- إنضم
- 19 يونيو 2016
- المشاركات
- 39
- التفاعل
- 38
- النقاط
- 22
الحمد لله ربِّ العالمين وسلامٌ على عباده المرسلين
وبعد إخواني
أقدم لكم هذا التأسيس والتمهيد لسلسلة من المواضيع أودُّ أن أطرحها خلال الفترة القادمة أستهلها بالحديث عن المنهجيات التي اتبعها العلماء والدعاة في العقود الأخيرة في التعامل مع أحاديث الفتن والملاحم وأتحدث عن كل منهجية ما لها وما عليها وعلى الله الإتكال ..
..............
مسالك أربع سلكها العلماء والوعاظ وطلبة العلم والدارسين لأحاديث آخر الزمان
فعند النظر في نتاج تأويل أحاديث آخر الزمان فإنه من الخطأ الظن بأن الخلل يكون فقط في الفهم بل ينبغي قبل ذلك النظر في الفهم والتأويل ضمن أي مسلك يندرج
او بعبارة أخرى ضمن أي مدرسة من المدارس الأربعة نتج الفهم والتأويل
والأمر الآخر المهم ، أنَّ التعامل مع أحاديث النبيِّ صلوات الله عليه وسلامه تخضع لأسس كي نصل إلى الفهم الأقرب لمراد النبيِّ الخاتم ، سيما الأحاديث التي تتعلق بما هو كائنٌ بعد رسول الله صلوات الله عليه
ولذلك نجد في كثير من الأحيان شططا في الفهم أو تكلفا قد يصل إلى درجة الكذب
كما نجد فهما سطحيا عند فئة أخرى لها مبرراتها ولعل أهمها الخشية من التكلّف
كما نجد من لا يحتمل عقله الخاضع خضوعا تاما لهذا العصر – عصر المادة-
أحاديثا تناقض فهمه المادي وعقله المنغمس في عالم "الديجيتال"
فلا عجب بعدها أن نضيع ونتوه في الفهم ثمَّ إذا جئنا نجهد في الإجابة على الكثير من التساؤلات نخلف وراءنا العشرات من التساؤلات العسيرة على الإجابة ونزيد الطين بلة كما يقال ..
وما يعنينا في هذا المقال التأسيسي أصحاب المسالك والإتجاهات في الفهم في آخر مئة سنة عموما والعقود الثلاث الأخرة منها تحديدا
فهي تمثل خلاصة ما كان من تعامل مع أحاديث أخر الزمان مذ كان النبي الخاتم في الأمة إلى يومنا هذا
أما المسالك الأربع او المدارس او الإتجاهات سمها ما شئت أخي القارئ
فهي على النحو الآتي تفصيلا :
اولا : أصحاب المدرسة السلفية
هذا الصنف وهذه الفئة من العلماء والوعاظ وطلبة العلم تعاملوا مع أحاديث آخر الزمان بظاهرها دون السعي الحثيث والجديِّ في الفهم ففهموها بظاهرها
بل إنهم أغفلوا تماما أنَّهم يتعاملون مع قول من أوتي جوامع الكلم
فاللسان العربي لا يعني شيئا وليس أداة لاستقراء مراد النبيِّ الخاتم عند أكثرهم
ولعلَّ حجتهم في هذا الخشية من الوقوع في التكلُّف ثمَّ عدم فتح الباب أمام الدارسين لكي لا يختلط الحابل بالنابل ويدخل أي كان هذا الباب فيقع الخطأ والغلط .
