- إنضم
- 12 أغسطس 2013
- المشاركات
- 100
- التفاعل
- 191
- النقاط
- 47
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهكنت أحافظ ع القيام بالثلث الأخير وكان لي زجاجة مسك لا أتعطر بها إلا ليلا قبل القيام كنت أستيقظ مفزوعة إذا أذن الفجر ولم أقم الليلة وأحزن حزنا حقيقيا حتى بأيام عذري الشهرية كنت أقوم أجلس واستغفر فهذا اللقاء هو ما يقويني على الحياة ولا أستطيع قطعه كانت هذه حالي قبل ثلاث أعوام تقريبا والآن يفوتني الفجر
واشوقاه إلى البدايات!
هكذا صاح الجنيد رحمه الله:
"واشوقاه إلى أوقات البداية!".
ونقلوا عن أبي بكر الصديق -رضي الله عنه وأرضاه- أنه مرّ على رجلٍ وهو يبكي من خشية الله فقال:
"هكذا كنا حتى قست قلوبنا".
ولعله أراد رضي الله عنه –كما يقول الإمام الآلوسي- أن الطراز الأول كان كذلك حتى قست قلوب كثير من الناس، ولم يتأسوا بالسابقين، وغرضه مدح أولئك القوم بما كان هو ونظراؤه عليه رضي الله تعالى عنهم، ويحتمل أن يكون قد أراد ما هو الظاهر، والكلام من باب هضم النفس". الآلوسي في روح المعاني (4/180)
لكن ما الدواء؟
ما دواء الفتور الموغل في التقصير حتى تضيع الفرائض؟!
إليك جوابا جامعا للحافظ عبدالغني المقدسي، وقد سُئل رحمه الله (عمن كَانَ فِي زيادة من أحواله، فحصل لَهُ نقص؟)
فأجاب في تواضع العلماء:
"أما هذا، فيريد المجيب عنه أَن يكون من أرباب الأحوال وأصحاب المعاملة، وأنا أشكو إِلَى الله تقصيري وفتوري عن هذا وأمثاله من أبواب الخير.
وأقول وبالله التوفيق:
إِن من رزقه الله خيرا من عمل أو نورِ قلب، أو حالة مرضية في جوارحه وبدنه، فليحمد الله عليها، وليجتهد في تقييدها بكمالها، وشكر الله عليها، والحذر من زوالها بزلة أو عثرة. ومن فقٓدٓها فليكثر من الاسترجاع، ويفزع إِلَى الاستغفار والاستقالة، والحزن على مَا فاته، والتضرع إلى ربه، والرغبة إليه فِي عودها إليها، فَإِن عادت، وإلا عاد إليه ثوابها وفضلها إِن شاء الله تعالى".
ثم تأمل كلام الشمس ابن القيم إذ يقول لك وأنت في مثل هذه الحالة:
"والصّادق ينتظر الفرج ولا ييأس من روح الله، ويُلقي نفسه بالباب طريحا ذليلا مسكينا مستكينا، كالإناء الفارغ الذي لا شيء فيه ألبتة.. فإذا رأيتٓه قد أقامك في هذا المقام (الدعاء والتذلل) فاعلم أنه يريد أن يرحمك، ويملأ إناءك، فإن وضعتَ القلب في غير هذا الموضع؛ فاعلم أنه قلب مضيّع، فسل ربه ومن هو بين أصابعه أن يردّه عليك ويجمع شملك به".
والأمر والله كما قال ابن بدران:
"من طرح نفسه بباب رب الأرباب، لم يحتج إلى زمن طويل في فتح الأبواب".
فاستيقظي في جوف الليل، واطرقي باب الله في الأسحار،
واغتنمي أوقات الإجابة، وتحرّي أسبابها، والله المسؤول أن يجمع قلوبنا على مراضيه، ويصرف عنا مساخطه وسائر معاصيه، وأن يردنا إليه رداً جميلاً.
ونسأله سبحانه أن ..
١- يرضى عنا
٢- ويرزقنا الفردوس
٣- والنظر إلى وجهه الكريم.
