- إنضم
- 30 نوفمبر 2014
- المشاركات
- 4,420
- التفاعل
- 26,567
- النقاط
- 122
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وصل اللهم على نبينا محمد واله وصحبه الكرام وسلم تسليما كثيرا
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على الرسول الأمين ، المبعوث رحمة للعالمين ... سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم - ، وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين ، وعلى صحابته الغر الميامين المحجلين ، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم المعاد والدينالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وصل اللهم على نبينا محمد واله وصحبه الكرام وسلم تسليما كثيرا
أما بعد ...
كتب عدي بن أرطأه – وكان والياً على البصره –إلى عمر بن عبدالعزيز قائلا :-
" أما بعد ، فإن قبلي ناساً من العمال قد اقتطعوا من مال الله مالا عظيماً ، لست أقدر على استخراجه من أيديهم إلا أن أمسهم بشيئ من العذاب ، فإن رأي أمير المؤمنين أصلحه الله أن يأذن لي في ذلك ، أفعل "
فأجابه عمر بن عبد العزيز
" أما بعد ، فالعجب كل العجب من استئذانك إياي في عذاب بشر ، كأني لك جُنه من عذاب الله ، وكأن رضائي عنك ينجيك من عذاب الله – عز وجل - ، فانظر ، فمن قامت عليه البينه فخذه بما قامت عليه به ، ومن أقر لك بشيئ فخذه بما أقر به ، ومن أنكر فاستحلفه بالله العظيم ، وخل سبيله . فوالله لأن يلقوا الله بخياناتهم أحب إليً من ألقى الله بدمائهم " .
***
إنه الخليفة الراشد ( عمر بن عبد العزيز ) ... حفيد الفاروق ( عمر بن الخطاب ) – رضي الله عنه – الذي قال للناس في إحدى خطبه :- " أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي لَمْ أَبْعَثْ إِلَيْكُمْ عُمَّالِي ، لِيَضْرِبُوا أَبْشَارَكُمْ ، وَلا لِيَأْخُذُوا أَمْوَالَكُمْ ، وَلَكِنْ بَعَثْتُهُمْ لِيُعَلِّمُوكُمْ دِينَكُمْ ، وَسُنَّتَكُمْ ، فَمَنْ فُعِلَ بِهِ غَيْرُ ذَلِكَ فَلْيَرْفَعْهُ إِلِيَّ فَأَقُصَّهُ مِنْهُ ، أَلا لا تَضْرِبُوا الْمُسْلِمِينَ فَتُذِلُّوهُمْ ، وَلا تَمْنَعُوهُمْ فَتُكْفِرُوهُمْ ، وَلا تُجَمِّرُوهُمْ فَتَفْتِنُوهُمْ ، وَلا تُنْزِلُوهُمُ الْغِيَاضَ ، فَتُضَيِّعُوهُمْ "
قَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ: لَوْ أَنَّ رَجُلًا أَدَّبَ بَعْضَ رَعِيَّتِهِ أَتُقِصُّهُ مِنْهُ؟ قَالَ – عمر بن الخطاب - : إِي وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ أُقِصُّهُ، وَقَدْ «رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقَصَّ مِنْ نَفْسِهِ»
***
إنها مدرسة رسول الله محمد – صلى الله عليه وسلم – الذي خرج للناس عاصباً رأسه ، وقد ثقل عليه مرضه ، واشتد وجعه قائلا :- " أيها الناس، مَن كنتُ أخذت له مالاً فهذا مالي فليأخذ منه، ومن جلدت له ظهرًا فهذا ظهري فليقتصَّ منه "
إنه رسول الله – صلى الله عليه وسلم – الذي خطب الناس خطبة وجلت منها القلوب ، وبكت منها العيون ، ثم قال لهم :- " أَيُّهَا النَّاسُ , أَيُّ نَبِيٍّ كُنْتُ لَكُمْ ؟ " فَقَالُوا : جَزَاكَ اللَّهُ مِنْ نَبِيٍّ خَيْرًا , فَلَقَدْ كُنْتَ لَنَا كَالأَبِ الرَّحِيمِ وَكَالأَخِ النَّاصِحِ الْمُشْفِقِ , أَدَّيْتَ رِسَالاتِ اللَّهِ وَأَبْلَغْتَنَا وَحْيَهُ وَدَعَوْتَ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ , فَجَزَاكَ اللَّهُ عَنَّا أَفْضَلَ مَا جَزَى نَبِيًّا عَنْ أُمَّتِهِ , فَقَالَ لَهُمْ : " مَعَاشِرَ الْمُسْلِمِينَ , أَنَا أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ وَبِحَقِّي عَلَيْكُمْ , مَنْ كَانَتْ لَهُ قِبَلِي مَظْلَمَةً فَلْيَقُمْ فَلْيَقْتَصَّ مِنِّي " ، فَلَمْ يَقُمْ إِلَيْهِ أَحَدٌ ، فَنَاشَدَهُمُ الثَّانِيَةَ فَلَمْ يَقُمْ إِلَيْهِ أَحَدٌ ، فَنَاشَدَهُمُ الثَّالِثَةَ : " مَعَاشِرَ الْمُسْلِمِينَ , مِنْ كَانَتْ لَهُ قِبَلِي مَظْلَمَةٌ فَلْيَقُمْ فَلْيَقْتَصَّ مِنِّي قَبْلَ الْقِصَاصِ فِي الْقِيَامَةِ "
إنه رسول الله – صلى الله عليه وسلم – الذي قال :- " إن الله يعذب الذين يعذبون الناس في الدنيا "
إنه رسول الله – صلى الله عليه وسلم – الذي كان يدعو ويقول :- " اللَّهُمَّ مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتي شَيْئًا فَشَقَّ عَلَيْهِمْ فاشْقُقْ عَلَيْهِ، وَمَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ فَارْفُقْ بِهِ "
***
إنها الخلافه الراشده على منهاج النبوه بكل ما فيها جميل معاني الرحمه واللين والرفق والإحسان والبر والعطاء والخير .
إنها الخلافه الراشده التي يكون فيها القوي ضعيفا حتى يُؤخذ الحق منه ، ويكون فيها الضعيف قوياً حتى يُؤخذ له بحقه .
إنها الخلافه الراشده التي يكون فيها الراعي كعبة يأوي إليها الرعيه ، فإن أُسترحم رحم ، وإن عاهد وفى ، وإن حكم عدل ، وإن قسم أقسط .
إنها الخلافه الراشده التي ستعود – ويعود معها الزمن الجميل - على يدي رجل من آل بيت رسول الله – صلى الله عليه وسلم - .... خلافة المهدي الذي سيملئ الأرض عدلا وقسطا ، كما ملئت – من قبل الأمراء الظلمه والوزراء الفسقه والقضه الخونه والفقهاء الكذبه – جورا وظلما وعدواناً