بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وصل اللهم على نبينا محمد واله وصحبه الكرام وسلم تسليما كثيرا
النفس الخارجي يتجلى في الوقت المعاصر مع ظهور الفتن فإن من فيه هذه النفس يغيظه التجمل بالأخلاق الكريمة والكلمة الطيبة والعمل بسنن سيد البشر صلى الله عليه وآله وسلم خاصة الاجتماعية والأخص منها كخفض الجناح والذل للوالدين وتراهم إن تصنعوا به زمانا فإنهم لا يبقون عليه لأن نفوسهم نقادة للمسلمين جافية للإخوان مهما قربوا بل مع القرب والمعرفة أشد نفرة فتراها حرجة ثقيلة معهم والعبرة في البر والصلة بالمداومة ومخالفة تهرب النفوس عن حقوق المسلمين وكل ذي قربى وليس الواصل للرحم كما قال عليه الصلاة والسلام بالمكافيء ولكن الواصل من إذا قطعت رحمه وصلها إذاً ولو اضطره ذلك للتَّبذل وحصل له منه عليه الإحراج والإساءة فهذا أمر لابد من الصبر عليه لذوي الرحم والإخوان ولأهل العلم ذوي المكانة كيف بمن يجفو لمجرد الظنون والوساوس ولو تتبعنا أحوال النفوس لوجدناها مجبولة على النزعة الجاهلية الخارجية وأصلها من قلة الصبر وتهور الشجاعة ومن عُدم تهور الخارجين وبقي نَفَسه معهم كأهل الجبن والرافضة امتلأ قلبه غلاً واشتغل بذنوب من عاداهم عن ذنوبه وزين له سوء عمله فذهب عمره عليه حسرات في غير ما ينفع بل يضر ، لذلك فالعاقل خصيم نفسه والمسلم مسلّم خطام نفسه لأمر الله ويعسفها وإن كرهت إلى حيث وجهه الدين رامياً بشنآنها عرض الحائط هارباً من النار الموصل إليها هواها ونوازع شهواتها الغضبية والحيوانية قال صلى الله عليه وسلم (حفت الجنة بالمكاره وحفت النار والشهوات)
فصل
لذلك كانت العزلة للعبادة خير معين ومعتصم في آخر الزمان عند قلة العلم وكثرة الحقد وانتشار الفتن وانعدام قبول النصيحة وإلا من قدر على الخلطة والسلامة من الغل وبذل النصيحة فقد حاز الكمال قال صلى الله عليه وسلم (ثلاث لا يغل عليهن قلب مسلم: إخلاص العمل لله، ومناصحة أئمة المسلمين، ولزوم جماعتهم، فإن الدعوة تحيط من ورائهم) رواه الترمذي وأحمد وهو حديث صحيح.
ففي هذا الحديث أصول الدين وقواعد تجمع الحقوق وتطهر القلوب وتنظم مصالح الدنيا والآخرة فحق لله وحق لعباد الله فإن لم يستطع القيام بحقوق العباد وفسدت معاملاتهم ولم يستطع الاصلاح وليس كل يستطيع أن يملك نفسه في تلك الحال فعليه على الاقل بكف شره ويلزم ما أرشد به النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الآخر ألا وهو العزلة وكثرة العبادة فقال (خير مال المسلم يومئذ غنم يتبع بها شعف الجبال ومواطن القطر يفر بدينه من الفتن) وقال (عبادة في الهرج كهجرة إلي) فعلى المسلم أن يعود نفسه على ما يعينه على الإخلاص وخلوص القلب من النوازع الرديئة وعلامة الصلاح توجيه النصيحة لكل مسلم لا تقدر منعه مما تراه عليه من الخطأ فإن لم تستطع حتى النصيحة فإن القلب لايكاد يسلم من عداوة فعليك بالعزلة والعبادة وتعليق القلب بالله عن الناس ولترى عيوبك دون عيوبهم وعليه أن يُعنى بالكلمة الطيبة قولاً منه وقبولاً لها من غيره قبل أن يقفل قلبه عنها ويُحرج من أهلها ويكون مافيه من خير وكلام طيب لأعداء الدين فينتكس عنده معنى قول الله (أشداء على الكفار رحماء بينهم) فإن هذه الصفة للصحابة رضوان الله عليهم مقدمة على صفة (تراهم ركعاً سجداً) والخوارج اقتصروا على هذه دون تلك وصارت شدتهم على أهل الحق دون أهل الباطل فإن معاداة من قاموا بالدين وهم أهل الحق معاداة للدين المنزل من عند الله الذي جمعهم وقام بهم وحرب لله ورسوله قال صلى الله عليه وسلم (من عادى لي ولياً فقد بارزني بالمحاربة) وخلافهم لأجل مسائل اجتهادية أو حتى أخطاء فردية خلاف منهج الدين الأكبر ومراد الله الأعظم (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولاتفرقوا) قال أحد مفسري السلف أن الجماعة هي حبل الله وبين النبي صلى الله عليه وسلم "أن يد الله على الجماعة ومن شذ شذ في النار" نعوذ بالله
فأساس الغلو وكل شر ينشأ من فساد القول ، وبداية إستقامة كل أمر صلاح القول قال سبحانه (يآ أيها الذين ءامنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً) وسداد القول وجماله أن يصيب الحق لا أن يداهن فيه ويزخرف الباطل ويزينه بالألفاظ الحسنة ليغرر نفسه وغيره بأنه ليس من الخوارج فلا بد مع القول الحسن الجميل لتمام الانتفاع به أن يكون سداداً صواباً وإلا كان تمويها وسحرا .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وصل اللهم على نبينا محمد واله وصحبه الكرام وسلم تسليما كثيرا
النفس الخارجي يتجلى في الوقت المعاصر مع ظهور الفتن فإن من فيه هذه النفس يغيظه التجمل بالأخلاق الكريمة والكلمة الطيبة والعمل بسنن سيد البشر صلى الله عليه وآله وسلم خاصة الاجتماعية والأخص منها كخفض الجناح والذل للوالدين وتراهم إن تصنعوا به زمانا فإنهم لا يبقون عليه لأن نفوسهم نقادة للمسلمين جافية للإخوان مهما قربوا بل مع القرب والمعرفة أشد نفرة فتراها حرجة ثقيلة معهم والعبرة في البر والصلة بالمداومة ومخالفة تهرب النفوس عن حقوق المسلمين وكل ذي قربى وليس الواصل للرحم كما قال عليه الصلاة والسلام بالمكافيء ولكن الواصل من إذا قطعت رحمه وصلها إذاً ولو اضطره ذلك للتَّبذل وحصل له منه عليه الإحراج والإساءة فهذا أمر لابد من الصبر عليه لذوي الرحم والإخوان ولأهل العلم ذوي المكانة كيف بمن يجفو لمجرد الظنون والوساوس ولو تتبعنا أحوال النفوس لوجدناها مجبولة على النزعة الجاهلية الخارجية وأصلها من قلة الصبر وتهور الشجاعة ومن عُدم تهور الخارجين وبقي نَفَسه معهم كأهل الجبن والرافضة امتلأ قلبه غلاً واشتغل بذنوب من عاداهم عن ذنوبه وزين له سوء عمله فذهب عمره عليه حسرات في غير ما ينفع بل يضر ، لذلك فالعاقل خصيم نفسه والمسلم مسلّم خطام نفسه لأمر الله ويعسفها وإن كرهت إلى حيث وجهه الدين رامياً بشنآنها عرض الحائط هارباً من النار الموصل إليها هواها ونوازع شهواتها الغضبية والحيوانية قال صلى الله عليه وسلم (حفت الجنة بالمكاره وحفت النار والشهوات)
فصل
لذلك كانت العزلة للعبادة خير معين ومعتصم في آخر الزمان عند قلة العلم وكثرة الحقد وانتشار الفتن وانعدام قبول النصيحة وإلا من قدر على الخلطة والسلامة من الغل وبذل النصيحة فقد حاز الكمال قال صلى الله عليه وسلم (ثلاث لا يغل عليهن قلب مسلم: إخلاص العمل لله، ومناصحة أئمة المسلمين، ولزوم جماعتهم، فإن الدعوة تحيط من ورائهم) رواه الترمذي وأحمد وهو حديث صحيح.
ففي هذا الحديث أصول الدين وقواعد تجمع الحقوق وتطهر القلوب وتنظم مصالح الدنيا والآخرة فحق لله وحق لعباد الله فإن لم يستطع القيام بحقوق العباد وفسدت معاملاتهم ولم يستطع الاصلاح وليس كل يستطيع أن يملك نفسه في تلك الحال فعليه على الاقل بكف شره ويلزم ما أرشد به النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الآخر ألا وهو العزلة وكثرة العبادة فقال (خير مال المسلم يومئذ غنم يتبع بها شعف الجبال ومواطن القطر يفر بدينه من الفتن) وقال (عبادة في الهرج كهجرة إلي) فعلى المسلم أن يعود نفسه على ما يعينه على الإخلاص وخلوص القلب من النوازع الرديئة وعلامة الصلاح توجيه النصيحة لكل مسلم لا تقدر منعه مما تراه عليه من الخطأ فإن لم تستطع حتى النصيحة فإن القلب لايكاد يسلم من عداوة فعليك بالعزلة والعبادة وتعليق القلب بالله عن الناس ولترى عيوبك دون عيوبهم وعليه أن يُعنى بالكلمة الطيبة قولاً منه وقبولاً لها من غيره قبل أن يقفل قلبه عنها ويُحرج من أهلها ويكون مافيه من خير وكلام طيب لأعداء الدين فينتكس عنده معنى قول الله (أشداء على الكفار رحماء بينهم) فإن هذه الصفة للصحابة رضوان الله عليهم مقدمة على صفة (تراهم ركعاً سجداً) والخوارج اقتصروا على هذه دون تلك وصارت شدتهم على أهل الحق دون أهل الباطل فإن معاداة من قاموا بالدين وهم أهل الحق معاداة للدين المنزل من عند الله الذي جمعهم وقام بهم وحرب لله ورسوله قال صلى الله عليه وسلم (من عادى لي ولياً فقد بارزني بالمحاربة) وخلافهم لأجل مسائل اجتهادية أو حتى أخطاء فردية خلاف منهج الدين الأكبر ومراد الله الأعظم (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولاتفرقوا) قال أحد مفسري السلف أن الجماعة هي حبل الله وبين النبي صلى الله عليه وسلم "أن يد الله على الجماعة ومن شذ شذ في النار" نعوذ بالله
فأساس الغلو وكل شر ينشأ من فساد القول ، وبداية إستقامة كل أمر صلاح القول قال سبحانه (يآ أيها الذين ءامنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً) وسداد القول وجماله أن يصيب الحق لا أن يداهن فيه ويزخرف الباطل ويزينه بالألفاظ الحسنة ليغرر نفسه وغيره بأنه ليس من الخوارج فلا بد مع القول الحسن الجميل لتمام الانتفاع به أن يكون سداداً صواباً وإلا كان تمويها وسحرا .