- إنضم
- 10 سبتمبر 2013
- المشاركات
- 79
- التفاعل
- 102
- النقاط
- 37
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
مع تطاول الزمان اندثرت كثير من معالم الرشاد , وانحرفت وشوهت , من ذلك أن مجالس الوعظ والتذكير إنما كانت مجالس متأسين فيها بقدوتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين طلب من ابن مسعود رضي الله عنه أن يقرأ عليه القرآن , فيجلسون مجلس ويطلب من احدهم ان يقرأ القرآن مهتمين بفواتح السور واكمالها إن امكن لا الاجتزاء من اواسطها كما يفعل البعض فصدور السور وخواتمها لها معاني عظيمه ودروس لما تحتويه السورة من آيات , خلاف مجالس الحفلات التي يقيمها الناس اليوم والمسابقات وتوزيع المنشورات وربما ضيف لها لهو وانشد وإنما يستعطفون الناس بالترانيم والآهات الحزينة واجوافهم خاوية من العلم واليقين .
ومن هذا المجلس مجلس تلقين القرآن واقراءه , فكان السلف ياخذونه خمس آيات أو عشر آيات ويجعلون المتعلم يتحملها ولا يحبذون التعحل في أخذ القرآن حتى يفقه ويعمل ويينزل الآيات منازلها وينغرس في المتعلم حلية العلماء وهي الحلم والاناة .
اضف إلى هذه المجالس مجالس اقراء السنن الوحي الثاني فكانت مجردة من كلام الناس الذي ربما كان تحريف لها بقصد أو بغير قصد , وإنما كان المرتكز هو العالم الملقن فهو يصحح ويعرب ما يشكل على الطالب من كلام , وكان السلف يكرهون التفسير الذي استرسل فيه من بعدهم وذلك لكمال علمهم فهم أقل كلام ممن خلفهم وهم الاكمل منهم فالتفسير قول في الدين وعندما كانوا اتقى لله تركوه فإن الله يجعل الفقه في قلوب العباد متفاوت ولو كان سماعهم واحد فاصل الفهم والعقل عن الله ورسوله منحة ربانية , وحين احدث الناس الكلام والتفسير تركوا نص الوحي واختصموا فيما احدثوه من اصطلاح وعبارات وما حرروه من مقولات , وقد اوصاهم نبييهم بخلاف ما خاضوا فيه قال علليه الصلاة والسلام : ذروني ما تركتكم عليه فإنما اهلك من كان قبلكم كثرة سؤالهم واختلافهم على انبياءهم .
فهذه المجالس التي يقوم بها علماء الحق أهل الأثر والسمت النبوي إنما هي تلاوة للوحي الثاني والسنن بلا تمطيط وكثرة كلام للناس واظهرار واستعراض الخلاف , فاصل العلم التذكير بالوحي بهذه الطريقة ونشر السنن فتنزل البركة والرحمة ويذهب الخلاف والشقاق وتذهب حضوض النفس في العالم والمتعلم من العجب والتكبر , ويخلصون القصد ويرون ربهم من انفسهم خيرا بأنهم ما أرادوا إلا اتباع الوحي بتجرد واخلاص فتشع مصابيح الهداية وتظهر انوارها في الوجوه وتنزل السكينة وتمتلئ القلوب حلما وعلما .
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد
وبه نستعين
مع تطاول الزمان اندثرت كثير من معالم الرشاد , وانحرفت وشوهت , من ذلك أن مجالس الوعظ والتذكير إنما كانت مجالس متأسين فيها بقدوتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين طلب من ابن مسعود رضي الله عنه أن يقرأ عليه القرآن , فيجلسون مجلس ويطلب من احدهم ان يقرأ القرآن مهتمين بفواتح السور واكمالها إن امكن لا الاجتزاء من اواسطها كما يفعل البعض فصدور السور وخواتمها لها معاني عظيمه ودروس لما تحتويه السورة من آيات , خلاف مجالس الحفلات التي يقيمها الناس اليوم والمسابقات وتوزيع المنشورات وربما ضيف لها لهو وانشد وإنما يستعطفون الناس بالترانيم والآهات الحزينة واجوافهم خاوية من العلم واليقين .
ومن هذا المجلس مجلس تلقين القرآن واقراءه , فكان السلف ياخذونه خمس آيات أو عشر آيات ويجعلون المتعلم يتحملها ولا يحبذون التعحل في أخذ القرآن حتى يفقه ويعمل ويينزل الآيات منازلها وينغرس في المتعلم حلية العلماء وهي الحلم والاناة .
اضف إلى هذه المجالس مجالس اقراء السنن الوحي الثاني فكانت مجردة من كلام الناس الذي ربما كان تحريف لها بقصد أو بغير قصد , وإنما كان المرتكز هو العالم الملقن فهو يصحح ويعرب ما يشكل على الطالب من كلام , وكان السلف يكرهون التفسير الذي استرسل فيه من بعدهم وذلك لكمال علمهم فهم أقل كلام ممن خلفهم وهم الاكمل منهم فالتفسير قول في الدين وعندما كانوا اتقى لله تركوه فإن الله يجعل الفقه في قلوب العباد متفاوت ولو كان سماعهم واحد فاصل الفهم والعقل عن الله ورسوله منحة ربانية , وحين احدث الناس الكلام والتفسير تركوا نص الوحي واختصموا فيما احدثوه من اصطلاح وعبارات وما حرروه من مقولات , وقد اوصاهم نبييهم بخلاف ما خاضوا فيه قال علليه الصلاة والسلام : ذروني ما تركتكم عليه فإنما اهلك من كان قبلكم كثرة سؤالهم واختلافهم على انبياءهم .
فهذه المجالس التي يقوم بها علماء الحق أهل الأثر والسمت النبوي إنما هي تلاوة للوحي الثاني والسنن بلا تمطيط وكثرة كلام للناس واظهرار واستعراض الخلاف , فاصل العلم التذكير بالوحي بهذه الطريقة ونشر السنن فتنزل البركة والرحمة ويذهب الخلاف والشقاق وتذهب حضوض النفس في العالم والمتعلم من العجب والتكبر , ويخلصون القصد ويرون ربهم من انفسهم خيرا بأنهم ما أرادوا إلا اتباع الوحي بتجرد واخلاص فتشع مصابيح الهداية وتظهر انوارها في الوجوه وتنزل السكينة وتمتلئ القلوب حلما وعلما .
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد
التعديل الأخير: