- إنضم
- 15 مارس 2015
- المشاركات
- 336
- التفاعل
- 743
- النقاط
- 102
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وصل اللهم على نبينا محمد واله وصحبه الكرام وسلم تسليما كثيرا
قال☀ صلي الله عليه وسلم:
ما طلعت الشمس علي يوم
أفضل من يوم الجمعة
ففيه خلق آدم وفيه أدخل الجنة❄
وفيه أخرج منها
وفيه تقوم الساعة وفيه ساعة
لا يوافقها عبد مسلم قائم يصلي يسأل الله
شيئا إلا اعطاه اياه ....
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
قال تعالى
۞ (وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً ۚ وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا) (100)
... النساء
....... تفسير ابن كثير
وقوله تبارك
( ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغما كثيرا وسعة )
هذا تحريض على الهجرة ، وترغيب في مفارقة المشركين ،
وأن المؤمن حيثما ذهب وجد عنهم مندوحة وملجأ يتحصن فيه ،
و " المراغم " مصدر ، تقول العرب
راغم فلان قومه مراغما ومراغمة ، قال نابغة بني جعدة .
كطود يلاذ بأركانه عزيز المراغم والمهرب
وقال ابن عباس : " المراغم " :
التحول من أرض إلى أرض . وكذا روي عن الضحاك والربيع بن أنس ، الثوري ،
وقال مجاهد : ( مراغما كثيرا )
يعني متزحزحا عما يكره .
وقال سفيان بن عيينة : ( مراغما كثيرا ) يعني بروجا .
والظاهر - والله أعلم - أنه التمنع الذي يتحصن به ، ويراغم به الأعداء .
قوله
( وسعة )
يعني الرزق . قاله غير واحد ، منهم : قتادة ، حيث قال في قوله :
( يجد في الأرض مراغما كثيرا وسعة )
إي والله ، من الضلالة إلى الهدى ، ومن القلة إلى الغنى .
وقوله
( ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله )
أي ومن خرج من منزله بنية الهجرة ، فمات في أثناء الطريق ، فقد حصل له من الله ثواب من هاجر ،
كما ثبت في الصحيحين وغيرهما من الصحاح والمسانيد والسنن ، من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري عن محمد بن إبراهيم التيمي ، عن علقمة بن وقاص الليثي ، عن عمر بن الخطاب قال :
قال رسول الله ☀صلى الله عليه وسلم : " إنما الأعمال بالنيات ، وإنما لكل امرئ ما نوى ، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله ، فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها ، أو امرأة يتزوجها ، فهجرته إلى ما هاجر إليه " .
وهذا عام في الهجرة وفي كل الأعمال .
ومنه الحديث الثابت في الصحيحين
في الرجل الذي قتل تسعة وتسعين نفسا . ثم أكمل بذلك العابد المائة ، ثم سأل عالما : هل له من توبة
فقال : ومن يحول بينك وبين التوبة
ثم أرشده إلى أن يتحول من بلده إلى بلد آخر يعبد الله فيه ، فلما ارتحل من بلده مهاجرا إلى البلد الآخر ، أدركه الموت في أثناء الطريق ، فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب ،
فقال هؤلاء : إنه جاء تائبا .
وقال هؤلاء : إنه لم يصل بعد .
فأمروا أن يقيسوا ما بين الأرضين فإلى أيتهما كان أقرب كان منها ، فأمر الله هذه أن تقرب من هذه ، وهذه أن تبعد فوجدوه أقرب إلى الأرض التي هاجر إليها بشبر ، فقبضته ملائكة الرحمة .
وفي رواية : أنه لما جاءه الموت ناء بصدره إلى الأرض التي هاجر إليها .
وقال الإمام أحمد : حدثنا يزيد بن هارون ، حدثنا محمد بن إسحاق ، عن محمد بن إبراهيم ، عن محمد بن عبد الله بن عتيك ، عن أبيه عبد الله بن عتيك قال : سمعت رسول الله☀ صلى الله عليه وسلم يقول :
" من خرج من بيته مهاجرا في سبيل الله - ثم قال بأصابعه هؤلاء الثلاث : الوسطى والسبابة والإبهام ، فجمعهن
وقال : وأين المجاهدون - فخر عن دابته فمات فقد وقع أجره على الله ، أو لدغته دابة فمات ، فقد وقع أجره على الله أو مات حتف أنفه ، فقد وقع أجره على الله –
والله إنها لكلمة ما سمعتها من أحد من العرب قبل رسول الله☀ صلى الله عليه وسلم - ومن قتل قعصا فقد استوجب المآب .
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو زرعة ، حدثنا عبد الرحمن بن عبد الملك بن شيبة الحزامي حدثني عبد الرحمن بن المغيرة الحزامي عن المنذر بن عبد الله ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ; أن الزبير بن العوام قال :
هاجر خالد بن حزام إلى أرض الحبشة ، فنهشته حية في الطريق فمات ، فنزلت فيه :
( ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله وكان الله غفورا رحيما )
قال الزبير : فكنت أتوقعه وأنتظر قدومه وأنا بأرض الحبشة ، فما أحزنني شيء حزن وفاته حين بلغني ; لأنه قل أحد ممن هاجر من قريش إلا معه بعض أهله ، أو ذوي رحمه ، ولم يكن معي أحد من بني أسد بن عبد العزى ، ولا أرجو غيره .
وهذا الأثر غريب جدا فإن هذه القصة مكية ، ونزول هذه الآية مدنية ، فلعله أراد أنها أنزلت تعم حكمه مع غيره ، وإن لم يكن ذلك سبب النزول ، والله أعلم .
عن ابن عباس قال :
خرج ضمرة بن جندب إلى رسول الله ☀ صلى الله عليه وسلم ،
فمات في الطريق قبل أن يصل إلى رسول الله☀ صلى الله عليه وسلم فنزلت :
( ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله [ ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله وكان الله غفورا رحيما ) .
عن سعيد بن جبير عن أبي ضمرة بن العيص الزرقي ، الذي كان مصاب البصر ، وكان بمكة فلما نزلت :
( إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة )
فقلت : إني لغني ، وإني لذو حيلة ،
[ قال ] فتجهز يريد النبي☀ صلى الله عليه وسلم
فأدركه الموت بالتنعيم ، فنزلت هذه الآية :
( ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت [ فقد وقع أجره على الله وكان الله غفورا رحيما )
قال الحافظ أبو يعلى : حدثنا إبراهيم بن زياد سبلان ، حدثنا أبو معاوية ، حدثنا محمد بن إسحاق ، عن حميد بن أبي حميد ، عن عطاء بن يزيد الليثي ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله ☀صلى الله عليه وسلم :
" من خرج حاجا فمات ، كتب له أجر الحاج إلى يوم القيامة ، ومن خرج معتمرا فمات ، كتب له أجر المعتمر إلى يوم القيامة ، ومن خرج غازيا في سبيل الله فمات ، كتب له أجر الغازي إلى يوم القيامة " .
وهذا حديث غريب من هذا الوجه .
شريف العطيات