- إنضم
- 5 أكتوبر 2013
- المشاركات
- 521
- التفاعل
- 1,109
- النقاط
- 102
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جاء وصف الرجولة في مواضع ومنها:
تحمل الرسل عليهم صلوات الله وسلامه لأعباء الرسالة: قال - عز وجل -:
(وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى)[يوسف: 109].
صدق الرجل فيما عاهد الله عليه: (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ
فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا)[الأحزاب: 23].
ومن صفات الرجال في كتاب الله - عز وجل -: عدم الانشغال بالعوارض عن الذكر والآخرة:
(رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا
تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ *)[النور: 37-].
إن بين الله وبين المؤمنين بيعة، مفادها قول الله - تعالى -:
(إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّة)[التوبة: 111].
المشتري هو الله، والبائع فيها هو المؤمن، والسلعة هي الأنفس والأموال، والثمن هو الجنة.
الله - تعالى - يعلمنا أن الرجال من المؤمنين هم الذين يصدقون الله في بيعتهم، وليس كل المؤمنين رجال.
من سمات الرجال فى القرآن الكريم حب التطهر
(لا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا
وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ)[التوبة: 108].
اللهم اجعلنا منهم
اللهم اجعلنا منهم
اللهم اجعلنا منهم
الرجولة عند العرب
الرجولة خصلة نبيلة وصفة جميلة قد أجمع العقلاء على مدحها والدعوة إليها في قديم الزمان وحديثه،
إنها أمر يتفق عليه الجميع؛ مؤمنُهم وكافرهم، تقيهم وفاجرهم، عاقلهم وسفيههم
كانت الرجولة في عصر العرب الأوائل إرثا، كانت مفخرة وممدحة، فقد كان لديهم سمو في الأخلاق ونبل في المعدن،
ولذا بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - فيهم، وأخبر أنه بعث في خير الناس، فقد خلق الله الخلق عربا وعجما،
وجعل الله نبيه من العرب وهم خيرهم.
بعث نبينا -صلوات الله وسلامه عليه- ليتمّم مكارم الأخلاق، ليعمق الأخلاق الكريمة في النفوس
ويستأصل الأخلاق المرذولة منها، أتى بالدين السمح والأخلاق النبيلة،
وكان في ذلك كله قدوة حية ماثلة أمام الأعين، تتجسد فيه معاني الرجولة الحقة
في أجلى معانيها وأبهى صورها، حتى إن أصحابه رضوان الله عليهم أجمعين كانوا بحقّ مثالا لتلك الرجولة،
فأبو بكر يصدّقه وقد كذبه الناس، وعمر يسلم فيعلن إسلامه ويقارع به صناديد قريش، وعلي يفديه بجسده فينام مكانه
إذ هاجر إلى المدينة رجال صدق، (رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ)[الأحزاب: 23].
كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يتطلع إلى الرجولة التي تناصره وتعتز بها دعوته،
يتطلع إلى معالم الرجولة التي تؤثر في نشر الدعوة وإعزاز الإسلام. ويسألها ربه فيقول:
((اللهم أعز الإسلام بأحب هذين الرجلين إليك، بأبي جهل أو بعمر بن الخطاب))، قال الراوي وكان أحبهما إليه عمر.
[صحيح: صححه الألباني في صحيح الترمذي (2907)].
عمر يتمنى رجالاً: جلس عمر - رضي الله عنه - يوما مع أصحابه فقال لهم: تمنوا،
فقال الأول: أتمنى لو أن لي دار مملوءة ذهبا أنفقه في سبيل الله، وقال الثاني: أتمنى لو أن لي دارا مملوءة لؤلؤا وجواهرا
أنفقها في سبيل الله، فقالوا له: وأنت يا أمير المؤمنين ماذا تتمنى؟ فقال - رضي الله عنه -:
أتمنى لو أن لي رجالا مثل أبي عبيد بن الجراح ومعاذ بن جبل وسالم مولى أبي حذيفة، فأستعين بهم على إعلاء كلمة الله.
