س
سيبويه
زائر
ضيف
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أثر الفهم الصحيح للإيمان في تمكين الله عز وجل للأمة الإسلامية
المصدر/ كتاب فقه النصر والتمكين في القرآن الكريم للدكتور علي الصلابي
إن الإيمان بالله, والحب في الله, وما يترتب عليهما قواعد متلازمة ينبني بعضها على البعض الآخر,ويتأثر اللاحق منها بالسابق, فإذا قوي الإيمان بالله في نفس المؤمن ازداد الحب في الله, وازدادت الأفعال المترتبةعلى ذلك, حتى تصبح الجماعة المسلمة, كخلايا الدم في الجسم تعمل لغرض واحد, وهدف واحد, وفي إطار واحد,عند ذلك تصبح الجماعة المسلمة بنية حية قوية صامدة قادرة على أداء رسالتها ودورها العظيم في حق نفسها, وفي حق البشرية جمعاء.(انظر: الموالاة والمعاداة (1/246).
إن الفهم الصحيح لحقيقة الإيمان وكلمة التوحيد لها آثار في حياة الإنسان,وتلك الآثار لها أثر في التمكين, فمن أهم هذه الآثار:
1- ما تنشئه في النفس من الأنفة وعزة النفس بحيث لا يقوم دونه شيء لأنه أيقن في قرارة قلبه أن لا نافع إلا الله سبحانه ,وهو المحيي والمميت, وهو صاحب الحكم والسلطة والسيادة.
ومن ثم ينزع من القلب كل خوف إلا منه سبحانه, فلا يطاطئ الرأس أمام أحد من الخلق, ولا يتضرع إليه, ولا يتكفف له, ولا يرتع من كبريائه وعظمته,لأن الله هو العظيم القادر, وهذا بخلاف المشرك والكافر.
2- ينشأ من الإيمان بهذه الكلمة من أنفة النفس وعزتها: تواضع من غير ذل, وترفع من غير كبر,فلا يكاد ينفخ أوداجه شيطان الغرور ويزهيه بقوته وكفاءتهلأنه يعلم ويستيقن أن الله الذي وهبه كل ما عنده قادر على سلبه إياه إذا شاء, أما الملحد فإنه يتكبر ويبطر إذا حصلت له نعمة عاجلة.
3- المؤمن بهذه الكلمة: يعلم علم اليقين أنه لا سبيل إلى النجاة والفلاح إلا بتزكية النفس والعمل الصالح.
4- من آثار الإيمان الصحيح عدم تسرب اليأس, والبعد عن القنوط, لأنه يؤمن أن الملك والخزائن لرب العالمين, لذلك فهو على طمأنينة وسكينة, وأمل,حتى ولو طرد العبد أو أهين وضاقت عليه سبل العيش.
5- من آثار كلمة الإيمان والتوحيد في نفس العبد إعطاء قوة عظيمة من العزم والإقدام والصبر والثبات والتوكل والتطلع إلى معالي الأمور ابتغاء مرضاة الله تعالى,مع شعوره أن وراءه قوة مالك السماء والأرض, فيكون ثباته ورسوخه وصلابته التي يستمدها من هذا التصور, كالجبال الراسية,وأنى للكفر والشرك بمثل هذه القوة والثبات؟.
6- من آثار الإيمان الحقيقي تشجيع الإنسان وامتلاء قلبه جرأة؛ لأن الذي يجبن الإنسانويوهن عزمه شيئان: حبه للنفس والمال والأهل, أو اعتقاده أن هناك أحدًا غير الله يميت الإنسان, فإيمان المرء بلا إله إلا الله يرفع عن قلبه كلاً من هذين السببين,فيجعله موقنًا بأن الله هو المالك الوحيد لنفسه وماله, فعندئذ يضحي في سبيل مرضاة ربه بكل غال ورخيص عنده.
وينزع السبب الثاني من قلبه بعد أن أيقن أنه لا يقدر على سلب الحياة منه إلا الله وحده. من أجل ذلك لا يكون في الدنيا أشجع ولا أجرأ ممن يؤمن بالله تعالى,فلا يكاد يخيفه أو يثبت في وجهه زحف الجيوش, ولا السيوف المسلولة, ولا مطر الرصاص والقنابل.
7- ومن ثمار الإيمان الصحيح, التحلي بالأخلاق الرفيعة والتطهر من الأخلاق الوضيعة.
8- ومن ثمار الإيمان على العبد أن يكون حريصًا على التمسك بشرع الله تعالى ومحافظًا عليه.
9- ومن ثمار الإيمان تربية العبد على أن يكون جنديًا من جنود الدعوة إلى الله والسعي لتحكيم شرع الله وتمكين دينه سبحانه وتعالى في الأرض.
وبعد فإن من شروط التمكين لدين الله تعالى في الأرض
تحقيق الإيمان الذي يريده الله سبحانه وبيَّنه رسوله صلى الله عليه وسلم وتجسد في حياة أصحابه رضي الله عنهم أجمعين.
إن الإيمان المطلوب هو الذي يبعثنا على الحركة والهمة, والنشاط والسعي, والجهد والمجاهدة, والجهاد والتربية,
والاستعلاء والعزة, والثبات واليقين. أ.هـ.
والله أعلى وأعلم
وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين
التعديل الأخير بواسطة المشرف: