ر
رحاب الايمان
زائر
ضيف
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وصل اللهم على نبينا محمد واله وصحبه الكرام وسلم تسليما كثيرا
بعد ما انتهى الجزار من سن سكينهالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وصل اللهم على نبينا محمد واله وصحبه الكرام وسلم تسليما كثيرا
دخل الى وسط الزريبة
فأدركت الخرفان بحسها الفطري
أن الموت قادم لا محالة
ووقع الاختيار على أحد الخراف
فأمسك الجزار بقرنيه يسحبه إلى خارج الزريبة
ولكن ذلك الكبش كان فتياً وذا بنية قوية فتجاهل الوصية رقم واحد من دستور القطيع !!؟
وهي بالمناسبة الوصية الوحيدة في دستورنا العربي
عفوا قصدي دستور الخراف والتي تقول:
حينما يقع عليك اختيار الجزار فلا تقاوم
فهذا لن ينفعك بل سيغضب منك الجزار
ويعرض حياتك وحياة أفراد القطيع للخطر
قال هذا الكبش في نفسه:
هذه وصية باطلة ودستور غبي
فإذا كانت مقاومتي لن تنفعني في هذا الموقف
فلا أعتقد أنها ستضرني
و انتفض ذلك الكبش وفاجأ الجزار بأن إستطاع أن يهرب من بين يديه ليدخل في وسط القطيع
فنجح في الإفلات من الموت الذي كان ينتظره
ام يكترث الجزار بما حدث كثيراً فالزريبة مكتظة بالخراف
فأمسك الجزار بخروف آخر وجره من رجليه وخرج به من الزريبة
وكان الخروف الأخير مسالماً مستسلماً ولم يُبْدِ أية مقاومة إلا صوتاً خافتا يودع فيه بقية القطيع
وهكذا بقيت الخراف في الزريبة تنتظر الموت واحداً بعد الآخر
بينما كان الكبش الشاب يفكر في طريقة للخروج من زريبة الموت وإخراج بقية القطيع معه
و كانت الخراف تنظر إلى الخروف الشاب وهو ينطح سياج الزريبة الخشبي مندهشة من جرأته وتهوره
ولم يكن ذلك الحاجز الخشبي قوياً بما فيه الكفايه
فقد كان الجزار يعلم أن خرافه أجبن من أن تحاول الهرب
ونجح الكبش بكسر الحاجز و نادى على بقية رفاقه ليهربوا ولكنهم كانوا جميعاً يشتمونه ويلعنونه ويرتعدون خوفاً من أن يكتشف الجزار ما حدث
واجتمع القطيع من دون ذاك الخروف الكبش وتحدثوا مع بعضهم في شأن ما اقترحه عليهم ذلك الكبش من الخروج من الزريبة والنجاة بأنفسهم من سكين الجزار
وجاء القرار النهائي بالإجماع مخيباً !!
ليس فقط مفاجئاً للكبش الشجاع بل لوضع القطيع عامة
في صباح اليوم التالي جاء الجزار إلى الزريبة ليكمل عمله
فكانت المفاجأة أن رأى سياج الزريبة مكسور !!
ولكن القطيع موجود داخل الزريبة ولم يهرب منه أحد
ثم كانت المفاجأة الثانية !!
حينما رأى في وسط الزريبة خروفاً ميتاً
وكان جسده مثخناً بالجراح وكأنه تعرض للنطح !!
نظرت الخراف بإعتزاز وفخر
بما فعلته مع ذلك الخروف ...!!!
والذي حاول أن يفسد علاقة الجزار بالقطيع ويعرض حياتهم للخطر
و كانت سعادة الجزار أكبر من أن توصف
حتى إنه صار يحدث القطيع بكلمات الإعجاب والثناء:
أيها القطيع
كم أفتخر بكم وكم يزيد احترامي لكم
في كل مرة أتعامل معكم
أيتها الخراف الجميلة
لدي خبر سعيد سيسركم جميعاً
وذلك تقديراً مني لتعاونكم منقطع النظير
أنا وبداية من هذا الصباح لن أقدم على سحب أي واحد منكم إلى المسلخ بالقوة
كما كنت أفعل من قبل
فقد اكتشفتُ أنني كنت قاسياً عليكم
وأن ذلك يجرح كرامتكم
كل ما عليكم أن تفعلونه يا خرافي الأعزاء أن تنظروا إلى تلك السكين المعلقة على باب المسلخ
فإذا لم تروها معلقة
فهذا يعني أنني أنتظركم داخل المسلخ
فليأت الواحد فيكم بعد الآخر
وتجنبوا التزاحم وفي الختام
لا أنسى أن أشيد بدستوركم العظيم لا للمقاومة
مما قرأت