- إنضم
- 30 نوفمبر 2014
- المشاركات
- 4,420
- التفاعل
- 26,567
- النقاط
- 122
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الله – سبحانه وتعالى – " وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَىٰ نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلَا تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ(*) قَالَ سَآوِي إِلَىٰ جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَن رَّحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ"
إنها للحظات عصيبه لمشهد مهيب يشيب له شعر الرأس وتزرف له مقلة العين دمعها ... عندما يحُول موجٌ كالجبال بين أب وابنه ، ليتفرق من بعدها الجمع ، ويتشتت شمل العائلة الواحده ، وليُسدل الستار على نهاية مأساويه وفاجعة مؤلمه لقصه من قصص القرآن الكريم ... لا لنتأثر ببُعدها الإجتماعي والتربوي فحسب ... فللقصه أبعاد أخرى .
فالإبن لم يستجب لنداء الإيمان من قبل ، وأبى أن يركب سفينه الطاعات والصالحات... فأنى له أن يستجيب من بعدُ لنداء الأب الحنون ليركب معه سفينة النجاه ؟ ومع ذلك يرفع الأب النبي أكف الضراعه لربه مدفوعا بغريزة الأبوه والشفقه على ابنه " وَنَادَىٰ نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ" ليأتي الجواب من الله – عز وجل – بسنة وقانون لا يتغير ولا يتبدل " قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ"
إن الله – عز وجل – لا يُجامل أحدا ولا يحابي أحدا ... فلقد عهد – سبحانه وتعالى – إلى البشرية عهدا نصه " أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ" ، فمن أوفي بعهد الله في الدنيا ... كان حقا على الله أن ينجيه ويحفظه وينصره ، لأن الله – سبحانه وتعالى – قال " وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ " ، وقال " وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ " ووصف – سبحانه – أولي الألباب في كتابه فقال " الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلَا يَنقُضُونَ الْمِيثَاقَ " ... ولقد كانت وصية رسول الله – صلى الله عليه وسلم – " احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ احْفَظْ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلْ اللَّهَ وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ "
إن لهذا الكون نواميس وقوانين وسنن ثابته أكدت صحتها كتب التاريخ والأثر ، وإن الله – عز وجل – لن يحفظ أوطانا ومجتمعات لم تحفظ الله في عهده وأخفرت ذمته وتعدت حدوده وهتكت الستر الذي بينها وبين الله – جل جلاله - ... فلقد قال الله – عز وجل – في شأن القرى الهالكه والأمم المثبوره " وَمَا وَجَدْنَا لِأَكْثَرِهِم مِّنْ عَهْدٍ وَإِن وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ "
وإني والله لأعجب من أناس يتعصبون بالباطل لأوطانهم ويتغنون بجيوش بلادهم ويتشدقون بوطنيتهم ... فمثلهم كمثل ابن نوح – عليه سلام – حينما قال بلهجة الواثق " سَآوِي إِلَىٰ جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ" ، وإذا كان المولى – تبارك وتعالى – قد قال في شأن من تولى يوم أحد " إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا " ... فنحن اليوم قد استزلنا الشيطان بالكثير والكثير مما كسبت أيدينا من جبال الذنوب والمعاصي ، والتي نظن واهمين أنها ستعصمنا من أمواج الفتن والكروب والمحن والبلايا العظام التي نعيشها اليوم !!
ولقد قال الله عز وجل – مخاطبا نبيه نوحا – عليه السلام – " فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ" فالجهل كل الجهل أن نخوض فيما ليس لنا به علم من نفخة كاذبه وتفاخر قبيح وجاهليه نتنه ، فالله – عزوجل – هو أعلم بمن أتقى ، وهو سبحانه يُزكي من يشاء .
إن الأمواج اليوم لعاليه ، وإن الرياح لشديدةٌ عاتيه ... وإذا ما ارتفعت الأمواج فلن تبقى فوق سطح الماء سفُن الأوطان التي خرقتها الذنوب والزلات ، وأثقلت حملها المعاصي والشهوات . فلا قداسه ولا حصانه ولا عهد لأحد عند الله سواء كان وطنا أو جيشا أو أمة أو جماعة ... الخ إلا من أتقى الله وآمن وعمل صالحا .
ولو كانت قداسة المكان حصنا حصينا لأهلها لما دنس اليهود فلسطين والمسجد الأقصى في زماننا ، ومن قبلها كان لنا في الحملات الصليبيه معتبر ، ولو كانت بركة الأرض حرزا ونجاه لما وقعت الواقعة في الشام واليمن، ولو كان شرف الزمان سدا منيعا لما سفكت دماء في الأشهر الحرم .
إخواني وأخواتي ... إنني اليوم أكتب لكم هذه الكلمات لأبعث برساله مستحضرا فيها قول شعيب – عليه السلام – لقومه " وَيَا قَوْمِ لَا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَن يُصِيبَكُم مِّثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِّنكُم بِبَعِيدٍ"...فحري بنا اليوم أن نقول (وما سوريا والعراق واليمن وليبيا منا ببعيد ) ... فلنأوي جميعا إلى الله بتوبة نصوح فهو سبحانه الركن الشديد الذى آوى إليه النبيون والصديقون والصالحون من قبلنا ، ولنتخذ من صالح أعمالنا سفنا إذا ما فار التنور والتقى ماء السماء والأرض على أمر قد قدر .
فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الله – سبحانه وتعالى – " وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَىٰ نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلَا تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ(*) قَالَ سَآوِي إِلَىٰ جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَن رَّحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ"
إنها للحظات عصيبه لمشهد مهيب يشيب له شعر الرأس وتزرف له مقلة العين دمعها ... عندما يحُول موجٌ كالجبال بين أب وابنه ، ليتفرق من بعدها الجمع ، ويتشتت شمل العائلة الواحده ، وليُسدل الستار على نهاية مأساويه وفاجعة مؤلمه لقصه من قصص القرآن الكريم ... لا لنتأثر ببُعدها الإجتماعي والتربوي فحسب ... فللقصه أبعاد أخرى .
فالإبن لم يستجب لنداء الإيمان من قبل ، وأبى أن يركب سفينه الطاعات والصالحات... فأنى له أن يستجيب من بعدُ لنداء الأب الحنون ليركب معه سفينة النجاه ؟ ومع ذلك يرفع الأب النبي أكف الضراعه لربه مدفوعا بغريزة الأبوه والشفقه على ابنه " وَنَادَىٰ نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ" ليأتي الجواب من الله – عز وجل – بسنة وقانون لا يتغير ولا يتبدل " قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ"
إن الله – عز وجل – لا يُجامل أحدا ولا يحابي أحدا ... فلقد عهد – سبحانه وتعالى – إلى البشرية عهدا نصه " أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ" ، فمن أوفي بعهد الله في الدنيا ... كان حقا على الله أن ينجيه ويحفظه وينصره ، لأن الله – سبحانه وتعالى – قال " وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ " ، وقال " وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ " ووصف – سبحانه – أولي الألباب في كتابه فقال " الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلَا يَنقُضُونَ الْمِيثَاقَ " ... ولقد كانت وصية رسول الله – صلى الله عليه وسلم – " احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ احْفَظْ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلْ اللَّهَ وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ "
إن لهذا الكون نواميس وقوانين وسنن ثابته أكدت صحتها كتب التاريخ والأثر ، وإن الله – عز وجل – لن يحفظ أوطانا ومجتمعات لم تحفظ الله في عهده وأخفرت ذمته وتعدت حدوده وهتكت الستر الذي بينها وبين الله – جل جلاله - ... فلقد قال الله – عز وجل – في شأن القرى الهالكه والأمم المثبوره " وَمَا وَجَدْنَا لِأَكْثَرِهِم مِّنْ عَهْدٍ وَإِن وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ "
وإني والله لأعجب من أناس يتعصبون بالباطل لأوطانهم ويتغنون بجيوش بلادهم ويتشدقون بوطنيتهم ... فمثلهم كمثل ابن نوح – عليه سلام – حينما قال بلهجة الواثق " سَآوِي إِلَىٰ جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ" ، وإذا كان المولى – تبارك وتعالى – قد قال في شأن من تولى يوم أحد " إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا " ... فنحن اليوم قد استزلنا الشيطان بالكثير والكثير مما كسبت أيدينا من جبال الذنوب والمعاصي ، والتي نظن واهمين أنها ستعصمنا من أمواج الفتن والكروب والمحن والبلايا العظام التي نعيشها اليوم !!
ولقد قال الله عز وجل – مخاطبا نبيه نوحا – عليه السلام – " فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ" فالجهل كل الجهل أن نخوض فيما ليس لنا به علم من نفخة كاذبه وتفاخر قبيح وجاهليه نتنه ، فالله – عزوجل – هو أعلم بمن أتقى ، وهو سبحانه يُزكي من يشاء .
إن الأمواج اليوم لعاليه ، وإن الرياح لشديدةٌ عاتيه ... وإذا ما ارتفعت الأمواج فلن تبقى فوق سطح الماء سفُن الأوطان التي خرقتها الذنوب والزلات ، وأثقلت حملها المعاصي والشهوات . فلا قداسه ولا حصانه ولا عهد لأحد عند الله سواء كان وطنا أو جيشا أو أمة أو جماعة ... الخ إلا من أتقى الله وآمن وعمل صالحا .
ولو كانت قداسة المكان حصنا حصينا لأهلها لما دنس اليهود فلسطين والمسجد الأقصى في زماننا ، ومن قبلها كان لنا في الحملات الصليبيه معتبر ، ولو كانت بركة الأرض حرزا ونجاه لما وقعت الواقعة في الشام واليمن، ولو كان شرف الزمان سدا منيعا لما سفكت دماء في الأشهر الحرم .
إخواني وأخواتي ... إنني اليوم أكتب لكم هذه الكلمات لأبعث برساله مستحضرا فيها قول شعيب – عليه السلام – لقومه " وَيَا قَوْمِ لَا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَن يُصِيبَكُم مِّثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِّنكُم بِبَعِيدٍ"...فحري بنا اليوم أن نقول (وما سوريا والعراق واليمن وليبيا منا ببعيد ) ... فلنأوي جميعا إلى الله بتوبة نصوح فهو سبحانه الركن الشديد الذى آوى إليه النبيون والصديقون والصالحون من قبلنا ، ولنتخذ من صالح أعمالنا سفنا إذا ما فار التنور والتقى ماء السماء والأرض على أمر قد قدر .
فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