- إنضم
- 30 يناير 2014
- المشاركات
- 153
- التفاعل
- 237
- النقاط
- 47
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الموضوع منقول
إني لأجد ريح يوسف ( ريح أم رائحة )
لاحظنا أن العير عندما فصلت وخرجت من مصر محملة بقميص يوسف قال يعقوب عليه السلام : إني لأجد ريح يوسف .
السؤال الذي يطرح هنا ، لماذا قال يعقوب عليه السلام ريح ولم يقل رائحة ، ولماذا استخدم الفعل أجد ، ولم يستخدم الفعل أشم
أولاً : نعيش مع دلالات كلمة اجد ، فكلمة وجد تستخدم للدلالة على حصول شيء بعد عدم ، أو الحصول على الضالة ، يقال وجد فلان ضالته ، ووجد أوسع من كلمة شم لأن الشم بحاسة واحدة لكن الوجد يكون بالحواس وبالذهن أي الفكر فاستخدم يعقوب كلمة أجد لتحقيق دلالة أوسع فها هي ضالته التي قيل له في غابر الدهر أنها أصبحت في بطن الذئب إذا بها أصبحت موجودة بعد عدم ، وهي موجودة في عالم الواقع لها رائحة تشم من بعيد ، فكأن يعقوب عليه السلام قد قال قبل أن يرى ولده : ها قد وجدت ضالتي ، وقد وصلتني رسالة منه عبر الأثير ، إنها ليست رائحة عابرة ... إنها شيء يقيني موجود تفاعلت معه حواسي وفكري في آن واحد .
ثانياً : لماذا استخدم كلمة ريح ، الريح هنا تقابل الروح ، فهو قال لإخوته ولا تيأسوا من روح الله ، وهنا قال : لإني لأجد ريح يوسف ، إنها ليست رائحة فقط إنها ريح أو روح يوسف ... فهذا الشيخ الطاعن في العمر والذي طوى حياته على أمل اللقاء وابيضت عيناه من الحزن ألماً ، وقد قارب على الذبول لطول الأمد ، إذا به يشتم رائحة هي بالنسبة له كالروح قد سرت في جسده ... إنها ريح كالروح تغلغلت في كل وجدانه فجعلت الحياة تسري به من جديد ....
هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى كلمة ريح في القرآن استخدمت للدلالة على الشيء القوي الموجه أو القوة ، وهي بخلاف رياح التي تحمل معنى عام وتتجه اتجاهات مختلفة ، في حق عاد كانت ريح قوية موجهة قاتلة ، في حق السفن تحتاج لريح موجهة تسير بها نحو الهدف .. إن يشأ يسكن الريح فيظللن رواكد على ظهره . في حق يعقوب عليه السلام تحولت رائحة القميص كريح موجهة نحو صاحبه وسبقت العير في إرسال البشارة لصاحبها ...... وهذا من عظيم رحمة الرحيم بعبده يعقوب الذي بلغ به الحزن مبلغه ... إنها الرحمة الإلهية التي لا نفهمها أحياناً
أما لماذا لم تصل ريح يوسف قبل هذا الحدث خلال السنوات الطوال من الفراق ووصلت في هذا الوقت بالذات ، لعله درس لنا بأن كل سهل فهو في زمان المحنة صعب المنال , وكل صعب فهو في زمان الإقبال وانقضاء المحنة يكون سهلاً ... والكل يدور في عجلة القدر ولكل أجل كتاب
مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ [قـ : 18]
يمكن مسح الرساله وكتابة موضوعك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الموضوع منقول
إني لأجد ريح يوسف ( ريح أم رائحة )
لاحظنا أن العير عندما فصلت وخرجت من مصر محملة بقميص يوسف قال يعقوب عليه السلام : إني لأجد ريح يوسف .
السؤال الذي يطرح هنا ، لماذا قال يعقوب عليه السلام ريح ولم يقل رائحة ، ولماذا استخدم الفعل أجد ، ولم يستخدم الفعل أشم
أولاً : نعيش مع دلالات كلمة اجد ، فكلمة وجد تستخدم للدلالة على حصول شيء بعد عدم ، أو الحصول على الضالة ، يقال وجد فلان ضالته ، ووجد أوسع من كلمة شم لأن الشم بحاسة واحدة لكن الوجد يكون بالحواس وبالذهن أي الفكر فاستخدم يعقوب كلمة أجد لتحقيق دلالة أوسع فها هي ضالته التي قيل له في غابر الدهر أنها أصبحت في بطن الذئب إذا بها أصبحت موجودة بعد عدم ، وهي موجودة في عالم الواقع لها رائحة تشم من بعيد ، فكأن يعقوب عليه السلام قد قال قبل أن يرى ولده : ها قد وجدت ضالتي ، وقد وصلتني رسالة منه عبر الأثير ، إنها ليست رائحة عابرة ... إنها شيء يقيني موجود تفاعلت معه حواسي وفكري في آن واحد .
ثانياً : لماذا استخدم كلمة ريح ، الريح هنا تقابل الروح ، فهو قال لإخوته ولا تيأسوا من روح الله ، وهنا قال : لإني لأجد ريح يوسف ، إنها ليست رائحة فقط إنها ريح أو روح يوسف ... فهذا الشيخ الطاعن في العمر والذي طوى حياته على أمل اللقاء وابيضت عيناه من الحزن ألماً ، وقد قارب على الذبول لطول الأمد ، إذا به يشتم رائحة هي بالنسبة له كالروح قد سرت في جسده ... إنها ريح كالروح تغلغلت في كل وجدانه فجعلت الحياة تسري به من جديد ....
هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى كلمة ريح في القرآن استخدمت للدلالة على الشيء القوي الموجه أو القوة ، وهي بخلاف رياح التي تحمل معنى عام وتتجه اتجاهات مختلفة ، في حق عاد كانت ريح قوية موجهة قاتلة ، في حق السفن تحتاج لريح موجهة تسير بها نحو الهدف .. إن يشأ يسكن الريح فيظللن رواكد على ظهره . في حق يعقوب عليه السلام تحولت رائحة القميص كريح موجهة نحو صاحبه وسبقت العير في إرسال البشارة لصاحبها ...... وهذا من عظيم رحمة الرحيم بعبده يعقوب الذي بلغ به الحزن مبلغه ... إنها الرحمة الإلهية التي لا نفهمها أحياناً
أما لماذا لم تصل ريح يوسف قبل هذا الحدث خلال السنوات الطوال من الفراق ووصلت في هذا الوقت بالذات ، لعله درس لنا بأن كل سهل فهو في زمان المحنة صعب المنال , وكل صعب فهو في زمان الإقبال وانقضاء المحنة يكون سهلاً ... والكل يدور في عجلة القدر ولكل أجل كتاب
مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ [قـ : 18]
يمكن مسح الرساله وكتابة موضوعك