رحم الله عمر الملهم، لقد كان خبيراً بما تقوم به الحضارات الحقة، وتنهض به الرسالات الكبيرة، وتحيا به الأمم الهامدة.
إن الأمم والرسالات تحتاج إلى المعادن المذخورة، والثروات المنشورة، ولكنها تحتاج قبل ذلك إلى....
الرؤوس المفكرة التي تستغلها، والقلوب الكبيرة التي ترعاها والعزائم القوية التي تنفذها:
إنها تحتاج إلى الرجال.
الرجل أعز من كل معدن نفيس، وأغلى من كل جوهر ثمين، ولذلك كان وجودُه عزيزاً في دنيا الناس،
حتى قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: ((إنما الناس كإبل مائة، لا تكاد تجد فيها راحلة))[رواه البخاري].
فالرجل الكفء الصالح هو عماد الرسالات، وروح النهضات، ومحور الإصلاح.
أعدَّ ما شئت من معامل السلاح والذخيرة، فلن تقتل الأسلحة إلا بالرجل المحارب، وضع ما شئت من مناهج للتعليم
والتربية فلن يقوم المنهج إلا بالرجل الذي يقوم بتدريسه، وأنشئ ما شئت من لجان فلن تنجز مشروعاً
إذا حُرمتَ الرجل الغيور!! ذلك ما يقوله الواقع الذي لا ريب فيه.
إن القوة ليست بحد السلاح بقدر ما هي في قلب الجندي، والتربية ليست في صفحات الكتاب بقدر ما هي في روح المعلم،
وإنجاز المشروعات ليس في تكوين اللجان بقدر ما هو في حماسة القائمين عليها.
فلله ما أحكم عمر حين لم يتمن فضة ولا ذهباً، ولا لؤلؤاً ولا جوهراً، ولكنه تمنى رجالاً من الطراز الممتاز
الذين تتفتح على أيديهم كنوز الأرض، وأبواب السماء.
هناك من الرجال من قد يساوي مائة رجل، ومن الرجال من قد يساوي ألف رجل،
ومن الرجال من لا يساوي شيئا (وهو الرجل الصفر).
يعد بألف من رجال زمانه لكنه في الألمعية واحد سمات الرجولة الرجال لا يقاسون بضخامة أجسادهم،وبهاء صورهم،
فعن علي بن أبي طالب قال: أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - ابن مسعود، فصعد على شجرة، أمره أن يأتيه منها بشيء،
فنظر أصحابه إلى ساق عبد الله بن مسعود حين صعد الشجرة، فضحكوا من حموشة ساقيه،
فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((ما تضحكون؟! لرجل عبد الله أثقل في الميزان يوم القيامة من أحد))
[مسند أحمد (1/114)].
الرجولة ليست بالسن ولا بالجسم ولا بالمال ولا بالجاه، وإنما الرجولة قوة نفسية تحمل صاحبها على معالي الأمور،
وتبعده عن سفسافها، قوةٌ تجعله كبيراً في صغره، غنياً في فقره، قوياً في ضعفه، قوةٌ تحمله على أن يعطي قبل أن يأخذ،
وأن يؤدي واجبه قبل أن يطلب حقه: يعرف واجبه نحو نفسه، ونحو ربه، ونحو بيته، ودينه، وأمته.
الرجولة بايجاز هي
1) الذكر الدائم لله - عز وجل -: الرجولة هو أن لا تشغلك الدنيا عن الآخرة، بنص قول الله - تعالى -:
(في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال * رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ
عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ)
[النور: 36].
كان رسول الله - عليه الصلاة والسلام - يخطب على المنبر، فجاءت عير، فخرج الأصحاب ولم يبق إلا اثني عشر،
فقال - عليه الصلاة والسلام -: ((والله لو تتابعتم فلم يبق منكم أحد، لسال بكم الوادي نارا))، وأنزل الله قوله - تعالى -:
(وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ)
[الجمعة: 11].
