- إنضم
- 17 مارس 2014
- المشاركات
- 1,877
- التفاعل
- 5,973
- النقاط
- 122
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... ثم أما بعد
ايّها الإخوة والأخوات
فذات مساء مررتُ على أحد اقاربي , أزوره واسلّم عليه .
فوجدته مهموماً , يجول بنظره في الأفق .. يتنهّد بين الفينة والأخرى .
فسألته عن حاله وعن غمّه الذي بدا واضحاً على قسمات وجهه .
فقال :
تعبتُ .... والله تعبتُ يا ابا معاذ
فقد صار لي سنتين وانا ابحث لولدي عن عمل ولم نجد .!!!
طرقتُ كل السبل وفعلتُ كل ما بوسعي ولكن بلا أدني فائدة .
فقلتُ له ...
ما هي السبل التي طرقتها ..!!؟
فأجاب في عجالة :
تصوّر يا ابا معاذ اني كلّمتُ حتى قائد ( كذا وكذا ) وتوسّطتُ بمدير ( كذا وكذا )
وأخذ يسرد عليّ اسماء مدراء مؤسّسات وقادة وحدات ومشرفي ادارات ....
حكوميّة واهلية وشماليّة وجنوبيّة .... ثم صمتَ قليلاً وقال :
ولكن بلا جدوى ... بلا جدوى يا ابا معاذ .
خيّم الصمت على المجلس ثم قطع هو ذلك الصمت بسؤاله لي قائلا :
ما تعرف أحد في القوات المسلّحة او غيرها يمكن ان يتوسّط لنا ...؟؟؟
حسبي الله ونعم الوكيل .
فقلتُ له يا ( خال ) وذلك حسب قرابته لي من جهة أمي .
يا خال , نعم أعرف واحداً ... وكبيرا جداً ..
فاستحلفني بالله فرحاً أي قال ( تقسم بالله ) أو ( قلْ والله )
فحلفتُ له . وقلتُ له : نستطيع أن نكلّمه في أي وقت . فتغيّر حال الرجل واصبح فرحاً مسروراً تعلو وجهه السعادة , والابتسامة على محيّاه . ثم امر ابنه بأن يعيد يصبّ لي قهوة .. فكرّمت فأمره بان يصب لي شاي ..
وبعد ان ذهب عنه الروع وعاد اليه استقراره النفسي من اثر الفرحة سألني .
من هو هذا الواحد المهم الذي تعرفه كيف ومتى نستطيع ان نكلّمه ...!!!؟؟
فقلت له :
أما هذا الواحد المهم .... فهو الله ..!!
وأما متى تكلّمه ففي آخر الليل ... إذا هجع الناس وهدأت الاصوات وقلّت الحركة .
وأما كيف , فهذا يجب ان تقوم به أنت وزوجتك .
كل واحد منكما بعد وضوء حسن واقبال وخشوع .
يأخذ له سجّادة يفرشها في زاوية خالية من البيت ويصلي ركعتان أو يوتر إذا لم يكن قد أوتر ....
ثم بهدوء يرفع يديه الى السماء ويطلب من الله العون
ويحدد ما يريده من الله ... يطلب من الله تعالى عملاً .. لابنه فلان . ما ما يدل على ذلك .
فقال ونعمَ بالله
والله اننا دائما ندعوه .... فقاطعته سائلاً :
هل قد دعوت بالتحديد وقلت يا رب اسألك ان ترزق ولدي فلان عملاً .!!!؟؟
قال : لا ولكننا ندعوه ونطلب منه الرزق والقبول .... الخ .
فقلتُ له يا خال نعم تلك ادعية وهي حسنة ولكن احسم المسألة وقل ما تريده من الله .
وقلتُ له يا خال : بدلاً من أن تهين نفسك عند الخلق وتذل نفسك عند العبيد
وبدلاً من كل ليلة وانت تعزم هذا وتهدي لذاك . وزوجتك تطبخ وتنفخ
بدلاً من ذلك كله ... فقط جرّب ما قلته لك ...
وفي غضون اسبوع اذا لم يجد ابنك عملاً فتعال وانا اتوسّط لك عند القائد الفلاني .!!
ويعلم الله انه ليس بيني بين ذلك القائد أي معرفة سابقة ولم اكن اتوقّع ما حصل ..!!
ثم استأذنتُ وغادرتهم بعد تلك المحاثة ..!!
والله الذي لا إله غيره ..
بعد خمسة ايّام أو ستّة اتصل بي ( خالي ) يطلبني وكان صوته فيه نبرة حزن او انخفاض غير عادي .
فأسرعتُ اليه ... وحين وصلتُ اليه بادرتُ بالسؤال عن الخطْب .
فقال يا ابا معاذ ...
إبني حصل على عملين وليس عملاً واحداً ... ثم اجهش يبكي .
والله يا ابا معاذ انها عملين انقبل فيهما ولدي .... يقول ذلك ويبكي .
فحاولتُ ان اشتّت ذهنه عن تلك الحال لكي يتوقف عن الحشرجة والبكاء
فقلتُ اذاً المفروض ان تضحك يا خال ...
فقال :
يا ابا معاذ انا ابكي حياء من الله .!!
انا ابكي لأني تركت القدير وذهبتُ للضعيف الذي لا حول له ولا قوّة ..
انا ابكي يا ابا معاذ لاني لم اكن اعلم بما عندي من معين وما لديّ من العون والرّكن الشديد ..
وبعد برهة هدأت الاحوال وبدأنا نمارس فرحتنا بما حققه الله لنا من عون وتوفيق ..
بدأنا نتحدّث عن أي العملين افضل فقلتُ له هذا شأنك انت وابنك
وعليكم ان تختاروا مما منّ الله به عليكم .
فاختار الابن احد العملين
ووالله ان ابنه الآن يزاول عمله وكل ما التقينا نذكّر بعضنا بعضا بهذه القصّة .
والحمد لله رب العالمين .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... ثم أما بعد
ايّها الإخوة والأخوات
فذات مساء مررتُ على أحد اقاربي , أزوره واسلّم عليه .
فوجدته مهموماً , يجول بنظره في الأفق .. يتنهّد بين الفينة والأخرى .
فسألته عن حاله وعن غمّه الذي بدا واضحاً على قسمات وجهه .
فقال :
تعبتُ .... والله تعبتُ يا ابا معاذ
فقد صار لي سنتين وانا ابحث لولدي عن عمل ولم نجد .!!!
طرقتُ كل السبل وفعلتُ كل ما بوسعي ولكن بلا أدني فائدة .
فقلتُ له ...
ما هي السبل التي طرقتها ..!!؟
فأجاب في عجالة :
تصوّر يا ابا معاذ اني كلّمتُ حتى قائد ( كذا وكذا ) وتوسّطتُ بمدير ( كذا وكذا )
وأخذ يسرد عليّ اسماء مدراء مؤسّسات وقادة وحدات ومشرفي ادارات ....
حكوميّة واهلية وشماليّة وجنوبيّة .... ثم صمتَ قليلاً وقال :
ولكن بلا جدوى ... بلا جدوى يا ابا معاذ .
خيّم الصمت على المجلس ثم قطع هو ذلك الصمت بسؤاله لي قائلا :
ما تعرف أحد في القوات المسلّحة او غيرها يمكن ان يتوسّط لنا ...؟؟؟
حسبي الله ونعم الوكيل .
فقلتُ له يا ( خال ) وذلك حسب قرابته لي من جهة أمي .
يا خال , نعم أعرف واحداً ... وكبيرا جداً ..
فاستحلفني بالله فرحاً أي قال ( تقسم بالله ) أو ( قلْ والله )
فحلفتُ له . وقلتُ له : نستطيع أن نكلّمه في أي وقت . فتغيّر حال الرجل واصبح فرحاً مسروراً تعلو وجهه السعادة , والابتسامة على محيّاه . ثم امر ابنه بأن يعيد يصبّ لي قهوة .. فكرّمت فأمره بان يصب لي شاي ..
وبعد ان ذهب عنه الروع وعاد اليه استقراره النفسي من اثر الفرحة سألني .
من هو هذا الواحد المهم الذي تعرفه كيف ومتى نستطيع ان نكلّمه ...!!!؟؟
فقلت له :
أما هذا الواحد المهم .... فهو الله ..!!
وأما متى تكلّمه ففي آخر الليل ... إذا هجع الناس وهدأت الاصوات وقلّت الحركة .
وأما كيف , فهذا يجب ان تقوم به أنت وزوجتك .
كل واحد منكما بعد وضوء حسن واقبال وخشوع .
يأخذ له سجّادة يفرشها في زاوية خالية من البيت ويصلي ركعتان أو يوتر إذا لم يكن قد أوتر ....
ثم بهدوء يرفع يديه الى السماء ويطلب من الله العون
ويحدد ما يريده من الله ... يطلب من الله تعالى عملاً .. لابنه فلان . ما ما يدل على ذلك .
فقال ونعمَ بالله
والله اننا دائما ندعوه .... فقاطعته سائلاً :
هل قد دعوت بالتحديد وقلت يا رب اسألك ان ترزق ولدي فلان عملاً .!!!؟؟
قال : لا ولكننا ندعوه ونطلب منه الرزق والقبول .... الخ .
فقلتُ له يا خال نعم تلك ادعية وهي حسنة ولكن احسم المسألة وقل ما تريده من الله .
وقلتُ له يا خال : بدلاً من أن تهين نفسك عند الخلق وتذل نفسك عند العبيد
وبدلاً من كل ليلة وانت تعزم هذا وتهدي لذاك . وزوجتك تطبخ وتنفخ
بدلاً من ذلك كله ... فقط جرّب ما قلته لك ...
وفي غضون اسبوع اذا لم يجد ابنك عملاً فتعال وانا اتوسّط لك عند القائد الفلاني .!!
ويعلم الله انه ليس بيني بين ذلك القائد أي معرفة سابقة ولم اكن اتوقّع ما حصل ..!!
ثم استأذنتُ وغادرتهم بعد تلك المحاثة ..!!
والله الذي لا إله غيره ..
بعد خمسة ايّام أو ستّة اتصل بي ( خالي ) يطلبني وكان صوته فيه نبرة حزن او انخفاض غير عادي .
فأسرعتُ اليه ... وحين وصلتُ اليه بادرتُ بالسؤال عن الخطْب .
فقال يا ابا معاذ ...
إبني حصل على عملين وليس عملاً واحداً ... ثم اجهش يبكي .
والله يا ابا معاذ انها عملين انقبل فيهما ولدي .... يقول ذلك ويبكي .
فحاولتُ ان اشتّت ذهنه عن تلك الحال لكي يتوقف عن الحشرجة والبكاء
فقلتُ اذاً المفروض ان تضحك يا خال ...
فقال :
يا ابا معاذ انا ابكي حياء من الله .!!
انا ابكي لأني تركت القدير وذهبتُ للضعيف الذي لا حول له ولا قوّة ..
انا ابكي يا ابا معاذ لاني لم اكن اعلم بما عندي من معين وما لديّ من العون والرّكن الشديد ..
وبعد برهة هدأت الاحوال وبدأنا نمارس فرحتنا بما حققه الله لنا من عون وتوفيق ..
بدأنا نتحدّث عن أي العملين افضل فقلتُ له هذا شأنك انت وابنك
وعليكم ان تختاروا مما منّ الله به عليكم .
فاختار الابن احد العملين
ووالله ان ابنه الآن يزاول عمله وكل ما التقينا نذكّر بعضنا بعضا بهذه القصّة .
والحمد لله رب العالمين .