الكرامـــة الثانيــة عشـــر :
( كرامــة تشريــف الله لهم بمقــام الصادقيــن )
يقول ربنا فى محكم تنزيله :
لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُتَّقُونَ(177)البقرة.
فالخير ليس فى تولية الوجوه عند الصلاة ناحية المشرق أو المغرب . وإنما الخير فى الايمان الحق بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين. و فى الذى ينفق ماله بحب ومودة واخلاص وصدق لمن يحتاجه. من الفئات المختلفة – قربى , مساكين , ابناء السبيل , السائلين , من فى الرقاب . و في الذى أقام صلاته ووفى بعهده اذا عاهد . وإنما الخير فيمن صبر فى كل الأحوال حلوة كانت أو مُرّة .
المتصفون بهذه الصفات هم الصادقون . المتصفون بهذه الصفات هم المتقون . فالله الله فى المتقين ... فهم المختصون بالوصف وربانية التوفيق والعصمة .
ما أجمله من وصف , وما أحلاه من أمل أن نكون من الصادقين , ولم لا ؟
والصدق قد أمر به المولى والنبى الكريم . الصدق الذى يجعل من التاجر الصدوق صاحب مكانة مع الانبياء والشهداء . انه ذلكم المقام الذى دعا اليه المولى بقوله : وكونوا مع الصادقين . الصدق الذى يكون لصاحبه منجاه .
دعاء ورجاء:
اللهم يا مؤنس كل وحيد يا صاحب كل فرِيد , يا قريباً غير بعيد يا غالباً غير مغلوب , يا بديع السموات والأرض ياذا الجلال والإكرام , لا إله إلا أنت اللهم كن لنا ولا تكن علينا , واجعلنا من الصادقين واجعلنا من المتقين يارب العالمين.
الكرامـــة الثالثــة عشـــر :
( كرامــة تشريــف الله بجعلهــم أكـــرم الخلــق عنده )
{ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ }
. سورة الحجرات : 13.
لا الأبيض ولا الكبير عند الله هو الأكرم . لا النسب ولا الوجاهه هى الأكرم . لا القبيلة ولا العزوة هى المقياس عند الله . ولا الغنى ولا غيره هو المقياس الأكرم . بل المقياس هو الأتقى .
وماذا تعنى الكرامة ؟ هى القرب والمكانة من الله الكريم . و العزّ والسيادة من العزيز الرحيم . فكلنا من آدم وحواء . مهما تشعبت بلادنا وقبائلنا فنحن فى الانتساب واحد.
فلم يكون الكبْر ؟ وعلامَِ يكون الاستعلاء على الناس ؟ كلنا من تراب . وكلنا خلقنا من منىًّ يُمنى . أى أن خلْقَنا ضعيف . فلا داعى لغطرسة ولا مجال لبهرجة . فرُبّ أشعث أغبر لو أقسم على الله لأبرّه .
دعاء ورجاء :
يارب اجعلنا ممن تواضع لعظمتك , واجعلنا فى أعيننا صغارا وفى أعين الناس كبارا ,
ولاتجعل للكبر ولا الغطرسة علينا سبيلا .
الكرامة الرابعة عشرة :
( كرامة محبة الله )
{ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ}
. سورة التوبة : 4 .
التقوى مُحبِبَة للرب فى العبد التقى . التقى عند ربه محبوب . وماذا بعد حب الاله للعبد . اللهم إنا نشهدك أنا نحبك . فاجعلنا من المتقين حتى ننال حبك وحب من يحبك .
وماذا تعنى محبة الله ؟ أتعنى التوفيق . أم الهداية والرشاد والسداد . أم هى كل ذلك وأكثر .
الكرامــة الخامســة عشـــر :
( كرامــة الفـــلاح )
{ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}
. سورة البقرة : 189 .
التقوى فلاح ونجاح .. والتقى فالح وناجح . التقوى زيادة واستزادة والتقى مميز دائما وفى ريادة . و بر وخير وكمال .. والتقى بار وخيّر ويسعى للكمال الانسانى فى كل صوره .
الكرامــة السادسـة عشـــرة :
( كرامــة الوِصــال والقُربـى )
{ وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ }
. سورة الحج : 37
فى الحج لاينال الله من الذبائح شيئا. ولكن الذى يهم ربنا ويعنيه هو الاخلاص فى القصد . فالذى سيعود على الحاج من الذبح هو صدق نيته واخلاصه لله وحده . وهذا هو الخير الذى سيحصده . فاخلاصه لربه فى الذبح سيكتب له ويسجل . وسيلقاه عند ربه فى ميزانه يوم القيامة . فكأن تحقيق التقوى – باخلاص العمل – هو الفيصل فى قبول الله .
دعاء ورجاء :
اللهم ارزقنا الاخلاص لك وحدك لاشريك لك ولاتجعل فى ذبائحنا ولا سائر طاعاتنا شيئا لأحد غيرك , ربنا تقبل منا انك أنت السميع العليم , اللهم حصّن أعمالنا من الرياء وطهّر قلوبنا من الكبْر والعجب , حتى ننال منك كل قرب ووصل وخير .
الكرامــــة السابعـــة عشـــر :
( كرامــة الفــوز بالجــزاء اذا أصابتهــم المِحنـــة )
{ إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} . سورة يوسف : 90
التقى لايضيعه الله . التقى مُحسن قد أحسن علاقته بربه . التقى لأنه نال معيّة ربه فهو لايضيع _ كما قالت السيدة هاجر لابراهيم : اذن لن يضيعنا الله . التقى يفوز بأجر تقواه
الكرامــة الثامنــة عشـــر :
( كرامــة قبــول الصدقــة )
{ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ}
. سورة المائدة : 27 .
التقى هو من يتقبل الله صدقته . التقى هو المخصوص بالقبول من الله . ليس كل انفاق مقبول ولكنه من التقى مرضىٌ عنه من ربه ومقبول باذن الله .
يتبع