- إنضم
- 15 مارس 2015
- المشاركات
- 336
- التفاعل
- 742
- النقاط
- 102
بسم الله الرحمن الرحيم
الشيخ الفاضل علامه فارقه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أجمل شيء في الأخوة قلب صافي يحبك ..
فيبحث عنك ..
يفتقدك فيسأل عليك ..
تشغلة الدنيا فيذكرك ..
يشتاق لك فيدعو لك..
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
قال تعالى
وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَاءَتْهُمْ آيَةٌ لَّيُؤْمِنُنَّ بِهَا ۚ قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِندَ اللَّهِ ۖ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ (109) وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (110)
... وسورة الأنعام
....... تفسير الطبري
القول في تأويل قوله تعالى
وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَتْهُمْ آيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لا يُؤْمِنُونَ (109)
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره:
وحلف بالله هؤلاء العادلون بالله جَهْد حَلِفهم, وذلك أوكدُ ما قدروا عليه من الأيمان وأصعبُها وأشدُّها
لئن جاءتهم آية
يقول: قالوا نقسم بالله لئن جاءتنا آية تصدِّق ما تقول، يا محمد، مثلُ الذي جاء مَنْ قبلنا من الأمم
ليؤمنن بها
يقول: قالوا لنصدقن بمجيئها بك, وأنك لله رسولٌ مرسل, وأنّ ما جئتنا به حقُّ من عند الله .
وقيل: " ليؤمنن بها "
فأخرج الخبر عن " الآية "، والمعنى لمجيء الآية .
يقول لنبيه صلى☀ الله عليه وسلم:
قل إنما الآيات عند الله
وهو القادر على إتيانكم بها دون كل أحد من خلقه
وما يشعركم
يقول وما يدريكم
أنها إذا جاءت لا يؤمنون
وذكر أن الذين سألوه الآية من قومه، هم الذين آيس الله نبيَّه من إيمانهم من مشركي قومه .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك:
عن مجاهد في قول الله:
لئن جاءتهم آية ليؤمنن بها إلى قوله: يَجْهَلُونَ
سألت قريش محمدًا أن يأتيهم بآية, واستحلفهم: ليؤمننّ بها .
عن محمد بن كعب القرظي قال:
كلّم رسولُ☀ الله صلى الله عليه وسلم قريشًا,
فقالوا يا محمد، تخبرنا أن موسى كان معه عصًا يضرب بها الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينًا
وتخبرنا أنّ عيسى كان يحيي الموتى
وتخبرنا أن ثَمُود كانت لهم ناقة
فأتنا بشيء من الآيات حتى نصدقك ‼
فقال النبي☀ صلى الله عليه وسلم:
أيَّ شيء تحبُّون أن آتيكم به
قالوا: تجعَلُ لنا الصَّفَا ذهبًا.
فقال لهم: فإن فعلت تصدقوني
قالوا: نعم والله، لئن فعلت لنتبعنّك أجمعين
فقام رسول☀ الله صلى الله عليه وسلم يدعو
فجاءه جبريل عليه السلام فقال له: لك ما شئت،
إن شئتَ أصبح ذهبًا, ولئن أرسل آيةً فلم يصدقوا عند ذلك لنعذبنَّهم, وإن شئت فأنْدِحْهُم حتى يتوب تائبهم .
فقال: بل يتوب تائبهم . فأنـزل الله تعالى:
وأقسموا بالله إلى قوله: يَجْهَلُونَ
* * *
القول في تأويل قوله تعالى
وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لا يُؤْمِنُونَ
قال أبو جعفر: اختلف أهل التأويل في المخاطبين بقوله:
وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون
فقال بعضهم: خوطب بقوله: وما يشعركم
المشركون المقسمون بالله، لئن جاءتهم آية ليؤمنن= وانتهى الخبر عند قوله:
وما يشعركم
ثم استُؤنف الحكم عليهم بأنهم لا يؤمنون عند مجيئها استئنافًا مبتدأ .
* * *
ذكر من قال ذلك:
عن مجاهد في قول الله:
وما يشعركم
قال: ما يدريكم . قال ثم أخبر عنهم أنهم لا يؤمنون .
عن مجاهد: (وما يشعركم)، وما يدريكم
" أنها إذا جاءت "
قال أوجب عليهم أنها إذا جاءت لا يؤمنون .
حدثني المثنى قال: حدثنا إسحاق قال، سمعت عبد الله بن زيد يقول:
إِنَّمَا الآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ
ثم يستأنف فيقول
إنها إذا جاءت لا يؤمنون
عن مجاهد قوله:
" إِنَّمَا الآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ"
وما يدريكم أنكم تؤمنون إذا جاءت. ثم استقبل يخبر عنهم فقال:
إذا جاءت لا يؤمنون
وعلى هذا التأويل قراءةُ من قرأ ذلك بكسر ألف:
" إنَّها "، على أن قوله: " إِنَّهَا إِذَا جَاءَتَ لا يُؤْمِنُون "
خبر مبتدأ منقطعٌ عن الأول.
وقال آخرون منهم:
بل ذلك خطابٌ من الله نبيَّه☀ صلى الله عليه وسلم وأصحابه.
قالوا: وذلك أنّ الذين سألوا رسول☀ الله صلى الله عليه وسلم أن يأتي بآيةٍ, المؤمنون به .
قالوا: وإنما كان سببَ مسألتهم إيّاه ذلك، أن المشركين حَلَفوا أنّ الآية إذا جاءت آمنوا واتبعوا رسول☀ الله صلى الله عليه وسلم,
فقال أصحاب رسول☀ الله صلى الله عليه وسلم: سل يا رسول الله ربك ذلك
فسأل, فأنـزل الله فيهم وفي مسألتهم إياه ذلك:
" قُلْ" للمؤمنين بك يا محمد
"إنما الآيات عند الله وما يشعركم "
أيها المؤمنون بأن الآيات إذا جاءت هؤلاء المشركين بالله، أنهم لا يؤمنون به= ففتحوا " الألف " من " أنّ" .
قوله تبارك وتعالى
وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (110)
القول في تأويل قوله تعالى
وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ
قال أبو جعفر: اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك.
فقال بعضهم: معنى ذلك: لو أنَّا جئناهم بآية كما سألوا، ما آمنوا، كما لم يؤمنوا بما قبلَها أول مرة, لأن الله حال بينهم وبين ذلك :
* ذكر من قال ذلك:
عن ابن عباس قوله
ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة الآية
قال لما جحد المشركون ما أنـزل الله، لم تثبت قلوبهم على شيء، ورُدَّتْ عن كل أمر .
حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله:
ونقلب أفئدتهم وأبصارهم
قال نمنعهم من ذلك، كما فعلنا بهم أول مرة .
وقرأ: كما لم يؤمنوا به أول مرة.
عن مجاهد:
ونقلب أفئدتهم وأبصارهم
قال: نحول بينهم وبين الإيمان ولو جاءتهم كل آية فلا يؤمنون, كما حلنا بينهم وبين الإيمان أول مرة .
* * *
وقال آخرون: معنى ذلك:
ونقلب أفئدتهم وأبصارهم
لو رُدُّوا من الآخرة إلى الدنيا فلا يؤمنون، كما فعلنا بهم ذلك, فلم يؤمنوا في الدنيا .
قالوا: وذلك نظير قوله
وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ سورة الأنعام: 28 .
* ذكر من قال قال ذلك:
عن ابن عباس قال:
أخبر الله سبحانه ما العبادُ قائلون قبل أن يقولوه، وعملهم قبل أن يعملوه.
