- إنضم
- 15 مارس 2015
- المشاركات
- 336
- التفاعل
- 742
- النقاط
- 102
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وصل اللهم على نبينا محمد واله وصحبه الكرام وسلم تسليما كثيرا
أسعد الله جمبع اوقاتكم
وطبتم وطاب أيامك برعاية الحي القيوم
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
قال تعالى
قَالَ فَمَن رَّبُّكُمَا يَا مُوسَىٰ (49) قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَىٰ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَىٰ (50) قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَىٰ (51)
قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَىٰ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَىٰ (50)
... سورة طه
....... تفسير القرطبي
..
قَالَ فَمَن رَّبُّكُمَا يَا مُوسَىٰ (49)
قوله تعالى
قال فمن ربكما يا موسى
ذكر فرعون موسى دون هارون لرءوس الآي
وقيل : خصصه بالذكر لأنه صاحب الرسالة والكلام والآية .
وقيل إنهما جميعا بلغا الرسالة وإن كان ساكتا ؛
لأنه في وقت الكلام إنما يتكلم واحد ، فإذا انقطع وازره الآخر وأيده .
فصار لنا في هذا البناء فائدة علم ؛ أن الاثنين إذا قلدا أمرا فقام به أحدهما ،
والآخر شخصه هناك موجود مستغنى عنه في وقت دون وقت
أنهما أديا الأمر الذي قلدا وقاما به واستوجبا الثواب ؛ لأن الله تعالى
قال : اذهبا إلى فرعون
وقال : اذهب أنت وأخوك
وقال : فقولا له فأمرهما جميعا بالذهاب وبالقول ، ثم أعلمنا في وقت الخطاب بقوله :
فمن ربكما أنه كان حاضرا مع موسى .
..
قال موسى :
قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَىٰ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَىٰ (50)
ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه
أي أنه يعرف بصفاته ، وليس له اسم علم حتى يقال فلان بل هو خالق العالم ، والذي خص كل مخلوق بهيئة وصورة ، ولو كان الخطاب معهما لقالا : قالا ربنا ،
و خلقه أول مفعولي أعطى ،
أي أعطى خليقته كل شيء يحتاجون إليه ويرتفقون به ،
أو ثانيهما أي أعطى كل شيء صورته وشكله الذي يطابق المنفعة المنوطة به ؛
على قول الضحاك على ما يأتي .
ثم هدى قال ابن عباس وسعيد بن جبير والسدي :
أعطى كل شيء زوجه من جنسه ، ثم هداه إلى منكحه ومطعمه ومشربه ومسكنه ،
وعن ابن عباس ثم هداه إلى الألفة والاجتماع والمناكحة .
وقال الحسن وقتادة : أعطى كل شيء صلاحه ، وهداه لما يصلحه .
وقال مجاهد : أعطى كل شيء صورة ؛ ولم يجعل خلق الإنسان في خلق البهائم ، ولا خلق البهائم في خلق الإنسان ، ولكن خلق كل شيء فقدره تقديرا . وقال الشاعر :
وله في كل شيء خلقة وكذاك الله ما شاء فعل
يعني بالخلقة الصورة ؛ وهو قول عطية ومقاتل .
وقال الضحاك أعطى كل شيء خلقه من المنفعة المنوطة به المطابقة له .
يعني اليد للبطش ، والرجل للمشي ، واللسان للنطق ، والعين للنظر ، والأذن للسمع .
وقيل : أعطى كل شيء ما ألهمه من علم أو صناعة .
وقال الفراء : خلق الرجل للمرأة ولكل ذكر ما يوافقه من الإناث ثم هدى الذكر للأنثى .
فالتقدير على هذا أعطى كل شيء مثل خلقه .
قلت : وهذا معنى قول ابن عباس . الآية بعمومها تتناول جميع الأقوال .
وروى زائدة عن الأعمش أنه قرأ الذي أعطى كل شيء خلقه بفتح اللام ؛ وهي قراءة ابن إسحاق .
ورواها نصير عن الكسائي وغيره ؛
أي أعطى بني آدم كل شيء خلقه مما يحتاجون إليه . فالقراءتان متفقتان في المعنى .
قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَىٰ (51)
قوله : قال فما بال القرون الأولى
قوله تعالى :
قال فما بال البال الحال
أي وما حالها وما شأنها ، فأعلمه أن علمها عند الله تعالى
أي إن هذا من علم الغيب الذي سألت عنه ،
وهو مما استأثر الله تعالى به لا يعلمه إلا هو ،
وما أنا إلا عبد مثلك لا أعلم إلا ما أخبرني به علام الغيوب ،
وعلم أحوال القرون مكتوبة عند الله في اللوح المحفوظ .
وقيل : المعنى فما بال القرون الأولى لم يقروا بذلك .
أي فما بالهم ذهبوا وقد عبدوا غير ربك .
وقيل : إنما سأل عن أعمال القرون الأولى فأعلمه أنها محصاة عند الله تعالى ، ومحفوظة عنده في كتاب .
أي هي مكتوبة فسيجازيهم غدا بها وعليها .
وعنى بالكتاب اللوح المحفوظ .
وقيل : هو كتاب مع بعض الملائكة .
من القلب
مني السلام على من لست انساهم
ان غابوا عن العين في القلب مأواهم
دعوتين من قلب ما ينساكم
الله يرعاكم وفي الجنة نلقاكم
نورالله وجهك يوم تسود الوجوه
نسأل الله الايمان يعمر قلبك انت وكل من حولك
شرح الله صدرك وكثر احبابك ومحبيك
يا وهاب : هبه من خيري الدنيا والآخرة ..
يا رزاق : ارزقه الفرح والسرور ..
يا كريم : أكرمه براحة البال ..
يا ميسر : يسر لها كل أمر عسير ..
اللهم إني أسألك لها بأسمائك الحسنى
كل خير تطمح له نفسه الطيبة ..
أسأل الله العظيم ..
الرحمن الرحيم ..
المنان الكريم ..
رب العرش العظيم ..
الملك العليم ..
أن يدخلك جنة النعيم ..
ويحفظك من الشيطان الرجيم ..
ويعتق رقبتك من عذاب النار الأليم ..
ويحفظ بدنك سليم ..
ويهديك صراطه المستقيم ..
ويسقيك من عين تسنيم ..
ولا يطعمك من طعام الأثيم ..
ولا يذوقك من عذاب الجحيم ..
غفر الله لكم ولوالديكم ولكل عزيزا عليكم
والمؤمنين .. والمؤمنات
الاحياء ... والاموت ...
وصلى الله على نبينا محمد
صلى الله عليه وسلم
وأخر دعوانا ان الحمد لله
رب العالمين
........ شريف العطيات