بسم الله الرحمن الرحيم
[ معنى الختم ]…
في تفسير آية في المنافقين في آوائل سورة البقرة .
في قولة : { خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِم وَعَلَى سَمعِهِم وَعَلَى أَبصَارِهِم غِشَاوَةُ } آية ( 7 )
قال السدي: { خَتَمَ اللَّهُ } أي طبع الله .
ابن أبي حاتم 44/1 .
وقال قتادة في هذه الآية : استحوذ عليهم الشيطان إذ أطاعوه فختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى ابصارهم غشاوة ، فهم لا يبصرون هدى ولا يسمعون ولا يفقهون ولا يعقلون .
ابن أبي حاتم : 44/1
وقال ابن جريج: قال مجاهد { خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِم } قال: الطبع . ثبتت الذنوب على القلب فحفت به من كل نواحيه حتى تلتقي عليه ، فالتقاؤها عليه الطبع ، والطبع الختم .
ابن أبي حاتم: 44/1
قال ابن جريج: الختم على القلب والسمع .
الطبري:259/1
قال ابن جريج: وحدثني عبد الله بن كثير أنه سمع مجاهداً يقول: الران أيسر من الطبع ، والطبع أيسر من الإقفال، والإقفال أشد من ذلك كله .
الطبري:259/1
وقال الأعمش: أرانا مجاهد بيده فقال: كانوا يرون أن القلب في مثل هذه يعني الكف ، فإذا أذنب العبد ذنباً ضم منه ، وقال بأصبعه الخنصر هكذا، فإذا أذنب ضم، وقال بأصبع أخرى، فإذا أذنب ضم ، وقال بأصبعه هكذا ، حتى ضم أصابعه كلها، ثم قال: يطبع عليه بطابع . وقال مجاهد كانوا يرون أن ذلك الرين .
الطبري: 258/1
قال القرطبي : وأجمعت الأمة على أن الله عز وجل قد وصف نفسه بالختم والطبع على قلوب الكافرين مجازاة لكفرهم ، كما قال : { بَل طَبعَ اللهُ عَلَيهَا بِكُفرِهِم} .
القرطبي: 187/1
وذكر حديث تقليب القلوب" يَا مُقَلِّبَ القُلُوبِ ثَبِّت قُلُوبَنَا عَلَى دِينِكَ"
الترمذي: 2140 ، 3587 ، وابن ماجه: 3834
وذكر حديث حذيفة الذي في الصحيح عن رسول الله- صلى الله عليه وسلم - قال: " تُعرَضُ الفِتَنُ عَلَى القُلُوبِ كَالحَصِيرِ عُودًا عُودًا، فَأَيُّ قَلبٍ أُشرِبَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكتَهٌ سَودَاء ، وَأَيُّ قَلبٍ أَنكَرَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكتَةٌ بَيضَاءُ حَتَى تَصِيرَ عَلَى قَلبَينِ ، عَلَى أَبيَضَ مِثلِ الصَّفَا فَلا تَضُرُّه فِتنَةٌ مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَ الأَرضُ، وَ الآخَرُ أَسوَدُ مُربَادًّا كَالكُوزِ مُجَخِّيًا لا يَعرِفُ مَعرُوفًا وَلا يُنكِرُ مُنكَرًا" الحديث
مسلم: 128/1
قال ابن جرير : والحق عندي في ذلك ما صح بنظيره الخبر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، وهو ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- " إنَّ المُؤمِنَ إذَا أَذنَبَ ذَنبًا كَانَت نُكتَه سَودَاءُ فِي قَلبِهِ ، فَإِن تَابَ وَ نَزَعَ وَ استَعتَبَ صُقِلَ قَلبُهُ، وَإِن زَادَ زَادَت حَتّى تَعلُو قَلبَهُ، فَذَلِكَ الرًَّان الذِّي قَالَ اللهُ تَعَالى: { كَلاَّ بَل رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكسِبُونَ} "
الطبري: 260/1
رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه وقال الترمذي: حسن صحيح
تحفة الأحوذي :254/9 والنسائي في الكبرى: 509/6 وابن ماجه: 1418/2 .
[ إعراب غشاوة ومعناها]…
واعلم أن الوقف التام على قوله تعالى: { خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِم وَعَلَى سَمعِهِم } وقولة :{ وَعَلَى أَبصَارِهِم غِشَاوَةُ } جملة تامة ، فإن الطبع يكون على القلب وعلى السمع، والغشاوة وهي الغطاء يكون على البصر ، كما قال السدي في تفسيره عن ابن عباس وعن ابن مسعود وعن أناس من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في قوله: { خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِم وَعَلَى سَمعِهِم }يقول: فلا يعقلون ولا يسمعون، يقول: وجعل على أبصارهم غشاوة، يقول: على أعينهم فهم لا يبصرون .
الطبري : 266/1
من كتاب : المصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير للامام اسماعيل بن عمر بن كثير - رحمه الله - . ص 34 -35
اعداد: جماعة من العلماء .
بإشراف : الشيخ صفي الرحمن المباركفوري .
الناشر : دار السلام للنشر والتوزيع ، الرياض .
