حذر الدكتور محمد الحداد من تكرار زلزال 1967 الذى ضرب
جدة صبيحة يوم الخميس 3/8/1967م الموافق 26/4/1387ه بقوة 6.7 ريختر، وقال الحداد في بحثه العلمي الذي نشر العام 1994م بعنوان " تقييم أخطار الزلازل ومعايير التصميم في السعودية": تشير كل الدراسات الزلزالية إلى أنه من المتوقع تكرار حدوث زلزال 1967 مرة أخرى، خصوصا أن
جدةتقع في منطقة نشطة زلزاليا، كما أن أقصى قوة متوقع حدوثها قد تصل إلى سبع درجات ريختر، وأورد الدكتور الحداد الأسباب التى يمكن أن تؤدى إلى تكرار الزلزال بقوله " البحر الأحمر هو عبارة عن فالق يفصل بين الصفيحتين العربية والأفريقية، وهاتان الصفيحتان في حركة وتباعد مستمرين؛ لذا فإن المنطقة التي على ضفاف البحر الأحمر تتأثر بحركة أرضية مستمرة، كما أن جزءا كبيرا من شواطئ
جدة تم ردمه خلال العقود الثلاثة الماضية، فالشريط الغربي وبعرض يتراوح بين كيلو متر إلى ثلاثة كيلومترات، هي أراض مردومة، ومنسوب المياه الجوفية بلغ في بعض الأحياء إلى مستوى سطح الأرض بسبب الإهمال في تنفيذ مشاريع الصرف الصحي، وفي حالة تكرار الزلزال لا سمح الله، ستحدث ظاهرة طبيعية تسمى ب«الإماعة» أو Liquefaction وهي ظاهرة تحدث أثناء حصول الزلزال في التربة الضعيفة المشبعة بالمياه كما هي عليه تربة
جدةالآن، وخصوصا المردومة منها، إذ ستتحول التربة من مادة صلبة إلى مادة سائلة نتيجة تولد قوة جديدة ناتجة من إنفجار المياه الموجودة بين حبيبات التربة " ويضيف الحداد " لقد أجريت شخصيا دراسات وأبحاثا في السلوك الزلزالي لأرصفة ميناء
جدة، بحكم عملي وإختصاصي، وخلال فترة الدراسة انهارت أرصفة الميناء بسبب إماعة تربة الردم الخلفي التي سببتها الهزة المتوقعة، وكان حجم الإنهيار أكبر بثلاثة أضعاف مقارنة بما حدث لأرصفة ميناء كوبي في
اليابانالذي دمر بسبب زلزال (كوبي) الشهير عام 1995م كما دمرت
المدينة آنذاك بالكامل"
يقول الدكتور الحداد " من خلال خبرتي العملية، لم ألحظ حتى الآن إهتماما يذكر من أمانة
جدة أو غيرها من أمانات المدن السعودية التي تقع في مناطق نشطة زلزاليا، كما أن الدليل للبناء المقاوم للزلازل الذي أصدرته وزارة الشؤون البلدية غير مفعل وغير محدث.