السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله وصلى الله وسلم على رسوله وآله وصحبه وسلم
( في ذكر سوق الجنة وما أعد الله تعالى فيه لأهلها )
هذا العنوان ذكره العلامة ابن القيم رضي الله عنه في كتابه حادي الأرواح
أردت به أن نتذكر وخاصة من فتنوا بالأسواق الدنيوية والحضارة الحديثة حتى صار الدين عندهم كأنه أساطير الأولين وذكر الجنة والنار إنما هو للترغب والترهيب وما هناك إيمان و يقين فهذا هذا الذي أوقعهم في الفتنة الدجالية العصرية وإلا فمن طمع في شيء أجمل زهد فيما دونه وإن كان جميلاً فالقلب وجهته واحدة وتجد من يتتبع الجديد والموضة يزهد فيما كان راغباً فيه بالحاح قبل أيام وإن من رغب في الجنة فما يضاهيها شيء فلا بد أن يزهد فيما دونها وتقل فيه رغبته فيقنع في هذه الدنيا بالقليل وما يعبر به الطريق ليصل مبتغاه الأعظم والدنيا والآخرة كما قال عمر وأبو الدرداء "ضرتان لا يجتمعان" فبقدر انصرافك إلى النعيم العاجل وتطلبه يسترخي الهم في طلب نعيم الجنة ويكون مجرد أماني وبالعكس بقدر ما تشد أمرك وتتحرز في طلبها وتتحاشى سبيل المترفين بقدر ما يشتد وتر عزمك فيكون انطلاقه بعد ذلك أحرى بأصابة الهدف والظفر بالمقصود فلننتبه من هذه الحضارة العابرة فليست أمر ضروري إلا عند المغيبين وحين يأفل نجمها يتبينون لكن المصيبة أن يأتي أجلهم قبل وهم بها مفتونون وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم بما أخبر به عن الله أن خير بقاع الأرض مساجدها وشرها أسواقها وأخبر أن أكثر أتباع الدجال النساء فقد جاءهن بالموضة وجنة الأسواق التي يرتعن فيها وهذه مقدماته تهافتوا عليها مع إمكان الإستغاء فكيف إذا جاءت سني الجوع الثلاث وجاء بالفرج الزائف الثبات الثبات فمن لم يثبت الآن ويتمنع فهو لما بعدها أضعف وإن لنا في الجنة عزاء من كل مرغوب ومن لم يتعز بها فلن يملء جوفه إلا التراب
قال الله (إن المتقين في جنات ونهر)
"قال ابن قيم الجوزية" :
قال مسلم في صحيحه حدثنا سعيد بن عبد الجبار الصيرفي حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن في الجنة لسوقا يأتونها كل جمعة فتهب ريح الشمال فتحثو في وجوههم وثيابهم فيزدادون حسنا وجمالا
فيرجعون إلى أهليهم وقد ازدادوا حسنا وجمالا فيقول لهم أهلوهم والله لقد ازددتم بعدنا حسنا وجمالا
فيقولون والله وانتم لقد ازددتم بعدنا حسنا وجمالا
رواه الإمام احمد في مسنده عن عفان عن حماد بن سلمة وقال: "فيها كثبان المسك فإذا خرجوا إليها هبت الريح"
وقال ابن أبي عاصم في كتاب السنة حدثنا هشام بن عمار حدثنا عبد الحميد بن حبيب بن أبي العسر عن الأوزاعي عن حسان بن عطية
عن سعيد بن المسيب أنه لقي أبا هريرة فقال أبو هريرة: اسأل الله أن يجمع بيني وبينك في سوق الجنة
فقال سعيد أو فيها سوق قال: نعم أخبرني رسول الله أن أهل الجنة إذا دخلوها نزلوها بفضل أعمالهم
