لن أعلق على الثورة المصرية ولكن ماذا تعرف عن الثورة الفرنسية؟
انها ثورة وقودها فكر التنوير وعصر التنوير بقيادة جان جاك روسو والآخرين ومحرضها ومشعلها الماسون. حينها تم فصل الدين عن السلطة ودخلت أوروبا في عصر الالحاد من أوسع أبوابه.
لذلك أتمنى أن تقرأ أخي في التاريخ لتعرف أكثر عن أهداف الثورة الفرنسية ومنشأها ونتائجها قبل أن تقوم بتعظيمها.
شكرا لك.
والشكر موصول لك يا أخي الحبيب يا أبا شعيب ويشهد الله انني أضم صوتي الى صوتك بنسبة 100% من ناحية الحذر من أي أخطاء ومخالفات شرعية على مستوى العالم ، وهذه عقيدة أغلب الناس في العالم العربي والإسلامي
نحن بنو آدم نشترك في جميع الجوانب الانسانية والشعب الفرنسي تعرض للظلم والاظطهاد وكانت ثورته لأسباب إنسانية
ولو أن الثورة الفرنسية اندلعت اليوم سأكون أول المؤيدين لها ، كما انني أؤيد ثورة جميع شعوب العالم المضطهدة من المحيط إلى المحيط
علاج وسلاح الوعي والثورة هو العلاج و السلاح الفتاك لإسقاط الظلم والاظطهاد والأنظمة الديكتاتورية واستعادة الانسان لحقوقه وإنسانيته
الوضع عندنا في العالم العربي والإسلامي يختلف عن بقية العالم مع الثورات :
_ في أوروبا بعد التحرر من الكنيسة خرج الناس من الدين الصليبي عندما وجدوه وعرفوا أنه دين ظلام وجهل وقمع ومصادرة للحقوق الانسانية ودين غير صحيح وكان يحارب علماء الدنيا ويحرق كتبهم واختراعاتهم وتكلفهم حياتهم أيضا
وهذا عكس ماعندنا في دين الاسلام فالعلوم الدنيوية عندنا من فروض الكفايات من الطب والهندسة والرياضيات وجميع العلوم والإسلام إذن يشجع على الاختراع والابداع العلمي
_و نحن في العالم العربي والإسلامي على العكس تماما من الغرب
الأنظمة القمعية والظلم والاظطهاد في عالمنا العربي والإسلامي يُضَيِّق على الاسلام والمسلمين ويفتح المجال للإلحاد وللعلمانية المسخ أو المشوهة وأنواع الرذيلة والانحطاط والانحراف الأخلاقي
والعلمانية المشوهة كما يصفها البعض وحتى ليست العلمانية في الدول المتقدمة..
وإذا حصلت عندنا ثورات ازدهر الاسلام والدعوة وانحسر الإلحاد والفساد بأنواعه
ومصر أحد الأمثلة لقد توقع أعداء الشعوب والسلام والإسلام ان الشعب المصري قد تم تغييبه وقتله و سيدلي بصوته ضد من يحمل المشروع الاسلامي في الانتخابات الديمقراطية
فإذا بالشعب المصري بأغلبيته يعطي صوته لحامل المشروع الاسلامي وابن الشعب ومن قلبه على قلوبهم د. محمد مرسي
وإذا بمصر في سنة واحدة من الديمقراطية الوليدة و التي لم تكتمل يحصل فيها عمل خيري ودعوي ونشاط إغاثي انخرط فيه حتى كبار علماء مصر وامتد حتى الى خارج مصر من خلال ملف افريقيا بمؤسسة أبي إسحاق الحويني شفاه الله
بعد ان كانت مصر قبل الثورة من يذهب الى المسجد من المواطنين فله ملف امني وبعض من يذهب الى المسجد من الشباب يتعرض الى التهديد من والده بأنك لستَ ابني وسأطلق والدتك ونحو ذلك كم ذكرَ ذلك كبار علماء مصر وسمعت بعض هذه الروايات من الشيخ الحويني شفاه الله واخواننا في تونس لا يقل وضعهم سوء عن مصر وفي سوريا نفس الكلام
بل ان الثورات عندنا في العالم العربي والإسلامي تأخذ صفة الاسلامية
والمتطرفون ضد الاسلام في الشرق والغرب يخافون بجهلهم من الثورات في العالم الاسلامي لأنها تأتِ بالإسلام
في بدايات الثورة الليبية عندما انقطعت الاتصالات في بنغازي حصلت اجتماعات دولية سريعة وعلى أعلى مستوى تحت مسمى خوفا من سقوط غرب ليبيا بأيدي الإسلاميين وطبعاً الإسلاميين هم أهل بنغازي وهم الحاضنة الشعبية
صاحب الفضيلة الشيخ محمد المنجد وفقه الله له دورة علمية بعنوان العلمانية وتجزئة الدين وضرب فيها مثالاً وهذا يؤكد ان العلمانية ليس لها مستقبل في العالم الاسلامي ولن تنافس الاسلام حيثما وجِدَ الإسلام يقول الشيخ بما معناه :
تاجر عنده مصنع فاشل ويخسر فقام وأغلق مصنعه_ وهذا مثل النصارى الذين تَرَكُوا النصرانية بعد ان سنحت لهم الفرصة ووجدوا الحرية لترك الدين الفاسد
المثال الآخر لمن ينتسب للإسلام لكنه جاهل بالإسلام :
تاجر عنده مصنع ناجح ويحقق أرباح فرأى التاجر الناجح ذلك التاجر الخاسر قد أغلق مصنعه
فقام التاجر الناجح من باب التقليد فأغلق مصنعه الناجح فقط من التقليد الأعمى وهذا من يعتنق العلمانية في بلاد الاسلام
يوجد شواذ ومجرمون يعادون ثورات الشعوب وحقوقهم الإنسانية ويحاولون إفشال الثورات او حرفها عن مسارها أو خطف ثمرتها في أي مكان في العالم
القوى الدولية المتطرفة ضد الشعوب وضد الاسلام دعمت ميليشيات الحوثيين الطائفية للاستيلاء على اليمن حتى لا يصل التجمع اليمني للإصلاح الى السلطة لأنه يتبعه أكثر الشعب اليمني أو أكثر من 80% من الشعب اليمني
وأي انتخابات وديمقراطية في اليمن سوف تأتِ بالاسلاميين الى السلطة واليمن مملوء بالثروات الثمينة من الثروة البشرية أولاً و ثروات الموارد الطبيعية وهو قابل أن يتحول في سنوات قليلة من واحد من أفقر بلاد العالم الى دولة متقدمة تُصدِّر التقدم والحضارة والدعوة الى الاسلام وبقية العمل الخيري الى الشرق والغرب
والشعب اليمني جزاه الله خير قام بواجبه في إسقاط نظام الديكتاتور علي صالح ونسأل الله أن يوفقهم هم وجميع شعوب العالم في الحصول على حقوقهم الانسانية كاملة والتي من اجلها قاموا بثوراتهم المشروعة
إذن لا يوجد أي داعٍ للخوف من الثورات سواء في بلاد الاسلام
او في البلدان غير المسلمة
لأن الثورة اذا نجحت وجلبت الحرية استفاد منها المسلمون كما هو الحال الآن مساجد المسلمين في الدول المتقدمة والعمل الخيري والإغاثي الذي يمكن ان ينطلق من الدول الديمقراطية المتقدمة لا يمكن ان يتواجد ولا يمكن القيام به من أي بلد مسلم وعربي باستثناء تركيا الديمقراطية
الثورة الناجحة ستولد بإذن الله الديمقراطية كإجراءات ان يختار الشعب وينتخب الرئيس الشرعي وممثلي الشعب و إيجاد الشفافية والمحاسبة والعدل والرحمة وهذه كلها حقوق إنسانية يدعو الاسلام اليها والى إرسائها ونشترك فيها نحن شعوب الأرض جميعاً من المحيط الى المحيط والله أعلم