"مقالات وقصص قصيره"

  • انت....زائر..... هل ذكرت الله اليوم...... هل صليت على نبي الله اليوم ابدا الان وسجل ما يسرك ان تلقى الله به
  • سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم واستغفر الله
  • اللهم ان ظلمت من ضعفي فانصرني بقوتك
  • اللهم إني أسألُك من فضلِك و رحمتِك ؛ فإنَّه لا يملُكها إلا أنت
  • أحب ما تعبدني به عبدي النصح لي وفي رواية لكل مسلم رواه أحمد عن أبي أمامة الباهلي والحكيم وأبو نعيم
  • {اللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} (255) سورة البقرة
  • أربع خصال واحدة فيما بيني وبينك وواحدة فيما بينك وبين عبادي وواحدة لي وواحدة لك فأما التي لي فتعبدني لا تشرك بي شيئا وأما التي لك فما عملت من خير جزيتك به وأما التي بيني وبينك فمنك الدعاء وعلي الإجابة وأما التي بينك وبين عبادي ترضى لهم ما ترضى لنفسك رواه أبو نعيم عن أنس
  • يا ........ زائر .........................هلا تقرا الحديث بتمعن.......................... إﻧﻤﺎ أﺗﻘﺒﻞ اﻟﺼﻼة ﻣﻤﻦ ﺗﻮاﺿﻊ ﺑﮭﺎ ﻟﻌﻈﻤﺘﻲ وﻟﻢ ﯾﺴﺘﻄﻞ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻘﻲ وﻟﻢ ﯾﺒﺖ ﻣﺼﺮا ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺼﯿﺘﻲ وﻗﻄﻊ ﻧﮭﺎره ﻓﻲ ذﻛﺮي ورﺣ ﻢ اﻟﻤﺴﻜﯿﻦ واﺑﻦ اﻟﺴﺒﯿﻞ واﻷرﻣﻠﺔ ورﺣﻢ اﻟﻤﺼﺎب ذﻟﻚ ﻧﻮره ﻛﻨﻮر اﻟﺸﻤﺲ أﻛﻠﺆه ﺑﻌﺰﺗﻲ وأﺳﺘﺤﻔﻈﮫ ﺑﻤﻼﺋﻜﺘﻲ أﺟﻌﻞ ﻟﮫ ﻓﻲ اﻟﻈﻠﻤﺔ ﻧﻮرا وﻓﻲ اﻟﺠﮭﺎﻟﺔ ﺣﻠﻤﺎ وﻣﺜﻠﮫ ﻓﻲ ﺧﻠﻘﻲ ﻛﻤﺜﻞ اﻟﻔﺮدوس ﻓﻲ اﻟﺠﻨﺔ رواه اﻟﺒﺰار ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس
  • بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ (7)
  • قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ (4)
  • سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ [فصلت : 53]
  • أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر و لا فاجر من شر ما خلق، و برأ و ذرأ، و من شر ما ينزل من السماء و ما يعرج فيها و من شر ما ذرأ في الأرض و من شر ما يخرج منها، و من شر فتن الليل و النهار و من شر كل طارق، إلا طارقا يطرق بخير يا رحمان". رواه أحمد.
  • وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ (97) وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ (98) سورة المؤمنون
  • عن أبي سعيد رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يخرج في آخر أمتي المهدي، يسقيه الله الغيث، وتخرج الأرض نباتها، ويعطي المال صحاحاً، وتخرج الماشية وتعظم الأمة، يعيش سبعاً أوثمانيا، -يعني حججاً-. رواه الحاكم
  • عن أم سلمة رضي الله عنها، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: المهدي من عترتي من ولد فاطمة. رواه أبو داود وابن ماجه
  • في رواية لأبي داود: لو لم يبق من الدهر إلا يوم لبعث الله رجلا من أهل بيتي يملؤها عدلا كما ملئت جورا .
  • قال ﷺ : " اللهم فاطرَ السموات والأرض، عالمَ الغيب والشهادة، ربَّ كلِّ شيء ومليكَه، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شرِّ نفْسي، وشرِّ الشيطان، وشِرْكَْه ، وأن أقترف على نفسي سوءًا، أو أجرّه إلى مسلم "
  • من شغله قراءة القرآن عن دعائي ومسألتي أعطيته ثواب الشاكرين رواه ابن حذيفة عن شاهين عن أبي سعيد الخدري
  • وعزتي وجلالي ورحمتي لا أدع في النار أحدا قال لا إله إلا الله رواه تمام عن أنس بن مالك
  • اللهم إليك أشكو ضعف قوتي ، وقلة حيلتي ، وهواني على الناس ، أرحم الراحمين ، أنت أرحم الراحمين ، إلى من تكلني ، إلى عدو يتجهمني ، أو إلى قريب ملكته أمري ، إن لم تكن غضبان علي فلا أبالي ، غير أن عافيتك أوسع لي ، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات ، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة ، أن تنزل بي غضبك ، أو تحل علي سخطك ، لك العتبى حتى ترضى ، ولا حول ولا قوة إلا بك ) رواه الطبراني
  • اللهم اني مغلوب فانتصر
  • وانذر عشيرتك الأقربين ----------- اللهم فاشهد انني بلغت وحذرت
  • اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
  • يا ........ زائر .........................هلا تقرا الدعاء ... اللهم انك اقدرت بعض خلقك على السحر والشر ولكنك احتفظت لذاتك باذن الضر اللهم اعوذ بما احتفظت به مما اقدرت عليه شرار خلقك بحق قولك وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ
  • اللهم انت خلقتني وانت تهديني وانت تطعمني وانت تسقيني وانت تميتني وانت تحييني ***** لا اله الا الله******
  • إلهي عبد من عبادك ، غريب في بلادك ، لو علمت أن عذابي يزيد في ملكك ، وعفوك عني ينقص من ملكك لما سألتك المغفرة ، وليس لي ملجأ ولا رجاء إلا أنت ، وقد سمعت فيما أنزلت أنك قلت : إني أنا الغفور الرحيم ، فلا تخيب رجائي.
  • يا ........ زائر .........................هلا تقرا القران.......................... ﷽ قل هو ﷲ أحد۝ﷲ الصمد۝لم يلد ولم يولد۝ولم يكن له كفوا أحد.................. ............................. ﷽ قل هو ﷲ أحد۝ﷲ الصمد۝لم يلد ولم يولد۝ولم يكن له كفوا أحد .............................. ﷽ قل هو ﷲ أحد۝ﷲ الصمد۝لم يلد ولم يولد۝ولم يكن له كفوا أحد
إنضم
1 ديسمبر 2014
المشاركات
95
التفاعل
180
النقاط
37
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
( لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين )

في قصة يوسف عليه السلام مثل رفيع وقدوة حسنة في التغلب على التقاطع وآلام الماضي وأحزانه فلما اعترفوا اخوة يوسف بتفضيل الله له
واقروا بخطئهم وقدموا له المعذرة وشعروا بعظم الذنب قال لهم يوسف عليه السلام : لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين
لاتثريب عليكم : اي لا لوم ولا تعنيف عليكم اليوم ويتنازل عن كل حق له ويأبى خلقه الكريم في ذلك اليوم الذي قدر فيه العفو حتى عن مجرد توجيه اللوم إلى الذين ألقوه في غيابة الجب، إن اليوم في نظره أولى أن تبدأ به صفحة جديدة من الصفاء والمودة، وفي مجرد توجيه اللوم، عودة إلى الماضي البغيض، وإحياءً له، وهذا يتعارض مع الصفحة البيضاء النقية التي يريد أن يبدأ بها هذا اليوم .
لقد مرت تلك الأيام المتعبة بخيرها وشرها، فيجب أن يسدل الستار على حلوها ومرها ولم يبق إلا أن يطرد أشباحها المروعة عن مسرح الخيال، ويتحاشى المطالعة في ذلك التاريخ المظلم، فقد طوى سريعاً هذه الصفحة السوداء مما كان بينه وبين إخوته وغطى على آثارها بالصفح الجميل .

لقد عفا عفواً تاماً من غير تعبير لهم عن ذكر الذنب السابق ودعا لهم بالمغفرة وهذه نهاية الاحسان الذي لا يتأتى إلا من الخواص، وما أنسب ما وقع من يوسف بالمراتب الثلاثة المذكورة في قوله تعالى : ( والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين )
فيوسف عليه السلام كظم غيظه بقوله : ( لا تثريب عليكم اليوم ) ثم عفا عنهم بقوله ( يغفر الله لكم )
ثم أحسن إليهم بقوله بعد ذلك مباشرة : ( وأتوني بأهلكم أجمعين )

د. علي الصلابي
 
بِسْم الله الرحمن الرحيم
(قصة ابو سفيان بن الحارث رضي الله عنه)

:الصـــــــحابة:

سيد فتيان الجنة
أبو سفيان بن الحارث
إنه أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب -رضي الله عنه-، أحد فضلاء الصحابة، وابن عم النبي (، وأخوه في الرضاعة إذ أرضعتهما حليمة السعدية، قال فيه النبي (أبو سفيان بن الحارث سيد شباب أهل الجنة، أو سيد فتيان أهل الجنة) [ابن عبدالبر وابن سعد]. وكان أبو سفيان قبل إسلامه يعادي النبي ( ويهجوه بشعره، ولا يتخلف عن موضع تسير فيه قريش لقتاله.

وعندما عاد أبو سفيان بن الحارث من بدر، ناداه أبو لهب: يابن أخي، هلم إلينا، حدثنا كيف كان أمر الناس؟ فقال أبو سفيان: والله ما هو إلا أن لقينا القوم فمنحناهم أكتافنا يقتلوننا كيف شاءوا، ويأسروننا كيف شاءوا، وأيم الله مع ذلك ما لمتُ الناس، لقينا رجالاً بيضًا على خيل بُلق بين السماء والأرض، والله ما تليق شيئًا، ولا يقوم لها شيء ولا يقف أمامها شيء.

وفي الوقت الذي توجه فيه النبي ( إلى مكة عام الفتح، كان الله قد ألقى الإسلام في قلب أبي سفيان بن الحارث، فخرج هو وابنه جعفر، وعبد الله بن أبي أمية، ولقوا النبي ( فأعرض عنهم، فقالت أم سلمة، لا يكن ابن عمك وأخو ابن عمتك أشقى الناس بك. فقال علي بن أبي طالب لأبي سفيان: إيت رسول الله ( من قبل وجهه، فقل له ما قال أخوة يوسف ليوسف: {تالله لقد آثرك الله علينا وإن كنا لخاطئين}
[يوسف: 91]، فإنه لا يرضى أن يكون أحد أحسن قولاً منه، ففعل أبو سفيان ذلك.
فقال له الرسول {لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين} [يوسف: 92] [ابن عبدالبر]. وأسلم أبو سفيان وحسن إسلامه.