فيؤذن لهم في مقدار يوم الجمعة عن أيام الدنيا فيزورون الله تبارك وتعالى فيبرز لهم عرشه ويتبدى لهم في روضة من رياض الجنة
فيوضع لهم منابر من نور ومنابر من لؤلؤ ومنابر من زبرجد ومنابر من ياقوت ومنابر من ذهب ومنابر من فضة
ويجلس أدناهم وما فيها دنى على كثبان المسك والكافور ما يرون أن أصحاب الكراسي بأفضل منهم مجلسا
قال أبو هريرة وهل نرى ربنا عز وجل قال نعم قال هل تمارون في رؤية الشمس والقمر ليلة البدر قلنا لا قال فكذلك لا تمارون في رؤية ربكم
ولا يبقى في ذلك المجلس أحد إلا حاضره الله محاضرة حتى يقول يا فلان ابن فلان أتذكر يوم فعلت كذا وكذا فيذكره ببعض غدراته في الدنيا فيقول بلى أفلم تغفر لي فيقول بلى فبمغفرتي بلغت منزلتك هذه..... ورواه الترمذي في صفة الجنة عن محمد بن إسماعيل عن هشام بن عمار رواه ابن ماجة عن هشام بن عمار وليس في هذا الإسناد من ينظر فيه إلا عبد الحميد بن حبيب وهو كاتب الأوزاعي فلا ننكر عليه تفرده عن الأوزاعي بما لم يروه غيره وقد قال الإمام احمد وأبو حاتم الرازي هو ثقة وأما دحيم والنسائي فضعفاه ولا نعرف أنه حدث عن غير الأوزاعي والترمذي قال في هذا الحديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه
قلت وقد رواه ابن أبي الدنيا عن الحكم بن موسى حدثنا هقل بن زياد عن الأوزاعي قال نبئت أن سعيد بن المسيب لقي أبا هريرة فذكره
وقال الترمذي حدثنا أحمد بن صنيع حدثنا أبو معاوية أنبانا عبد الرحمن بن اسحق عن النعمان بن سعد عن علي بن أبي طالب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن في الجنة لسوقا ما فيها شراء ولا بيع إلا الصور من الرجال والنساء فإذا اشتهى الرجل الصورة دخل فيها " قال هذا حديث غريب
وقال عبد الله بن المبارك أنبانا سليمان التيمي عن أنس بن مالك قال: "يقول أهل الجنة انطلقوا إلى السوق فينطلقون إلى كثبان المسك فإذا رجعوا إلى أزواجهم قالوا أنا لنجد لكن ريحا ما كانت لكن قال فيقلن لقد رجعتم بريح ما كانت لكم إذ خرجتم من عندنا"
وقال الحافظ محمد بن عبد الله الحضرمي المعروف بمطين حدثنا احمد بن محمد بن طريف البجلي حدثنا أبي حدثنا محمد بن كثير حدثني جابر الجعفي عن أبي جعفر عن علي بن الحسين عن جابر بن عبد الله قال خرج علينا رسول الله ونحن مجتمعون فقال يا معشر المسلمين إن في الجنة لسوقا ما يباع فيها ولا يشترى إلا الصور من أحب صورة من رجل أو امرأة دخل فيها والله أعلم.اه
إن ما عليه أهل الإيمان والسنة والجماعة وهو ما دل عليه القرآن والسنة من كان به من الموقنين فهو في جنة ظلال الجنة والشوق إليها ( والكافرون لهم عذاب أليم ) .
اللهم إنك تعلم أني لو عدلت في الحكم على نفسي بين جنتك ونارك ما اخترت لها الجنة فلست لها بأهل ولما استطعت تقحم النار وإنه لا فرار فاللهم أسألك بهذا المجلس الذي جلسنا نذكر فيه وعد الحسنى عندك ولم نره وكأننا نراه إلا غفرت لنا وأدخلتنا جنتك فبكرمك إلا جعلتنا من أهلها وجمعتنا على الصراط المستقيم حتى نصل .
الحمد لله وصلى الله وسلم على رسوله وآله وصحبه وسلم
( في ذكر سوق الجنة وما أعد الله تعالى فيه لأهلها )
هذا العنوان ذكره العلامة ابن القيم رضي الله عنه في كتابه حادي الأرواح
أردت به أن نتذكر وخاصة من فتنوا بالأسواق الدنيوية والحضارة الحديثة حتى صار الدين عندهم كأنه أساطير الأولين وذكر الجنة والنار إنما هو للترغب والترهيب وما هناك إيمان و يقين فهذا هذا الذي أوقعهم في الفتنة الدجالية العصرية وإلا فمن طمع في شيء أجمل زهد فيما دونه وإن كان جميلاً فالقلب وجهته واحدة وتجد من يتتبع الجديد والموضة يزهد فيما كان راغباً فيه بالحاح قبل أيام وإن من رغب في الجنة فما يضاهيها شيء فلا بد أن يزهد فيما دونها وتقل فيه رغبته فيقنع في هذه الدنيا بالقليل وما يعبر به الطريق ليصل مبتغاه الأعظم والدنيا والآخرة كما قال عمر وأبو الدرداء "ضرتان لا يجتمعان" فبقدر انصرافك إلى النعيم العاجل وتطلبه يسترخي الهم في طلب نعيم الجنة ويكون مجرد أماني وبالعكس بقدر ما تشد أمرك وتتحرز في طلبها وتتحاشى سبيل المترفين بقدر ما يشتد وتر عزمك فيكون انطلاقه بعد ذلك أحرى بأصابة الهدف والظفر بالمقصود فلننتبه من هذه الحضارة العابرة فليست أمر ضروري إلا عند المغيبين وحين يأفل نجمها يتبينون لكن المصيبة أن يأتي أجلهم قبل وهم بها مفتونون وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم بما أخبر به عن الله أن خير بقاع الأرض مساجدها وشرها أسواقها وأخبر أن أكثر أتباع الدجال النساء فقد جاءهن بالموضة وجنة الأسواق التي يرتعن فيها وهذه مقدماته تهافتوا عليها مع إمكان الإستغاء فكيف إذا جاءت سني الجوع الثلاث وجاء بالفرج الزائف الثبات الثبات فمن لم يثبت الآن ويتمنع فهو لما بعدها أضعف وإن لنا في الجنة عزاء من كل مرغوب ومن لم يتعز بها فلن يملء جوفه إلا التراب
قال الله (إن المتقين في جنات ونهر)
"قال ابن قيم الجوزية" :
قال مسلم في صحيحه حدثنا سعيد بن عبد الجبار الصيرفي حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن في الجنة لسوقا يأتونها كل جمعة فتهب ريح الشمال فتحثو في وجوههم وثيابهم فيزدادون حسنا وجمالا
فيرجعون إلى أهليهم وقد ازدادوا حسنا وجمالا فيقول لهم أهلوهم والله لقد ازددتم بعدنا حسنا وجمالا
فيقولون والله وانتم لقد ازددتم بعدنا حسنا وجمالا
رواه الإمام احمد في مسنده عن عفان عن حماد بن سلمة وقال: "فيها كثبان المسك فإذا خرجوا إليها هبت الريح"
وقال ابن أبي عاصم في كتاب السنة حدثنا هشام بن عمار حدثنا عبد الحميد بن حبيب بن أبي العسر عن الأوزاعي عن حسان بن عطية
عن سعيد بن المسيب أنه لقي أبا هريرة فقال أبو هريرة: اسأل الله أن يجمع بيني وبينك في سوق الجنة
فقال سعيد أو فيها سوق قال: نعم أخبرني رسول الله أن أهل الجنة إذا دخلوها نزلوها بفضل أعمالهم
فيؤذن لهم في مقدار يوم الجمعة عن أيام الدنيا فيزورون الله تبارك وتعالى فيبرز لهم عرشه ويتبدى لهم في روضة من رياض الجنة
