ر
رحاب الايمان
زائر
ضيف
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وصل اللهم على نبينا محمد واله وصحبه الكرام وسلم تسليما كثيرا
مناقب سعد بن أبي وقاص:السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وصل اللهم على نبينا محمد واله وصحبه الكرام وسلم تسليما كثيرا
أحد العشرة المبشرين بالجنة، وأحد الستة الذين استخلفهم عمر رضي الله عنه للخلافة بعد وفاته، وهو خال رسول الله -ابن خالة أمه - وكان النبي يفاخر به القوم مداعبًا صحابته رضي الله عنه، ومفاخرًا للأقوام التي تأتي له، ويقول: "هَذَا خَالِي، فَلْيُرِنِي امْرُؤٌ خَالَهُ".
وهو رضي الله عنه خامس من أسلم على وجه الأرض برسالة النبي محمد ، وقيل هو السابع.
والأربعة الذين قبله أبو بكر الصديق، والسيدة خديجة ، وعلي بن أبي طالب، و زيد بن حارثة، والخامس هو سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه،
وكان قد أسلم على يد الصديق رضي الله عنه، وكان عمره عند إسلامه سبعة عشر أو تسعة عشر عامًا.
سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه هو الوحيد الذي فداه الرسول بأبيه وأمه، ففي غزوة أحد كان الرسول يقول له: "ارْمِ سَعْدٌ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي".
كان عمله رضي الله عنه هو بري النبال وسنُّ السيوف، ومن أثر هذه المهنة عليه أنه كان من أشد الناس إجادة في الرمي، فقَلَّما كان يخطئ في الرمي، وكان دائم الحراسة لرسول الله، وكان ممن يحمون رسول الله في غزوة أُحد، وقد أطلق في يومه أكثر من مائة سهم، وكان أقرب الناس للرسول.
سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه هو أول من أطلق سهمًا في الإسلام، فبعد أن استقر الرسول في المدينة أرسل سرية بقيادة عبيد بن الحارث لاعتراض قافلة لقريش، وكان سعد رضي الله عنه هو أول من أطلق سهمًا على هذه القافلة، ولكن هذه القافلة استطاعت الهروب، وكان ذلك قبل موقعة بدر.
وكان الرسول يدعو له: "اللَّهُمَّ سَدِّدْ رَمَيْتَهُ، وَأَجِبْ دَعْوَتَهُ". وبعد أن دعا له النبي بهذه الدعوة لم تُرد له دعوة، ولم تخطئ له رمية.
وكان أحد اليهود قد أخطأ في حق سعد رضي الله عنه فصبر عليه، ثم أخطأ في حقه فصبر عليه؛ فلما نفد صبره دعا عليه قائلاً: اللهم أهلكه بدابة عظيمة. وبعدها بقليل دخل جملٌ عظيمٌ السوقَ، وتتبع الجمل هذا الرجل اليهودي، والرجل يهرب منه في وسط الزحام ويقول: والله إنها لدعوة سعد!! حتى أهلكه الجمل.
من وصايا عمر بن الخطاب لسعد بن أبي وقاص
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لسعد بن أبي وقاص رضي الله عنه في هذه الوصية:
"السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد.. فإني آمرك ومن معك من الأجناد بتقوى الله على كل حال، فإن تقوى الله أفضل العُدَّة على العدو، وأقوى العدة في الحرب".
هذا ما بدأ به الفاروق الحكيم رضي الله عنه وصيته، فإن أفضل سلاح لمحاربة الأعداء هو تقوى الله، وإذا لم يتوافر هذا السلاح فلا قيمة لأي سلاح آخر مهما بلغت قوته وعَظُمَ شأنه.
"وآمرك ومن معك أن تكونوا أشد احتراسًا من المعاصي منكم من عدوكم، فإن ذنوب الجيش أخوف عليهم من عدوهم، وإنما يُنصر المسلمون بمعصية عدوهم لله، ولولا ذلك لم تكن لنا بهم قوة، لأن عددنا ليس كعددهم، وعدتنا ليست كعدتهم، فإذا استوينا في المعصية كان لهم الفضل علينا في القوة، وإلا ننصر عليهم بفضلنا ولن نغلبهم بقوتنا".
يضع الفاروق رضي الله عنه يد المسلمين على مفاتيح النصر الحقيقة، ويعلمهم أن النصر إنما يأتي بطاعة الجيش لله،
وليس النصر بالعدة أو العتاد، وإلا لكان في جانب العدو؛ فإنهم أكثر قوة وعتادًا، فإذا تساوى الجيشان في المعصية فهما عند الله سواء،
فلن يكون الله معنا ولن يكون معهم فينتصروا علينا بالعدة والعتاد، فقوتنا إنما هي أن الله معنا،
وإذا افتقدنا هذا العنصر -عنصر القوة من الله- كانت لهم الغلبة؛ لأنهم دائمًا يكونون أكثر عددًا وعدة. "واعلموا أن عليكم في سيركم حفظة من الله يعلمون ما تفعلون فاستحيوا منهم، ولا تعملوا بمعاصي الله وأنتم في سبيل الله".
يأمرهم رضي الله عنه ويذكرهم بالحياء من الملائكة الذين معهم ولا يفارقونهم، وبالحياء من الله؛ لأنهم إنما خرجوا جهادًا في سبيله. ثم يلفت نظرهم إلى أمرٍ مهم وخطير، نحن في واقعنا أحوج إليه من غيرنا يقول رضي الله عنه:
"ولا تقولوا: إن عدونا شرٌّ منا ولن يُسلط علينا وإن أسأنا، فرُبَّ قوم سُلِّط عليهم شَرٌّ منهم، كما سُلّط على بني اسرائيل -لما عملوا بمساخط الله- كفرةُ المجوس فجاسوا خلال الديار، وكان وعدًا مفعولاً".
مما قرأت ل أ.د. راغب السرجاني