2) أن تقدم طاعة الله على المال وعلى الولد: الله - تعالى - يقول:
(الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا)[الكهف: 46].
يقول -عليه الصلاة والسلام-: ((استكثروا من الباقيات الصالحات))، قالوا: وما هن يا رسول الله؟
قال: ((التكبير والتحميد والتهليل والتسبيح ولا حول ولا قوة إلا بالله هي الباقيات الصالحات))[
أخرجه ابن جرير عن أبي هريرة].
3) القوامة على الأسرة: قال - تعالى -: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ)[النساء: 34].
ابن كثير يقول: القيم أي الرئيس، الذي يحكم أهله ويقوم اعوجاجهم إذا اعوجوا، وهو المسؤول عنهم يوم القيامة،
((كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهله وهو مسؤول عن رعيته)).
ولا يقدح في رجولة الرجل أن يعين أهله، فعائشة - رضي الله عنها - سئلت عن فعل رسول الله - عليه الصلاة والسلام
- في بيته، قالت: ((كان يكون في مهنة أهله يشيل هذا ويحط هذا يخصف نعله ويرقع ثوبه ويحلب شاته))
[رواه الطبراني]،
اسباب ضياع الرجولة
نضع سببا واحدا وهو انقلاب المقاييس
ورسول الله - عليه الصلاة والسلام - أعلمنا بانقلاب المقاييس فقال:
((يأتي على الناس زمان، يصدق فيه الكاذب ويكذب فيه الصادق، ويؤتمن فيه الخائن ويخون فيه الأمين،
ويكون أسعد الناس بالدنيا لكع بن لكع [أي لئيم ابن لئيم] لا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر))[رواه أحمد والحاكم]
وقد جاء في الأثر: (لا تقوم الساعة حتى يعيّر الرجل بصلاته كما تعير الزانية بزناها).
فانقلاب المقاييس فى الرجولة هو
أ - أن تكون الاستطالة على الضعفاء: مثلا: رأى رسول الله - عليه الصلاة والسلام - أبا مسعود يضرب عبدا له،
فقال: ((اتق من هو أقدر عليك، منك عليه)) فالتفت فإذا هو رسول الله قد تملكه الغضب،
فقال: هو حر لوجه الله يا رسول الله
فقال - عليه الصلاة والسلام -: ((والله لو لم تقلها لمستك النار))[رواه مسلم].
ب- أصبحت الرجولة في عدم الوفاء بالعهد، أو الالتزام بالشرط، أو إذا وجد مجالا يستطيع به أن يحقق ربحا فلا شرط
ولا عهد ولا التزام، وأن هذه هي الرجولة، الرسول - عليه الصلاة والسلام - يقول:
((ينصب لكل غادر لواءً[أي علم مرفوع] يوم القيامة، يقال: هذه غدرة فلان))[متفق عليه].
ج- أو أن يكون الكذب هي الرجولة، للتخلص من المواقف المحرجة مثلا، لكن في إسلامنا الرجولة أن تكون صادقا،
وتظهر العيب الذي كان، إن الرسول - عليه الصلاة والسلام - مر على رجل يبيع طعاما، فوضع أصبعه فيه فأصابه بلل،
قال: ((ما هذا يا صاحب الطعام؟)) قال: أصابته السماء يا رسول الله. فقلبه فجعل الجيد فوق والرديء تحت فقال:
((ألا أظهرته، من غشنا فليس منا))[رواه مسلم].
ويقول - عليه الصلاة والسلام -:
((إياكم وكثرة الحلف، فإنه منفق للسلعة منفق للبركة))[رواه أبو داود].