فيوضع لهم منابر من نور ومنابر من لؤلؤ ومنابر من زبرجد ومنابر من ياقوت ومنابر من ذهب ومنابر من فضة
ويجلس أدناهم وما فيها دنى على كثبان المسك والكافور ما يرون أن أصحاب الكراسي بأفضل منهم مجلسا
قال أبو هريرة وهل نرى ربنا عز وجل قال نعم قال هل تمارون في رؤية الشمس والقمر ليلة البدر قلنا لا قال فكذلك لا تمارون في رؤية ربكم
ولا يبقى في ذلك المجلس أحد إلا حاضره الله محاضرة حتى يقول يا فلان ابن فلان أتذكر يوم فعلت كذا وكذا فيذكره ببعض غدراته في الدنيا فيقول بلى أفلم تغفر لي فيقول بلى فبمغفرتي بلغت منزلتك هذه..... ورواه الترمذي في صفة الجنة عن محمد بن إسماعيل عن هشام بن عمار رواه ابن ماجة عن هشام بن عمار وليس في هذا الإسناد من ينظر فيه إلا عبد الحميد بن حبيب وهو كاتب الأوزاعي فلا ننكر عليه تفرده عن الأوزاعي بما لم يروه غيره وقد قال الإمام احمد وأبو حاتم الرازي هو ثقة وأما دحيم والنسائي فضعفاه ولا نعرف أنه حدث عن غير الأوزاعي والترمذي قال في هذا الحديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه
قلت وقد رواه ابن أبي الدنيا عن الحكم بن موسى حدثنا هقل بن زياد عن الأوزاعي قال نبئت أن سعيد بن المسيب لقي أبا هريرة فذكره
وقال الترمذي حدثنا أحمد بن صنيع حدثنا أبو معاوية أنبانا عبد الرحمن بن اسحق عن النعمان بن سعد عن علي بن أبي طالب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن في الجنة لسوقا ما فيها شراء ولا بيع إلا الصور من الرجال والنساء فإذا اشتهى الرجل الصورة دخل فيها " قال هذا حديث غريب
وقال عبد الله بن المبارك أنبانا سليمان التيمي عن أنس بن مالك قال: "يقول أهل الجنة انطلقوا إلى السوق فينطلقون إلى كثبان المسك فإذا رجعوا إلى أزواجهم قالوا أنا لنجد لكن ريحا ما كانت لكن قال فيقلن لقد رجعتم بريح ما كانت لكم إذ خرجتم من عندنا"
وقال الحافظ محمد بن عبد الله الحضرمي المعروف بمطين حدثنا احمد بن محمد بن طريف البجلي حدثنا أبي حدثنا محمد بن كثير حدثني جابر الجعفي عن أبي جعفر عن علي بن الحسين عن جابر بن عبد الله قال خرج علينا رسول الله ونحن مجتمعون فقال يا معشر المسلمين إن في الجنة لسوقا ما يباع فيها ولا يشترى إلا الصور من أحب صورة من رجل أو امرأة دخل فيها والله أعلم.اه
إن ما عليه أهل الإيمان والسنة والجماعة وهو ما دل عليه القرآن والسنة من كان به من الموقنين فهو في جنة ظلال الجنة والشوق إليها ( والكافرون لهم عذاب أليم ) .
اللهم إنك تعلم أني لو عدلت في الحكم على نفسي بين جنتك ونارك ما اخترت لها الجنة فلست لها بأهل ولما استطعت تقحم النار وإنه لا فرار فاللهم أسألك بهذا المجلس الذي جلسنا نذكر فيه وعد الحسنى عندك ولم نره وكأننا نراه إلا غفرت لنا وأدخلتنا جنتك فبكرمك إلا جعلتنا من أهلها وجمعتنا على الصراط المستقيم حتى نصل .