُ فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَال:َ إِنِّي سَائِلُكَ عَنْ ثَلَاثٍ لَا يَعْلَمُهُنَّ إِلَّا نَبِيٌّ، فَمَا أَوَّلُ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ؟ وَمَا أَوَّلُ طَعَامِ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ وَمَا يَنْزِعُ الْوَلَدُ إِلَى أَبِيهِ أَوْ إِلَى أُمِّهِ؟ قَالَ:" أَخْبَرَنِي بِهِنَّ جِبْرِيلُ آنِفًا قَالَ ...أَمَّا أَوَّلُ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ: فَنَارٌ تَحْشُرُ النَّاسَ مِنْ الْمَشْرِقِ إِلَى الْمَغْرِبِ، وَأَمَّا أَوَّلُ طَعَامٍ يَأْكُلُهُ أَهْلُ الْجَنَّةِ فَزِيَادَةُ كَبِدِ حُوتٍ، وَإِذَا سَبَقَ مَاءُ الرَّجُلِ مَاءَ الْمَرْأَةِ نَزَعَ الْوَلَدَ، وَإِذَا سَبَقَ مَاءُ الْمَرْأَةِ نَزَعَتْ"، قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ ... الحديث.وفي رواية عند مسلم عن ثوبان رضي الله عنه مرفوعاً :" مَاءُ الرَّجُلِ أَبْيَضُ وَمَاءُ الْمَرْأَةِ أَصْفَرُ فَإِذَا اجْتَمَعَا فَعَلَا مَنِيُّ الرَّجُلِ مَنِيَّ الْمَرْأَةِ أَذْكَرَا بِإِذْنِ اللَّهِ وَإِذَا عَلَا مَنِيُّ الْمَرْأَةِ مَنِيَّ الرَّجُلِ آنَثَا بِإِذْنِ اللَّهِ".وفي رواية عند مسلم عن عائشة رضي الله عنها مرفوعاً:" ِذَا عَلَا مَاؤُهَا مَاءَ الرَّجُلِ أَشْبَهَ الْوَلَدُ أَخْوَالَهُ وَإِذَا عَلَا مَاءُ الرَّجُلِ مَاءَهَا أَشْبَهَ أَعْمَامَهُ"، وفي رواية عنده أيضاً عن أم سلمة رضي الله عنها، قال صلى الله عليه وسلم:" إِنَّ مَاءَ الرَّجُلِ غَلِيظٌ أَبْيَضُ وَمَاءَ الْمَرْأَةِ رَقِيقٌ أَصْفَرُ فَمِنْ أَيِّهِمَا عَلَا أَوْ سَبَقَ يَكُونُ مِنْهُ الشَّبَهُ".قال الإمام المناوي رحمه الله في فيض القدير: قوله: فبم يشبهها ولدها - يعنى إذا غلب ماء المرأة ماء الرجل أشبهها الولد، وكذلك إذا غلب ماء الرجل أشبهه الولد، ومن كان منه إنزال الماء عند الجماع أمكن منه إنزال الماء عند الاحتلام.اهـ
واختلف العلماء في المراد بالعلو: هل المراد بالعلو سبق الماء، أو المراد بالعلو كثرة الماء؟
قال الإمام النووي رحمه الله في شرح صحيح مسلم: وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى: قَالَ الْعُلَمَاء: يَجُوز أَنْ يَكُون الْمُرَاد بِالْعُلُوِّ هُنَا السَّبْقُ، وَيَجُوز أَنْ يَكُون الْمُرَاد الْكَثْرَة وَالْقُوَّة، بِحَسَبِ كَثْرَة الشَّهْوَة .اهـ
وذكر الحافظ ابن حجر رحمه الله في فتح الباري: "والمراد بالعلو هنا السبق، لأن كل من سبق فقد علا شأنه فهو علو معنوي، وأما ما وقع عند مسلم من حديث ثوبان رفعه: "ماء الرجل أبيض وماء المرأة أصفر فإذا اجتمعا فَعَلا مَنِيُّ الرجل مَنِيَّ المرأة أذكرا بإذن الله، وإذا علا مني المرأة مني الرجل أنثا بإذن الله". فهو مشكل من جهة أنه يلزم منه اقتران الشبه للأعمام إذا علا ماء الرجل ويكون ذكرا لا أنثى وعكسه، والمشاهد خلاف ذلك لأنه قد يكون ذكرا ويشبه أخواله لا أعمامه وعكسه، قال القرطبي: يتعين تأويل حديث ثوبان بأن المراد بالعلو السبق، قلت: والذي يظهر ما قدمته وهو تأويل العلو في حديث عائشة، وأما حديث ثوبان فيبقى العلو فيه على ظاهره فيكون السبق علامة التذكير والتأنيث والعلو علامة الشبه فيرتفع الإشكال، وكأن المراد بالعلو الذي يكون سبب الشبه بحسب الكثرة بحيث يصير الآخر مغمورا فيه فبذلك يحصل الشبه، وينقسم ذلك ستة أقسام: الأول أن يسبق ماء الرجل ويكون أكثر فيحصل له الذكورة والشبه، والثاني عكسه، والثالث أن يسبق ماء الرجل ويكون ماء المرأة أكثر فتحصل الذكورة والشبه للمرأة، والرابع عكسه، والخامس أن يسبق ماء الرجل ويستويان فيذكر ولا يختص بشبه، والسادس عكسه، اهـ
أما الطب الحديث فلا زال متحفظا على الحديث وقد استفزني أن طبيبا مسلما كتب موضوعا كاملا ينقض قيه الحديث ، وذلك مرده إلى أمرين :
فمقررات الطب الحديث في هذا الشأن تؤكد بأن ماء المرأة الذي تُنْـزله عند الجماع لا مدخل له في الإنجاب والشبه، ذلك لأنه واحد من احتمالين :
أحدهما: الماء الذي تفرزه غدة في رحم المرأة تسمى الغدة البصيلية، أو غدة (كوبر)، وهو سائل أبيض لزج القوام، تفرزه الغدة عند حدوث إثارة جنسية، أو عند مقدمات الجماع، ويعمل هذا السائل على تسهيل عملية الإيلاج، وحماية ثانوية للحيوانات المنوية من الإفرازات الحمضية المتوافرة بالجهاز التناسلي للمرأة، وليس لهذا الماء أي دور في تكوين الجنين أو نزع شبهه.
والنوع الثاني: ماء تفرزه غدة عنق الرحم، أو غدة (بارتولان)، وذلك أثناء الجماع وعند وصول المرأة إلى ذروة اللذة، وهو سائل أبيض اللون ودور هذا الماء تغذية وحماية وتسهيل مرور الحيوانات المنوية إلى الرحم، حتى تصل إلى نهاية رحلتها، حيث البييضة المستقرة في الأنابيب الرحمية، أو قناتي (فالوب)، وليس لهذا الماء أيضًا أي دور في تكوين الجنين أو نزع شبهه.
و قد باتت هذه المقررات في حكم الحقائق العلمية المؤكدة .. والمفاجأة أن هذه المعلومات التي دفعت البعض للتشكيك في الحديث هي نفسها ستكون الدليل على صدق الحديث وقوة الاعجاز فيه لجعل كل منكر لقدرة الله او مكابر للإسلام أن يطأطيء رأسه خجلا من نفسه ويسلم تسليما لله رب العالمين .
وسوف نبين الاعجاز العلمي في الاحاديث السابقة باذن الله ، حيث ان الخلية البشرية بها 23 كروموزوم..واحد فقط يحدد الجنس حيث ان الذكر يحمل) (YX بينما الانثى تحمل (XX) فماء الرجل يعني به الكرمزوم Y وماء المرأة يعني به الكرمزوم X وكلاهما يحمله الرجل في حيوانه المنوي..فاذا سبق الكرومزوم Y الكرومزوم X امتزج بكرومزوم المرأة X فسيصير المولود ذكرا والعكس ...اي ان المقصود هو الحيوان المنوي الذي يخصب البويضة فان كان يحمل الكرومزوم الانثوي كان المولود انثى والعكس هذا بخصوص تحديد جنس المولود الذي يوافق العلم كما في حديث انس ..وهذا الأمر لم يتوصل اليه العلم الحديث الا قريبا جدا ، وقد أضعنا فرصة تسجيل السبق العلمي للحديث الشريف فقط بسطحيتنا في تفسير الحديث السابق وربطه بهذا المعلومة الطبية الهامة ...اما الصفات الوراثية فلا تحددها اسبقية الصبغ الذكوري او الانثوي بقدرما تحددها علو وطغيان الصفات الوراثية للاب على الام والعكس وهو ما ورد في حديث عائشة الذي له وجه اعجازي آخر .
يقر العلم الحديث في مقرراته أن الماء الذي له مدخل في تكوين الجنين هو ماء أصفر يخرج من مبيض المرأة يوم الرابع عشر من دورة طمثها، دون تقيد بحصول الجماع أو وقته ويسمى هذا السائل الأصفر بسائل الجريب، حيث يخرج مشمولاً بغشاء رقيق يسمى الجريب، ويحمل بداخله بييضة صغيرة هي التي تلتحم مع الحيوان المنوي عند الإخصاب أو التلقيح ليتوالى بعد ذلك تكون الجنين، وتتابع مراحل حمله حتى الولادة.