وشهد مع الرسول ( غزوة حنين، وثبت معه ( عندما فرَّ المسلمون، وأمسك بلجام فرسه (، وراح يضرب رءوس الكفار حتى عاد المسلمون إلى مكانهم، وقاتلوا مع نبيهم، ولما انتهت المعركة نظر ( فوجد أحد أصحابه ممسكا بلجام فرسه، فقال: (من هذا؟) فقال أبو سفيان: أنا ابن أمك يا رسول الله. [ابن هشام].
ولما مات الرسول ( حزن عليه أبو سفيان حزنًا شديدًا، ورثاه بالشعر، وذات يوم خرج أبو سفيان للحج، وهناك وافته منيته، حيث قطع الحلاق دملاً كان في رأسه، ثم وجدوه يحفر قبرًا، فتعجبوا من ذلك، فقال لهم: إني أعد قبري. ولم تمض ثلاثة أيام حتى مرض، فبكى عليه أهله، فلما رآهم يبكون قال لهم: لا تبكوا علي فإني لم أتلطخ بخطيئة منذ أسلمت.
 
بِسْم الله الرحمن الرحيم

إنما يتقبــل الله من المتقيــن






بعد أن مضى شهر رمضان شهر الصيام والقيام ، شهر أقبلت فيه أنفس بجدٍ واجتهاد على العبادة والتقرب إلى الله بأنواع الطاعات ،وشتى القربات، لا ندري من هو المقبول فنهنيه ومن هو المحروم فنعزيه .

كان السلف الصالح يجتهدون في إكمال العمل وإتمامه وإتقانه ثم يهتمون بالقبول ويخافون من رده {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ} عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : يا رسول الله {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ} أهو الرجل يزني ويشرب الخمر ؟ قال : ( لا يابنة الصديق ولكنه الرجل يصوم ويتصدق ويخاف ألا يقبل منه ).
وعن الحسن قال : {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ} قال : يعملون ما عملوا من أعمال البر، وهم يخافون ألا ينجيهم ذلك من عذاب ربهم .
وقال الحسن أيضاً : إن المؤمن جمع إحساناً وشفقة ، وإن المنافق جمع إساءة وأمناً ، ثم تلا الحسن { إِنَّ الَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيَةِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ * وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ * وَالَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ } [سورة المؤمنون] وقال المنافق : {قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي }.
وحكى ابن جرير قول سعيد بن جبير : {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ}يفعلون ما يفعلون وهم يعلمون أنهم صائرون إلى الموت وهي من المبشرات.
أي أنها علامة القبول للأعمال الصالحات فالخوف والوجل من أن يرد العمل دليلٌ على حقيقة إيمان العبد بوعد الله ووعيده ، وهي أيضاً أعمال صالحة يُثاب عليها العبد كما يثاب على أعمال الجوارح ، والخوف والوجل عندما تأتي بعد عمل صالح تكون من باب إلحاق العمل الصالح بعمل صالح آخر وهي علامة أخرى على قبول العمل .
فيا أهل الصيام تذكروا أنكم إلى ربكم راجعون ويا أهل القيام تأملوا ..! هل بلغ بكم من الخوف والوجل بعد رمضان ما يجعلكم من أولئك الذين يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون ، مواصلة العبادة بعد رمضان ، دوام على القيام والصيام والصدقة والذكر وقراءة القرآن .مرةً أخرى بعد انقضاء شهر رمضان شهر القرآن وشهر الغفران والعتق من النيران، ماذا عن الخوف من أن ترد الأعمال على صاحبها هل تحقق الخوف والوجل الدفع لدوام العمل .
بعد ذلك تأمل قول علي ابن أبي طالب رضي الله عنه : كونوا لقبول العمل أشد اهتماماً من العمل ، ألم تسمعوا قول الله عز وجل {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِين}. (المائدة:27) .
سئل الإمام أحمد عن معنى المتقين في هذه الآية فقال : يتقي الأشياء فلا يقع فيما لا يحل له .
ووردة في الآية آثار كثيرة عن سلفنا الصالح ، منها ما جاء عن أبي الدرداء قال : لإن أستيقن أن الله تقبل مني صلاةً واحدةً أحب إليّ من الدنيا وما فيها إن الله يقول: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِين}.
وقال علي رضي الله عنه : لا يَقِلّ عمل مع تقوى وكيف يَقِلّ ما يُتقبل .
كتب عمر بن عبد العزيز إلى رجل : أوصيك بتقوى الله الذي لا يقبل غيرها ولا غيرها ولا يرحم إلا عليها ولا يثيب إلا عليها فإن الواعظين بها كثير والعاملين بها قليل .
سئل موسى بن أعين عن قوله{إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِين} فقال : تنزهوا عن أشياء من الحلال مخافة أن يقعوا في الحرام فسماهم متقين .
دخل سائل على ابن عمر رضي الله عنه فقال لابنه اعطه ديناراً فاعطاه ، فلما انصرف قال ابنه: تقبل الله منك يا أبتاه فقال: لو علمت أن الله تقبل مني سجدةً واحدةً أو صدقة درهم لم يكن غائب أحب إلي من الموت تدري ممن يتقبل الله { إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَالْمُتَّقِين} .
وروى ابن جرير عن عامر بن عبدالله العنبري أنه حين حضرته الوفاة بكى، فقيل له ما يبكيك فقد كنت وكنت ؟ فقال يبكيني أني أسمع الله يقول {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِين} فمن منا أشغله هذا الهاجس !! قبول العمل أو رده , في هذه الأيام ؟ ومن منا لهج لسانه بالدعاء أن يتقبل الله منه رمضان ؟
فلقد كان السلف الصالح يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم شهر رمضان , ثم يدعون الله ستة أشهر أن يتقبل منهم .
وقال عبدالعزيز بن أبي رواد رحمه الله : أدركتهم يجتهدون في العمل الصالح فإذا فعلوه وقع عليهم الهم أيقبل منهم أم لا ؟ ، وكان بعض السلف يقول في آخر ليلة من رمضان :ياليت شعري من هذا المقبول فنهنيه ومن هذا المحروم فنعزيه ، أيها المقبول هنيئا لك،أيها المردود جبر الله مصيبتك ، فإذا فاته ما فاته من خير رمضان فأي شيء يدرك ومن أدركه فيه الحرمان فماذا يصيب كم بين حظه فيه القبول والغفران ومن حظه فيه الخيبة والخسران .

فابكوا على ما مضى من العمر واغتنموا ***** ما قد بقي فهو حق عندكم جاري

أخوكم
المختار من شبكة التبيان
2/10/1424

اللهم اجعلنا اجمعين من المتقين
ان دعاء المسلم لأخيه المسلم مجاب
لاتنسونا من دعائكم
 
  • إعجاب
التفاعلات: خادم الاسلام
بِسْم الله الرحمن الرحيم

حقيقة الدنيا وحكمة الخالق

الشيخ عاطف عبد المعز الفيومي.
من جوامع أعلام الهداية على الطريق للسائرين والمشتاقين إلى الجنة ونعيمها وأحوالهم، معرفتهم بحقيقة الحياة الدنيا، مع تمام الإعراض عنها، والزهد فيها: فمما لا ريب أن الله - تعالى - هو الخالق المعبود، وصاحب الإنعام والجود، ﴿ وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ﴾ [النحل: 53]، وقد خلق الله الجن والإنس لحكمة أرادها، وأقدار كتبها، وآجال ضربها، ودور أعدها، ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56]، وخلق الحياة الدنيا لتكون محط ابتلاء واجتباء، ﴿ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ﴾ [هود: 7]. وجعل فيها بقدرته نوازع الخير وأسبابه، ونوازع الشر وأسبابه، وجعل العباد في هذه الدار مخيرين في أعمالهم، واختيار سبيلهم، فمن عمل صالحًا فيها فهو التقي الناجي، ومن عمل السوء، وقارف الشرك والمحرمات، فهي المغبون الخاسر ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ﴾ [فصلت: 46].


قال علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: "إن الدنيا قد ترحلت مدبرة، ألا وإن الآخرة قد ترحلت مقبلة، ولكل واحدة منهما بنون، فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فإن اليوم عمل ولا حساب، وغداً حساب ولا عمل".


وقال ابن القيم - رحمه الله -: "فأول شواهد السائر إلى الله والدار الآخرة أن يقوم به شاهد من الدنيا وحقارتها، وقلة وفائها وكثرة جفائها وخِسّة شركائها وسرعة انقضائها".

وما هي إلا ساعة ثم تنقضي
www.alukah.net_Images_alukah30_space.gif

ويذهب هذا كله ويزولُ
www.alukah.net_Images_alukah30_space.gif



وقال أيضًا: "لما عرف الموفقون قدر الحياة الدنيا وقلة المقام فيها أماتوا فيها الهوى طلبا لحياة الأبد، ولما استيقظوا من نوم الغفلة استرجعوا بالجد ما انتهبه العدو منهم في زمن البطالة، فلما طالت عليهم الطريق تلمحوا المقصد، فقرب عليهم البعيد، وكلما أمرت لهم الحياة حلى لهم تذكر ﴿ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ﴾ [الأنبياء: 103].


ولهذا فأصحاب القلوب الحية الطاهرة، يعلمون حقيقة هذه الدار، ويعلمون أن الدنيا دار ابتلاء ومفر، وليست دار دوام ومقر، فشمروا هممهم، وعرفوا سبيلهم، وأصلحوا قلوبهم وسرائرهم وأعمالهم، وأعرضوا عن دار الدنيا إلا فيما ينفعهم في الدار الآخرة عند ربهم، لأنهم استبصروا حقيقة الدنيا وقد بين الله عوارها، وأوضح مكرها بأهلها المغترين بها، ولهذا قال تعالى: ﴿ فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ ﴾ [البقرة: 200].


وقال تعالى: ﴿ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [البقرة: 212]، وقال تعالى: ﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴾ [آل عمران: 185]. وقال تعالى: ﴿ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا ﴾ [النساء: 77]، وقال تعالى: ﴿ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴾ [الأنعام: 32].


وقال تعالى: ﴿ يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا شَهِدْنَا عَلَى أَنْفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ ﴾ [الأنعام: 130]. وقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ * إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [التوبة: 39،38].


وقال تعالى: ﴿وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا﴾ [الكهف: 45]. وقال تعالى: ﴿وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا﴾ [الكهف: 28]. وقال الله تعالى: ﴿اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ﴾ [الحديد: 20].


وقال تعالى: ﴿ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ * قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ﴾ [آل عمران: 15، 14]. وقال تعالى: ﴿ إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ * وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [يونس: 25، 24].


هذه هي حقيقة الدنيا كما ذكرها الله - تبارك وتعالى - في كتابه، حتى لا يغتر بها المتقون والسالكون، ولا يميل إليها المحبون والمشتاقون، لأن نعيم هذا الدار لا يدوم، وإذا دام قليلًا فلا يصفو لأحد، ولا يخلوا من كدر وهم وحزن ونكد، فيوم فيه الفرح والسرور، ويوم تضيق فيه الصدور، ويوم يكون فيه السخاء والغناء، ويوم يكون فيه الفاقة والعراء، ويوم فيه الراحة والبهجة والكثب، ويوم فيه التعب والنصب.


وقد قال ابن القيم: "كيف يسلم من له زوجة لا ترحمه، وولد لا يعذره، وجار لا يأمنه، وصاحب لا ينصحه، وشريك لا ينصفه، وعدو لا ينام عن معاداته، ونفس أمارة بالسوء، ودنيا متزينة، وهوى مرد، وشهوة غالبة له، وغضب قاهر، وشيطان مزين، وضعف مستول عليه، فإن تولاه الله وجذبه إليه انقهرت له هذه كلها، وإن تخلى عنه ووكله إلى نفسه اجتمعت عليه فكانت الهلكة"
www.alukah.net_Images_alukah30_space.gif




وقال أبو العتاهية الشاعر:

أرى الدنيا لمن هي في يديهِ
www.alukah.net_Images_alukah30_space.gif

عذاباً كلما كثرت لديهِ
www.alukah.net_Images_alukah30_space.gif

تهين المكرمين لها بصغرٍ
www.alukah.net_Images_alukah30_space.gif

وتكرم كل من هانت عليهِ
www.alukah.net_Images_alukah30_space.gif

إذا استغنيت عن شيءٍ فدعهُ
www.alukah.net_Images_alukah30_space.gif

وخذ ما أنت محتاج إليهِ
www.alukah.net_Images_alukah30_space.gif





وقد جاء في صحيح البخاري عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: "أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي وقال: كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل وعدّ نفسك من أصحاب القبور".



رابط الموضوع: http://www.alukah.net/sharia/0/64674/#ixzz3guPNMMxc
 
التعديل الأخير:
نادى الغلام: يا قتيبة "هكذا بلا لقب". فجاء قتيبة وجلس هو وكبير الكهنة أمام القاضي "جُمَيْع"، ثم قال القاضي: ما دعواك يا سمرقندي؟

قال: اجتاحنا قتيبة بجيشه، ولم يدعنا إلى الإسلام، ويمهلنا حتى ننظر في أمرنا.

التفت القاضي إلى قتيبة وقال: وما تقول في هذا يا قتيبة؟ قال قتيبة: الحرب خدعة وهذا بلد عظيم، وكل البلدان من حوله كانوا يقاومون، ولم يدخلوا الإسلام ولم يقبلوا بالجزية.

قال القاضي: يا قتيبة، هل دعوتهم للإسلام أو الجزية أو الحرب؟

قال قتيبة: لا، إنما باغتناهم لما ذكرت لك.

قال القاضي: أراك قد أقررت، وإذا أقر المُدَّعَى عليه انتهت المحاكمة. يا قتيبة، ما نصر الله هذه الأمة إلا بالدين، واجتناب الغدر، وإقامة العدل.

ثم قال: قضينا بإخراج جميع المسلمين من أرض سمرقند من حكام وجيوش ورجال وأطفال ونساء، وأن تُترك الدكاكين والدور، وأنْ لا يبق في سمرقند أحدٌ، على أنْ ينذرهم المسلمون بعد ذلك.

لم يصدق الكهنة ما شاهدوه وسمعوه! فلا شهود ولا أدلة، ولم تدم المحاكمة إلا دقائق معدودة، ولم يشعروا إلاّ والقاضي والغلام وقتيبة ينصرفون أمامهم.

وبعد ساعات قليلة سمع أهل سمرقند بجلبة تعلو، وأصوات ترتفع، وغبار يعم الجنبات، ورايات تلوح خلال الغبار. فسألوا، فقيل لهم: إنّ الحكم قد نُفِّذَ، وأنّ الجيش قد انسحب. في مشهدٍ تقشعر منه جلود الذين شاهدوه، أو سمعوا به.

وما إنْ غرُبت شمس ذلك اليوم إلا والكلاب تتجول بطرق سمرقند الخالية، وصوت بكاءٍ يُسمع في كل بيتٍ على خروج تلك الأمة العادلة الرحيمة من بلدهم.

ولم يتمالك الكهنة وأهل سمرقند أنفسهم لساعات أكثر، حتى خرجوا أفواجًا وكبير الكهنة أمامهم باتجاه معسكر المسلمين وهم يرددون شهادة أن لا إله إلا الله محمد رسول الله.

فيا لله ما أعظمها من قصة! وما أنصعها من صفحة من صفحات تاريخنا المشرق!

أرأيتم جيشًا يفتح مدينة ثم يشتكي أهل المدينة للدولة المنتصرة، فيحكم قضاؤها على الجيش الظافر بالخروج؟! والله لا نعلم شبهًا لهذا الموقف لأمةٍ من الأمم.

بقي أن تعرف أن هذه الحادثة كانت في عهد الخليفة الصالح عمر بن عبد العزيز، حيث أرسل أهل سمرقند رسولهم إليه بعد دخول الجيش الإسلامي لأراضيهم دون إنذار أو دعوة، فكتب مع رسولهم للقاضي أنِ احْكُمْ بينهم، فكانت هذه القصة التي تعتبر من الأساطير.