[ معنى الختم ]…
في تفسير آية في المنافقين في آوائل سورة البقرة .
في قولة : { خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِم وَعَلَى سَمعِهِم وَعَلَى أَبصَارِهِم غِشَاوَةُ } آية ( 7 )
قال السدي: { خَتَمَ اللَّهُ } أي طبع الله .
ابن أبي حاتم 44/1 .
وقال قتادة في هذه الآية : استحوذ عليهم الشيطان إذ أطاعوه فختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى ابصارهم غشاوة ، فهم لا يبصرون هدى ولا يسمعون ولا يفقهون ولا يعقلون .
ابن أبي حاتم : 44/1
وقال ابن جريج: قال مجاهد { خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِم } قال: الطبع . ثبتت الذنوب على القلب فحفت به من كل نواحيه حتى تلتقي عليه ، فالتقاؤها عليه الطبع ، والطبع الختم .
ابن أبي حاتم: 44/1
قال ابن جريج: الختم على القلب والسمع .
الطبري:259/1
قال ابن جريج: وحدثني عبد الله بن كثير أنه سمع مجاهداً يقول: الران أيسر من الطبع ، والطبع أيسر من الإقفال، والإقفال أشد من ذلك كله .
الطبري:259/1
وقال الأعمش: أرانا مجاهد بيده فقال: كانوا يرون أن القلب في مثل هذه يعني الكف ، فإذا أذنب العبد ذنباً ضم منه ، وقال بأصبعه الخنصر هكذا، فإذا أذنب ضم، وقال بأصبع أخرى، فإذا أذنب ضم ، وقال بأصبعه هكذا ، حتى ضم أصابعه كلها، ثم قال: يطبع عليه بطابع . وقال مجاهد كانوا يرون أن ذلك الرين .
الطبري: 258/1
قال القرطبي : وأجمعت الأمة على أن الله عز وجل قد وصف نفسه بالختم والطبع على قلوب الكافرين مجازاة لكفرهم ، كما قال : { بَل طَبعَ اللهُ عَلَيهَا بِكُفرِهِم} .
القرطبي: 187/1
وذكر حديث تقليب القلوب" يَا مُقَلِّبَ القُلُوبِ ثَبِّت قُلُوبَنَا عَلَى دِينِكَ"
الترمذي: 2140 ، 3587 ، وابن ماجه: 3834
وذكر حديث حذيفة الذي في الصحيح عن رسول الله- صلى الله عليه وسلم - قال: " تُعرَضُ الفِتَنُ عَلَى القُلُوبِ كَالحَصِيرِ عُودًا عُودًا، فَأَيُّ قَلبٍ أُشرِبَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكتَهٌ سَودَاء ، وَأَيُّ قَلبٍ أَنكَرَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكتَةٌ بَيضَاءُ حَتَى تَصِيرَ عَلَى قَلبَينِ ، عَلَى أَبيَضَ مِثلِ الصَّفَا فَلا تَضُرُّه فِتنَةٌ مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَ الأَرضُ، وَ الآخَرُ أَسوَدُ مُربَادًّا كَالكُوزِ مُجَخِّيًا لا يَعرِفُ مَعرُوفًا وَلا يُنكِرُ مُنكَرًا" الحديث
مسلم: 128/1
قال ابن جرير : والحق عندي في ذلك ما صح بنظيره الخبر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، وهو ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- " إنَّ المُؤمِنَ إذَا أَذنَبَ ذَنبًا كَانَت نُكتَه سَودَاءُ فِي قَلبِهِ ، فَإِن تَابَ وَ نَزَعَ وَ استَعتَبَ صُقِلَ قَلبُهُ، وَإِن زَادَ زَادَت حَتّى تَعلُو قَلبَهُ، فَذَلِكَ الرًَّان الذِّي قَالَ اللهُ تَعَالى: { كَلاَّ بَل رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكسِبُونَ} "
الطبري: 260/1
رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه وقال الترمذي: حسن صحيح
تحفة الأحوذي :254/9 والنسائي في الكبرى: 509/6 وابن ماجه: 1418/2 .
[ إعراب غشاوة ومعناها]…
واعلم أن الوقف التام على قوله تعالى: { خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِم وَعَلَى سَمعِهِم } وقولة :{ وَعَلَى أَبصَارِهِم غِشَاوَةُ } جملة تامة ، فإن الطبع يكون على القلب وعلى السمع، والغشاوة وهي الغطاء يكون على البصر ، كما قال السدي في تفسيره عن ابن عباس وعن ابن مسعود وعن أناس من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في قوله: { خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِم وَعَلَى سَمعِهِم }يقول: فلا يعقلون ولا يسمعون، يقول: وجعل على أبصارهم غشاوة، يقول: على أعينهم فهم لا يبصرون .
الطبري : 266/1
من كتاب : المصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير للامام اسماعيل بن عمر بن كثير - رحمه الله - . ص 34 -35
اعداد: جماعة من العلماء .
بإشراف : الشيخ صفي الرحمن المباركفوري .
الناشر : دار السلام للنشر والتوزيع ، الرياض .