جمع ونقل مع بعض الاضافة والتعديل
*******************
اخيرا اقول هذه بعض صفات الرجولة فى الاسلام
فكم من ذكر يفقد هذه الصفات ليس برجل
وكم من انثى تتحلى بها فتعادل الف رجل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جاء وصف الرجولة في مواضع ومنها:
تحمل الرسل عليهم صلوات الله وسلامه لأعباء الرسالة: قال - عز وجل -:
(وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى)[يوسف: 109].
صدق الرجل فيما عاهد الله عليه: (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ
فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا)[الأحزاب: 23].
ومن صفات الرجال في كتاب الله - عز وجل -: عدم الانشغال بالعوارض عن الذكر والآخرة:
(رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا
تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ *)[النور: 37-].
إن بين الله وبين المؤمنين بيعة، مفادها قول الله - تعالى -:
(إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّة)[التوبة: 111].
المشتري هو الله، والبائع فيها هو المؤمن، والسلعة هي الأنفس والأموال، والثمن هو الجنة.
الله - تعالى - يعلمنا أن الرجال من المؤمنين هم الذين يصدقون الله في بيعتهم، وليس كل المؤمنين رجال.
من سمات الرجال فى القرآن الكريم حب التطهر
(لا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا
وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ)[التوبة: 108].
اللهم اجعلنا منهم
اللهم اجعلنا منهم
اللهم اجعلنا منهم
الرجولة عند العرب
الرجولة خصلة نبيلة وصفة جميلة قد أجمع العقلاء على مدحها والدعوة إليها في قديم الزمان وحديثه،
إنها أمر يتفق عليه الجميع؛ مؤمنُهم وكافرهم، تقيهم وفاجرهم، عاقلهم وسفيههم
كانت الرجولة في عصر العرب الأوائل إرثا، كانت مفخرة وممدحة، فقد كان لديهم سمو في الأخلاق ونبل في المعدن،
ولذا بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - فيهم، وأخبر أنه بعث في خير الناس، فقد خلق الله الخلق عربا وعجما،
وجعل الله نبيه من العرب وهم خيرهم.
بعث نبينا -صلوات الله وسلامه عليه- ليتمّم مكارم الأخلاق، ليعمق الأخلاق الكريمة في النفوس
ويستأصل الأخلاق المرذولة منها، أتى بالدين السمح والأخلاق النبيلة،
وكان في ذلك كله قدوة حية ماثلة أمام الأعين، تتجسد فيه معاني الرجولة الحقة
في أجلى معانيها وأبهى صورها، حتى إن أصحابه رضوان الله عليهم أجمعين كانوا بحقّ مثالا لتلك الرجولة،
فأبو بكر يصدّقه وقد كذبه الناس، وعمر يسلم فيعلن إسلامه ويقارع به صناديد قريش، وعلي يفديه بجسده فينام مكانه
إذ هاجر إلى المدينة رجال صدق، (رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ)[الأحزاب: 23].
كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يتطلع إلى الرجولة التي تناصره وتعتز بها دعوته،
يتطلع إلى معالم الرجولة التي تؤثر في نشر الدعوة وإعزاز الإسلام. ويسألها ربه فيقول:
((اللهم أعز الإسلام بأحب هذين الرجلين إليك، بأبي جهل أو بعمر بن الخطاب))، قال الراوي وكان أحبهما إليه عمر.
[صحيح: صححه الألباني في صحيح الترمذي (2907)].
عمر يتمنى رجالاً: جلس عمر - رضي الله عنه - يوما مع أصحابه فقال لهم: تمنوا،
فقال الأول: أتمنى لو أن لي دار مملوءة ذهبا أنفقه في سبيل الله، وقال الثاني: أتمنى لو أن لي دارا مملوءة لؤلؤا وجواهرا
أنفقها في سبيل الله، فقالوا له: وأنت يا أمير المؤمنين ماذا تتمنى؟ فقال - رضي الله عنه -:
أتمنى لو أن لي رجالا مثل أبي عبيد بن الجراح ومعاذ بن جبل وسالم مولى أبي حذيفة، فأستعين بهم على إعلاء كلمة الله.