والحق أنَّ هذه الفئة هي الأكثر انتشارا في عالمنا الإسلامي وعندما نقول أصحاب المدرسة السلفية فإننا لانعني السلفية بمفهومها السائد إنما أساس هذه الطريقة في قراءة أحاديث أخر الزمان من مشايخ السلفية لكنها انتشرت فيما بعد وتلون أكثر المسلمين بها حتى من غير السلفية ذلك أنّها الأعلى صوتا , ولتحديد الأسباب أكثر نقول:
1- إنّ مبتدأ ما يسمى بالصحوة الإسلامية بدأ من نجد حيث صار انتشار التدين والإلتزام في معظم أقطار المسلمين بعدها يحمل أسس الدعوة الإسلامية النجدية المعاصرة ثم صار مركزها ومقرها بلاد الحجاز عموما حيث أكثر العلماء والدعاة والوعاظ والمدارس الشرعية والدعم والتمويل للدعوة بكافة الأشكال
ومن ضمن ما أرسي من أسس هذه الصحوة ما أسلفنا من طريقة التعامل مع أحاديث الفتن وآخر الزمان
2- مع انطلاقة الفضائيات وانتشارها وانتشار الإعلام وتعدد وسائله بدءا بالمطويات والدروس المسجلة وانتهاءا بوسائل التواصل الإجتماعي حقق الكثير من الدعاة الجدد والوعاظ انتشارا كبيرا ساهم بصبغ الدعوة وتلقي الدين والعلم بذات الصبغة التي أرست أسسها التي أسلفنا ، حتى أنّ أكثر مشاهير الدعاة اليوم كانت بداية شهرتهم ووصولهم إلى الناس سلسلة من التسجيلات او الكتب أو البرامج عبر الفضاءيات والتي كان مدارها وموضوعها الأبرز علامات الساعة
3- إن عموم المسلمين ممن كانت بداية معرفتهم بالإلتزام والعلوم الشرعية المعلبة عبر التسجيلات والفضائيات صار من الصعب عليهم بل والعسير الخروج عن هذه المدرسة التقليدية في التعامل مع ميراث النبوة حتى ولو كانوا على الطرف النقيض من السلفية .
لعلَّ هذه هي أهم الأسباب التي أدت لسيادة هذه المدرسة والتي نتج عنها سلبيات عديدة لعل أبرزها أنَّ الكثير مما أخبرنا عنه النبيُّ الخاتم أنه كائنٌ كان وانتهى ولا زال أتباع هذه المدرسة ينتظرون وقوعها وتحققها بالإضافة إلى تسبب أصحاب هذه المنهجية في الفهم إلى نشوء أصحاب المنهج الثاني والثالث .
ثانيا : أصحاب المدرسة الرمزية (الغارقون في عالم هوليود)
بعد سيادة أصحاب المنهجية الأولى التي أسلفنا خرج عدد يسير من الأشخاص
الذين عبروا عن رغبتهم في التخلص من الطريقة التقليدية في التعامل مع أحاديث أخر الزمان
بل عبروا عن امتعاضهم من الكسل والبلادة التي رأوها في التعامل مع هذه الأحاديث فقالوا : لم هذا التعامل السطحي مع هذه الأحاديث/ لم لا يكون النبيُّ صلوات الله عليه يكنِّي ويرمز في هذه الأحاديث/ لم لا نتذكر أنَّ النبيَّ الخاتم أوتي جوامع الكلِم/ لم لا نعيد قراءة التاريخ مرة أخرى لكن بعين النبيِّ صلوات الله عليه وسلامه .........
الحق أنَّهم أحسنو في قولهم هذا كله ووضعوا أسسا سليمةً نظريا لمنهجيتهم
لكنهم ما إن بدأوا استقراء النصوص حتى بدأو بالغرق بالأوهام والظنون والتكلف
فجعل بعظهم الدجال نظاما عالميا وليس رجلا ، والمهديَّ فكرة رمزية ، والخلافة قد لا تكون بذات الأسس التي كانت أيام الصديقين أصحاب النبيِّ صلوات الله عليه وسلامه ،والفتن الثلاث الكبرى لعلها حروب جانبية خاضها أحدهم هنا أو هناك
بل بعضهم جاء بأدهى من ذلك وأمرّ واعتدى عدوانا قبيحا على ميراث النبوة ..
وما كاد هذا الصنف ينطلق في شطحاته وغلطه الفج حتى مال الكثير من الناس إليهم وصار كل من هبَّ ودبَّ يدلي بدلوه حتى المنجمين والعرافين والكثير من مدربي التنمية البشرية والقصاصين والحكواتيين
الغارقين في عالم هوليود ، عالم الصورة والمؤثرات البصرية التي غلفت هرطقاتهم كلها .. وأسوأ ما عند هؤولاء أنَّهم صارو يتلقفون كل نص وكل رواية بفرح فهذا يأخذ من كتب الشيعة وذاك يستأنسُ بكتب اليهود والنصارى وذاك يستشهد بأقوال العرافين .
ثالثا : المنكرون (وهم أقسام)
1- قوم أنكروا حقيقة ما في أحاديث أخر الزمان زعما أنها من الإسرائيليات
ولعلَّ بعضهم توهم ولعلَّ غيرهم تعمَّد الكذب
2- العديد من الأحزاب والجماعات "الإسلامية" التي أنكرت نظرا لأنَّ الكثير مما في أحاديث آخر الزمان تهدد مشاريعهم السياسية بل وتنسفها نسفا ولعلَّ بعض هؤلاء لم يتجرأ بعد على الإنكار صراحة لكنه يمنِّي نفسه بأننا لسنا في آخر الزمان ويكذب ويسوق الهرطقات من آراء واجتهادات ليثبِّت كذبته
3- فئة من أصحاب المنهجية الأولى السلفية عادو لينكروا ما كانو يتحدثون به بل وأكثرهم أشتهر به بحجة أنَّه نظر في الأحاديث فتبين له اليوم أنه كان مخطئا وأنَّ الأحاديث وإن كانت صحيحة فليس هذا زمان وقوعها ، والعجيب أنَّ هؤلاء الجهابذة لم يبينوا ولم يأتو بأدلةٍ يثبتون بها زعمهم هذا ، إنما هي الأهواء وتبدل المصالح والرهان في هذه الأيام على العديد من الدعوات والأيديولوجيات الإسلامية الحداثية والتي تنسفها أحاديث النبيِّ الخاتم
حتى أنَّ أحد هؤلاء قال لما بدأت فتنة الشام : أبشرو يا أبناء الأمة فهذه "الثورات" بداية الفرج وبداية الخلافة بعد الملك الجبرية ،، ثم بعد الفتنة بسنوات خرج وقال لا أشك أنَّ المهدي والخلافة المزعومة على حدِّ وصفه غير ثابتة في السنة ثم دعا شباب الأمة للعمل لأجل الثورة والتحرر وإقامة العدل في البلدان المسلمة عبر الديمقراطية!!!!!
4- الكثير من عامة المسلمين الذين حاروا بين هذه المسالك ومع كثرة الفتن والأحداث سئموا وملوا فأنكروا جهلا .
رابعا : صنف تنبه لكل خير عند الفئة الأولى والثانية
فأخذوا الأسس النظرية التي عمل بها الصنف الثاني دون أن يغرقوا في الوهم إذ أنَّهم أخذوا كذلك من الصنف الأول الحرص في عدم التكلف ، فأنزلوا الأحاديث منزلتها التي تستحق وجهدوا في فهمها دون تكلف وهؤلاء في النَّاس قليل .
ومما سبق فأنني أنصح إخواني أن يتنبهو كيف ولمن يسمعون ويقرأون في هذا والتنبه للأسس التي ينطلق منها كل متحدِّث في باب الفتن وأشراط الساعة
وأن يحرص كل واحد منَّا أن لا يصطبغ بصبغة أحد إنما يكون على بينةٍ في الأخذ وفي الفهم إن اجتهد ليفهم .
هذ تأسيس أجد أن لا بدَّ منه قبل أن نشرع في طرح المواضيع القادمة تفصيلا .