قال: قول الله تعالى
إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ ۚ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ (14) ...سورة فاطر
قال تعالى
أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ(56) أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (57)أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (58)
...سورة الزمر:
يقول: من المهتدين . فأخبر الله سبحانه أنهم لو رُدُّوا [إلى الدنيا، لما استقاموا] على الهدى،
وقال تعالى
وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ
وقال تبارك وتعالى
" وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (110) " ...سورة الآنعام
قال لو ردوا إلى الدنيا لحيل بينهم وبين الهدى, كما حلنا بينهم وبينه أول مرة وهم في الدنيا .
القول في تأويل قوله تعالى
وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (110)
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: ونذر هؤلاء المشركين الذين أقسموا بالله جهد أيمانهم:
لئن جاءتهم آية ليؤمنن بها عند مجيئها = في تمرُّدهم على الله واعتدائهم في حدوده,
يتردَّدون، لا يهتدون لحق، ولا يبصرون صوابًا,
قد غلب عليهم الخِذْلان، واستحوذ عليهم الشيطانُ ...
نبض القلب .......
اللهم أنزل عليه لطفك أينما ذهب ...
ويسر له الخير كلما طلب ...
وأنرقلبه با لإيمان حيث وثب ...
وشد أزره اذا العزائم فترت ...〽
وآمن روعته إذا السماء إنفطرت...
ويمن متابه إذا الصحف نشرت ...
"اللهم انت الوهاب لا سواك...☝
والمعطي لمن دعاك...
يامن ترانا ولا نراك...
وتعطينا ولا نبلغ ثناك...
اجعل كل ايامه في حسن عبادتك ...
واكرمه بخير الدنيا ونعيم الاخره ...
يامن بيده مقاليد الأمور و الخير كله...
واجعل له في هذا اليوم ...
دعوة مستجابة ...
ومع كل نسمة هواء كربة منزاحة ...
و في كل لحظة قربة و طاعة ...
غفر الله لنا ولكم ولوالينا ...
وللمؤمنين والمؤمنات الاحياء ... والاموات ...
وصل الله وسلم على نبينا محمد☀
واخر دعوانا ان الحمد لله
رب العالمين...
✍....... شريف العطيات
الشيخ الفاضل علامه فارقه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أجمل شيء في الأخوة قلب صافي يحبك ..
فيبحث عنك ..
يفتقدك فيسأل عليك ..
تشغلة الدنيا فيذكرك ..
يشتاق لك فيدعو لك..
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
قال تعالى
وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَاءَتْهُمْ آيَةٌ لَّيُؤْمِنُنَّ بِهَا ۚ قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِندَ اللَّهِ ۖ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ (109) وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (110)
... وسورة الأنعام
....... تفسير الطبري
القول في تأويل قوله تعالى
وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَتْهُمْ آيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لا يُؤْمِنُونَ (109)
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره:
وحلف بالله هؤلاء العادلون بالله جَهْد حَلِفهم, وذلك أوكدُ ما قدروا عليه من الأيمان وأصعبُها وأشدُّها
لئن جاءتهم آية
يقول: قالوا نقسم بالله لئن جاءتنا آية تصدِّق ما تقول، يا محمد، مثلُ الذي جاء مَنْ قبلنا من الأمم
ليؤمنن بها
يقول: قالوا لنصدقن بمجيئها بك, وأنك لله رسولٌ مرسل, وأنّ ما جئتنا به حقُّ من عند الله .
وقيل: " ليؤمنن بها "
فأخرج الخبر عن " الآية "، والمعنى لمجيء الآية .
يقول لنبيه صلى☀ الله عليه وسلم:
قل إنما الآيات عند الله
وهو القادر على إتيانكم بها دون كل أحد من خلقه
وما يشعركم
يقول وما يدريكم
أنها إذا جاءت لا يؤمنون
وذكر أن الذين سألوه الآية من قومه، هم الذين آيس الله نبيَّه من إيمانهم من مشركي قومه .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك:
عن مجاهد في قول الله:
لئن جاءتهم آية ليؤمنن بها إلى قوله: يَجْهَلُونَ
سألت قريش محمدًا أن يأتيهم بآية, واستحلفهم: ليؤمننّ بها .
عن محمد بن كعب القرظي قال:
كلّم رسولُ☀ الله صلى الله عليه وسلم قريشًا,
فقالوا يا محمد، تخبرنا أن موسى كان معه عصًا يضرب بها الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينًا
وتخبرنا أنّ عيسى كان يحيي الموتى
وتخبرنا أن ثَمُود كانت لهم ناقة
فأتنا بشيء من الآيات حتى نصدقك ‼
فقال النبي☀ صلى الله عليه وسلم:
أيَّ شيء تحبُّون أن آتيكم به
قالوا: تجعَلُ لنا الصَّفَا ذهبًا.
فقال لهم: فإن فعلت تصدقوني
قالوا: نعم والله، لئن فعلت لنتبعنّك أجمعين
فقام رسول☀ الله صلى الله عليه وسلم يدعو
فجاءه جبريل عليه السلام فقال له: لك ما شئت،
إن شئتَ أصبح ذهبًا, ولئن أرسل آيةً فلم يصدقوا عند ذلك لنعذبنَّهم, وإن شئت فأنْدِحْهُم حتى يتوب تائبهم .
فقال: بل يتوب تائبهم . فأنـزل الله تعالى:
وأقسموا بالله إلى قوله: يَجْهَلُونَ
* * *
القول في تأويل قوله تعالى
وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لا يُؤْمِنُونَ
قال أبو جعفر: اختلف أهل التأويل في المخاطبين بقوله:
وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون
فقال بعضهم: خوطب بقوله: وما يشعركم
المشركون المقسمون بالله، لئن جاءتهم آية ليؤمنن= وانتهى الخبر عند قوله:
وما يشعركم
ثم استُؤنف الحكم عليهم بأنهم لا يؤمنون عند مجيئها استئنافًا مبتدأ .
* * *
ذكر من قال ذلك:
عن مجاهد في قول الله:
وما يشعركم
قال: ما يدريكم . قال ثم أخبر عنهم أنهم لا يؤمنون .
عن مجاهد: (وما يشعركم)، وما يدريكم
" أنها إذا جاءت "
قال أوجب عليهم أنها إذا جاءت لا يؤمنون .
حدثني المثنى قال: حدثنا إسحاق قال، سمعت عبد الله بن زيد يقول:
إِنَّمَا الآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ
ثم يستأنف فيقول
إنها إذا جاءت لا يؤمنون
عن مجاهد قوله:
" إِنَّمَا الآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ"
وما يدريكم أنكم تؤمنون إذا جاءت. ثم استقبل يخبر عنهم فقال:
إذا جاءت لا يؤمنون
وعلى هذا التأويل قراءةُ من قرأ ذلك بكسر ألف:
" إنَّها "، على أن قوله: " إِنَّهَا إِذَا جَاءَتَ لا يُؤْمِنُون "
خبر مبتدأ منقطعٌ عن الأول.
وقال آخرون منهم:
بل ذلك خطابٌ من الله نبيَّه☀ صلى الله عليه وسلم وأصحابه.
قالوا: وذلك أنّ الذين سألوا رسول☀ الله صلى الله عليه وسلم أن يأتي بآيةٍ, المؤمنون به .
قالوا: وإنما كان سببَ مسألتهم إيّاه ذلك، أن المشركين حَلَفوا أنّ الآية إذا جاءت آمنوا واتبعوا رسول☀ الله صلى الله عليه وسلم,
فقال أصحاب رسول☀ الله صلى الله عليه وسلم: سل يا رسول الله ربك ذلك
فسأل, فأنـزل الله فيهم وفي مسألتهم إياه ذلك:
" قُلْ" للمؤمنين بك يا محمد
"إنما الآيات عند الله وما يشعركم "
أيها المؤمنون بأن الآيات إذا جاءت هؤلاء المشركين بالله، أنهم لا يؤمنون به= ففتحوا " الألف " من " أنّ" .
قوله تبارك وتعالى
وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (110)
القول في تأويل قوله تعالى
وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ
قال أبو جعفر: اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك.
فقال بعضهم: معنى ذلك: لو أنَّا جئناهم بآية كما سألوا، ما آمنوا، كما لم يؤمنوا بما قبلَها أول مرة, لأن الله حال بينهم وبين ذلك :
* ذكر من قال ذلك:
عن ابن عباس قوله
ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة الآية
قال لما جحد المشركون ما أنـزل الله، لم تثبت قلوبهم على شيء، ورُدَّتْ عن كل أمر .
حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله:
ونقلب أفئدتهم وأبصارهم
قال نمنعهم من ذلك، كما فعلنا بهم أول مرة .
وقرأ: كما لم يؤمنوا به أول مرة.
عن مجاهد:
ونقلب أفئدتهم وأبصارهم
قال: نحول بينهم وبين الإيمان ولو جاءتهم كل آية فلا يؤمنون, كما حلنا بينهم وبين الإيمان أول مرة .
* * *
وقال آخرون: معنى ذلك:
ونقلب أفئدتهم وأبصارهم
لو رُدُّوا من الآخرة إلى الدنيا فلا يؤمنون، كما فعلنا بهم ذلك, فلم يؤمنوا في الدنيا .
قالوا: وذلك نظير قوله
وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ سورة الأنعام: 28 .
* ذكر من قال قال ذلك:
عن ابن عباس قال:
أخبر الله سبحانه ما العبادُ قائلون قبل أن يقولوه، وعملهم قبل أن يعملوه.
قال: قول الله تعالى
إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ ۚ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ (14) ...سورة فاطر
قال تعالى
أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ(56) أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (57)أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (58)
...سورة الزمر:
يقول: من المهتدين . فأخبر الله سبحانه أنهم لو رُدُّوا [إلى الدنيا، لما استقاموا] على الهدى،
وقال تعالى
وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ
وقال تبارك وتعالى
" وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (110) " ...سورة الآنعام
قال لو ردوا إلى الدنيا لحيل بينهم وبين الهدى, كما حلنا بينهم وبينه أول مرة وهم في الدنيا .
القول في تأويل قوله تعالى
وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (110)
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: ونذر هؤلاء المشركين الذين أقسموا بالله جهد أيمانهم:
لئن جاءتهم آية ليؤمنن بها عند مجيئها = في تمرُّدهم على الله واعتدائهم في حدوده,
يتردَّدون، لا يهتدون لحق، ولا يبصرون صوابًا,
قد غلب عليهم الخِذْلان، واستحوذ عليهم الشيطانُ ...
نبض القلب .......
اللهم أنزل عليه لطفك أينما ذهب ...
ويسر له الخير كلما طلب ...
وأنرقلبه با لإيمان حيث وثب ...
وشد أزره اذا العزائم فترت ...〽
وآمن روعته إذا السماء إنفطرت...
ويمن متابه إذا الصحف نشرت ...
"اللهم انت الوهاب لا سواك...☝
والمعطي لمن دعاك...
يامن ترانا ولا نراك...
وتعطينا ولا نبلغ ثناك...
اجعل كل ايامه في حسن عبادتك ...
واكرمه بخير الدنيا ونعيم الاخره ...
يامن بيده مقاليد الأمور و الخير كله...
واجعل له في هذا اليوم ...
دعوة مستجابة ...
ومع كل نسمة هواء كربة منزاحة ...
و في كل لحظة قربة و طاعة ...
غفر الله لنا ولكم ولوالينا ...
وللمؤمنين والمؤمنات الاحياء ... والاموات ...
وصل الله وسلم على نبينا محمد☀
واخر دعوانا ان الحمد لله
رب العالمين...
✍....... شريف العطيات