- إنضم
- 10 سبتمبر 2013
- المشاركات
- 1,841
- التفاعل
- 8,849
- النقاط
- 122
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله وبعد
فهذا مقال رائع لطبيب مسلم منشور على ال(British medical journal) وهي مجلة طبية عريقة لا تخفى مكانتها على الاطباء في جميع ارجاء المعمورة..
كيف غير الاسلام الطب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله وبعد
فهذا مقال رائع لطبيب مسلم منشور على ال(British medical journal) وهي مجلة طبية عريقة لا تخفى مكانتها على الاطباء في جميع ارجاء المعمورة..
كيف غير الاسلام الطب
الاطباء والعلماء العرب وضعوا الاسس للممارسة الطبية في اوربا
الحضارة الاسلامية امتدت من الهند شرقا الي المحيط الاطلسي غربا. البنايات في الاندلس مثل الحمراء في غرناطه والمسجد في قرطبه والجيرالدا في سفيل هي خير شاهد على البصمات المعمارية التي تركتها هذه الحضارة في غرب اوربا, من ناحية اخرى يضل اثر الحضارة الاسلامية في العلوم والتكنولوجيا والطب الغربي بين السنتين 800 و1450 اقل تذكرا. كما دار الجدل في هذا الشهر في المؤسسة الملكية, العالم الغربي اليوم من الممكن ان يكون شكله مختلفا تماما من غير ارث العلماء المسلمين في بغداد والقاهرة وقرطبه واماكن اخري.
اثناء انتشار الاسلام خارج الجزيرة العربية الي سوريا ومصر وايران التقى بحضارات قوية الاسس ومراكز للتعلم. العلماء العرب ترجموا الاعمال الفلسفية والعلمية من اليونانية والسريانية (لغة العلماء النصارى الشرقيين) والبهلوية (لغة ايران ما قبل الاسلام) والسنسكريتية الي العربية. عملية الترجمة وصلت الي ذروتها مع تاسيس (بيت الحكمة) على يد الخليفة العباسي المامون في 830 . هذا ما جعل اللغة العربية اهم لغة علمية في العالم لعدة قرون وحفظ المعرفة التي من الممكن بغير هذا قد ضاعت والي الابد.
بالاضافة لاستيعاب ونشر المعرفة من الحضارات الاخرى, فقد قام العلماء العرب بالعديد من التطويرات العلمية والتقنية الهامة في الرياضيات والفلك والكيمياء وعلم المعادن واستخداماتها والعمارة والنسيج والزراعة. التقنيات التي طوروها مثل التقطير والتبلور واستخدام الكحول كمعقم مازالت تستخدم ليومنا هذا.
الاطباء والعلماء العرب ايضا وضعوا الاسس للممارسة الطبية في اوربا. قبل العهد الاسلامي, العناية الطبية كانت تقدم بشكل كبير من قبل الرهبان في المصحات وملحقات الاديرة. المستشفيات العربية الرئيسية كانت مراكز للتعليم الطبي وقد ادخلت العديد من المبادئ والبنى التي نراها في المستشفيات العصرية, مثل فصل اقسام النساء عن الرجال ونظافة المؤسسات والافراد والسجلات الطبية والصيدليات.
ابن النفيس الطبيب العربي في القرن الثالث عشر الميلادي قد وصف الدورة الدموية الرئوية اكثر من 300 سنة قبل وليام هارفي. الجراح ابي القاسم الزهراوي كتب التصريف الذي ترجم الي اللاتينية واصبح المرجع الاساسي في الطب في الجامعات الاوروبية خلال نهايات القرون الوسطى. الزهراوي كان مميزا ايضا في علم الامراض, شارحا الاستسقاء في الراس والامراض الوراثية الاخرى بالاضافة الي استحداث تقنيات جراحية جديدة مثل الخيط الجراحي (الدرز او الغرز) من امعاء القطط . البعض وصف الرازي المولود في عام 865, كاعظم طبيب في العالم الاسلامي. وهو صاحب كتاب المنصوري, وهو اطروحة من عشر مجلدات في الطب الاغريقي ,وايضا نشر في الجدري والحصبة: كتبه استمرت في اعادة الطباعة حتى القرن التاسع عشر. الكتب الطبية لابن رشد كانت ايضا واسعة الاستخدام في الجامعات الاوربية.
ابن سينا كان معروفا في الغرب بامير الاطباء. صناعته للطب الاسلامي, القانون في الطب, كان السلطة العليا في الامور الطبية في اوربا لعدة قرون. على الرغم من ان ابن سينا قام بتطويرات في علم الادوية وفي الممارسة السريرية, فان اعظم مساهماته كانت في فلسفة الطب. وهو الذي ابتدع نظاما في الطب ما يسمى اليوم بالهوليسي الذي يجمع العوامل المادية والنفسية والادوية والحمية في علاج المرضى .
في النهاية, الحضارة الاسلامية التي بنيت بواسطة العرب بدئت في الانحدار. في الشرق, ظهرت قوى جديدة: اولا المغول, الذين دمروا بغداد في 1258, اعظم المدن العربية في تلك الايام, ثم جاء الاتراك العثمانييين, الذين اخضعوا اجزاء كبيرة من العالم العربي الي امبراطوريتهم الجديدة من القرن الرابع عشر الي ما بعد ذلك. ضعيفة بالخلافات الداخلية والحروب الاهلية, معظم المدن الاسلامية في اسبانيا قد سيطرت عليها الجيوش النصرانية في القرن الرابع عشر. اخر امارة اسلامية في اسبانيا, غرناطه, استسلمت الي الاسبان في 1492 وحاكمها, ابي عبدالله, قد نفي الي شمال افريقيا .
تدفق التقنية والافكار من العالم الاسلامي الي الغرب قد تدنى وفي الست مئة سنة الماضية قد انعكس مساره. الاكاديميون والسياسيون مازالوا يناقشون الاسباب والعواقب الناجمة عن هذا الانحدار في التقنية والعلوم الاسلامية. هذا الارث للحضارة الاسلامية, رغم كل شيء, قد بقي معنا وجعل من الممكن بناء النهضة العلمية والثقافية الخاصة باوربا.