- إنضم
- 15 مايو 2018
- المشاركات
- 767
- التفاعل
- 870
- النقاط
- 102
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وصل اللهم على نبينا محمد واله وصحبه الكرام وسلم تسليما كثيرا
تعريف الرؤى والأحلام:السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وصل اللهم على نبينا محمد واله وصحبه الكرام وسلم تسليما كثيرا
الرؤيا هي ما يراه الإنسان في منامه حسناً.
والحلم ما يتحلم به وما يراه في المنام.
فالرؤى والأحلام من المترادفات.
وعرف ابن القيم -رحمه الله- الرؤى بأنها: أمثال مضروبة يضربها الملك الذي قد وكله الله بالرؤيا ليستدل الرائي بما ضرب له من المثل على نظيره ويعبر منه إلى شبهه.
والفرق بين الرؤيا والحلم: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد قال: الرؤيا الصادقة من الله، والحلم من الشيطان [رواه البخاري: 6984]، فالرؤيا التي تضاف إلى الله -تعالى- لا يقال لها: حلم، والتي تضاف إلى الشيطان لا يقال لها: رؤيا، وهذا فرق عظيم دل عليه كلام الشارع، من أن هذه من الله، وهذه من الشيطان.
أما أهمية الرؤى ومنزلتها في الإسلام:
فإنها قد كانت للأنبياء معها مواقف، ومن ذلك موقف الخليل إبراهيم -عليه السلام- لما عزم على ذبح ابنه من أجل رؤيا رآها: فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ * فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ * وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ [الصافات: 102 - 105].
وكذلك الرؤيا شغلت جزءاً كبيراً من قصة يوسف -عليه السلام- وما فيها من رؤيا الملك، وكيف عبرها يوسف -عليه السلام-، وكذلك رؤيا صاحبي السجن.
وفي سورة الأنفال كانت رؤيا النبي -صلى الله عليه وسلم- في غزوة بدر، حينما رأى الكافرين قلة ليشجع الله المؤمنين على قتالهم.
وفي سورة الفتح كذلك نجد رؤياه صلى الله عليه وسلم في دخوله مكة مع أصحابه معتمرين، وتتحقق تلك الرؤيا في عام الفتح: لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاء اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ [الفتح: 27].
وقد امتن الله -تعالى- على نبيه يوسف -عليه السلام- بأنه يعلمه تأويل الرؤى: وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ (يوسف)
وقد جاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أن الرؤيا الحسنة من الرجل الصالح جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة [رواه البخاري: 6983].
فالرؤيا إذاً لها قدر عظيم، وفيها من المنافع ما الله به عليم.
قال ابن عبد البر -رحمه الله-: "وعلم تأويل الرؤيا من علوم الأنبياء وأهل الإيمان، وحسبك بما أخبر الله من ذلك عن يوسف -عليه السلام- وما جاء في الآثار الصحاح فيها عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وأجمع أئمة الهدى من الصحابة والتابعين ومن بعدهم من علماء المسلمين أهل السنة والجماعة على الإيمان بها، وعلى أنها حكمة بالغة، ونعمة يمن الله بها على من يشاء، وهي المبشرات الباقية بعد النبي -صلى الله عليه وسلم-"
ولكن ما المقصود: أن الرؤيا جزء من النبوة؟
النبوة فيها أشياء كثيرة، فيها تشريع وفيها أحكام، وفيها إخبار عما سبق وعما سيأتي من الغيب، فيها أشياء كثيرة نذر وبشارات، النبوة تحتمل معجزات النبوة، جزء من النبوة إخبار بالغيب، الرؤيا الصالحة ممكن تدل على شيء يحدث في المستقبل، سواء كان بشارة أو نذارة، سواء كان شيئاً حسناً أو شيئاً من الشر سيقع، فيمهد للمؤمن نفسياً بهذه الرؤيا لكي يستعد لمواجهة الحدث الذي سيكون.
فإذاً، الرؤيا ممكن أن يكون فيها إخبار عن شيء سيحدث في المستقبل.
وبما أن النبوة جزء منها إخبار بالغيب هنا تلتقي الرؤيا مع النبوة في هذه الجزئية، فهي جزء من النبوة.
وكذلك فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- لما أخبر أنه لم يبق من النبوة إلا المبشرات، فالنبوة فيها مبشرات، فيها بشائر المستقبل، مثل بشائر بنصر الإسلام مثلاً، النبي -صلى الله عليه وسلم- أخبر أنه قد أعطي كنزين: الأبيض والأحمر، [رواه مسلم: 2889]، وأنه الفضة والذهب، وأنها كنوز كسرى وقيصر.
اللهم ارزقنا والمسلمين جميعا الرؤية الصالحة المبشرة.