بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وصل اللهم على نبينا محمد واله وصحبه الكرام وسلم تسليما كثيرا
يا كِرَام:
علِّموا أولادكم وناشِئتكم الإسلام الحق، علِّموهم ما كانَ عليهِ الحبيب ﷺ وأصحابه، وحذِّروهم مِن الإسلام النابِت الجديد (إسلام الإعلام)؛ تلكَ نبتةٌ سُقيت بدِلاء أمريكا. فإنهُ سيأتي عليكم زمان تَبحثون فيهِ عَن عالمٍ لَم تُكدر مَشاربه أدران الدُّنيا ليُعلمهم فلا تجدون.
ربُّوهم على الخَشية وتقوى الله. اغرسوا في نفوسِهم مُراقبة خالِقهم؛ فإنَّهم سيَعيشون في زمانٍ يَكون فيه الفسادَ قد انتشر بينَ البشر، ووسائل الشر قد اخترقت البيوت والغُرَف، ولَن يُعصَم من الذُّنوب سوى مُرَاقب علَّام الغيوب.
علِّموهم الفَضيلة ومكَارم الأخلاق؛ فإنهُ سيأتي عليهم زَمان تكون فيهِ الفضيلة مَرْذولة، والرَّذيلة مَقبولة، وإنْ لَم يدفعوا بفضائِلهم رَذائل عالَمهم، جرَفهم ذلكَ النَّهر النتن الذي كانَ بالأمسِ مُسْتنقعا.
درِّسوهم النحو. هرِّتوا أشداقهم بالعربية؛ فإنهُ قادمٌ لا مَحالة عليهم زمانٌ يكون الناطق فيهِ بالعربية أندر مِن الكِبريت الأَحمر. زمانٌ يُفاخر فيه العربي بلغةِ الغَرْب في الأكلِ والشُرب. زمانٌ سادَ فيه باقِل، وذل سحبان وائل.
حفِّظوهم القرآن، وعوِّدوهم على سماعِه؛ فإنَّهُ سيأتي عليهم زَمان تكون فيهِ الموسيقى في كُلِّ مكان؛ فِي المدرسة، في السوق، في المطعم، فِي الشارع. احموهم بآياتِ الرَّحمن مِن مَعازف الشيْطَان.
عزِّزوا في نفوسِهم اليَقين، والإيمان بربِّ العالَمين. ساعدوهم على الرَّبطِ بينَ العِلم والإيمان؛ فإنَّهُ سيَأتي عليهم زَمان تطغى عليه المادة، ويُعبد فيه العِلم التجريبي، فيكون عالَم الفيزياء المُلحد، أحبّ إلى النَّفسِ مِن جَاهل الريف المؤمن.
رسِّخوا في عقولهم هذهِ القاعدة: «الباطل وإنْ كثُر أتباعه لا يكون حقّا، والحق وإن قل أتباعه لا يكون باطلا». راية الحق قائمة بذاتها وإن لَم يَرفعها أحد، وراية الباطل ساقطة بذاتها وإن رفعها كل أحد. فإنه سيأتي عليهم زمان تكون فيه السَّطوة للباطل، ولكنه سيضمحل. أسرَّ إلي التاريخ بهذا.
بيِّنوا لهم أنَّ المرء بحَسبهِ لا بنسبه، وبفضيلتهِ لا بفصيلته، وبآدابهِ لا بثيابه. ازرعوا الأدب والاحترام في أرواحِهم؛ فإنهُ سيأتي عليهم زمان يَكون فيه الأدب مُستغرب، والمؤدب صاحِب الأخلاق والقِيَم مُلفتًا للنظر!
.
﴿فَستَذكرُون مَا أقولُ لكُمْ ۚوأُفوِّضُ أَمرِي إلى الله ۚ﴾
أعلَمُ أنَّ غالب القُرَّاء ضاقوا بهذهِ السوداوية، والظلام المُغيِّم فوقَ هذهِ الكلمات ،وإني أعترفُ بأنها شيءٌ انفلتَ مني، ولكنِّي أذكركم؛ ظُلَمة غار حراء خرجَ منها مُحمد ﷺ، وظُلمة بطن الحوت خرجَ منها يونس، وظُلمة غيَابة الجُب خرجَ منها يوسُف.
ولعلّه مِن المناسب -هُنا- ذكر ما قاله بيغوڤيتش عندما هربت روحه إلى الحرية بينما لا يزال جَسده مقيِّدًا في سجن ڤوتشا، يقول: «ثَمَّة بعضُ المفارقات. فلو لَم يوجد الليل، لحُرمنا من المشهد الرائِع للسماء المرصعة بالنجوم. وهكذا، يُجرِّدنا الضوء مِن الرؤية، ويساعدنا الظلام على أن نرى».
.
.