وهذه الثلاثة الأخيرة هي "أبلغ مَا سأل العبد ربه"، كما يقول الحافظ عبدالغني المقدسي رحمه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهكنت أحافظ ع القيام بالثلث الأخير وكان لي زجاجة مسك لا أتعطر بها إلا ليلا قبل القيام كنت أستيقظ مفزوعة إذا أذن الفجر ولم أقم الليلة وأحزن حزنا حقيقيا حتى بأيام عذري الشهرية كنت أقوم أجلس واستغفر فهذا اللقاء هو ما يقويني على الحياة ولا أستطيع قطعه كانت هذه حالي قبل ثلاث أعوام تقريبا والآن يفوتني الفجر
واشوقاه إلى البدايات!
هكذا صاح الجنيد رحمه الله:
"واشوقاه إلى أوقات البداية!".
ونقلوا عن أبي بكر الصديق -رضي الله عنه وأرضاه- أنه مرّ على رجلٍ وهو يبكي من خشية الله فقال:
"هكذا كنا حتى قست قلوبنا".
ولعله أراد رضي الله عنه –كما يقول الإمام الآلوسي- أن الطراز الأول كان كذلك حتى قست قلوب كثير من الناس، ولم يتأسوا بالسابقين، وغرضه مدح أولئك القوم بما كان هو ونظراؤه عليه رضي الله تعالى عنهم، ويحتمل أن يكون قد أراد ما هو الظاهر، والكلام من باب هضم النفس". الآلوسي في روح المعاني (4/180)
لكن ما الدواء؟
ما دواء الفتور الموغل في التقصير حتى تضيع الفرائض؟!
إليك جوابا جامعا للحافظ عبدالغني المقدسي، وقد سُئل رحمه الله (عمن كَانَ فِي زيادة من أحواله، فحصل لَهُ نقص؟)
فأجاب في تواضع العلماء:
"أما هذا، فيريد المجيب عنه أَن يكون من أرباب الأحوال وأصحاب المعاملة، وأنا أشكو إِلَى الله تقصيري وفتوري عن هذا وأمثاله من أبواب الخير.
وأقول وبالله التوفيق:
إِن من رزقه الله خيرا من عمل أو نورِ قلب، أو حالة مرضية في جوارحه وبدنه، فليحمد الله عليها، وليجتهد في تقييدها بكمالها، وشكر الله عليها، والحذر من زوالها بزلة أو عثرة. ومن فقٓدٓها فليكثر من الاسترجاع، ويفزع إِلَى الاستغفار والاستقالة، والحزن على مَا فاته، والتضرع إلى ربه، والرغبة إليه فِي عودها إليها، فَإِن عادت، وإلا عاد إليه ثوابها وفضلها إِن شاء الله تعالى".
ثم تأمل كلام الشمس ابن القيم إذ يقول لك وأنت في مثل هذه الحالة:
"والصّادق ينتظر الفرج ولا ييأس من روح الله، ويُلقي نفسه بالباب طريحا ذليلا مسكينا مستكينا، كالإناء الفارغ الذي لا شيء فيه ألبتة.. فإذا رأيتٓه قد أقامك في هذا المقام (الدعاء والتذلل) فاعلم أنه يريد أن يرحمك، ويملأ إناءك، فإن وضعتَ القلب في غير هذا الموضع؛ فاعلم أنه قلب مضيّع، فسل ربه ومن هو بين أصابعه أن يردّه عليك ويجمع شملك به".
والأمر والله كما قال ابن بدران:
"من طرح نفسه بباب رب الأرباب، لم يحتج إلى زمن طويل في فتح الأبواب".
فاستيقظي في جوف الليل، واطرقي باب الله في الأسحار،
واغتنمي أوقات الإجابة، وتحرّي أسبابها، والله المسؤول أن يجمع قلوبنا على مراضيه، ويصرف عنا مساخطه وسائر معاصيه، وأن يردنا إليه رداً جميلاً.
ونسأله سبحانه أن ..
١- يرضى عنا
٢- ويرزقنا الفردوس
٣- والنظر إلى وجهه الكريم.
وهذه الثلاثة الأخيرة هي "أبلغ مَا سأل العبد ربه"، كما يقول الحافظ عبدالغني المقدسي رحمه الله.