المصدر: موقع يا له من دين، نقلاً عن كتاب (قصص من التاريخ) للشيخ علي الطنطاوي.
 
تأملات تاريخية .. بين اصطفاءين

كان يوم اليمامة 11هـ يوما عظيما على المسلمين، فمرة لهم ومرة عليهم، ولما حمي الوطيس انكشف المسلمون عن رحالهم وأمتعتهم، عندها صرخ زيد بن الخطاب رضي الله عنه، وقال: "لا نجوتُ بَعْدَ الرِّحَال".

ثم اخترق الصفوف واستطاع أن يقتل الرِّجَّالُ بن عُنْفُوَةَ الذي كان على إحدى مجنبتي جيش مسيلمة الكذاب، وعندها تكلم جماعة من المسلمين أن يرجعوا، فقال زيد: "لَا نَحُور (نرجع) بَعدَ الرِّجَّالُ، لا وَاللَّهِ لا أَتَكَلَّمُ الْيَوْمَ حَتَّى نَهْزِمَهُمْ أَوْ أَلْقَى اللَّهَ فَأُكَلِّمَهُ بِحُجَّتِي! عَضُّوا عَلَى أَضْرَاسِكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ، وَاضْرِبُوا فِي عَدُوِّكُمْ، وَامْضُوا قُدُمًا".
وكانت مع زيد راية المسلمين يوم اليمامة، فلم يزل يتقدم بها في نحر العدو، ويضارب بسيفه حتى قُتل رحمه الله، ووقعت الراية فأخذها سالم مولى أبي حذيفة، فقال المسلمون: "يا سالم، إنا نخاف أن تؤتى مِنْ قِبَلِكَ!" فقال: "بِئْسَ حَامِلُ الْقُرْآنِ أَنَا إِنْ أَتَيْتُمْ مِنْ قِبَلِي".
لقد كان ثبات المسلمين من ثبات زيد، ونصر المسلمين من نصر زيد، غير أن زيدا رضي الله عنه حاز نصرا أبديا، وهو الشهادة في سبيل الله، ولما رجع الناس وصل نبأ استشهاد زيد إلى أخيه عمر بن الخطاب، فقال رضي الله عنه: "رَحِمَ الله أَخِي، سَبَقَنِي إِلَى الْحُسْنَيَيْنِ أَسْلَمَ قَبْلِي، وَاسْتُشْهِدَ قَبْلِي".
ثم إن عمر قابل ولده عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، فقال: "أَلا هَلَكْتَ قَبْلَ زيد! هلك زيد وأنت حي! ألا واريت وجهك عني؟". فكان رد عبد الله بنفسٍ نادمةٍ: "قد حَرَصْتُ عَلَى ذَلِكَ أَنْ يَكُونَ، وَلَكِنَّ نَفْسِي تَأَخَّرَتْ، فَأَكْرَمَهُ اللَّهُ بِالشَّهَادَة"، وفي رواية قال: "سَأَلَ اللَّهَ الشَّهَادَةَ فَأُعْطِيهَا، وَجَهَدْتُ أَنْ تُسَاقَ إِلَيَّ فَلَمْ أُعْطَهَا".


· اصطفاء استشهاد
موقف قَّلما يتكرر في التاريخ من رجال صنعوا التاريخ، نذروا حياتهم في سبيل الله، فعاشوا بين اصطفاءين، فهذا زيد كان يتحرى مواطن الشهادة في سبيل الله لينال بها السبق عن أخيه ويصطفيه الله شهيدا، حتى أن عمر قال له يوم أحد: "أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ إِلا لَبِسْتَ دِرْعِي"، فلبسها زيدٌ ثم نزعها، فقال له عمر: مَا لَكَ؟ قال: "إِنِّي أُرِيدُ لِنَفْسِي مَا تُرِيدُ لِنَفْسِكَ"، أي أريد الشهادة كما تريدها يا عمر.
تمنى زيد أن يموت شهيدا، وعلم أن نيل مطلبه لن يكون بالكلام وإنما بالعمل، فقال: "لا وَاللَّهِ لا أَتَكَلَّمُ الْيَوْمَ حَتَّى نَهْزِمَهُمْ أَوْ أَلْقَى اللَّهَ فَأُكَلِّمَهُ بِحُجَّتِي!"، فنالها مقبلا غير مدبر، وهو يحمس المسلمين ويشحذ همتهم على الصمود والتحدي، ويقول: "عَضُّوا عَلَى أَضْرَاسِكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ، وَاضْرِبُوا فِي عَدُوِّكُمْ، وَامْضُوا قُدُمًا".


· اصطفاء استبقاء
وهذا عمر رضي الله عنه يعنِّف ولده، ويظن فيه التقصير وعدم تحريه مواطن الاستشهاد، وكأنه يقول لعبد الله: كيف يستشهد عمك وهو أسن من أبيك (كان لدى عمر 51 سنة) وأنت حيٌّ وما زلت في ريعان شبابك (22 سنة)؟! ألا تستحي من تقصيرك فتختفي وتواري وجهك عني؟!
وهنا يرد ابن عمر رضي الله عنهما، مبينا أن حرصه على اصطفاء الشهادة لم يكن أقل من حرص عمه المسنِّ عليه، إلا أن الاستشهاد في سبيل الله كرامة لا ينالها أي أحد، وإنما {وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ} [آل عمران: 140]. ثم أبان ابن عمر عن حال عمه ونفسه، فقال: "سَأَلَ اللَّهَ الشَّهَادَةَ فَأُعْطِيهَا، وَجَهَدْتُ أَنْ تُسَاقَ إِلَيَّ فَلَمْ أُعْطَهَا"، أي أنني لم أقصر، بل جهدت وسقت إليها نفسي سوقا، فلم أَنَلْه


· بين اصطفاء الاستشهاد واصطفاء الاستبقاء
يتمنى كثير من المسلمين أن ينال شرف الشهادة في سبيل الله، وهي منزلة لا تعدلها منزلة، فكل الناس يموتون إلا الشهيد فيحيا، قال تعالى: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ} [آل عمران: 169 - 171].
ولذلك كان سيد الخلق يجود بنفسه في سبيل الله ويقدمها في مواطن الوغى، وَلَودَّ صلى الله عليه وسلم أن يجود بها ألف مرة في سبيل الله، وهو القائل: " والذي نفس محمد بيده لوددت أن أقاتل في سبيل الله، فأُقتل، ثم أحيا ثم أُقتل، ثم أحيا ثم أُقتل، ثم أحيا ثم أُقتل، ولولا أن أشق على المؤمنين، ما تخلفت خلف سرية تخرج أو تغزو في سبيل الله، ولكن لا أجد سعة فأحملهم، ولا يجدون سعة فيتبعوني، ولا تطيب أنفسهم أن يتخلفوا بعدي".
فالمجاهدون والشهداء هم -كما قال ابن القيم: "جند الله، الذين يقيم بهم دينه، ويدفع بهم بأْس أعدائه، ويحفظ بهم بيضة الإسلام، ويحمى بهم حوزة الدين، وهم الذين يقاتلون أعداء الله ليكون الدين كله لله، وتكون كلمة الله هي العليا، قد بذلوا أنفسهم في محبة الله، ونصر دينه، وإعلاءِ كلمته، ودفع أعدائه، وهم شركاءُ لكل من يحمونه بسيوفهم في أعمالهم التي يعملونها، وإن باتوا في ديارهم، ولهم مثل أُجور من عبد الله بسبب جهادهم وفتوحهم، فإنهم كانوا هم السبب فيه".


· والسؤال هنا: كيف ترتَجِي أن تَمُوتَ شهيدًا، وما نَويتَ الرِّباطَ يومًا ولا ليلةً، ولا سعيت في لحظةٍ من حياتك كلها لهذه الخاتمة ؟!
إذن لا بد لك من حياة تقدمها قبل الموت، وما بين الاصطفاءين في حياة المسلم، كما بين زيد وابن عمر، هي حياتك أنت وهمتك أنت، كما قيل: "وهل يموت أحدٌ في سبيل الله إلا وهو قد عاش قبل ذلك في سبيل الله؟!".
إن الموت في سبيل الله يسبقه آماد طويلة من الحياة في سبيل الله، فهل يستوي من هو قاعد في بيته آمنا مترفا، ومن نذر نفسه لدينه ودعوته، فهو إما أن يعيش فوق الأرض من الأحياء في سبيل الله، وإما أن يكون تحت الثرى من الأموات في سبيل الله.


شتان بين الذين لربهم باعوا النفوسا *** الباسمين إلى الردى والموت يرمقهم عبوساً

والحياة في سبيل الله شرف ما بعده شرف، أن يعيش المسلم لدينه ويحمل هموم أمته، يعيش مرابطا على ثغور الإسلام، يخشى أن يؤتى الإسلام من قِبَلِه، وهي بلا شك حياة مليئة بالمصاعب والمشاق، كما قال سيد قطب: "إن الذي يعيش لنفسه قد يعيش مستريحا، ولكنه يعيش صغيرا ويموت صغيرا. فأما الكبير الذي يحمل هذا العبء الكبير فماله والنوم؟ وماله والراحة؟ وماله والفراش الدافئ، والعيش الهادئ؟ والمتاع المريح؟! ولقد عرف رسول الله صلى الله عليه وسلم حقيقة الأمر وقدَّره، فقال لخديجة رضي الله عنها وهي تدعوه أن يطمئن وينام: "مضى عهد النوم يا خديجة!".
وإن الذي يتأمل مصلحة الإسلام بين الاصطفاءين يجد أن لكل منهما للأمة خير، وهذا هو الفهم المتوازن لعقيدة المسلم السليمة، وهذا الفهم ما عاش به سلف الأمة وخيارها على مر القرون، فكانوا في ساحات الوغى أُسدٌ مقاتلين وفي ساحات البناء معمرين وللحق ناطقين ولربهم عابدين، كما قال تعالى: ولقوله تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ* لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} [الأنعام: 162- 163].
"إن الأمر يحتاج إلى وعي رشيد لتجديد المفاهيم ووضعها في محلها الصحيح اللائق بها، حيث نرى كثيراً من أبناء الأمة قد أتقن فنون الموت في سبيل الله دون أن يتقن ولوج ساحات الحياة في سبيل الله وما أكثرها وما أشقها، والذي خاض في هذا الخضم الشائك المترامي الأطراف مع شياطين الإنس والجن يدرك المصاعب المتكاثرة المعترضة في طريقه، كما عبر عباس السيسي رحمه الله: "الحياة في سبيل الله أشق من الموت في سبيل الله ألف مرة". وهذا ما أراده الداعية محمد الغزالي رحمه الله وهو يقول في لوعة بعد مصائب مؤلمة: "أريد أن أفهِّم أبناء جماعة المسلمين أن الحياة في سبيل الله كالموت في سبيل الله".
وبهذا الفهم الدقيق علَّمنا عبد الله بن رواحة قائلاً: "أنا لا أزال حبيساً في سبيل الله حتى أموت". ومن بعده قال شيخ الإسلام ابن تيمية : "والله إني إلى الآن أجدد إسلامي كل وقت". فما أصعب الحياة في سبيل الله، وما أسهل الموت في ذات السبيل!! الأول يتطلب جهاد العمر كله، والثاني لا يتطلب سوى جزء يسير من العمر، كمال قال الشاعر:


فإذا حييت ملأت هذي الأرض بشراً *** وإذا قضيت عرفت كيف تموت حراً

· لا نامت أعين الجبناء
وقد رأيتني أتأمل كلمة المجاهد الكبير خالد بن الوليد رضي الله عنه ليث المشاهد وبطل الإسلام، وقد حضره الموت، يقول: "لقد طلبتُ القتلَ مظانَّه، فلم يُقَدَّر لي إلا أن أموت على فراشي، وما مِن عملي شيء أرجى عندي بعد التوحيد من ليلة بِتُّها، وأنا مُتَتَرِّسٌ والسماء تُهِلُّني، ننتظر الصبح حتى نغير على الكفار".
وقال رضي الله عنه: "لقد شهدتُ مائة زحف أو زُهاءَها، وما في جسدي موضع شبر إلا وفيه ضربةٌ أو طعنة أو رَمْية، ثم ها أنا ذا أموت على فراشي كما يموت العَيْر، فلا نامت أعين الجبناء".
فهذا خالد بن الوليد الذي فعل الأفاعيل بالمشركين والمرتدين والفرس والروم، والذي كان لا ينام ولا يترك أحدا ينام، وكأني به قد استحضر جميع وقائعه أمام عينيه وقد طلب الشهادة والقتل في سبيل الله مظانِّه، ثم ها هو ينام على فراشه! وكأنه شعر بقهر في نفسه وقد تساوى مع الجبان، يموت حتف النفس، "أموت على فراشي كما يموت العَيْر" أي الحمار!!


فأي صبر تحمله خالد بن الوليد، وأي ألم شعر به، وهو يقول: فلا نامت أعين الجبناء!!
وهذا الشعور الذي ألمَّ بخالد بن الوليد -لحظة وفاته- أن الله لم يصطفيه شهيدا في ساحة المعركة، ربما يشعر به البعض ويتهم نفسه بالتقصير وأن نفسه غير أهل لاصطفاء منزلة الشهادة عند الله تعالى، فالله الذي اصطفى حمزة وجعفر وزيد للشهادة في سبيله، هو الذي اصطفى أبا بكر الصديق وخالد بن الوليد وعبد الله بن عمر ليستبقيهم لبناء الأمة ومدافعة الباطل وإعلاء كلمة الله في الأرض.
فقد يكون استشهاد فرد خير له وللأمة، بما فيه من رفعة منزلته عند الله وتذكير لأهله وهداية لأقرانه وتثبيت لأتباعه، بل وحياة للآخرين، وقد يكون استبقاء الله له خير لدينه ودنياه، ورفعة له في الدرجات والمنازل، بما يقدمه من الطاعة والجهاد والدعوة والبناء، وربما كان ذاك ما قصده الفيلسوف الجزائري مالك بن نبي إذ كتب: "إن الأبطال لا يقاتلون من أجل البقاء، بل في سبيل الخلود".


· ومن اللطائف التي خلدها المؤرخون في حق الملك العادل نور الدين محمود بن زنكي رحمه الله أنهم قرنوا اسمه بالشهادة مع أنه مات على فراشه، فغالبا ما يذكره كل من الذهبي وابن كثير وابن خلدون وغيرهم بقولهم: نور الدين محمود الشهيد، أو الشهيد نور الدين، وذلك لما عرف عنه من تحريه لمواطن الشهادة في الحروب والجهاد.
وكان نور الدين يقول متحسرًا: "قد تعرضت للشهادة غير مرة، فلم يتفق لي ذلك، ولو كان فيَّ خير ولي عند الله قيمة لرزقنيها، والأعمال بالنيات"، وقال له يوماً الإمام الفقيه قطب الدين النيسابوري: "بالله يا مولانا السلطان لا تخاطر بنفسك؛ فإنك لو قُتلت قُتل جميع من معك وأخذت البلاد، وفسد المسلمون"؛ فقال له: "اسكت يا قطب الدين، فإن قولك إساءة أدب مع الله، ومن هو محمود؟ من كان يحفظ الدين والبلاد قبلي، غير الذي لا إله إلا هو؟ ومن هو محمود؟ قال: فبكى من كان حاضراً" رحمه الله.
فتأمل كيف خلد الله تعالى ذكره في شهداء الدنيا، وهو عند الله تعالى كذلك، نحسبه ولا نزكيه، فاحرص أخي على النية والصدق في الإقبال والعزم، وحكمة الله تعالى هي الفاصلة في ذلك كله، وقد قال تعالى: {قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (51) قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ} [التوبة: 51 - 52]. وقال صلى الله عليه وسلم: "من سأل الله الشهادة بصدق، بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه".


فاللهم استعملنا في طاعتك، وأحينا في سبيلك، وأمتنا في سبيلك