رحم الله عمر الملهم، لقد كان خبيراً بما تقوم به الحضارات الحقة، وتنهض به الرسالات الكبيرة، وتحيا به الأمم الهامدة.
إن الأمم والرسالات تحتاج إلى المعادن المذخورة، والثروات المنشورة، ولكنها تحتاج قبل ذلك إلى....
الرؤوس المفكرة التي تستغلها، والقلوب الكبيرة التي ترعاها والعزائم القوية التي تنفذها:
إنها تحتاج إلى الرجال.
الرجل أعز من كل معدن نفيس، وأغلى من كل جوهر ثمين، ولذلك كان وجودُه عزيزاً في دنيا الناس،
حتى قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: ((إنما الناس كإبل مائة، لا تكاد تجد فيها راحلة))[رواه البخاري].
فالرجل الكفء الصالح هو عماد الرسالات، وروح النهضات، ومحور الإصلاح.
أعدَّ ما شئت من معامل السلاح والذخيرة، فلن تقتل الأسلحة إلا بالرجل المحارب، وضع ما شئت من مناهج للتعليم
والتربية فلن يقوم المنهج إلا بالرجل الذي يقوم بتدريسه، وأنشئ ما شئت من لجان فلن تنجز مشروعاً
إذا حُرمتَ الرجل الغيور!! ذلك ما يقوله الواقع الذي لا ريب فيه.
إن القوة ليست بحد السلاح بقدر ما هي في قلب الجندي، والتربية ليست في صفحات الكتاب بقدر ما هي في روح المعلم،
وإنجاز المشروعات ليس في تكوين اللجان بقدر ما هو في حماسة القائمين عليها.
فلله ما أحكم عمر حين لم يتمن فضة ولا ذهباً، ولا لؤلؤاً ولا جوهراً، ولكنه تمنى رجالاً من الطراز الممتاز
الذين تتفتح على أيديهم كنوز الأرض، وأبواب السماء.
هناك من الرجال من قد يساوي مائة رجل، ومن الرجال من قد يساوي ألف رجل،
ومن الرجال من لا يساوي شيئا (وهو الرجل الصفر).
يعد بألف من رجال زمانه لكنه في الألمعية واحد سمات الرجولة الرجال لا يقاسون بضخامة أجسادهم،وبهاء صورهم،
فعن علي بن أبي طالب قال: أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - ابن مسعود، فصعد على شجرة، أمره أن يأتيه منها بشيء،
فنظر أصحابه إلى ساق عبد الله بن مسعود حين صعد الشجرة، فضحكوا من حموشة ساقيه،
فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((ما تضحكون؟! لرجل عبد الله أثقل في الميزان يوم القيامة من أحد))
[مسند أحمد (1/114)].
الرجولة ليست بالسن ولا بالجسم ولا بالمال ولا بالجاه، وإنما الرجولة قوة نفسية تحمل صاحبها على معالي الأمور،
وتبعده عن سفسافها، قوةٌ تجعله كبيراً في صغره، غنياً في فقره، قوياً في ضعفه، قوةٌ تحمله على أن يعطي قبل أن يأخذ،
وأن يؤدي واجبه قبل أن يطلب حقه: يعرف واجبه نحو نفسه، ونحو ربه، ونحو بيته، ودينه، وأمته.
الرجولة بايجاز هي
1) الذكر الدائم لله - عز وجل -: الرجولة هو أن لا تشغلك الدنيا عن الآخرة، بنص قول الله - تعالى -:
(في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال * رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ
عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ)
[النور: 36].
كان رسول الله - عليه الصلاة والسلام - يخطب على المنبر، فجاءت عير، فخرج الأصحاب ولم يبق إلا اثني عشر،
فقال - عليه الصلاة والسلام -: ((والله لو تتابعتم فلم يبق منكم أحد، لسال بكم الوادي نارا))، وأنزل الله قوله - تعالى -:
(وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ)
[الجمعة: 11].
2) أن تقدم طاعة الله على المال وعلى الولد: الله - تعالى - يقول:
(الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا)[الكهف: 46].
يقول -عليه الصلاة والسلام-: ((استكثروا من الباقيات الصالحات))، قالوا: وما هن يا رسول الله؟
قال: ((التكبير والتحميد والتهليل والتسبيح ولا حول ولا قوة إلا بالله هي الباقيات الصالحات))[
أخرجه ابن جرير عن أبي هريرة].
3) القوامة على الأسرة: قال - تعالى -: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ)[النساء: 34].
ابن كثير يقول: القيم أي الرئيس، الذي يحكم أهله ويقوم اعوجاجهم إذا اعوجوا، وهو المسؤول عنهم يوم القيامة،
((كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهله وهو مسؤول عن رعيته)).
ولا يقدح في رجولة الرجل أن يعين أهله، فعائشة - رضي الله عنها - سئلت عن فعل رسول الله - عليه الصلاة والسلام
- في بيته، قالت: ((كان يكون في مهنة أهله يشيل هذا ويحط هذا يخصف نعله ويرقع ثوبه ويحلب شاته))
[رواه الطبراني]،
اسباب ضياع الرجولة
نضع سببا واحدا وهو انقلاب المقاييس
ورسول الله - عليه الصلاة والسلام - أعلمنا بانقلاب المقاييس فقال:
((يأتي على الناس زمان، يصدق فيه الكاذب ويكذب فيه الصادق، ويؤتمن فيه الخائن ويخون فيه الأمين،
ويكون أسعد الناس بالدنيا لكع بن لكع [أي لئيم ابن لئيم] لا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر))[رواه أحمد والحاكم]
وقد جاء في الأثر: (لا تقوم الساعة حتى يعيّر الرجل بصلاته كما تعير الزانية بزناها).
فانقلاب المقاييس فى الرجولة هو
أ - أن تكون الاستطالة على الضعفاء: مثلا: رأى رسول الله - عليه الصلاة والسلام - أبا مسعود يضرب عبدا له،
فقال: ((اتق من هو أقدر عليك، منك عليه)) فالتفت فإذا هو رسول الله قد تملكه الغضب،
فقال: هو حر لوجه الله يا رسول الله
فقال - عليه الصلاة والسلام -: ((والله لو لم تقلها لمستك النار))[رواه مسلم].
ب- أصبحت الرجولة في عدم الوفاء بالعهد، أو الالتزام بالشرط، أو إذا وجد مجالا يستطيع به أن يحقق ربحا فلا شرط
ولا عهد ولا التزام، وأن هذه هي الرجولة، الرسول - عليه الصلاة والسلام - يقول:
((ينصب لكل غادر لواءً[أي علم مرفوع] يوم القيامة، يقال: هذه غدرة فلان))[متفق عليه].
ج- أو أن يكون الكذب هي الرجولة، للتخلص من المواقف المحرجة مثلا، لكن في إسلامنا الرجولة أن تكون صادقا،
وتظهر العيب الذي كان، إن الرسول - عليه الصلاة والسلام - مر على رجل يبيع طعاما، فوضع أصبعه فيه فأصابه بلل،
قال: ((ما هذا يا صاحب الطعام؟)) قال: أصابته السماء يا رسول الله. فقلبه فجعل الجيد فوق والرديء تحت فقال:
((ألا أظهرته، من غشنا فليس منا))[رواه مسلم].
ويقول - عليه الصلاة والسلام -:
((إياكم وكثرة الحلف، فإنه منفق للسلعة منفق للبركة))[رواه أبو داود].
جمع ونقل مع بعض الاضافة والتعديل
*******************
اخيرا اقول هذه بعض صفات الرجولة فى الاسلام
فكم من ذكر يفقد هذه الصفات ليس برجل
وكم من انثى تتحلى بها فتعادل الف رجل