وقد أكد العلم الحديث، أنه لا يوجد للمرأة ماء بلون أصفر سوى هذا الماء، وهو بمثابة السائل المنوي من الرجل، والبييضة المحمولة في ماء المرأة الأصفر، بمثابة الحيوانات المنوية المحمولة في السائل المنوي للرجل، وبهذه المقررات النقلية والعلمية يندفع الإشكال، ويتعين مراد النبي بالماء الذي ينزع الشبه أنه في المرأة هو سائل الجريب، لا ما ينزل منها عند الجماع من إفرازات.
أما حديث الشبه لأاهل المرأة أو لأهل الرجل فهو واضح لأنه يتحدث عن أحدث ما توصل له الطب الحديث وهو
(المورثة) أو الجين و هي قطعة من إحدى سلسلتي ال(DNA) حيث تنتقل المادة الوراثية من جيل لآخر، خلال عملية التكاثر reproduction ،بحيث يكتسب كل فرد جديد نصف مورثاته من أحد والديه والنصف الآخر من الوالد الآخر.والواضح أن الحديث الشريف يشير إلى أن قوة المورثات هذه هي السبب في جنوح شبه المولود نحو أحد الوالدين دون الخوض في أي تفاصيل ...وهذا ما يقره العلم الحديث بل إن هذه المعلومة من أحدث ما توصل له الطب الحديث فانظر وتأمل ..!! وهكذا نجد أن ما ظنه البعض تعارضا كان قمة التوافق وقمة الاعجاز تصديقا لمن منحه الله عز وجل أعلى شهادة مصداقية في التاريخ " وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى " هذا والله أعلى وأعلم ,آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله ومن والاه
الحجة الأقوى " في حديث ماء الرجل وماء المرأة" على من لم يتروّ
روى البخاري ـ واللفظ له ـ ومسلم في صحيحيهما عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ بِقُدُومِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهْوَ فِي أَرْضٍ يَخْتَرِفُ فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَال:َ إِنِّي سَائِلُكَ عَنْ ثَلَاثٍ لَا يَعْلَمُهُنَّ إِلَّا نَبِيٌّ، فَمَا أَوَّلُ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ؟ وَمَا أَوَّلُ طَعَامِ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ وَمَا يَنْزِعُ الْوَلَدُ إِلَى أَبِيهِ أَوْ إِلَى أُمِّهِ؟ قَالَ:" أَخْبَرَنِي بِهِنَّ جِبْرِيلُ آنِفًا قَالَ ...أَمَّا أَوَّلُ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ: فَنَارٌ تَحْشُرُ النَّاسَ مِنْ الْمَشْرِقِ إِلَى الْمَغْرِبِ، وَأَمَّا أَوَّلُ طَعَامٍ يَأْكُلُهُ أَهْلُ الْجَنَّةِ فَزِيَادَةُ كَبِدِ حُوتٍ، وَإِذَا سَبَقَ مَاءُ الرَّجُلِ مَاءَ الْمَرْأَةِ نَزَعَ الْوَلَدَ، وَإِذَا سَبَقَ مَاءُ الْمَرْأَةِ نَزَعَتْ"، قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ ... الحديث.وفي رواية عند مسلم عن ثوبان رضي الله عنه مرفوعاً :" مَاءُ الرَّجُلِ أَبْيَضُ وَمَاءُ الْمَرْأَةِ أَصْفَرُ فَإِذَا اجْتَمَعَا فَعَلَا مَنِيُّ الرَّجُلِ مَنِيَّ الْمَرْأَةِ أَذْكَرَا بِإِذْنِ اللَّهِ وَإِذَا عَلَا مَنِيُّ الْمَرْأَةِ مَنِيَّ الرَّجُلِ آنَثَا بِإِذْنِ اللَّهِ".وفي رواية عند مسلم عن عائشة رضي الله عنها مرفوعاً:" ِذَا عَلَا مَاؤُهَا مَاءَ الرَّجُلِ أَشْبَهَ الْوَلَدُ أَخْوَالَهُ وَإِذَا عَلَا مَاءُ الرَّجُلِ مَاءَهَا أَشْبَهَ أَعْمَامَهُ"، وفي رواية عنده أيضاً عن أم سلمة رضي الله عنها، قال صلى الله عليه وسلم:" إِنَّ مَاءَ الرَّجُلِ غَلِيظٌ أَبْيَضُ وَمَاءَ الْمَرْأَةِ رَقِيقٌ أَصْفَرُ فَمِنْ أَيِّهِمَا عَلَا أَوْ سَبَقَ يَكُونُ مِنْهُ الشَّبَهُ".قال الإمام المناوي رحمه الله في فيض القدير: قوله: فبم يشبهها ولدها - يعنى إذا غلب ماء المرأة ماء الرجل أشبهها الولد، وكذلك إذا غلب ماء الرجل أشبهه الولد، ومن كان منه إنزال الماء عند الجماع أمكن منه إنزال الماء عند الاحتلام.اهـ
واختلف العلماء في المراد بالعلو: هل المراد بالعلو سبق الماء، أو المراد بالعلو كثرة الماء؟
قال الإمام النووي رحمه الله في شرح صحيح مسلم: وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى: قَالَ الْعُلَمَاء: يَجُوز أَنْ يَكُون الْمُرَاد بِالْعُلُوِّ هُنَا السَّبْقُ، وَيَجُوز أَنْ يَكُون الْمُرَاد الْكَثْرَة وَالْقُوَّة، بِحَسَبِ كَثْرَة الشَّهْوَة .اهـ
وذكر الحافظ ابن حجر رحمه الله في فتح الباري: "والمراد بالعلو هنا السبق، لأن كل من سبق فقد علا شأنه فهو علو معنوي، وأما ما وقع عند مسلم من حديث ثوبان رفعه: "ماء الرجل أبيض وماء المرأة أصفر فإذا اجتمعا فَعَلا مَنِيُّ الرجل مَنِيَّ المرأة أذكرا بإذن الله، وإذا علا مني المرأة مني الرجل أنثا بإذن الله". فهو مشكل من جهة أنه يلزم منه اقتران الشبه للأعمام إذا علا ماء الرجل ويكون ذكرا لا أنثى وعكسه، والمشاهد خلاف ذلك لأنه قد يكون ذكرا ويشبه أخواله لا أعمامه وعكسه، قال القرطبي: يتعين تأويل حديث ثوبان بأن المراد بالعلو السبق، قلت: والذي يظهر ما قدمته وهو تأويل العلو في حديث عائشة، وأما حديث ثوبان فيبقى العلو فيه على ظاهره فيكون السبق علامة التذكير والتأنيث والعلو علامة الشبه فيرتفع الإشكال، وكأن المراد بالعلو الذي يكون سبب الشبه بحسب الكثرة بحيث يصير الآخر مغمورا فيه فبذلك يحصل الشبه، وينقسم ذلك ستة أقسام: الأول أن يسبق ماء الرجل ويكون أكثر فيحصل له الذكورة والشبه، والثاني عكسه، والثالث أن يسبق ماء الرجل ويكون ماء المرأة أكثر فتحصل الذكورة والشبه للمرأة، والرابع عكسه، والخامس أن يسبق ماء الرجل ويستويان فيذكر ولا يختص بشبه، والسادس عكسه، اهـ
أما الطب الحديث فلا زال متحفظا على الحديث وقد استفزني أن طبيبا مسلما كتب موضوعا كاملا ينقض قيه الحديث ، وذلك مرده إلى أمرين :
- الجهل بالمنهجية النبوية في صياغة المعلومات العلمية بصياغة لفظية دقيقة وموزونة دون أن تهز يقين المستمع الأول الذي لا يملك معطيات اللاحقين والعلم الحديث ليفهم المضمون الاعجازي للحديث فينقله لنا كما هو .
- التسرع في الحكم على ظاهر اللفظ دون التدبر الكافي والتفكر الوافي لفك شفرات هذه الصياغة التي برأها الله تعالى من الهوى والغرض .
فمقررات الطب الحديث في هذا الشأن تؤكد بأن ماء المرأة الذي تُنْـزله عند الجماع لا مدخل له في الإنجاب والشبه، ذلك لأنه واحد من احتمالين :
أحدهما: الماء الذي تفرزه غدة في رحم المرأة تسمى الغدة البصيلية، أو غدة (كوبر)، وهو سائل أبيض لزج القوام، تفرزه الغدة عند حدوث إثارة جنسية، أو عند مقدمات الجماع، ويعمل هذا السائل على تسهيل عملية الإيلاج، وحماية ثانوية للحيوانات المنوية من الإفرازات الحمضية المتوافرة بالجهاز التناسلي للمرأة، وليس لهذا الماء أي دور في تكوين الجنين أو نزع شبهه.
والنوع الثاني: ماء تفرزه غدة عنق الرحم، أو غدة (بارتولان)، وذلك أثناء الجماع وعند وصول المرأة إلى ذروة اللذة، وهو سائل أبيض اللون ودور هذا الماء تغذية وحماية وتسهيل مرور الحيوانات المنوية إلى الرحم، حتى تصل إلى نهاية رحلتها، حيث البييضة المستقرة في الأنابيب الرحمية، أو قناتي (فالوب)، وليس لهذا الماء أيضًا أي دور في تكوين الجنين أو نزع شبهه.
و قد باتت هذه المقررات في حكم الحقائق العلمية المؤكدة .. والمفاجأة أن هذه المعلومات التي دفعت البعض للتشكيك في الحديث هي نفسها ستكون الدليل على صدق الحديث وقوة الاعجاز فيه لجعل كل منكر لقدرة الله او مكابر للإسلام أن يطأطيء رأسه خجلا من نفسه ويسلم تسليما لله رب العالمين .
وسوف نبين الاعجاز العلمي في الاحاديث السابقة باذن الله ، حيث ان الخلية البشرية بها 23 كروموزوم..واحد فقط يحدد الجنس حيث ان الذكر يحمل) (YX بينما الانثى تحمل (XX) فماء الرجل يعني به الكرمزوم Y وماء المرأة يعني به الكرمزوم X وكلاهما يحمله الرجل في حيوانه المنوي..فاذا سبق الكرومزوم Y الكرومزوم X امتزج بكرومزوم المرأة X فسيصير المولود ذكرا والعكس ...اي ان المقصود هو الحيوان المنوي الذي يخصب البويضة فان كان يحمل الكرومزوم الانثوي كان المولود انثى والعكس هذا بخصوص تحديد جنس المولود الذي يوافق العلم كما في حديث انس ..وهذا الأمر لم يتوصل اليه العلم الحديث الا قريبا جدا ، وقد أضعنا فرصة تسجيل السبق العلمي للحديث الشريف فقط بسطحيتنا في تفسير الحديث السابق وربطه بهذا المعلومة الطبية الهامة ...اما الصفات الوراثية فلا تحددها اسبقية الصبغ الذكوري او الانثوي بقدرما تحددها علو وطغيان الصفات الوراثية للاب على الام والعكس وهو ما ورد في حديث عائشة الذي له وجه اعجازي آخر .
يقر العلم الحديث في مقرراته أن الماء الذي له مدخل في تكوين الجنين هو ماء أصفر يخرج من مبيض المرأة يوم الرابع عشر من دورة طمثها، دون تقيد بحصول الجماع أو وقته ويسمى هذا السائل الأصفر بسائل الجريب، حيث يخرج مشمولاً بغشاء رقيق يسمى الجريب، ويحمل بداخله بييضة صغيرة هي التي تلتحم مع الحيوان المنوي عند الإخصاب أو التلقيح ليتوالى بعد ذلك تكون الجنين، وتتابع مراحل حمله حتى الولادة.
وقد أكد العلم الحديث، أنه لا يوجد للمرأة ماء بلون أصفر سوى هذا الماء، وهو بمثابة السائل المنوي من الرجل، والبييضة المحمولة في ماء المرأة الأصفر، بمثابة الحيوانات المنوية المحمولة في السائل المنوي للرجل، وبهذه المقررات النقلية والعلمية يندفع الإشكال، ويتعين مراد النبي بالماء الذي ينزع الشبه أنه في المرأة هو سائل الجريب، لا ما ينزل منها عند الجماع من إفرازات.
أما حديث الشبه لأاهل المرأة أو لأهل الرجل فهو واضح لأنه يتحدث عن أحدث ما توصل له الطب الحديث وهو
(المورثة) أو الجين و هي قطعة من إحدى سلسلتي ال(DNA) حيث تنتقل المادة الوراثية من جيل لآخر، خلال عملية التكاثر reproduction ،بحيث يكتسب كل فرد جديد نصف مورثاته من أحد والديه والنصف الآخر من الوالد الآخر.والواضح أن الحديث الشريف يشير إلى أن قوة المورثات هذه هي السبب في جنوح شبه المولود نحو أحد الوالدين دون الخوض في أي تفاصيل ...وهذا ما يقره العلم الحديث بل إن هذه المعلومة من أحدث ما توصل له الطب الحديث فانظر وتأمل ..!! وهكذا نجد أن ما ظنه البعض تعارضا كان قمة التوافق وقمة الاعجاز تصديقا لمن منحه الله عز وجل أعلى شهادة مصداقية في التاريخ " وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى " هذا والله أعلى وأعلم ,آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ...
التعديل الأخير بواسطة المشرف: