أ
أبو بكر
زائر
ضيف
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخوتي الكرام...أثناء عودتي من الدوام إلى البيت عصر هذا اليوم لمحت في بالي مجموعة أفكار ما ظننت أنني سألقي لها بالا يوما بل وكنت آخذها جملة دون تفصيل من خلال حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المهدي، إذ أَخْبَرَنَا عَامِرٍ الأَزْدِيُّ ، أَبُو بَكْرٍ الْغُورَجِيُّ ، قَالَ : أَنَا الْجَرَّاحِيُّ ، قَالَ : نا الْمَحْبُوبِيُّ قَالَ : نا ، قَالَ : نا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ، قَالَ : نا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، قَالَ : نا شُعْبَةُ ، قَالَ : سَمِعْتُ زَيْدًا الْعَمِّيَّ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا الصِّدِّيقِ النَّاجِيَّ ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " إِنَّ فِي أُمَّتِي الْمَهْدِيَّ يَخْرُجُ يَعِيشُ خَمْسًا أَوْ سَبْعًا أَوْ تِسْعًا ، زَيْدٌ الشَّاكُّ ، قَالَ : قُلْنَا : وَمَا ذَاكَ ؟ ، قَالَ : سِنِينَ ، قَالَ : فَيَجِيءُ إِلَيْهِ الرَّجُلُ ، فَيَقُولُ : يَا مَهْدِيُّ ، أَعْطِنِي ! فَيَحْثِي لَهُ ثَوْبَهُ مَا اسْتَطَاعَ أَنْ يَحْمِلَهُ ".
- الفائدة الأولى: لو أخذنا عمر المهدي رضي الله عنه على أبعد تقدير بعد ظهوره وخلافته أمة الإسلام على منهاج النبوة وافترضنا أنها تسعة سنين، قد يقول قائل إنها لحياة قصيرة لمن اختاره الله عز وجل لمهمة عظيمة: أن يعود أهل الأرض كلهم لعبادة الله عز وجل وحده على منهج الإسلام كما أتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم. غير أنه تبين لي، وأنا في طريق العودة - ولله الحمد - أن هذا العمر فضل كبير من الله عز وجل على المهدي ولتدبر هذا الفضل عدة أوجه: فإن كان المهدي يعلم بهذا الحديث أو عرفه بعد ظهوره، فستكون هذه السنين القليلة باعثا له لكي يحسن في أعماله ويتقنها ابتغاء مرضاة الله تعالى عنه، كما أنه لن يخشى مواجهة جيوش الأرض جميعا ولو بمفرده والسيف في يده ولن تجده في آخر صفوف جيش المسلمين أو في أوسطها: فهو مع أخذه بأسباب السلامة وحفظ البدن والروح لأطول مدة ممكنة خلال الحرب سيكون متيقنا، والله أعلم، من أن ساعته لم تحن بعد إذا افترضنا معرفته بالحديث رضي الله عنه - وستكون عونا له بإذن الله للإثخان في كل الأعداء ( الشيعة واليهود والنصارى وعباد الأوثان والمنافقين وغيرهم من أعداء دين التوحيد ) فهو إن شاء الله لن يتواكل أو يترك الأخذ بالأسباب أو أن يدع الحروب إلى آخر سنتين أو ثلاث من عمره بعد أن يكتفي من ملذات الدنيا وزينتها كما يفعل أغلب من استخلفهم الله عز وجل في هذه الأرض إلا من رحم الله من عباده الأتقياء الذين أدوا الأمانة حقها
-الفائدة الثانية: إذا ما عملنا مقارنة بين عمر المهدي رضي الله عنه وبين نظرة أغلبنا للحياة، نجد أن المهدي هو أطولنا عمرا رغم أنها سبع أو تسع إن طالت كما في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: فنحن، معشر الثقلان، لم ينزل فينا كتاب أو وحي من الله سبحانه وتعالى نعرف من خلاله كم تبقى من عمرنا، والمسلم فضلا عن المؤمن لا يضمن العيش إلى المساء إذا أصبح أو العكس كما قال ابن عمر رضي الله عنهما: "إذا أصبحت فلا تنتظر المساء وإذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك" وبالتالي نحن لا نعلم هل سنصلي الصلاة المكتوبة التالية في المسجد أم سيصلى علينا. ومنه سيفضل أغلبنا أن يعيش سبع سنين أو تسعا في طاعة الله عز وجل على أن يعيش مائة سنة وهو لا يدري أيان يوم رحيله خلال تلك المائة.
- النقطة الثالثة: وهي تخص أعداء المهدي إذا ما عرفوا كم يعيش المهدي في مقارعته لهم وفي قتل أئمة الكفر منهم؛ فمجرد أن يدرك الكافر والمنافق أن عدوهما المسلم لن يموت - بإذن الله - اليوم هو عنصر إحباط بالنسبة لهم فما بالهم لو علموا أن من يقيم الله الإسلام على يديه مرة أخرى على منهاج النبوة لن يكف عن مقاتلتهم طوال سنواته السبع أو التسع: فأعداء الله، مع شدة حرصهم على الحياة، لا يضمنون أن ترجع إليهم رؤوسهم سالمة إذا ما أطلوا بها من وراء جدر خلال الحروب مع جيش المسلمين بقيادة المهدي ( وحتى سابقا أو حاليا ) وإن مجرد اطلاعهم على هذا الحديث زيادة في اليأس لديهم يوم الحرب ضد المهدي. فأرض الحرب معيار الزمن فيها هو اليوم ولحظة الاشتباك والناس يعدون الأنفاس في ساحات الحروب وليس الدقائق ولا تدري نفس خلال الحرب متى آخر نفس لها...فانظر رعاك الله كيف امتن الله عز وجل على المهدي وأغدق عليه بعمر يرجو أغلبنا إن لم يكن كلنا أن يعيش "نصفه" تحت ظلال سيفه جهادا في سبيل الله.
اسئل الله أن أكون قد وفقت في تفكيري بهذا الموضوع ومشاركتكم به واسئل الله أن يجعله خالصا لوجهه الكريم وبأن يمن علينا بمبايعة المهدي وبأن تخضع أهوائنا وأنفسنا طاعة لأمر الله يوم بيعته وأن نطيعه طاعة لله وحده ولا نعصيه في منشطنا ومكرهنا وأسئل الله أن يصطفينا لنكون من المهدي كما كان الصحابة رضي الله عنهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والله أعلم،
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخوتي الكرام...أثناء عودتي من الدوام إلى البيت عصر هذا اليوم لمحت في بالي مجموعة أفكار ما ظننت أنني سألقي لها بالا يوما بل وكنت آخذها جملة دون تفصيل من خلال حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المهدي، إذ أَخْبَرَنَا عَامِرٍ الأَزْدِيُّ ، أَبُو بَكْرٍ الْغُورَجِيُّ ، قَالَ : أَنَا الْجَرَّاحِيُّ ، قَالَ : نا الْمَحْبُوبِيُّ قَالَ : نا ، قَالَ : نا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ، قَالَ : نا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، قَالَ : نا شُعْبَةُ ، قَالَ : سَمِعْتُ زَيْدًا الْعَمِّيَّ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا الصِّدِّيقِ النَّاجِيَّ ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " إِنَّ فِي أُمَّتِي الْمَهْدِيَّ يَخْرُجُ يَعِيشُ خَمْسًا أَوْ سَبْعًا أَوْ تِسْعًا ، زَيْدٌ الشَّاكُّ ، قَالَ : قُلْنَا : وَمَا ذَاكَ ؟ ، قَالَ : سِنِينَ ، قَالَ : فَيَجِيءُ إِلَيْهِ الرَّجُلُ ، فَيَقُولُ : يَا مَهْدِيُّ ، أَعْطِنِي ! فَيَحْثِي لَهُ ثَوْبَهُ مَا اسْتَطَاعَ أَنْ يَحْمِلَهُ ".
- الفائدة الأولى: لو أخذنا عمر المهدي رضي الله عنه على أبعد تقدير بعد ظهوره وخلافته أمة الإسلام على منهاج النبوة وافترضنا أنها تسعة سنين، قد يقول قائل إنها لحياة قصيرة لمن اختاره الله عز وجل لمهمة عظيمة: أن يعود أهل الأرض كلهم لعبادة الله عز وجل وحده على منهج الإسلام كما أتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم. غير أنه تبين لي، وأنا في طريق العودة - ولله الحمد - أن هذا العمر فضل كبير من الله عز وجل على المهدي ولتدبر هذا الفضل عدة أوجه: فإن كان المهدي يعلم بهذا الحديث أو عرفه بعد ظهوره، فستكون هذه السنين القليلة باعثا له لكي يحسن في أعماله ويتقنها ابتغاء مرضاة الله تعالى عنه، كما أنه لن يخشى مواجهة جيوش الأرض جميعا ولو بمفرده والسيف في يده ولن تجده في آخر صفوف جيش المسلمين أو في أوسطها: فهو مع أخذه بأسباب السلامة وحفظ البدن والروح لأطول مدة ممكنة خلال الحرب سيكون متيقنا، والله أعلم، من أن ساعته لم تحن بعد إذا افترضنا معرفته بالحديث رضي الله عنه - وستكون عونا له بإذن الله للإثخان في كل الأعداء ( الشيعة واليهود والنصارى وعباد الأوثان والمنافقين وغيرهم من أعداء دين التوحيد ) فهو إن شاء الله لن يتواكل أو يترك الأخذ بالأسباب أو أن يدع الحروب إلى آخر سنتين أو ثلاث من عمره بعد أن يكتفي من ملذات الدنيا وزينتها كما يفعل أغلب من استخلفهم الله عز وجل في هذه الأرض إلا من رحم الله من عباده الأتقياء الذين أدوا الأمانة حقها
-الفائدة الثانية: إذا ما عملنا مقارنة بين عمر المهدي رضي الله عنه وبين نظرة أغلبنا للحياة، نجد أن المهدي هو أطولنا عمرا رغم أنها سبع أو تسع إن طالت كما في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: فنحن، معشر الثقلان، لم ينزل فينا كتاب أو وحي من الله سبحانه وتعالى نعرف من خلاله كم تبقى من عمرنا، والمسلم فضلا عن المؤمن لا يضمن العيش إلى المساء إذا أصبح أو العكس كما قال ابن عمر رضي الله عنهما: "إذا أصبحت فلا تنتظر المساء وإذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك" وبالتالي نحن لا نعلم هل سنصلي الصلاة المكتوبة التالية في المسجد أم سيصلى علينا. ومنه سيفضل أغلبنا أن يعيش سبع سنين أو تسعا في طاعة الله عز وجل على أن يعيش مائة سنة وهو لا يدري أيان يوم رحيله خلال تلك المائة.
- النقطة الثالثة: وهي تخص أعداء المهدي إذا ما عرفوا كم يعيش المهدي في مقارعته لهم وفي قتل أئمة الكفر منهم؛ فمجرد أن يدرك الكافر والمنافق أن عدوهما المسلم لن يموت - بإذن الله - اليوم هو عنصر إحباط بالنسبة لهم فما بالهم لو علموا أن من يقيم الله الإسلام على يديه مرة أخرى على منهاج النبوة لن يكف عن مقاتلتهم طوال سنواته السبع أو التسع: فأعداء الله، مع شدة حرصهم على الحياة، لا يضمنون أن ترجع إليهم رؤوسهم سالمة إذا ما أطلوا بها من وراء جدر خلال الحروب مع جيش المسلمين بقيادة المهدي ( وحتى سابقا أو حاليا ) وإن مجرد اطلاعهم على هذا الحديث زيادة في اليأس لديهم يوم الحرب ضد المهدي. فأرض الحرب معيار الزمن فيها هو اليوم ولحظة الاشتباك والناس يعدون الأنفاس في ساحات الحروب وليس الدقائق ولا تدري نفس خلال الحرب متى آخر نفس لها...فانظر رعاك الله كيف امتن الله عز وجل على المهدي وأغدق عليه بعمر يرجو أغلبنا إن لم يكن كلنا أن يعيش "نصفه" تحت ظلال سيفه جهادا في سبيل الله.
اسئل الله أن أكون قد وفقت في تفكيري بهذا الموضوع ومشاركتكم به واسئل الله أن يجعله خالصا لوجهه الكريم وبأن يمن علينا بمبايعة المهدي وبأن تخضع أهوائنا وأنفسنا طاعة لأمر الله يوم بيعته وأن نطيعه طاعة لله وحده ولا نعصيه في منشطنا ومكرهنا وأسئل الله أن يصطفينا لنكون من المهدي كما كان الصحابة رضي الله عنهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والله أعلم،
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه.