نجاسة الكلاب

[المختصر]

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وصل اللهم على نبينا محمد واله وصحبه الكرام وسلم تسليما كثيرا

اخواني اريد فتوى تتعلق بانتقال نجاسة الكلاب من يد مربيها الى مصافحيهم او ما شابه

غسلت يدي في مكان يغسل فيه كثير من الناس و منهم مربو الكلاب و انا على بقين انهم لا يغسلون ايديهم بالتراب و بالماء سبع مرات او على الاقل ان غسلوها فانهم يغسلوها مرة واحدة قلت هؤلاء يستعملون صنبورا يفتحونه و يغلقونه و الاكيد ان النجاسة علقت بالصنبور و ايضا اجد بعضهم يضع يديه بمكان رطب مبلل كالثلاجة و بالتالي فالثلاجة تنجست بنجاسة الكلاب

سؤالي كيف نتعامل مع هذه الحالة هل نغسل ايدينا على اساس انهم لا يغسلون ايديهم سبع مرات او حتى على قول من يقول بكفاية الغسلة الواحدة ام انه لا يهم الامر حتى و لو كانت النجاسة موجودة هل نستصحب دائما طهارة المكان و لا يهمنا ان كان هذا الشخص يغسل يديه ام لا و لا يعنينا سؤاله اصلا

ارجوكم اريد الجواب فانا اشعر ان النجاسة انتقلت الى يدي و الى هاتفي الذي غسلته ذات مره بالتراب و كاد ان يتلف و ايضا الزرابي اشعر انها نجسة ايضا​

 

[طموح ورؤية]

جاف على جاف طاهر بلا خلاف . اما ان وجدت رطوبة لعاب الكلب وجب التنظيف والله اعلم

 

[الراعي]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
خطر لي جوابين ولا أدري ما يناسبك فإن تقبل مني فلابد أولا أن نعرف هل هو أمر عفوي حصل لك أو تصاحب وتخالط هؤلاء أرباب الكلاب بشكل دائم

 

[المختصر]

انا لا اصاحب ارباب الكلاب

 

[الراعي]

سؤالك يظهر منه الابتلاء بالوسواس وإن لم يكن متمكن فهو في بدايته فاقطعه قطعا قبل أن يتطور ويتمكن ويظهر أنك لست بحاجة لفتوى فقد أوردت التفصيل والخلاف فكيف إذا عرفت أقوال الكبار أن تأخذ بسوالف في المنتدى من أناس لاتعرفهم وربما لا شأن لهم في الفتيا روي عن ابن زين العابدين محمد بن علي بن الحسين رحمة الله عليهم أنه همه يوما شأن الذباب حيث أنه يواقع النجاسات خاصة في مواقع الخلا ثم يقع على الثياب والجلد فهم أن يتكلف بتخصيص ثوب للخلا ثم تركه وقال: " لم يتكلف لذلك من هو خير مني " يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين وآباءه السادة الشرفاء
فكل من ابتلي بشيء من هذا فعليه أن يتذكر هذا فإن تذكر واستمر فهو مبتدع في الدين فوق الوسواس وبابه خطير فكأنه يرى أنه خير من أولئك الأطهار فلم يسعه ما وسعهم فإن تمادى فهو في شر أعماله وشغله الظاهر عن حقيقة طهارة الباطن بحسن الإتباع ولن يطهر ظاهر وإن غسل بالبحر وباطنه ملوث وكثير من أمور الظاهر يعفى عنها فيصلي بالتيمم وتسقط بعض أركان الصلاة في الخوف بخلاف الباطن كالشرك والبدع فإن صاحبها موكول إلى نفسه وكذلك أمراض القلوب بأنواعها قريبة من هذا عفانا الله من ذلك

وفي نحو هذه المسألة قد نص جمهور الفقهاء من الشافعية والمالكية والحنفية على أنه يعفى عن النجاسة اليسيرة التي يشق الاحتراز منها على اختلاف بينهم في مقدار اليسير
وكما أسلفت أخي أن المسألة خلافية لأن أبا هريرة ورد عنه الاكتفاء دون السبع وهو راوي حديث السبع فقال بعضهم دل أنه منسوخ وذلك والله إنه كان للتنكيل لئلا يقاربوا الكلاب ويؤالفوها حتى تكثر في المدينة فتؤذي جبريل والملائكة المتنزلة بالوحي وذلك أنه انقطع الوحي وكان النبي على موعد مع جبريل عليهما السلام فأخبره إن بالبيت جرو كلب فلم يأته لذلك فأمر بالجرو فأخرج وأمر بقتل الكلاب ثم أوحي إليه أنها أمة من الأمم تسبح الله فنهى عن قتلها فلعل حديث غسل السبع وتعفير التراب كان بعد نسخ القتل فهو تعزير أخف يحصل منه ابعادها من المدينة دون قتل ونص الحديث كأنه يدل عليه فمرة قال أولاهن بالتراب ومرة إحداهن ومرة أخراهن فكإن المراد زيادة المشقة والتكرار ليجانبوها وقد كان الماء شحيحا فيكلفهم ذلك الكثير والله أعلم إن كان أحد قال به قبلي فأقول به وإلا يبقى قول من أخذ بظاهر نص الغسل سبعا أحوط
مسألة
الحديث نص على الولوغ في الإناء
فهنا ولوغ وفي الإناء فليس كل أثر للكلب يغسل سبعا وقوله في إناء أحدكم يظهر عموم الآنية وقد يخص بإناء الأكل والشرب لأنهم قالوا أنه إذا لعق الكلب الجدار أو الثوب أو الجلد فإنه لم ينص على غسله وإنما حدده بالإناء فإذا كان كذلك فالمقصود ربما كان لأجل الاحتراز من أمر يضر الجوف لأنه إذا كان النهي لأجل الصحة لا للتعزير وكان يضر بملامسته كما يضر بأكل سؤره لم يكن فرق بين سؤر الإناء الذي ولغ فيه وبين لعقه للجسد والحصى وماء الحوض ولم يرد فيه غسل والا لكان يقال فر من المجذوم فرارك من الأسد فالقول إذا أنه إن كان النهي للصحة فهو لحفظ الجوف من سؤره وإلا فهو للتعزير فإن كنت لم أسبق إليه فلا أقول لأحد خذ به فإني تابع لست متبوع وقد نص الفقهاء أنه أمر تعبدي خلافا للمتأخرين فكثير منهم يراه للصحة والله أعلم
وقد كانت الكلاب تقبل وتدبر في المسجد في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يكن للمسجد أبواب وهم أطهر وخير من وطيء الثرى فلزوم الجادة واضح وبنيات الطريق وسبل الشيطان كثيرة والله المستعان يحفظنا ويحفظكم من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا

 

[طموح ورؤية]

لا حول ولا قوة الا بالله

 

[طموح ورؤية]

لا حول ولا قوة الا بالله

 

[طموح ورؤية]

ماذا يجب أن يفعل أحدنا إذا لعق الكلب جلده أو ملابسه ؟
أنا أعرف أنك ستقول أنه من المفترض أن يقوم ذلك الشخص بحك المنطقة المتأثرة بالتراب أو الطين لكن ماذا لو كان الشخص يرتدي ملابس مصنوعة من قماش أملس فاخر كالبدلة مثلا
فهو إن فعل ذلك ستتسخ ملابسه أكثر فماذا لو اكتفى فقط بالغسيل المجفف في المغسلة ؟
نص الجواب
الحمد لله
ذهب أهل العلم إلى القول بنجاسة سؤر ولعاب الكلب ، وقالوا بوجوب غسل ما يلعقه من الأواني والثياب . وقد وردت السنّة بما يفعله المسلم للتطهير إذا حصل ذلك
فقد روى الشيخان من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم ، فليرقه ، ثم ليغسله سبع مرات ) . وزاد مسلم ( أولاهن بالتراب ) البخاري بحاشية السندي 1/44 مسلم 1/234
ومعنى ولغ : أي أدخل لسانه في الماء ، وغيره ، سواء شرب منه ، أو لم يشرب ، ومن ذلك اللعق ، والحديث نص في الآنية ، ولم يفرق العلماء بين الآنية وغيرها ، وقال العراقي : ذكر الإناء خرج مخرج الأغلب .
فيجب غسل الإناء أو الثوب سبع مرات ، إحداهن بالتراب . وهو قول ابن عباس ، وأبي هريرة في رواية ـ رضي الله عنهم ـ وبه أخذ ابن سيرين ، وطاووس ، والأوزاعي ، والشافعي ، وأحمد ، وأبو ثور ، وغيرهم المجموع 2/586 والمغني 1/46 والمحلى 1/146 ونيل الأوطار 1/74
ولا يلزم أن تكون الغسلة الأخيرة بالتراب ولذلك فلا يرد الاعتراض الوارد في السؤال من أنّ التراب يلوّث اللباس ، لأنّه سيُغسل بعدها بالماء ، وبعد تجفيفه وكيّه سيعود أنظف مما كان ، والله تعالى أعلم