منقول عن ( فهد ) والفضل لأهله ينسب.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وصل اللهم على نبينا محمد واله وصحبه الكرام وسلم تسليما كثيرا
يا كِرَام:
علِّموا أولادكم وناشِئتكم الإسلام الحق، علِّموهم ما كانَ عليهِ الحبيب ﷺ وأصحابه، وحذِّروهم مِن الإسلام النابِت الجديد (إسلام الإعلام)؛ تلكَ نبتةٌ سُقيت بدِلاء أمريكا. فإنهُ سيأتي عليكم زمان تَبحثون فيهِ عَن عالمٍ لَم تُكدر مَشاربه أدران الدُّنيا ليُعلمهم فلا تجدون.
ربُّوهم على الخَشية وتقوى الله. اغرسوا في نفوسِهم مُراقبة خالِقهم؛ فإنَّهم سيَعيشون في زمانٍ يَكون فيه الفسادَ قد انتشر بينَ البشر، ووسائل الشر قد اخترقت البيوت والغُرَف، ولَن يُعصَم من الذُّنوب سوى مُرَاقب علَّام الغيوب.
علِّموهم الفَضيلة ومكَارم الأخلاق؛ فإنهُ سيأتي عليهم زَمان تكون فيهِ الفضيلة مَرْذولة، والرَّذيلة مَقبولة، وإنْ لَم يدفعوا بفضائِلهم رَذائل عالَمهم، جرَفهم ذلكَ النَّهر النتن الذي كانَ بالأمسِ مُسْتنقعا.
درِّسوهم النحو. هرِّتوا أشداقهم بالعربية؛ فإنهُ قادمٌ لا مَحالة عليهم زمانٌ يكون الناطق فيهِ بالعربية أندر مِن الكِبريت الأَحمر. زمانٌ يُفاخر فيه العربي بلغةِ الغَرْب في الأكلِ والشُرب. زمانٌ سادَ فيه باقِل، وذل سحبان وائل.
حفِّظوهم القرآن، وعوِّدوهم على سماعِه؛ فإنَّهُ سيأتي عليهم زَمان تكون فيهِ الموسيقى في كُلِّ مكان؛ فِي المدرسة، في السوق، في المطعم، فِي الشارع. احموهم بآياتِ الرَّحمن مِن مَعازف الشيْطَان.
عزِّزوا في نفوسِهم اليَقين، والإيمان بربِّ العالَمين. ساعدوهم على الرَّبطِ بينَ العِلم والإيمان؛ فإنَّهُ سيَأتي عليهم زَمان تطغى عليه المادة، ويُعبد فيه العِلم التجريبي، فيكون عالَم الفيزياء المُلحد، أحبّ إلى النَّفسِ مِن جَاهل الريف المؤمن.
رسِّخوا في عقولهم هذهِ القاعدة: «الباطل وإنْ كثُر أتباعه لا يكون حقّا، والحق وإن قل أتباعه لا يكون باطلا». راية الحق قائمة بذاتها وإن لَم يَرفعها أحد، وراية الباطل ساقطة بذاتها وإن رفعها كل أحد. فإنه سيأتي عليهم زمان تكون فيه السَّطوة للباطل، ولكنه سيضمحل. أسرَّ إلي التاريخ بهذا.
بيِّنوا لهم أنَّ المرء بحَسبهِ لا بنسبه، وبفضيلتهِ لا بفصيلته، وبآدابهِ لا بثيابه. ازرعوا الأدب والاحترام في أرواحِهم؛ فإنهُ سيأتي عليهم زمان يَكون فيه الأدب مُستغرب، والمؤدب صاحِب الأخلاق والقِيَم مُلفتًا للنظر!
.
﴿فَستَذكرُون مَا أقولُ لكُمْ ۚوأُفوِّضُ أَمرِي إلى الله ۚ﴾
أعلَمُ أنَّ غالب القُرَّاء ضاقوا بهذهِ السوداوية، والظلام المُغيِّم فوقَ هذهِ الكلمات ،وإني أعترفُ بأنها شيءٌ انفلتَ مني، ولكنِّي أذكركم؛ ظُلَمة غار حراء خرجَ منها مُحمد ﷺ، وظُلمة بطن الحوت خرجَ منها يونس، وظُلمة غيَابة الجُب خرجَ منها يوسُف.
ولعلّه مِن المناسب -هُنا- ذكر ما قاله بيغوڤيتش عندما هربت روحه إلى الحرية بينما لا يزال جَسده مقيِّدًا في سجن ڤوتشا، يقول: «ثَمَّة بعضُ المفارقات. فلو لَم يوجد الليل، لحُرمنا من المشهد الرائِع للسماء المرصعة بالنجوم. وهكذا، يُجرِّدنا الضوء مِن الرؤية، ويساعدنا الظلام على أن نرى».
.
.
منقول عن ( فهد ) والفضل لأهله ينسب.
التعديل الأخير: