- إنضم
- 30 نوفمبر 2014
- المشاركات
- 4,420
- التفاعل
- 26,567
- النقاط
- 122
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وصل اللهم على نبينا محمد واله وصحبه الكرام وسلم تسليما كثيرا
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على إمام المتقين ، وخاتم الأنبياء والمرسلين ... سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم - ، وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين ، وعلى صحابته الأبرار الميامين
أما بعد
فقد روى مسلم في صحيحه وأحمد في مسنده عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ :-" يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ، يَأْتُونَكُمْ مِنَ الْأَحَادِيثِ بِمَا لَمْ تَسْمَعُوا أَنْتُمْ، وَلَا آبَاؤُكُمْ، فَإِيَّاكُمْ وَإِيَّاهُمْ، لَا يُضِلُّونَكُمْ، وَلَا يَفْتِنُونَكُم "
فصل :- الإدعاء الأحدث ... المهدي رسول !!!
إن أعظم الافتراءات ، وأشدها خطورة على عقيدة المسلم وأعظمها خبثاً وسميه ، هي قول من زعم أن المهدي رسول ، وحجتهم في ذلك أن محمداً – صلى الله عليه وسلم – هو خاتم النبيين وليس خاتم المرسلين ، وانه لم يرد نص في أن الرساله قد ختمت بمحمد – صلى الله عليه وسلم – .
والحقيقه إن هذا الزعم الفاسد يقف وراءه غلاة الشيعه ومن حذا حذوهم ، وللأسف انطلقت به ألسن عدد من العوام على الانترنت بغير علم ولا هدى ، وهو قول يهدم عقيدة المسلم ودينه .
ويرده ما تواترت به الأحاديث والآثار بأن النبوه والرساله قد ختمت برسول الله – صلى الله عليه وسلم - ، فلا نبي ولا رسول بعده، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .
ونستعرض هنا بعضاً من هذه الآثار ...
أولا :- روى أحمد في مسنده والترمذي في سننه بإسناد صحيح عن أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الرِّسَالَةَ وَالنُّبُوَّةَ قَدْ انْقَطَعَتْ فَلَا رَسُولَ بَعْدِي وَلَا نَبِيَّ»، قَالَ: فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ: «لَكِنِ المُبَشِّرَاتُ». قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا المُبَشِّرَاتُ؟ قَالَ: «رُؤْيَا المُسْلِمِ، وَهِيَ جُزْءٌ مِنْ أَجْزَاءِ النُّبُوَّةِ» ... والحديث صححه الألباني والأرناؤوط ، وقد ورد هذا الحديث بألفاظ وطرق متعدده في الصحاح والسنن والمسانيد .
فهذا الحديث هو نص قاطع ودليل ساطع لا يقبل التأويل على أن النبوه والرسالة قد ختمت برسول الله محمد – صلى الله عليه وسلم – ، وأن وحي السماء قد انقطع بموت رسول الله – صلى الله عليه وسلم - ، ولم يبق إلا المبشرات وهي الرؤى الصالحه الصادقه .
بل إن هذا الأثر الصحيح يعد حجه على هؤلاء السفهاء الذين اتخذوا من الرؤى المكذوبه وأحاديث النفس حجة ومطيه في مقابلة نصوص الكتاب والسنه ليتأولوها وفقا لأهوائهم ، وليطوعوا الألفاظ تبعاً لمرادهم ... ومن كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مداً .
***
ثانياً :- روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا تقوم الساعة حتى يبعث دجالون كذابون قريب من ثلاثين. كلهم يزعم أنه رسول الله "
وعند أبي داود والترمذي بإسناد صحيح عن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين، وحتى يعبدوا الأوثان، وإنه سيكون في أمتي ثلاثون كذابون كلهم يزعم أنه نبي، وأنا خاتم النبيين، لا نبي بعدي"
وهذا الحديث الصحيح يدحض مزاعم هؤلاء الكذابين الذين يزعمون أن المهدي رسول وأنه سيؤتى كتابا ، وهنا ارشاد لنا أنه إذا خرج أحدهم وزعم أن ( المهدي رسول من عند الله ) ... فأعلموا أنه كذاب دجال ، ولو طار في الهواء أو ابتغى نفقا في الأرض أو سلماً في السماء .
***
ثالثاً :- روى أحمد في مسنده والدارمي في سننه عن جابر بن عبد الله: " أنّ عمر بن الخطّاب أتى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بكتاب أصابه من بعض أهل الكتاب فقرأه النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فغضب، فقال: أمُتَهَوِّكون فيها يا ابن الخطّاب، والّذي نفسي بيده لقد جئتكم بها بيضاء نقيّة، لا تسألوهم عن شيء فيخبروكم بحقّ فتكذّبوا به، أو بباطل فتصدّقوا به، والّذي نفسي بيده، لو أنّ موسى صلّى الله عليه وسلّم كان حيّا ما وسعه إلاّ أن يتبعني " ... والحديث حسنه الألباني في ( الإرواء ) ، وكذا فعل شعيب الأرناؤؤوط في تعليقه على (شرح السنه )
وقد علمنا أن الله – عز وجل – قد قال في شأن موسى – عليه السلام - :- " وَاذْكُرْ في الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلِصاً وَكَانَ رَسُولاً نَّبِيّاً " ... وحق لكل ذي لب وعقل أن يتأمل ويفهم ويعقل عن الله وعن رسوله مرادهما .
فموسى – عليه السلام – كان رسولا نبيا ، ولو كان حيا لما وسعه إلا أن يتبع الرساله المحمديه التي ختمت كافة رسالات السماء ، وتمت بها النعمه ، وكمل بها الدين ... وكلمات هذا الحديث الشريف فيها من الضياء والنور ما ينير الدرب لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ، ولكن كثر المتهوكون في زماننا ، والله المستعان .
***
رابعاً :- وفي الصحيحين عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أنه النبي – صلى الله عليه وسلم – قال :- " كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء كلما هلك نبي خلفه نبي وإنه لا نبي بعدي وسيكون خلفاء فيكثرون .... "
ويتضح من النص أنه لن يكون بعد وفاة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إلا خلفاء يتدبرون أمور الرعيه .
وقد روى أحمد في مسنده والطيالسي والبيهقي عن حذيفة بن اليمان – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال :- " تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكًا عاضًا فيكون ما شاء الله أن يكون، ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها، ثم تكون ملكًا جبرية فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، ثم سكت " ... والحديث صححه الألباني وحسنه شعيب الأرناؤوط
وأود هنا أن أعرج على لطيفه أشار إليها الشيخ (عبدالرحمن البراك) قال :- " الفرق المشهور بين النبي والرسول ، أن الرسول من أوحي إليه بشرع وأمر بتبليغه ، والنبي من أوحي إليه بشرع ولم يؤمر بتبليغه ، ولكن هذا الفرق لا يسلم من إشكال ، فإن النبي مأمور بالدعوة والتبليغ والحكم ولهذا قال شيخ الإسلام بن تيمية : الصواب أن الرسول هو من أرسل إلى قوم كفار مكذبين ، والنبي من أرسل إلى قوم مؤمنين بشريعة رسول قبله يعلمهم ويحكم بينهم كما قال تعالى : (إنا أرسلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا ) فأنبياء بني اسرائيل يحكمون بالتوراة التي أنزل الله على موسى ، وأما قوله تعالى : ( وخاتم النبيين ) ولم يقل خاتم المرسلين ؟ فلأن ختم الرسالة لا يستلزم ختم النبوة ، واما ختم النبوة فيستلزم ختم الرسالة ولهذا قال عليه الصلاة والسلام : " انه لا نبي بعدي " ، ولم يقل لا رسول بعدي . فعُلم أنه صلى الله عليه وسلم لا رسول بعده ولا نبي بل هو خاتم النبيين والمرسلين عليهم الصلاة والسلام . "
***
خامساً :- وفي الصحيحين ومسند أحمد عن جابر بن عبدالله أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال :- " مثلي ومثل الأنبياء كمثل رجل بنى دارا فأتمها وأكملها إلا موضع لبنة فجعل الناس يدخلونها ويتعجبون منها ويقولون لولا موضع اللبنة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنا موضع اللبنة جئت فختمت الأنبياء " ... واللفظ لمسلم في صحيحه
وقد تم البناء ، فليس لأحد أن يزعم أنه واضع للبنة جديده ... قال الله – عز وجل - :- " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا "
***
سادساً :- وفي الصحيحين عن جبير بن مطعم – رضي الله عنه – قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن لي أسماء : أنا محمد ، وأنا أحمد ، وأنا الماحي الذي يمحو الله تعالى بي الكفر ، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي ، وأنا العاقب الذي ليس بعده نبي . "
وفي هذا القدر الكفايه لمن أراد البيان والرشد والهدايه ، فقد أدمغنا الحجه وبسطنا البرهان وقدمنا الدليل
وللحديث بقيه إن شاء الله ... والله الموفق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وصل اللهم على نبينا محمد واله وصحبه الكرام وسلم تسليما كثيرا
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على إمام المتقين ، وخاتم الأنبياء والمرسلين ... سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم - ، وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين ، وعلى صحابته الأبرار الميامين
أما بعد
فقد روى مسلم في صحيحه وأحمد في مسنده عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ :-" يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ، يَأْتُونَكُمْ مِنَ الْأَحَادِيثِ بِمَا لَمْ تَسْمَعُوا أَنْتُمْ، وَلَا آبَاؤُكُمْ، فَإِيَّاكُمْ وَإِيَّاهُمْ، لَا يُضِلُّونَكُمْ، وَلَا يَفْتِنُونَكُم "
فصل :- الإدعاء الأحدث ... المهدي رسول !!!
إن أعظم الافتراءات ، وأشدها خطورة على عقيدة المسلم وأعظمها خبثاً وسميه ، هي قول من زعم أن المهدي رسول ، وحجتهم في ذلك أن محمداً – صلى الله عليه وسلم – هو خاتم النبيين وليس خاتم المرسلين ، وانه لم يرد نص في أن الرساله قد ختمت بمحمد – صلى الله عليه وسلم – .
والحقيقه إن هذا الزعم الفاسد يقف وراءه غلاة الشيعه ومن حذا حذوهم ، وللأسف انطلقت به ألسن عدد من العوام على الانترنت بغير علم ولا هدى ، وهو قول يهدم عقيدة المسلم ودينه .
ويرده ما تواترت به الأحاديث والآثار بأن النبوه والرساله قد ختمت برسول الله – صلى الله عليه وسلم - ، فلا نبي ولا رسول بعده، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .
ونستعرض هنا بعضاً من هذه الآثار ...
أولا :- روى أحمد في مسنده والترمذي في سننه بإسناد صحيح عن أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الرِّسَالَةَ وَالنُّبُوَّةَ قَدْ انْقَطَعَتْ فَلَا رَسُولَ بَعْدِي وَلَا نَبِيَّ»، قَالَ: فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ: «لَكِنِ المُبَشِّرَاتُ». قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا المُبَشِّرَاتُ؟ قَالَ: «رُؤْيَا المُسْلِمِ، وَهِيَ جُزْءٌ مِنْ أَجْزَاءِ النُّبُوَّةِ» ... والحديث صححه الألباني والأرناؤوط ، وقد ورد هذا الحديث بألفاظ وطرق متعدده في الصحاح والسنن والمسانيد .
فهذا الحديث هو نص قاطع ودليل ساطع لا يقبل التأويل على أن النبوه والرسالة قد ختمت برسول الله محمد – صلى الله عليه وسلم – ، وأن وحي السماء قد انقطع بموت رسول الله – صلى الله عليه وسلم - ، ولم يبق إلا المبشرات وهي الرؤى الصالحه الصادقه .
بل إن هذا الأثر الصحيح يعد حجه على هؤلاء السفهاء الذين اتخذوا من الرؤى المكذوبه وأحاديث النفس حجة ومطيه في مقابلة نصوص الكتاب والسنه ليتأولوها وفقا لأهوائهم ، وليطوعوا الألفاظ تبعاً لمرادهم ... ومن كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مداً .
***
ثانياً :- روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا تقوم الساعة حتى يبعث دجالون كذابون قريب من ثلاثين. كلهم يزعم أنه رسول الله "
وعند أبي داود والترمذي بإسناد صحيح عن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين، وحتى يعبدوا الأوثان، وإنه سيكون في أمتي ثلاثون كذابون كلهم يزعم أنه نبي، وأنا خاتم النبيين، لا نبي بعدي"
وهذا الحديث الصحيح يدحض مزاعم هؤلاء الكذابين الذين يزعمون أن المهدي رسول وأنه سيؤتى كتابا ، وهنا ارشاد لنا أنه إذا خرج أحدهم وزعم أن ( المهدي رسول من عند الله ) ... فأعلموا أنه كذاب دجال ، ولو طار في الهواء أو ابتغى نفقا في الأرض أو سلماً في السماء .
***
ثالثاً :- روى أحمد في مسنده والدارمي في سننه عن جابر بن عبد الله: " أنّ عمر بن الخطّاب أتى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بكتاب أصابه من بعض أهل الكتاب فقرأه النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فغضب، فقال: أمُتَهَوِّكون فيها يا ابن الخطّاب، والّذي نفسي بيده لقد جئتكم بها بيضاء نقيّة، لا تسألوهم عن شيء فيخبروكم بحقّ فتكذّبوا به، أو بباطل فتصدّقوا به، والّذي نفسي بيده، لو أنّ موسى صلّى الله عليه وسلّم كان حيّا ما وسعه إلاّ أن يتبعني " ... والحديث حسنه الألباني في ( الإرواء ) ، وكذا فعل شعيب الأرناؤؤوط في تعليقه على (شرح السنه )
وقد علمنا أن الله – عز وجل – قد قال في شأن موسى – عليه السلام - :- " وَاذْكُرْ في الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلِصاً وَكَانَ رَسُولاً نَّبِيّاً " ... وحق لكل ذي لب وعقل أن يتأمل ويفهم ويعقل عن الله وعن رسوله مرادهما .
فموسى – عليه السلام – كان رسولا نبيا ، ولو كان حيا لما وسعه إلا أن يتبع الرساله المحمديه التي ختمت كافة رسالات السماء ، وتمت بها النعمه ، وكمل بها الدين ... وكلمات هذا الحديث الشريف فيها من الضياء والنور ما ينير الدرب لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ، ولكن كثر المتهوكون في زماننا ، والله المستعان .
***
رابعاً :- وفي الصحيحين عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أنه النبي – صلى الله عليه وسلم – قال :- " كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء كلما هلك نبي خلفه نبي وإنه لا نبي بعدي وسيكون خلفاء فيكثرون .... "
ويتضح من النص أنه لن يكون بعد وفاة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إلا خلفاء يتدبرون أمور الرعيه .
وقد روى أحمد في مسنده والطيالسي والبيهقي عن حذيفة بن اليمان – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال :- " تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكًا عاضًا فيكون ما شاء الله أن يكون، ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها، ثم تكون ملكًا جبرية فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، ثم سكت " ... والحديث صححه الألباني وحسنه شعيب الأرناؤوط
وأود هنا أن أعرج على لطيفه أشار إليها الشيخ (عبدالرحمن البراك) قال :- " الفرق المشهور بين النبي والرسول ، أن الرسول من أوحي إليه بشرع وأمر بتبليغه ، والنبي من أوحي إليه بشرع ولم يؤمر بتبليغه ، ولكن هذا الفرق لا يسلم من إشكال ، فإن النبي مأمور بالدعوة والتبليغ والحكم ولهذا قال شيخ الإسلام بن تيمية : الصواب أن الرسول هو من أرسل إلى قوم كفار مكذبين ، والنبي من أرسل إلى قوم مؤمنين بشريعة رسول قبله يعلمهم ويحكم بينهم كما قال تعالى : (إنا أرسلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا ) فأنبياء بني اسرائيل يحكمون بالتوراة التي أنزل الله على موسى ، وأما قوله تعالى : ( وخاتم النبيين ) ولم يقل خاتم المرسلين ؟ فلأن ختم الرسالة لا يستلزم ختم النبوة ، واما ختم النبوة فيستلزم ختم الرسالة ولهذا قال عليه الصلاة والسلام : " انه لا نبي بعدي " ، ولم يقل لا رسول بعدي . فعُلم أنه صلى الله عليه وسلم لا رسول بعده ولا نبي بل هو خاتم النبيين والمرسلين عليهم الصلاة والسلام . "
***
خامساً :- وفي الصحيحين ومسند أحمد عن جابر بن عبدالله أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال :- " مثلي ومثل الأنبياء كمثل رجل بنى دارا فأتمها وأكملها إلا موضع لبنة فجعل الناس يدخلونها ويتعجبون منها ويقولون لولا موضع اللبنة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنا موضع اللبنة جئت فختمت الأنبياء " ... واللفظ لمسلم في صحيحه
وقد تم البناء ، فليس لأحد أن يزعم أنه واضع للبنة جديده ... قال الله – عز وجل - :- " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا "
***
سادساً :- وفي الصحيحين عن جبير بن مطعم – رضي الله عنه – قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن لي أسماء : أنا محمد ، وأنا أحمد ، وأنا الماحي الذي يمحو الله تعالى بي الكفر ، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي ، وأنا العاقب الذي ليس بعده نبي . "
وفي هذا القدر الكفايه لمن أراد البيان والرشد والهدايه ، فقد أدمغنا الحجه وبسطنا البرهان وقدمنا الدليل
وللحديث بقيه إن شاء الله ... والله الموفق