والحمد لله ربِّ العالمين
وبعد إخواني
أقدم لكم هذا التأسيس والتمهيد لسلسلة من المواضيع أودُّ أن أطرحها خلال الفترة القادمة أستهلها بالحديث عن المنهجيات التي اتبعها العلماء والدعاة في العقود الأخيرة في التعامل مع أحاديث الفتن والملاحم وأتحدث عن كل منهجية ما لها وما عليها وعلى الله الإتكال ..
..............
مسالك أربع سلكها العلماء والوعاظ وطلبة العلم والدارسين لأحاديث آخر الزمان
فعند النظر في نتاج تأويل أحاديث آخر الزمان فإنه من الخطأ الظن بأن الخلل يكون فقط في الفهم بل ينبغي قبل ذلك النظر في الفهم والتأويل ضمن أي مسلك يندرج
او بعبارة أخرى ضمن أي مدرسة من المدارس الأربعة نتج الفهم والتأويل
والأمر الآخر المهم ، أنَّ التعامل مع أحاديث النبيِّ صلوات الله عليه وسلامه تخضع لأسس كي نصل إلى الفهم الأقرب لمراد النبيِّ الخاتم ، سيما الأحاديث التي تتعلق بما هو كائنٌ بعد رسول الله صلوات الله عليه
ولذلك نجد في كثير من الأحيان شططا في الفهم أو تكلفا قد يصل إلى درجة الكذب
كما نجد فهما سطحيا عند فئة أخرى لها مبرراتها ولعل أهمها الخشية من التكلّف
كما نجد من لا يحتمل عقله الخاضع خضوعا تاما لهذا العصر – عصر المادة-
أحاديثا تناقض فهمه المادي وعقله المنغمس في عالم "الديجيتال"
فلا عجب بعدها أن نضيع ونتوه في الفهم ثمَّ إذا جئنا نجهد في الإجابة على الكثير من التساؤلات نخلف وراءنا العشرات من التساؤلات العسيرة على الإجابة ونزيد الطين بلة كما يقال ..
وما يعنينا في هذا المقال التأسيسي أصحاب المسالك والإتجاهات في الفهم في آخر مئة سنة عموما والعقود الثلاث الأخرة منها تحديدا
فهي تمثل خلاصة ما كان من تعامل مع أحاديث أخر الزمان مذ كان النبي الخاتم في الأمة إلى يومنا هذا
أما المسالك الأربع او المدارس او الإتجاهات سمها ما شئت أخي القارئ
فهي على النحو الآتي تفصيلا :
اولا : أصحاب المدرسة السلفية
هذا الصنف وهذه الفئة من العلماء والوعاظ وطلبة العلم تعاملوا مع أحاديث آخر الزمان بظاهرها دون السعي الحثيث والجديِّ في الفهم ففهموها بظاهرها
بل إنهم أغفلوا تماما أنَّهم يتعاملون مع قول من أوتي جوامع الكلم
فاللسان العربي لا يعني شيئا وليس أداة لاستقراء مراد النبيِّ الخاتم عند أكثرهم
ولعلَّ حجتهم في هذا الخشية من الوقوع في التكلُّف ثمَّ عدم فتح الباب أمام الدارسين لكي لا يختلط الحابل بالنابل ويدخل أي كان هذا الباب فيقع الخطأ والغلط .
والحق أنَّ هذه الفئة هي الأكثر انتشارا في عالمنا الإسلامي وعندما نقول أصحاب المدرسة السلفية فإننا لانعني السلفية بمفهومها السائد إنما أساس هذه الطريقة في قراءة أحاديث أخر الزمان من مشايخ السلفية لكنها انتشرت فيما بعد وتلون أكثر المسلمين بها حتى من غير السلفية ذلك أنّها الأعلى صوتا , ولتحديد الأسباب أكثر نقول:
1- إنّ مبتدأ ما يسمى بالصحوة الإسلامية بدأ من نجد حيث صار انتشار التدين والإلتزام في معظم أقطار المسلمين بعدها يحمل أسس الدعوة الإسلامية النجدية المعاصرة ثم صار مركزها ومقرها بلاد الحجاز عموما حيث أكثر العلماء والدعاة والوعاظ والمدارس الشرعية والدعم والتمويل للدعوة بكافة الأشكال
ومن ضمن ما أرسي من أسس هذه الصحوة ما أسلفنا من طريقة التعامل مع أحاديث الفتن وآخر الزمان
2- مع انطلاقة الفضائيات وانتشارها وانتشار الإعلام وتعدد وسائله بدءا بالمطويات والدروس المسجلة وانتهاءا بوسائل التواصل الإجتماعي حقق الكثير من الدعاة الجدد والوعاظ انتشارا كبيرا ساهم بصبغ الدعوة وتلقي الدين والعلم بذات الصبغة التي أرست أسسها التي أسلفنا ، حتى أنّ أكثر مشاهير الدعاة اليوم كانت بداية شهرتهم ووصولهم إلى الناس سلسلة من التسجيلات او الكتب أو البرامج عبر الفضاءيات والتي كان مدارها وموضوعها الأبرز علامات الساعة
3- إن عموم المسلمين ممن كانت بداية معرفتهم بالإلتزام والعلوم الشرعية المعلبة عبر التسجيلات والفضائيات صار من الصعب عليهم بل والعسير الخروج عن هذه المدرسة التقليدية في التعامل مع ميراث النبوة حتى ولو كانوا على الطرف النقيض من السلفية .
لعلَّ هذه هي أهم الأسباب التي أدت لسيادة هذه المدرسة والتي نتج عنها سلبيات عديدة لعل أبرزها أنَّ الكثير مما أخبرنا عنه النبيُّ الخاتم أنه كائنٌ كان وانتهى ولا زال أتباع هذه المدرسة ينتظرون وقوعها وتحققها بالإضافة إلى تسبب أصحاب هذه المنهجية في الفهم إلى نشوء أصحاب المنهج الثاني والثالث .
ثانيا : أصحاب المدرسة الرمزية (الغارقون في عالم هوليود)
بعد سيادة أصحاب المنهجية الأولى التي أسلفنا خرج عدد يسير من الأشخاص
الذين عبروا عن رغبتهم في التخلص من الطريقة التقليدية في التعامل مع أحاديث أخر الزمان
بل عبروا عن امتعاضهم من الكسل والبلادة التي رأوها في التعامل مع هذه الأحاديث فقالوا : لم هذا التعامل السطحي مع هذه الأحاديث/ لم لا يكون النبيُّ صلوات الله عليه يكنِّي ويرمز في هذه الأحاديث/ لم لا نتذكر أنَّ النبيَّ الخاتم أوتي جوامع الكلِم/ لم لا نعيد قراءة التاريخ مرة أخرى لكن بعين النبيِّ صلوات الله عليه وسلامه .........
الحق أنَّهم أحسنو في قولهم هذا كله ووضعوا أسسا سليمةً نظريا لمنهجيتهم
لكنهم ما إن بدأوا استقراء النصوص حتى بدأو بالغرق بالأوهام والظنون والتكلف
فجعل بعظهم الدجال نظاما عالميا وليس رجلا ، والمهديَّ فكرة رمزية ، والخلافة قد لا تكون بذات الأسس التي كانت أيام الصديقين أصحاب النبيِّ صلوات الله عليه وسلامه ،والفتن الثلاث الكبرى لعلها حروب جانبية خاضها أحدهم هنا أو هناك
بل بعضهم جاء بأدهى من ذلك وأمرّ واعتدى عدوانا قبيحا على ميراث النبوة ..
وما كاد هذا الصنف ينطلق في شطحاته وغلطه الفج حتى مال الكثير من الناس إليهم وصار كل من هبَّ ودبَّ يدلي بدلوه حتى المنجمين والعرافين والكثير من مدربي التنمية البشرية والقصاصين والحكواتيين
الغارقين في عالم هوليود ، عالم الصورة والمؤثرات البصرية التي غلفت هرطقاتهم كلها .. وأسوأ ما عند هؤولاء أنَّهم صارو يتلقفون كل نص وكل رواية بفرح فهذا يأخذ من كتب الشيعة وذاك يستأنسُ بكتب اليهود والنصارى وذاك يستشهد بأقوال العرافين .
ثالثا : المنكرون (وهم أقسام)
1- قوم أنكروا حقيقة ما في أحاديث أخر الزمان زعما أنها من الإسرائيليات
ولعلَّ بعضهم توهم ولعلَّ غيرهم تعمَّد الكذب
2- العديد من الأحزاب والجماعات "الإسلامية" التي أنكرت نظرا لأنَّ الكثير مما في أحاديث آخر الزمان تهدد مشاريعهم السياسية بل وتنسفها نسفا ولعلَّ بعض هؤلاء لم يتجرأ بعد على الإنكار صراحة لكنه يمنِّي نفسه بأننا لسنا في آخر الزمان ويكذب ويسوق الهرطقات من آراء واجتهادات ليثبِّت كذبته
3- فئة من أصحاب المنهجية الأولى السلفية عادو لينكروا ما كانو يتحدثون به بل وأكثرهم أشتهر به بحجة أنَّه نظر في الأحاديث فتبين له اليوم أنه كان مخطئا وأنَّ الأحاديث وإن كانت صحيحة فليس هذا زمان وقوعها ، والعجيب أنَّ هؤلاء الجهابذة لم يبينوا ولم يأتو بأدلةٍ يثبتون بها زعمهم هذا ، إنما هي الأهواء وتبدل المصالح والرهان في هذه الأيام على العديد من الدعوات والأيديولوجيات الإسلامية الحداثية والتي تنسفها أحاديث النبيِّ الخاتم
حتى أنَّ أحد هؤلاء قال لما بدأت فتنة الشام : أبشرو يا أبناء الأمة فهذه "الثورات" بداية الفرج وبداية الخلافة بعد الملك الجبرية ،، ثم بعد الفتنة بسنوات خرج وقال لا أشك أنَّ المهدي والخلافة المزعومة على حدِّ وصفه غير ثابتة في السنة ثم دعا شباب الأمة للعمل لأجل الثورة والتحرر وإقامة العدل في البلدان المسلمة عبر الديمقراطية!!!!!
4- الكثير من عامة المسلمين الذين حاروا بين هذه المسالك ومع كثرة الفتن والأحداث سئموا وملوا فأنكروا جهلا .
رابعا : صنف تنبه لكل خير عند الفئة الأولى والثانية
فأخذوا الأسس النظرية التي عمل بها الصنف الثاني دون أن يغرقوا في الوهم إذ أنَّهم أخذوا كذلك من الصنف الأول الحرص في عدم التكلف ، فأنزلوا الأحاديث منزلتها التي تستحق وجهدوا في فهمها دون تكلف وهؤلاء في النَّاس قليل .
ومما سبق فأنني أنصح إخواني أن يتنبهو كيف ولمن يسمعون ويقرأون في هذا والتنبه للأسس التي ينطلق منها كل متحدِّث في باب الفتن وأشراط الساعة
وأن يحرص كل واحد منَّا أن لا يصطبغ بصبغة أحد إنما يكون على بينةٍ في الأخذ وفي الفهم إن اجتهد ليفهم .
هذ تأسيس أجد أن لا بدَّ منه قبل أن نشرع في طرح المواضيع القادمة تفصيلا .
والحمد لله ربِّ العالمين