وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حاولت ان اقتصر على الآيات التي ذكرتها فقط فاعذرني ان خرجت قليلا او اذا تكلمت بالمعنى الظاهر من باب التذكرة ،
(الرحمن ، علم القرءان)
العلم رحمة من الله عز وجل
كقوله تعالى : ( فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا)
الله اعلم الذي وجدته في بعض المواقع ان علم البيان الذي هو رحمة ، معناه تقريبا يشبه معنى الفرقان يعني المباينة والوضوح بين شيئين اثنين ،
لتقريب المعنى (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ)
مباينة بين شيئين ،
وقول رسول الله عليه الصلاة والسلام : ( إِنَّ الْحَلَالَ بَيِّنٌ، والْحَرَامَ بَيِّنٌ....) اي كل منهما بان عن الآخر ثم قال بينهم امور مشتبهات و المتشابه يعني متداخل او يختلط عليك عكس المتباين من الحلال والحرام ،
والذي يقوي ان هذا من معاني البيان والله اعلم هنالك إشارة في السورة نفسها كانت بصيغة المثنى و الشيئين مثل ، بحرين ، شمس وقمر،النجم والشجر، انس و جان ، مشرقين ومغربين ..الخ ،
وحتى الميزان يكون بين شيئين اثنين ،
(خلق الإنسان ، علمه البيان)
الله اعلم ان البيان من فطرة الإنسان منذ خلقه حجة عليه فكل مولود يولد على الفطرة ، كانت السورة تتحدث عن الآيات و النعم الواضحات في الكون فبأي آلاء ربكما تكذبان
فينبغي ان ينصرف القلب إليه أي ابتغاء وجهه ولا يجحد آياته ونعمته عليه فكل فضل عليك برحمته ،
(كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ ، وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ) [الرحمن:26-27]
رغم وضوح البيّنات لكن إن زاغ قلب الإنسان (فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ ۚ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ)
فميزان العدالة لديه يختل و تقلب اموره وتصبح حتى البينات غير واضحة عليه
و في آخر الحديث ( إِنَّ الْحَلَالَ بَيِّنٌ، والْحَرَامَ بَيِّنٌ.....) قال : ألا وإنَّ في الجسدِ مُضغةً إذا صلحَتْ صلُحَ الجسدُ كلُّه ، وإذا فسدَت فسد الجسدُ كلُّه ، ألا وهي القلبُ ) ايضا (فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ فَقَدِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ) والتقوى محلها القلب.
وكلما صلح القلب بالمجاهدة وقويت فيه الهمة والإرادة تستقيم فيه المقاصد حتى تصبح عليه البيّنات اوضح (فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ).